العلاقة بين الصوفية الأشاعرة
العلاقة بين الصوفية الأشاعرة
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال :
هل الصوفية هم الأشاعرة أو هل كل الصوفية أشاعرة ، وماذا عن الأحباش هل هم من الصوفية أو قريباً منهم ..
الجواب :
لا ليس كل الصوفية أشاعرة ، فمنهم أناس لحقوا بأهل البدع والضلالة ، فقد تصوف أناس من الكرامية وهي فرقة ضالة مجسمة ، وزعيمهم محمد بن كرام السجستاني المجسم كان مشهورا بالزهد حتى قال فيه أبو الفتح البستي :
الفقه فقه أبي حنيفة أو زفر ********* والدين دين محمد بن كرام
إن الذين لجهلهم لم يقتدوا ******** في الدين بابن كرام غير كرام
وتصوف أيضا جماعة من الحشوية المائلين إلى التجسيم كأبي نصر الوائلي السجزي الصوفي وهو ممن يعتمد السلفيون على رسالة له في العقيدة على تصوفه ، وأبو إسماعيل الهروي الملقب عند الحشوية بشيخ الإسلام كان أيضا صوفيا وله شطحات في منازل السائرين وقد شرحه له ابن القيم على طريقة التصوف !! وكان ابن تيمية يغمزه ويتهمه لتصوفه ، لكن يسميه شيخ الإسلام لحشويته !! وكتابه الأربعين ذكر فيه من صفات الله : الهرولة !! والخط !! والحد !! ... لكن والله أعلم لعله تاب في آخر أيامه فإن الباخرزي نقل له أبياتا يمدح فيها الوزير العالم نظام الملك الأشعري الكبير باني المدارس النظامية ، ونقل عن إمام الحرمين الجويني مدح حسن فيه في أخريات أيامه فهذا يرجح توبته ..
ومم تصوفوا أيضا من غير أهل السنة جماعة من الرافضة كالفيض الكاشاني وغيره ..
وكان من الصوفية أيضا معتزلة ، وجهمية ، ومرجئة ، وحلولية ، وقضية أبي المغيث الحلاج معروفة فقد اتهم بالحلول وقتل على هذا في بغداد سنة 309هـ ، ومن الصوفية من كان ظاهري المذهب كمحمد بن طاهر المقدسي وغيره إذن فليس كل الصوفية أشاعرة ، وهؤلاء الصوفية الذين ليسوا بأشاعرة خارجون عن أهل السنة والجماعة بما ابتدعوه من أقوال وأفعال ، ومن الصوفية من هو أشعري المعتقد سديد الطريقة وهم كثيرون منهم كثير مذكورون في طبقات الصوفية لأبي عبدالرحمن السلمي والحلية لأبي نعيم الأصفهاني وغيرهما من الكتب والطباق المثورة ومن هؤلاء الصوفية المعتبرين لاتباعه الكتاب والسنة الجنيد البغدادي والحارث المحاسبي وسهل التستري والسقطي والداراني والشبلي وغيرهم ثم الإمام أبو القاسم القشيري وأولاده ، والإمام البيهقي والغزالي وغيرهم وكثيرون بعدهم .... فهؤلاء الذين كانت عقائدهم عقائد أهل السنة الجماعة وخلصوا من البدع فمقبولون مقتدى بهم دون غيرهم ..
ومن هنا يعلم أنه ليس الأشاعرة صوفية بالضرورة ، بل قد يكون منهم المتصوف وقد لا يكون يعني قد يكون منهم الزاهد وقد لا يكون ، لأنه سلوك وتقوى والله يؤتي فضله من شياء ، ويعلم أيضا أنه ليس كل صوفي لا بد أن يكون أشعريا فقد يكون الصوفي منتسبا إلى أهل البدع في عقيدته ..
وأما ما يتعلق بالأحباش أتباع الشيخ عبدالله الحبشي الهرري فقد قرأت كتب شيخهم المطبوعة لما كثر الكلام عليهم فما رأيت فيها ما يخالف العقيدة الأشعرية منهج أهل السنة والجماعة غير مواضع نحتاج أن نتبينها منهم لا من غيرهم لكثرة الكذب والافتراء عليهم من قبل الوهابية ، فقد وقع التكفير بينهم واستحل البعض الكذب والافتراء عليهم فيما أعلم كما هو شائع الآن بكثرة على صفحات النت ، والواجب التثبت في هذه الأمور وما ينكر عليهم من تكفيرهم ابن تيمية وابن القيم ... فهذا أمر قديم قبل وجود الأحباش ، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا من معاصري ابن تيمية وممن بعدهم ، وقد كانت كتب ابن تيمية وابن القيم ممنوعة في الأزهر الشريف لعدهما من ( المجسمين ) إلى عهد قريب كما في مذكرات الأستاذ القرضاوي :
وهذا يعني أن الأزهر خلال قرون كان ينظر إلى هذين على أنهما ( مجسمان ) ، ثم تم التخفيف من هذه النظرة ليسمح لبعض كتبهما بالتداول كزاد المعاد مثلا لابن القيم وهو كتاب يركز على العبادات بالدرجة الأولى لا العقيدة ... فالحاصل أن هذا الأمر مسألة خلافية لا يجوز إخراج الأحباش ولا غيرهم بسببها من جملة أهل السنة والجماعة فمن مال إلى رأي قدماء الأزهر ـ ولهم قدوتهم في ذلك من أهل العلم ـ فهذا اختياره ومن مال إلى رأي المحدثين من علماء الأزهر ـ ولهم قدوتهم في ذلك من العلماء القدماء ـ فهذا شأنه ، واختيار الفقير الفرار من التكفير ، بضرب من التأويل السائغ المعقول بحق حرمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، والحاصل أنه ينبغي لمن سمع شيئا منكرا ينسب إلى هذه الطائفة أن يسألهم هم دون غيرهم بأن يقصدهم في مواقعهم ويطرح سؤاله عليهم فينظر إلى رأيهم ووجهة نظرهم فيها ، وعليه أن يتحرى ويتثبت فلعل بعضهم يقول قولا عن نفسه لا يرجع في ذلك إلى قول شيخهم وتصانيفه مثلا والله أعلم .
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال :
هل الصوفية هم الأشاعرة أو هل كل الصوفية أشاعرة ، وماذا عن الأحباش هل هم من الصوفية أو قريباً منهم ..
الجواب :
لا ليس كل الصوفية أشاعرة ، فمنهم أناس لحقوا بأهل البدع والضلالة ، فقد تصوف أناس من الكرامية وهي فرقة ضالة مجسمة ، وزعيمهم محمد بن كرام السجستاني المجسم كان مشهورا بالزهد حتى قال فيه أبو الفتح البستي :
الفقه فقه أبي حنيفة أو زفر ********* والدين دين محمد بن كرام
إن الذين لجهلهم لم يقتدوا ******** في الدين بابن كرام غير كرام
وتصوف أيضا جماعة من الحشوية المائلين إلى التجسيم كأبي نصر الوائلي السجزي الصوفي وهو ممن يعتمد السلفيون على رسالة له في العقيدة على تصوفه ، وأبو إسماعيل الهروي الملقب عند الحشوية بشيخ الإسلام كان أيضا صوفيا وله شطحات في منازل السائرين وقد شرحه له ابن القيم على طريقة التصوف !! وكان ابن تيمية يغمزه ويتهمه لتصوفه ، لكن يسميه شيخ الإسلام لحشويته !! وكتابه الأربعين ذكر فيه من صفات الله : الهرولة !! والخط !! والحد !! ... لكن والله أعلم لعله تاب في آخر أيامه فإن الباخرزي نقل له أبياتا يمدح فيها الوزير العالم نظام الملك الأشعري الكبير باني المدارس النظامية ، ونقل عن إمام الحرمين الجويني مدح حسن فيه في أخريات أيامه فهذا يرجح توبته ..
ومم تصوفوا أيضا من غير أهل السنة جماعة من الرافضة كالفيض الكاشاني وغيره ..
وكان من الصوفية أيضا معتزلة ، وجهمية ، ومرجئة ، وحلولية ، وقضية أبي المغيث الحلاج معروفة فقد اتهم بالحلول وقتل على هذا في بغداد سنة 309هـ ، ومن الصوفية من كان ظاهري المذهب كمحمد بن طاهر المقدسي وغيره إذن فليس كل الصوفية أشاعرة ، وهؤلاء الصوفية الذين ليسوا بأشاعرة خارجون عن أهل السنة والجماعة بما ابتدعوه من أقوال وأفعال ، ومن الصوفية من هو أشعري المعتقد سديد الطريقة وهم كثيرون منهم كثير مذكورون في طبقات الصوفية لأبي عبدالرحمن السلمي والحلية لأبي نعيم الأصفهاني وغيرهما من الكتب والطباق المثورة ومن هؤلاء الصوفية المعتبرين لاتباعه الكتاب والسنة الجنيد البغدادي والحارث المحاسبي وسهل التستري والسقطي والداراني والشبلي وغيرهم ثم الإمام أبو القاسم القشيري وأولاده ، والإمام البيهقي والغزالي وغيرهم وكثيرون بعدهم .... فهؤلاء الذين كانت عقائدهم عقائد أهل السنة الجماعة وخلصوا من البدع فمقبولون مقتدى بهم دون غيرهم ..
ومن هنا يعلم أنه ليس الأشاعرة صوفية بالضرورة ، بل قد يكون منهم المتصوف وقد لا يكون يعني قد يكون منهم الزاهد وقد لا يكون ، لأنه سلوك وتقوى والله يؤتي فضله من شياء ، ويعلم أيضا أنه ليس كل صوفي لا بد أن يكون أشعريا فقد يكون الصوفي منتسبا إلى أهل البدع في عقيدته ..
وأما ما يتعلق بالأحباش أتباع الشيخ عبدالله الحبشي الهرري فقد قرأت كتب شيخهم المطبوعة لما كثر الكلام عليهم فما رأيت فيها ما يخالف العقيدة الأشعرية منهج أهل السنة والجماعة غير مواضع نحتاج أن نتبينها منهم لا من غيرهم لكثرة الكذب والافتراء عليهم من قبل الوهابية ، فقد وقع التكفير بينهم واستحل البعض الكذب والافتراء عليهم فيما أعلم كما هو شائع الآن بكثرة على صفحات النت ، والواجب التثبت في هذه الأمور وما ينكر عليهم من تكفيرهم ابن تيمية وابن القيم ... فهذا أمر قديم قبل وجود الأحباش ، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا من معاصري ابن تيمية وممن بعدهم ، وقد كانت كتب ابن تيمية وابن القيم ممنوعة في الأزهر الشريف لعدهما من ( المجسمين ) إلى عهد قريب كما في مذكرات الأستاذ القرضاوي :
وهذا يعني أن الأزهر خلال قرون كان ينظر إلى هذين على أنهما ( مجسمان ) ، ثم تم التخفيف من هذه النظرة ليسمح لبعض كتبهما بالتداول كزاد المعاد مثلا لابن القيم وهو كتاب يركز على العبادات بالدرجة الأولى لا العقيدة ... فالحاصل أن هذا الأمر مسألة خلافية لا يجوز إخراج الأحباش ولا غيرهم بسببها من جملة أهل السنة والجماعة فمن مال إلى رأي قدماء الأزهر ـ ولهم قدوتهم في ذلك من أهل العلم ـ فهذا اختياره ومن مال إلى رأي المحدثين من علماء الأزهر ـ ولهم قدوتهم في ذلك من العلماء القدماء ـ فهذا شأنه ، واختيار الفقير الفرار من التكفير ، بضرب من التأويل السائغ المعقول بحق حرمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، والحاصل أنه ينبغي لمن سمع شيئا منكرا ينسب إلى هذه الطائفة أن يسألهم هم دون غيرهم بأن يقصدهم في مواقعهم ويطرح سؤاله عليهم فينظر إلى رأيهم ووجهة نظرهم فيها ، وعليه أن يتحرى ويتثبت فلعل بعضهم يقول قولا عن نفسه لا يرجع في ذلك إلى قول شيخهم وتصانيفه مثلا والله أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق