ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺗﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ / ﺩ . ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﺱ
ﺃﻭﻻً - ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻻ ﻳﺘﻤﻨﻴﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺿﺮ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻓﺎﻋﻼ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺣﻴﻨﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺧﻴﺮﺍ ﻟﻲ ﻭﺗﻮﻓﻨﻲ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺧﻴﺮﺍ ﻟﻲ ) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ,
ﻭﻋﻦ ﺃَﺑﻲ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓَ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋَﻦْ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻗﺎﻝ : ( ﻻ ﻳَﺘَﻤَﻨَّﻰ ﺃَﺣَﺪُﻛُﻢْ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕَ , ﻭَﻻ ﻳَﺪْﻉُ ﺑِﻪِ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻞِ ﺃَﻥْ ﻳَﺄْﺗِﻴَﻪُ ، ﺇِﻧَّﻪُ ﺇِﺫَﺍ ﻣَﺎﺕَ ﺃَﺣَﺪُﻛُﻢْ ﺍﻧْﻘَﻄَﻊَ ﻋَﻤَﻠُﻪُ ، ﻭَﺇِﻧَّﻪُ ﻻ ﻳَﺰِﻳﺪُ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻦَ ﻋُﻤْﺮُﻩُ ﺇِﻻ ﺧَﻴْﺮًﺍ ) ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺗﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻪ ﻣﺤﻤﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺳﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻋﻨﺪ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﻏﻴﺮﻩ
ﺛﺎﻧﻴﺎً - ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ
1 - ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻋﻦ ﺃَﺑﻲ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓَ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋَﻦْ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻗَﺎﻝَ : ( ﻟَﻮْﻻ ﺃَﻥْ ﺃَﺷُﻖَّ ﻋَﻠَﻰ ﺃُﻣَّﺘِﻲ ﻣَﺎ ﻗَﻌَﺪْﺕُ ﺧَﻠْﻒَ ﺳَﺮِﻳَّﺔٍ ، ﻭَﻟَﻮَﺩِﺩْﺕُ ﺃَﻧِّﻲ ﺃُﻗْﺘَﻞُ ﻓِﻲ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ، ﺛُﻢَّ ﺃُﺣْﻴَﺎ ﺛُﻢَّ ﺃُﻗْﺘَﻞُ ، ﺛُﻢَّ ﺃُﺣْﻴَﺎ ﺛُﻢَّ ﺃُﻗْﺘَﻞُ ) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ . ﻓﻘﺪ ﺗﻤﻨﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﺇﻻ ﻟﻌﻈﻢ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ .
- ﻭﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲَّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻗَﺎﻝَ : ( ﻣَﻦْ ﺳَﺄَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺍﻟﺸَّﻬَﺎﺩَﺓَ ﺑِﺼِﺪْﻕٍ ﺑَﻠَّﻐَﻪُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﻨَﺎﺯِﻝَ ﺍﻟﺸُّﻬَﺪَﺍﺀِ ﻭَﺇِﻥْ ﻣَﺎﺕَ ﻋَﻠَﻰ ﻓِﺮَﺍﺷِﻪِ ) .
22 - ﺇﺫﺍ ﺗﻀﺮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺧﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ . ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺩﻋﺎﺋﻪ ( ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﻌﺒﺎﺩﻙ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﺘﻮﻥ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ . ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻘﺒﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻳﺎﻟﻴﺘﻨﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .
ﻭﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺭﻋﻴﺘﻲ، ﻭﻛﺒﺮﺕ ﺳﻨﻲ، ﻭﺿﻌﻒ ﺟﺴﻤﻲ، ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﺘﻮﻥ " . ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺧﻼﻓﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻻ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻻّ ﺷﺪﺓ : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺧﺬﻧﻲ ﺇﻟﻴﻚ، ﻓﻘﺪ ﺳﺌﻤﺘﻬﻢ ﻭﺳﺌﻤﻮﻧﻲ ".
ﻭﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﻭﺟﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ، ﻗﺎﻝ : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺗﻮﻓﻨﻲ ﺇﻟﻴﻚ " . ﻭﻭﺭﺩ ﻗﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ : " ﺃﻧﺎ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻭﻣﺴﺎﺀ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺃﻓﺘﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ."
ﺁﻳﺎﺕ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻗُﻞْ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻫَﺎﺩُﻭﺍ ﺇِﻥ ﺯَﻋَﻤْﺘُﻢْ ﺃَﻧَّﻜُﻢْ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺀ ﻟِﻠَّﻪِ ﻣِﻦ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻓَﺘَﻤَﻨَّﻮُﺍ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕَ ﺇِﻥ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦَ 6 ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ
ﻗُﻞْ ﺇِﻥ ﻛَﺎﻧَﺖْ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻟﺪَّﺍﺭُ ﺍﻵَﺧِﺮَﺓُ ﻋِﻨﺪَ ﺍﻟﻠّﻪِ ﺧَﺎﻟِﺼَﺔً ﻣِّﻦ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻓَﺘَﻤَﻨَّﻮُﺍْ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕَ ﺇِﻥ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦَ 94 ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ
ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺗَﻤَﻨَّﻮْﻥَ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕَ ﻣِﻦ ﻗَﺒْﻞِ ﺃَﻥ ﺗَﻠْﻘَﻮْﻩُ ﻓَﻘَﺪْ ﺭَﺃَﻳْﺘُﻤُﻮﻩُ ﻭَﺃَﻧﺘُﻢْ ﺗَﻨﻈُﺮُﻭﻥَ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 143
ﻓَﺄَﺟَﺎﺀﻫَﺎ ﺍﻟْﻤَﺨَﺎﺽُ ﺇِﻟَﻰ ﺟِﺬْﻉِ ﺍﻟﻨَّﺨْﻠَﺔِ ﻗَﺎﻟَﺖْ ﻳَﺎ ﻟَﻴْﺘَﻨِﻲ ﻣِﺖُّ ﻗَﺒْﻞَ ﻫَﺬَﺍ ﻭَﻛُﻨﺖُ ﻧَﺴْﻴًﺎ ﻣَّﻨﺴِﻴًّﺎ 23 ﻣﺮﻳﻢ
*
ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻻ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ . ﻭﺳﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﺓ .
ﻭﻻ ﻳﺘﻤﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺿﻴﻖ ﺃﻭ ﻣﺮﺽ ﺃﻭ ﻋﺠﺰ ﺃﻭ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﻛﺒﻴﺮ ﻷﻧﻪ ﻻﻳﻀﻤﻦ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺑﺘﻼﺅﻩ ﻭﻓﺘﻨﺘﻪ ﺃﺷﺪ ﻭﺃﻋﻈﻢ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻛﺮﺍﻫﺔ ﺗﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻻﺳﺘﻨﺎﺀﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻠﺨﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻥ ﺻﺪﺭ ﻣﻨﻬﻢ
ﺃﻭﻻً - ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻻ ﻳﺘﻤﻨﻴﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺿﺮ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻓﺎﻋﻼ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺣﻴﻨﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺧﻴﺮﺍ ﻟﻲ ﻭﺗﻮﻓﻨﻲ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺧﻴﺮﺍ ﻟﻲ ) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ,
ﻭﻋﻦ ﺃَﺑﻲ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓَ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋَﻦْ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻗﺎﻝ : ( ﻻ ﻳَﺘَﻤَﻨَّﻰ ﺃَﺣَﺪُﻛُﻢْ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕَ , ﻭَﻻ ﻳَﺪْﻉُ ﺑِﻪِ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻞِ ﺃَﻥْ ﻳَﺄْﺗِﻴَﻪُ ، ﺇِﻧَّﻪُ ﺇِﺫَﺍ ﻣَﺎﺕَ ﺃَﺣَﺪُﻛُﻢْ ﺍﻧْﻘَﻄَﻊَ ﻋَﻤَﻠُﻪُ ، ﻭَﺇِﻧَّﻪُ ﻻ ﻳَﺰِﻳﺪُ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻦَ ﻋُﻤْﺮُﻩُ ﺇِﻻ ﺧَﻴْﺮًﺍ ) ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺗﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻪ ﻣﺤﻤﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺳﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻋﻨﺪ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﻏﻴﺮﻩ
ﺛﺎﻧﻴﺎً - ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ
1 - ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻋﻦ ﺃَﺑﻲ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓَ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋَﻦْ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻗَﺎﻝَ : ( ﻟَﻮْﻻ ﺃَﻥْ ﺃَﺷُﻖَّ ﻋَﻠَﻰ ﺃُﻣَّﺘِﻲ ﻣَﺎ ﻗَﻌَﺪْﺕُ ﺧَﻠْﻒَ ﺳَﺮِﻳَّﺔٍ ، ﻭَﻟَﻮَﺩِﺩْﺕُ ﺃَﻧِّﻲ ﺃُﻗْﺘَﻞُ ﻓِﻲ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ، ﺛُﻢَّ ﺃُﺣْﻴَﺎ ﺛُﻢَّ ﺃُﻗْﺘَﻞُ ، ﺛُﻢَّ ﺃُﺣْﻴَﺎ ﺛُﻢَّ ﺃُﻗْﺘَﻞُ ) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ . ﻓﻘﺪ ﺗﻤﻨﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﺇﻻ ﻟﻌﻈﻢ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ .
- ﻭﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲَّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻗَﺎﻝَ : ( ﻣَﻦْ ﺳَﺄَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺍﻟﺸَّﻬَﺎﺩَﺓَ ﺑِﺼِﺪْﻕٍ ﺑَﻠَّﻐَﻪُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﻨَﺎﺯِﻝَ ﺍﻟﺸُّﻬَﺪَﺍﺀِ ﻭَﺇِﻥْ ﻣَﺎﺕَ ﻋَﻠَﻰ ﻓِﺮَﺍﺷِﻪِ ) .
22 - ﺇﺫﺍ ﺗﻀﺮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺧﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ . ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺩﻋﺎﺋﻪ ( ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﻌﺒﺎﺩﻙ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﺘﻮﻥ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ . ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻘﺒﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻳﺎﻟﻴﺘﻨﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .
ﻭﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺭﻋﻴﺘﻲ، ﻭﻛﺒﺮﺕ ﺳﻨﻲ، ﻭﺿﻌﻒ ﺟﺴﻤﻲ، ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﺘﻮﻥ " . ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺧﻼﻓﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻻ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻻّ ﺷﺪﺓ : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺧﺬﻧﻲ ﺇﻟﻴﻚ، ﻓﻘﺪ ﺳﺌﻤﺘﻬﻢ ﻭﺳﺌﻤﻮﻧﻲ ".
ﻭﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﻭﺟﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ، ﻗﺎﻝ : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺗﻮﻓﻨﻲ ﺇﻟﻴﻚ " . ﻭﻭﺭﺩ ﻗﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ : " ﺃﻧﺎ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻭﻣﺴﺎﺀ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺃﻓﺘﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ."
ﺁﻳﺎﺕ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻗُﻞْ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻫَﺎﺩُﻭﺍ ﺇِﻥ ﺯَﻋَﻤْﺘُﻢْ ﺃَﻧَّﻜُﻢْ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺀ ﻟِﻠَّﻪِ ﻣِﻦ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻓَﺘَﻤَﻨَّﻮُﺍ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕَ ﺇِﻥ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦَ 6 ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ
ﻗُﻞْ ﺇِﻥ ﻛَﺎﻧَﺖْ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻟﺪَّﺍﺭُ ﺍﻵَﺧِﺮَﺓُ ﻋِﻨﺪَ ﺍﻟﻠّﻪِ ﺧَﺎﻟِﺼَﺔً ﻣِّﻦ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻓَﺘَﻤَﻨَّﻮُﺍْ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕَ ﺇِﻥ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦَ 94 ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ
ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺗَﻤَﻨَّﻮْﻥَ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕَ ﻣِﻦ ﻗَﺒْﻞِ ﺃَﻥ ﺗَﻠْﻘَﻮْﻩُ ﻓَﻘَﺪْ ﺭَﺃَﻳْﺘُﻤُﻮﻩُ ﻭَﺃَﻧﺘُﻢْ ﺗَﻨﻈُﺮُﻭﻥَ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 143
ﻓَﺄَﺟَﺎﺀﻫَﺎ ﺍﻟْﻤَﺨَﺎﺽُ ﺇِﻟَﻰ ﺟِﺬْﻉِ ﺍﻟﻨَّﺨْﻠَﺔِ ﻗَﺎﻟَﺖْ ﻳَﺎ ﻟَﻴْﺘَﻨِﻲ ﻣِﺖُّ ﻗَﺒْﻞَ ﻫَﺬَﺍ ﻭَﻛُﻨﺖُ ﻧَﺴْﻴًﺎ ﻣَّﻨﺴِﻴًّﺎ 23 ﻣﺮﻳﻢ
*
ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻻ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ . ﻭﺳﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﺓ .
ﻭﻻ ﻳﺘﻤﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺿﻴﻖ ﺃﻭ ﻣﺮﺽ ﺃﻭ ﻋﺠﺰ ﺃﻭ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﻛﺒﻴﺮ ﻷﻧﻪ ﻻﻳﻀﻤﻦ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺑﺘﻼﺅﻩ ﻭﻓﺘﻨﺘﻪ ﺃﺷﺪ ﻭﺃﻋﻈﻢ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻛﺮﺍﻫﺔ ﺗﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻻﺳﺘﻨﺎﺀﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻠﺨﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻥ ﺻﺪﺭ ﻣﻨﻬﻢ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق