الرد على جهل الوهابية في تضعيف حديث يا عباد الله أعينوا
الرد علي جهل الوهابية في تضعيف حديث يا عباد الله أعينوا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وممن لم ينخدع بتمويه أحداث الأسنان سفهاء الأحلام الذين يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم, وبعد؛
حديث يا عباد الله أعينوا
روي البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا بلفظ:
(إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني).
وفي هذا الحديث دلاله على الاستغاثة بالمخلوقات التي لا نراها فسببها الله تعالى للمؤمنين ونتوسل بها إلى الله في تحقيق المراد كالملائكة ويقاس عليها أرواح الصالحين.
الرد علي شبهات الوهابية في حديث يا عباد الله أعينوني
الشبهة الاولي
يقول الوهابية هذا الحديث إسنادة ضعيف لوجود أسامة بن زيد.
الرد:-
نقول لهم هذه الرواية عن البزار بإسناد اخر مرفوعا.
حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح
عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث
فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو من رجال مسلم.
الحديث مسلسل بالثقات وأسامة حديثة حسن وهذه الرواية غير رواية الامام الطبراني وغيره.
ذكرا الحافظ ابن حجر العسقلاني في المرتبة الخامسة من مراتب التعديل وهي من يقبل حديثة فقال
قال الحافظ في التقريب (317) " صدوق يهم "
وقال الحافظ في مقدمة التقريب
الخامسة: من قصر عن الرابعة قليلاً، وإليه الإشارة بـ: صدوق سيء الحفظ، أو صدوق يهم، أو له أوهام، أو يخطئ، أو تغير بأخرة. ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة كالتشيع والقدر والنصب والإرجاء والتجهم، مع بيان الداعية من غيره.) انتهي
ومعلوم أن صاحب البدعة يقبل حديثه مادام ضابطاً له، مالم يكن داعية كما هو قول كثير
من أهل الحديث، و ما لم يكن مرويه مما ينصر بدعته، كما هو قول آخرين من أهل الحديث.
وأصحاب هؤلاء المرتبة يحسن حديثهم لذاته كما هو نص البقاعي-تلميذ ابن حجر-
امثلة من اقوال الامام ابن حجر العسقلاني علي ذلك:-
قال الحافظ في الفتح (13/ 187) لما بين خلاف الأئمة في حال عبدالرحمن بن أبي الزناد:
(فيكون غاية أمره أنه (مختلف فيه) فلا يتجه الحكم بصحة ما ينفرد به، بل غايته أن يكون حسناً).
_ وقال في النكت (1/ 464):
(ورواته ثقات إلا أن هشام بن سعد قد ضعف من قبل حفظه، وأخرج له مسلم، فحديثه في رتبة الحسن .. ).
فانظر كيف جعل حديثه حسناً لما تعارض عنده تضعيف بعض الأئمة له مع إخراج مسلم
له في صحيحه.
وقد قال عن هشام بن سعد في التقريب (صدوق له أوهام).
وممن قرر هذا الفهم من المعاصرين قال الشيخ أحمد شاكر في الباعث الحثيث:
(والدرجات من بعد الصحابة:
فما كان من الثانية والثالثة فحديثه صحيح من الدرجة الأولى، وغالبه في الصحيحين.
وما كان من الدرجة الرابعة فحديثه صحيح من الدرجة الثانية، وهو الذي يحسنه الترمذي ويسكت عنه أبوداود.
وما بعدها فمردود إلا إذا تعددت طرقه.
فما كان من الدرجة الخامسة والسادسة فيتقوى بذلك ويصير حسناً لغيره.
وما كان من السابعة إلى آخرها فضعيف على اختلاف درجات الضعف من المنكر إلى الموضوع)
و اسامة بن زيد الليثي وهو من رجال مسلم اخرج له الإمام مسلم في صحيحة وروى له البخاري معلقاً وأصحاب السنن.
فقول الائمة عن الراوي: (صدوق له أوهام) أو (صدوق يهم).
من المعلوم أن الوهم جائز على الإنسان، ولا يقدح بالوهم اليسير في ضبط الراوي لأنه لا يسلم أحد من ذلك.
فإذا كان ما يقع في حديث الراوي من السهو والخطأ ليس كثيرا فإن ذلك لا يمنع من قبول خبره والاحتجاج بحديثه في قول جمهور الأئمة الحفاظ.
واسامة بن الليث أخرج له مسلم وأصحاب السنن.
بل نري ماذا قال الالباني في هذا الحديث ونقول لهم من باب من فمك ندينك.
قال الالباني (و بعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " (ص 303): حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح
عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: و هذا
إسناد حسن كما قالوا، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو من رجال مسلم
السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 109
وهذا الحديث له شواهد يحسن بها كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.
والروايات الاخري والتي لم نستند اليها.
روى الطبراني وأبو يعلى في مسنده وابن السني في عمل اليوم والليلة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله» إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم «.
وفي رواية أخرى لهذا الحديث:» إذا ضل أحدكم شيئا، أو أراد أحدكم غوثا، وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل:» يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني، فإن لله عبادا لا نراهم «
رواها الطبراني في الكبير وقال بعد ذلك: وقد جُرب ذلك
الطبراني ح 10518 (10/217)، وأبو يعلي ح 5269 (9/177)
ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في كتاب الدعاء (10/ 424،425):
حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله صلَّى الله عليه و آله و سلَّم قال: "إذا نفرت دابة أحدكم أو بعيره بفلاةٍ من الأرض لا يرى بها أحداً فليقل: أعينوني عباد الله، فإنه سيعان"
وهذه الروايات الاخري ضعيفة لوجود معروف بن حسان وهو ضعيف ولانة وفي السند انقطاع بين ابن بريدة وابن مسعود
ومع ذلك فللحديث هنا في هذه الروايات شواهد ترفعه من الضعف إلى الحسن المقبول المعمول به
فقد أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس أيضاً - لكنه موقوف - من طريق جعفر بن عون ثنا أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس به.
ومثل ما ذكرناه ما أخرجه البزار في مسنده (كشف الأستار:4/ 33 - 34):
حدثنا موسى بن إسحاق، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلَّى الله عليه و آله و سلَّمقال: "إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد الله"
وهو حديث صحيح لا غبار عليه فرجالة ثقات.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 132): رواه البزار ورجاله ثقات اهـ.
قال الحافظ في تخريج الأذكار (شرح ابن علان 5/ 151) حسن الإسناد غريب جداً،
(واقتصار الحافظ على تحسينه هنا سببه وجود أسامة بن زيد الليثي في إسناده فقد اختلف فيه)
و حسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج بأذكار المسافر والحاج"
وحسنة الامام احمد ابن حنبل كما ورد عنه العمل به كما جاء
في المسائل " (217) و البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2)
وابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح.
وحسنة الامام النووي في كتاب أذكار المسافر: باب ما يقول إذا انفلتت دابته:
(ص 331 من طبعة دار الفكر دمشق بتحقيق أحمد راتب حموش)
بل حسنة الالباني شيخ الوهابية فقال:
بعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " (ص 303): حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح
عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: و هذا
إسناد حسن كما قالوا، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو من رجال مسلم
السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 109
الشبهة الثانية
ان الائمة ردودا هذا الحديث لانه يخالف الشرع!!
الرد:-
نقول لهم من رد هذا الحديث من الائمة أسردوا لنا الاسماء.!!!
وقد مر بنا من حسنة من الحفاظ والمحدثين فمن رد الحديث يا قوم؟؟
فتعنت الوهابية جعلهم يكذبون علي الله ورسولة ويخترعون اقوال جديده في علم مصطلح الحديث.
ولله در الحافظ العسقلانى إذ يقول فى النكت
(صحة الحديث وحسنه ليس تابعاً لحال الراوي فقط بل لأمور تنضم إلى ذلك من المتابعات والشواهد، وعدم الشذوذ والنكارة)
النكت 1/ 4045
فالحديث حسن بحمد الله وفضله ولا يحكم عليها بالوضع ولا النكاره ابدا
فحديث البزار حسن لذاتة وحسنة جل العلماء ولا يقدح فيه ما تقولون.
وقد راينا من حسنة من الائمة الاعلام وعمل به وجربة فهل هؤلاء خالفوا الشرع وهل هم مشركون في نظركم.
فهذا الحديث حتي أذا قلنا جدلا بضعفة كما تقولون فالحديث أيضا يتقوي بعمل الامة به كما صرح الامة الاعلام.
قال الحافظ البيهقي في السنن الكبرى (3/ 52) بعد أن روى حديث صلاة التسبيح ما نصه: وكان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض وفيه تقوية للحديث المرفوع. اهـ.
ونحوه لشيخه الحاكم في المستدرك (1/ 320)
الشبهة الثالثة:
إن هذا الحديث يناقض التوحيد وانة وسيلة للشرك ومخالف للكتاب والسنة.
ويثني عن دعاء الله الي دعاء عباد الله وهذا فساد في الفطرة والدين والعقل
الرد:-
ولنذكر لكم ثانيا من عمل بالحديث من السلف الصالح وأئمة الاسلام وهل يتهمهم القوم بان عندهم فساد في الفطرة والدين والعقل وهل ناقصوا التوحيد واتخذوا الحديث وسيلة للشرك والعياذ بالله
وهذا مع ان الحديث حسن علي الاقل كما وضحنا.
•---------------------------------•
سيدنا ابن عباس
روي حديث يا عباد الله أعينوا لمن بعده ولم يعتبرها شركا
•---------------------------------•
الامام احمد بن حنبل
فقال ابنه عبد الله في " المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] و ثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق. أو كما قال أبي.
ورواه ايضا بسند صحيح
البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) و
ابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله
وذكرها ابن مفلح في الاداب الشرعية.
بل الالباني صحح ما ورد عن الامام احمد ابن حنبل فقال
في السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 109)
يبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه، لأنه قد عمل به، فقال ابنه عبد الله "الحديث"
المسائل " (217):
و رواه البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2)
ابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح.
•---------------------------------•
عمل الامام الطبراني بحديث يا عباد الله أعينوا
رواه الطبراني في الكبير باسناد ضعيف غير رواية البزار وقال بعد ذلك: وقد جُرب ذلك
(قام بتجربتة والعمل به)
•---------------------------------•
الحافظ الهيثمي
قال الحافظ الهيثمي عن الحديث في المجمع (10/ 32) رجاله ثقات. وزاد الحافظ الهيثمي مؤكدا على رواية الطبراني مقرا قوله: وقد جرب ذلك
•---------------------------------•
عمل الامام النووي بالحديث
ذكر الإمام النووي في الأذكار في كتاب أذكار المسافر: باب ما يقول إذا انفلتت دابته:
(ص 331 من طبعة دار الفكر دمشق بتحقيق أحمد راتب حموش) ما نصه:
روينا في كتاب ابن السني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا فان لله عز وجل حاضرا سيحبسه).
قلت: حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له دابة أظنها بغلة وكان يعرف هذا الحديث، فقاله، فحبسها الله عليهم في الحال. وكنت أنا مرة مع جماعة فانفلتت منها بهيمة وعجزوا عنها فقلته: فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام.
انتهى كلام الإمام الحافظ النووي من الأذكار.
•---------------------------------•
الامام البيهقي
اخرجة في شعب الايمان ونقل قصة استغاثة الامام احمد ابن حنبل يا عباد الله دلونا على الطريق
•---------------------------------•
الامام السيوطي
حيث ذكر في الحبائك في اخبار الملائك ص 110
فصل الملائكة الموكلون بورق الشجر
وذكر الحديث وقال في النهاية فانه يعان ان شاء الله
•---------------------------------•
وذكرة مستندا عليه الامام الرازي في تفسيرة الكير
تفسير سورة القرة اية 30
•---------------------------------•
الامام السخاوي
حسنة وجاء به في كتابة الابتهاج في أذكار المسافر والحاج
•---------------------------------•
ابن تيمية
ذكر ذلك ابن تيمية في الكلم الطيب ولم يعتبره من الكلم الخبيث
الكلم الطيب (98) حديث (177)
•---------------------------------•
الامام البزار
فقد اخرجة في كشف الاستار كما ذكرنا
•---------------------------------•
ابن أبي شيبة
حيث اخرجة في المصنف في كتاب الدعاء فهو من الدعاء الطيب عنه
•---------------------------------•
والخلاصة
أن للناقد مسلكين في تقوية هذا الحديث:
أحدهما: تقويته بالشواهد فيصير حسناً، ولا ريب في ذلك.
ثانيهما: تقويته بعمل الأمة به.
وأحد المسلكين أقوى من الآخر.
ولو فرضنا جدلا أن هذا الحديث الحسن موضوع فكيف يجوز علماء الأمة وأهل الحديث هذا الأمر ويقولون: وجد جرب ذلك
ويعمل به جل الحفاظ والائمة الا علام؟؟؟
وفي النهاية نقول وفي هذا الحديث يتكرر الإذن بالإستغاثة بالمخلوقات مع أن الاستغاثة بهم من قبيل المجاز وطلب العون فيما يقدرون عليه والله هو الذي أقدرهم عليه وليس من الشرك في شيء وقد عمل به جل الائمة كما وضحنا فهل وقعوا في الشرك عند الوهابية اللهم إلا أذا كان شرك أتباع محمد ابن عبدالوهاب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وممن لم ينخدع بتمويه أحداث الأسنان سفهاء الأحلام الذين يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم, وبعد؛
حديث يا عباد الله أعينوا
روي البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا بلفظ:
(إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني).
وفي هذا الحديث دلاله على الاستغاثة بالمخلوقات التي لا نراها فسببها الله تعالى للمؤمنين ونتوسل بها إلى الله في تحقيق المراد كالملائكة ويقاس عليها أرواح الصالحين.
الرد علي شبهات الوهابية في حديث يا عباد الله أعينوني
الشبهة الاولي
يقول الوهابية هذا الحديث إسنادة ضعيف لوجود أسامة بن زيد.
الرد:-
نقول لهم هذه الرواية عن البزار بإسناد اخر مرفوعا.
حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح
عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث
فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو من رجال مسلم.
الحديث مسلسل بالثقات وأسامة حديثة حسن وهذه الرواية غير رواية الامام الطبراني وغيره.
ذكرا الحافظ ابن حجر العسقلاني في المرتبة الخامسة من مراتب التعديل وهي من يقبل حديثة فقال
قال الحافظ في التقريب (317) " صدوق يهم "
وقال الحافظ في مقدمة التقريب
الخامسة: من قصر عن الرابعة قليلاً، وإليه الإشارة بـ: صدوق سيء الحفظ، أو صدوق يهم، أو له أوهام، أو يخطئ، أو تغير بأخرة. ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة كالتشيع والقدر والنصب والإرجاء والتجهم، مع بيان الداعية من غيره.) انتهي
ومعلوم أن صاحب البدعة يقبل حديثه مادام ضابطاً له، مالم يكن داعية كما هو قول كثير
من أهل الحديث، و ما لم يكن مرويه مما ينصر بدعته، كما هو قول آخرين من أهل الحديث.
وأصحاب هؤلاء المرتبة يحسن حديثهم لذاته كما هو نص البقاعي-تلميذ ابن حجر-
امثلة من اقوال الامام ابن حجر العسقلاني علي ذلك:-
قال الحافظ في الفتح (13/ 187) لما بين خلاف الأئمة في حال عبدالرحمن بن أبي الزناد:
(فيكون غاية أمره أنه (مختلف فيه) فلا يتجه الحكم بصحة ما ينفرد به، بل غايته أن يكون حسناً).
_ وقال في النكت (1/ 464):
(ورواته ثقات إلا أن هشام بن سعد قد ضعف من قبل حفظه، وأخرج له مسلم، فحديثه في رتبة الحسن .. ).
فانظر كيف جعل حديثه حسناً لما تعارض عنده تضعيف بعض الأئمة له مع إخراج مسلم
له في صحيحه.
وقد قال عن هشام بن سعد في التقريب (صدوق له أوهام).
وممن قرر هذا الفهم من المعاصرين قال الشيخ أحمد شاكر في الباعث الحثيث:
(والدرجات من بعد الصحابة:
فما كان من الثانية والثالثة فحديثه صحيح من الدرجة الأولى، وغالبه في الصحيحين.
وما كان من الدرجة الرابعة فحديثه صحيح من الدرجة الثانية، وهو الذي يحسنه الترمذي ويسكت عنه أبوداود.
وما بعدها فمردود إلا إذا تعددت طرقه.
فما كان من الدرجة الخامسة والسادسة فيتقوى بذلك ويصير حسناً لغيره.
وما كان من السابعة إلى آخرها فضعيف على اختلاف درجات الضعف من المنكر إلى الموضوع)
و اسامة بن زيد الليثي وهو من رجال مسلم اخرج له الإمام مسلم في صحيحة وروى له البخاري معلقاً وأصحاب السنن.
فقول الائمة عن الراوي: (صدوق له أوهام) أو (صدوق يهم).
من المعلوم أن الوهم جائز على الإنسان، ولا يقدح بالوهم اليسير في ضبط الراوي لأنه لا يسلم أحد من ذلك.
فإذا كان ما يقع في حديث الراوي من السهو والخطأ ليس كثيرا فإن ذلك لا يمنع من قبول خبره والاحتجاج بحديثه في قول جمهور الأئمة الحفاظ.
واسامة بن الليث أخرج له مسلم وأصحاب السنن.
بل نري ماذا قال الالباني في هذا الحديث ونقول لهم من باب من فمك ندينك.
قال الالباني (و بعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " (ص 303): حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح
عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: و هذا
إسناد حسن كما قالوا، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو من رجال مسلم
السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 109
وهذا الحديث له شواهد يحسن بها كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.
والروايات الاخري والتي لم نستند اليها.
روى الطبراني وأبو يعلى في مسنده وابن السني في عمل اليوم والليلة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله» إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم «.
وفي رواية أخرى لهذا الحديث:» إذا ضل أحدكم شيئا، أو أراد أحدكم غوثا، وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل:» يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني، فإن لله عبادا لا نراهم «
رواها الطبراني في الكبير وقال بعد ذلك: وقد جُرب ذلك
الطبراني ح 10518 (10/217)، وأبو يعلي ح 5269 (9/177)
ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف في كتاب الدعاء (10/ 424،425):
حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله صلَّى الله عليه و آله و سلَّم قال: "إذا نفرت دابة أحدكم أو بعيره بفلاةٍ من الأرض لا يرى بها أحداً فليقل: أعينوني عباد الله، فإنه سيعان"
وهذه الروايات الاخري ضعيفة لوجود معروف بن حسان وهو ضعيف ولانة وفي السند انقطاع بين ابن بريدة وابن مسعود
ومع ذلك فللحديث هنا في هذه الروايات شواهد ترفعه من الضعف إلى الحسن المقبول المعمول به
فقد أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس أيضاً - لكنه موقوف - من طريق جعفر بن عون ثنا أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس به.
ومثل ما ذكرناه ما أخرجه البزار في مسنده (كشف الأستار:4/ 33 - 34):
حدثنا موسى بن إسحاق، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلَّى الله عليه و آله و سلَّمقال: "إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد الله"
وهو حديث صحيح لا غبار عليه فرجالة ثقات.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 132): رواه البزار ورجاله ثقات اهـ.
قال الحافظ في تخريج الأذكار (شرح ابن علان 5/ 151) حسن الإسناد غريب جداً،
(واقتصار الحافظ على تحسينه هنا سببه وجود أسامة بن زيد الليثي في إسناده فقد اختلف فيه)
و حسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج بأذكار المسافر والحاج"
وحسنة الامام احمد ابن حنبل كما ورد عنه العمل به كما جاء
في المسائل " (217) و البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2)
وابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح.
وحسنة الامام النووي في كتاب أذكار المسافر: باب ما يقول إذا انفلتت دابته:
(ص 331 من طبعة دار الفكر دمشق بتحقيق أحمد راتب حموش)
بل حسنة الالباني شيخ الوهابية فقال:
بعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " (ص 303): حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح
عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: و هذا
إسناد حسن كما قالوا، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو من رجال مسلم
السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 109
الشبهة الثانية
ان الائمة ردودا هذا الحديث لانه يخالف الشرع!!
الرد:-
نقول لهم من رد هذا الحديث من الائمة أسردوا لنا الاسماء.!!!
وقد مر بنا من حسنة من الحفاظ والمحدثين فمن رد الحديث يا قوم؟؟
فتعنت الوهابية جعلهم يكذبون علي الله ورسولة ويخترعون اقوال جديده في علم مصطلح الحديث.
ولله در الحافظ العسقلانى إذ يقول فى النكت
(صحة الحديث وحسنه ليس تابعاً لحال الراوي فقط بل لأمور تنضم إلى ذلك من المتابعات والشواهد، وعدم الشذوذ والنكارة)
النكت 1/ 4045
فالحديث حسن بحمد الله وفضله ولا يحكم عليها بالوضع ولا النكاره ابدا
فحديث البزار حسن لذاتة وحسنة جل العلماء ولا يقدح فيه ما تقولون.
وقد راينا من حسنة من الائمة الاعلام وعمل به وجربة فهل هؤلاء خالفوا الشرع وهل هم مشركون في نظركم.
فهذا الحديث حتي أذا قلنا جدلا بضعفة كما تقولون فالحديث أيضا يتقوي بعمل الامة به كما صرح الامة الاعلام.
قال الحافظ البيهقي في السنن الكبرى (3/ 52) بعد أن روى حديث صلاة التسبيح ما نصه: وكان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض وفيه تقوية للحديث المرفوع. اهـ.
ونحوه لشيخه الحاكم في المستدرك (1/ 320)
الشبهة الثالثة:
إن هذا الحديث يناقض التوحيد وانة وسيلة للشرك ومخالف للكتاب والسنة.
ويثني عن دعاء الله الي دعاء عباد الله وهذا فساد في الفطرة والدين والعقل
الرد:-
ولنذكر لكم ثانيا من عمل بالحديث من السلف الصالح وأئمة الاسلام وهل يتهمهم القوم بان عندهم فساد في الفطرة والدين والعقل وهل ناقصوا التوحيد واتخذوا الحديث وسيلة للشرك والعياذ بالله
وهذا مع ان الحديث حسن علي الاقل كما وضحنا.
•---------------------------------•
سيدنا ابن عباس
روي حديث يا عباد الله أعينوا لمن بعده ولم يعتبرها شركا
•---------------------------------•
الامام احمد بن حنبل
فقال ابنه عبد الله في " المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] و ثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق. أو كما قال أبي.
ورواه ايضا بسند صحيح
البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) و
ابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله
وذكرها ابن مفلح في الاداب الشرعية.
بل الالباني صحح ما ورد عن الامام احمد ابن حنبل فقال
في السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 109)
يبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه، لأنه قد عمل به، فقال ابنه عبد الله "الحديث"
المسائل " (217):
و رواه البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2)
ابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح.
•---------------------------------•
عمل الامام الطبراني بحديث يا عباد الله أعينوا
رواه الطبراني في الكبير باسناد ضعيف غير رواية البزار وقال بعد ذلك: وقد جُرب ذلك
(قام بتجربتة والعمل به)
•---------------------------------•
الحافظ الهيثمي
قال الحافظ الهيثمي عن الحديث في المجمع (10/ 32) رجاله ثقات. وزاد الحافظ الهيثمي مؤكدا على رواية الطبراني مقرا قوله: وقد جرب ذلك
•---------------------------------•
عمل الامام النووي بالحديث
ذكر الإمام النووي في الأذكار في كتاب أذكار المسافر: باب ما يقول إذا انفلتت دابته:
(ص 331 من طبعة دار الفكر دمشق بتحقيق أحمد راتب حموش) ما نصه:
روينا في كتاب ابن السني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا فان لله عز وجل حاضرا سيحبسه).
قلت: حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له دابة أظنها بغلة وكان يعرف هذا الحديث، فقاله، فحبسها الله عليهم في الحال. وكنت أنا مرة مع جماعة فانفلتت منها بهيمة وعجزوا عنها فقلته: فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام.
انتهى كلام الإمام الحافظ النووي من الأذكار.
•---------------------------------•
الامام البيهقي
اخرجة في شعب الايمان ونقل قصة استغاثة الامام احمد ابن حنبل يا عباد الله دلونا على الطريق
•---------------------------------•
الامام السيوطي
حيث ذكر في الحبائك في اخبار الملائك ص 110
فصل الملائكة الموكلون بورق الشجر
وذكر الحديث وقال في النهاية فانه يعان ان شاء الله
•---------------------------------•
وذكرة مستندا عليه الامام الرازي في تفسيرة الكير
تفسير سورة القرة اية 30
•---------------------------------•
الامام السخاوي
حسنة وجاء به في كتابة الابتهاج في أذكار المسافر والحاج
•---------------------------------•
ابن تيمية
ذكر ذلك ابن تيمية في الكلم الطيب ولم يعتبره من الكلم الخبيث
الكلم الطيب (98) حديث (177)
•---------------------------------•
الامام البزار
فقد اخرجة في كشف الاستار كما ذكرنا
•---------------------------------•
ابن أبي شيبة
حيث اخرجة في المصنف في كتاب الدعاء فهو من الدعاء الطيب عنه
•---------------------------------•
والخلاصة
أن للناقد مسلكين في تقوية هذا الحديث:
أحدهما: تقويته بالشواهد فيصير حسناً، ولا ريب في ذلك.
ثانيهما: تقويته بعمل الأمة به.
وأحد المسلكين أقوى من الآخر.
ولو فرضنا جدلا أن هذا الحديث الحسن موضوع فكيف يجوز علماء الأمة وأهل الحديث هذا الأمر ويقولون: وجد جرب ذلك
ويعمل به جل الحفاظ والائمة الا علام؟؟؟
وفي النهاية نقول وفي هذا الحديث يتكرر الإذن بالإستغاثة بالمخلوقات مع أن الاستغاثة بهم من قبيل المجاز وطلب العون فيما يقدرون عليه والله هو الذي أقدرهم عليه وليس من الشرك في شيء وقد عمل به جل الائمة كما وضحنا فهل وقعوا في الشرك عند الوهابية اللهم إلا أذا كان شرك أتباع محمد ابن عبدالوهاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق