الإمام القرطبي يقسم بالله أنه راي النبي صلي الله عليه وسلم يقظة فيقول (رايته والله في اليقظة)
الإمام القرطبي يقسم بالله أنه راي النبي صلي الله عليه وسلم يقظة فيقول (رايته والله في اليقظة)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا مسك الختام
ما أجمل أنْ يقول المرء إذا لمْ يعلم (الله أعم) ..
وما أجمل أن يقولها المرء كذلك إذا كانَ الأمر لمْ يُقنعه، وقد قال الأئمةُ العلماء الورعين الأتقياء به ..
لأنَّ ما خفي عليك اليوم قد تعلمه غداً ..
وما لم تقتنع به اليوم قد تقتنع به غداً ..
وما لم يحصل لك اليوم قد يحصل لكَ غداً ..
فلا تقطع باستحالة حصول أمرٍ ما طالما أنَّ هناكَ مَن هم أكبر مِنك عِلماً وبحثاً واعتكافاً على الكتاب والسنَّة وأقوال العلماء فيه والراجح والمرجوح والناسخ والمنسوخ، فلا تقطع باستحالة ذلك الأمر وتصدَّ نفسك عنه صدوداً مِن أوَّل وهلةٍ، حتَّى تعطي نفسك حظّاً مِن النَّظر والبحث بانصاف وتجرُّدٍ عن الهوى، فلا يكون للشيطان عليكَ سبيلاً، وتسأل الله تعالى أنْ يُظهر لكَ الحق في ذلك الأمر الذي لا تقتنع به مسبقاً ..
وبعد هذه المقدمة أقول ..
سبحان الله تعالى الفقير قبل أربعة أيامٍ كنتُ أقرأ في شرح صحيح مسلم للإمام أبي العباس القرطبي، الله يشهد ليس لغرض البحث عن ما كان الإخوة بصدده مِن نقاش حول رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن مِن باب الإطلاع فقط على بعض محتوى المجلد السادس، فوقع بصري على كلامٍ للإمام القرطبي وهو يتحدث فيه عن نفسه ..
قال رحمه الله تعالى في كتابه (المُفْهِم) لِما أشكل مِن تلخيص كتاب مسلم ج6ص24 - 25 ما نصه:
(قد قررنا أنَّ المدركَ في المنام أمثلةٌ للمرئيات لا نفس المرئيات، غير أنَّ تلك الأمثلة تارة تكون مطابقةً لحقيقة المرئيِّ، وقد لا تكون مطابقة. ثمَّ المطابقة قد تظهر في اليقظة على نحو ما أدركتَ في النوم، كما قد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة: " أُريتُكِ في سَرَقَةٍ مِن حرير، فإذا هي أنتِ " ومعناه: أنه رآها في نومه على نحو ما رآها في يقظته.
قلتُ: وقد وقع لي هذا مرات. منها: أني لمَّا وصلتُ إلى تونس قاصداً إلى الحج سمعتُ أخباراً سيِّئة عن البلاد المصرية مِن جهة العدوِّ الذي غلب على دمياط فعزمتُ على المقام بتونس إلى أنْ ينجلي أمر العدو، فأُريتُ في النوم كأني في مسجد النَّبي صلى الله عليه وسلم وأنا جالسٌ قريباً مِن منبره، وأُناس يُسلِّمون على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فجاءني بعض من سلَّم عليه، فانتهرني وقال: قُمْ فسلِّمْ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقمتُ فشرعتُ في السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فاستيقظت، وأنا أسلِّم عليه، فجدَّد الله لي عزماً ويسَّر عليَّ فيما كان قد صعبَ مِن أسبابي، وأزال عنِّي ما كنتُ أتخوَّفه مِن أمر العدو، وسافرتُ إلى أنْ وصلت إلى الإسكندرية عن مدة مقدارها ثلاثون يوماً في كتف السلامة، فوجدتها والديار المصرية على أشدّ خوفٍ، وأعظم كربٍ، والعدو قد استفحل أمره، وعظمت شوكته، فلم أُكمل في الإسكندرية عشرة أيامٍ حتَّى كسر الله العدو، ومكَّن منه مِن غير صُنْع أحدٍ من المخلوقين، بل: بلطف أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين. ثمَّ: إنَّ الله تعالى كمَّل عليَّ إحسانه وإنعامه؛ وأوصلني بعد حجِّ بيته إلى قبر نبيه ومسجده، فرَأَيتُهُ وَاللَّهِ في اليقظة على النَّحو الذي رأيته في المنام مِن غير زيادة ولا نقصان). انتهى
إمام جليل كبير فقيه محدِّث شهد له كالحافظ الجهبذ الذهبي، والحافظ الكبير ابن حجر العسقلاني وغيرهما .. يقول (فرَأَيتُهُ وَاللَّهِ في اليقظة) يُقْسِمُ الإمام بالله تعالى
فحاشا أنْ نتجرأ ونقول (كذب الإمام) نعوذ بالله مِن ذلك ..
وصلِّ اللهم وسلِّم على سيدنا محمد حبيبك كامل النور
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا مسك الختام
ما أجمل أنْ يقول المرء إذا لمْ يعلم (الله أعم) ..
وما أجمل أن يقولها المرء كذلك إذا كانَ الأمر لمْ يُقنعه، وقد قال الأئمةُ العلماء الورعين الأتقياء به ..
لأنَّ ما خفي عليك اليوم قد تعلمه غداً ..
وما لم تقتنع به اليوم قد تقتنع به غداً ..
وما لم يحصل لك اليوم قد يحصل لكَ غداً ..
فلا تقطع باستحالة حصول أمرٍ ما طالما أنَّ هناكَ مَن هم أكبر مِنك عِلماً وبحثاً واعتكافاً على الكتاب والسنَّة وأقوال العلماء فيه والراجح والمرجوح والناسخ والمنسوخ، فلا تقطع باستحالة ذلك الأمر وتصدَّ نفسك عنه صدوداً مِن أوَّل وهلةٍ، حتَّى تعطي نفسك حظّاً مِن النَّظر والبحث بانصاف وتجرُّدٍ عن الهوى، فلا يكون للشيطان عليكَ سبيلاً، وتسأل الله تعالى أنْ يُظهر لكَ الحق في ذلك الأمر الذي لا تقتنع به مسبقاً ..
وبعد هذه المقدمة أقول ..
سبحان الله تعالى الفقير قبل أربعة أيامٍ كنتُ أقرأ في شرح صحيح مسلم للإمام أبي العباس القرطبي، الله يشهد ليس لغرض البحث عن ما كان الإخوة بصدده مِن نقاش حول رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن مِن باب الإطلاع فقط على بعض محتوى المجلد السادس، فوقع بصري على كلامٍ للإمام القرطبي وهو يتحدث فيه عن نفسه ..
قال رحمه الله تعالى في كتابه (المُفْهِم) لِما أشكل مِن تلخيص كتاب مسلم ج6ص24 - 25 ما نصه:
(قد قررنا أنَّ المدركَ في المنام أمثلةٌ للمرئيات لا نفس المرئيات، غير أنَّ تلك الأمثلة تارة تكون مطابقةً لحقيقة المرئيِّ، وقد لا تكون مطابقة. ثمَّ المطابقة قد تظهر في اليقظة على نحو ما أدركتَ في النوم، كما قد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة: " أُريتُكِ في سَرَقَةٍ مِن حرير، فإذا هي أنتِ " ومعناه: أنه رآها في نومه على نحو ما رآها في يقظته.
قلتُ: وقد وقع لي هذا مرات. منها: أني لمَّا وصلتُ إلى تونس قاصداً إلى الحج سمعتُ أخباراً سيِّئة عن البلاد المصرية مِن جهة العدوِّ الذي غلب على دمياط فعزمتُ على المقام بتونس إلى أنْ ينجلي أمر العدو، فأُريتُ في النوم كأني في مسجد النَّبي صلى الله عليه وسلم وأنا جالسٌ قريباً مِن منبره، وأُناس يُسلِّمون على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فجاءني بعض من سلَّم عليه، فانتهرني وقال: قُمْ فسلِّمْ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقمتُ فشرعتُ في السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فاستيقظت، وأنا أسلِّم عليه، فجدَّد الله لي عزماً ويسَّر عليَّ فيما كان قد صعبَ مِن أسبابي، وأزال عنِّي ما كنتُ أتخوَّفه مِن أمر العدو، وسافرتُ إلى أنْ وصلت إلى الإسكندرية عن مدة مقدارها ثلاثون يوماً في كتف السلامة، فوجدتها والديار المصرية على أشدّ خوفٍ، وأعظم كربٍ، والعدو قد استفحل أمره، وعظمت شوكته، فلم أُكمل في الإسكندرية عشرة أيامٍ حتَّى كسر الله العدو، ومكَّن منه مِن غير صُنْع أحدٍ من المخلوقين، بل: بلطف أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين. ثمَّ: إنَّ الله تعالى كمَّل عليَّ إحسانه وإنعامه؛ وأوصلني بعد حجِّ بيته إلى قبر نبيه ومسجده، فرَأَيتُهُ وَاللَّهِ في اليقظة على النَّحو الذي رأيته في المنام مِن غير زيادة ولا نقصان). انتهى
إمام جليل كبير فقيه محدِّث شهد له كالحافظ الجهبذ الذهبي، والحافظ الكبير ابن حجر العسقلاني وغيرهما .. يقول (فرَأَيتُهُ وَاللَّهِ في اليقظة) يُقْسِمُ الإمام بالله تعالى
فحاشا أنْ نتجرأ ونقول (كذب الإمام) نعوذ بالله مِن ذلك ..
وصلِّ اللهم وسلِّم على سيدنا محمد حبيبك كامل النور
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق