ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ - ﻣﺒﻨﻰ ﻭﻣﻌﻨﻰ
ﻛﺘﺒﻪ
ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
ﺍﻟﻮﺍﺛﻖ ﺑﺮﺑﻪ،ﻭﺍﻟﻤﻘﺮ ﺑﺬﻧﺒﻪ
ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻷﺳﻤﺮﻱ
ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ( 1430 )
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﺑﻌﺪ :
ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺚ : " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﻪ " ﻓﺄﻗﻮﻝ، ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﺳﺘﻌﻴﻦ :
ﺣﺪﻳﺚ " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ " ﻭﺑﻠﻔﻆ " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﺭﺣﻤﺔ " ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﺮﺓ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻠﻜﻨﻮﻱ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ " ﻏﻴﺚ ﺍﻟﺪﻳﻤﺔ )" ﺹ 5/ ) : " ﻫﻤﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎﻥ ﻣﻌﻨﻰ؛ ﻭﺇﻥ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺛﺒﻮﺗﻬﻤﺎ ﻣﺒﻨﻰ " ﺍ . ﻫـ ﻓﻬﺬﺍﻥ ﺷﻴﺌﺎﻥ :
- ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ : ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ : ﻭﻓﻴﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺴﺨﺎﻭﻱ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻛﻤﺎ ﻓﻲ " ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺮﺿﻴﺔ )" 1/104 - 105 ) : " ﻗﺮﺃﺕ ﺑﺨﻂ ﺷﻴﺨﻨﺎ - ﻳﻌﻨﻲ : ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ( ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﻧﺴﻴﺐ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ : ( ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ": ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ (" ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ " ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ " ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎﻝ : " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ " ﺍ . ﻫـ ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻲ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻱ ﺟﻮﻳﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ": ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﻟﻜﻢ ﺭﺣﻤﺔ " ﻭﺟﻮﻳﺒﺮ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻟﻢ ﻳﻠﻖ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ . ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ "( ﺍ . ﻫـ ﻭﺑﻨﺤﻮﻩ ﻓﻲ " ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ " ( ﺹ 27-26/ )
ﺗﻨﺒﻴﻪ : ﻗﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻓﻲ " ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺏ ﻓﻲ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺣﻠﺐ )" ﺹ 2633/ ) ": ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ... ﻭﻻ ﺃﻇﻦ ﻟﻪ ﺃﺻﻼ " ﺍ . ﻫـ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ " ﺍﻹﺑﻬﺎﺝ )" 3/18 ) : " ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ " ﺍ . ﻫـ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ " ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ )" 1/157 ) ": ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺧُﺮِّﺝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ " ﺍ . ﻫـ
- ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ : ﻓﻤﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﺨْﺘﻠِﻔﺔ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ؛ ( ﻓﻬﺬﺍ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺤﺪﻳﺚ : " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ (" ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ( 1/218 ) . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻷﻟﻮﺳﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ " ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ )" 4/25 ) : " ﻭﻛﻮﻥ ﺣﺪﻳﺚ : " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ " ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﺃﺻﻼ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ! ﻓﻘﺪ ﻋﺰﺍﻩ ﺍﻟﺰﺭﻛﺸﻲ ﻓﻲ " ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﺮﺓ " ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ " ﺍﻟﺤﺠﺔ " ﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻲ، ﻭﻟﻢ ﻳَﺬﻛﺮ ﺳﻨﺪﻩ ﻭﻻ ﺻﺤﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺭﺩ ﻣﺎ ﻳُﻘَﺮِّﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤْﻠﺔ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ؛ ﻓﺎﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﺤﻴﺪ ﻋﻨﻪ : ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ – ﻭﻣﻦ ﺷﺎﺭﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻛﺎﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻘﺘﺪﻯ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﻤﺒﺘﺪﻋﻴﻦ، ﻭﻛﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺘﻬﻢ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻄﺢ ﻓﻴﻪ ﻛﺒﺸﺎﻥ، ﻭﻻ ﻳﺘﻨﺎﺯﻉ ﻓﻴﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ . ﻓﻠﻴﻔﻬﻢ " ﺍ . ﻫـ
ﺗﻨﺒﻴﻪ : ﻋﺪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﺔ ﺧﺼﻴﺼﺔ ﻓﺎﺿﻠﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ " ﺟﺰﻳﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ " ( ﺹ / ) : " ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ - ﺧﻴﺮ ﺍﻷﻣﺔ، ﻓﻤﺎ ﺧﺎﺻﻢ ﺃﺣﺪٌ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪﺍً، ﻭﻻ ﻋﺎﺩﻯ ﺃﺣﺪٌ ﺃﺣﺪﺍً ، ﻭﻻ ﻧﺴﺐ ﺃﺣﺪٌ ﺃﺣﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺄ ﺃﻭ ﻗﺼﻮﺭ، ﻭﻭﺭﺩ ﺃﻥ " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺭﺣﻤﺔ " ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﻭﻫﻼﻛﺎ . ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻭﻻ ﻳﺤﻀﺮﻧﻲ ﺍﻵﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﻓﻌﺮﻑ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﺔ، ﺧﺼﻴﺼﺔ ﻓﺎﺿﻠﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ، ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ " ﺍ . ﻫـ ﻭﺑﻨﺤﻮﻩ ﻓﻲ " ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ )" 1/209 ) ﻟﻠﻤﻨﺎﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻭﺍﻟﺨﻼﺻﺔ : ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ " ﻣﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻟﻜﻦ ﺑﻠﻔﻆ ": ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﻟﻜﻢ ﺭﺣﻤﺔ " ﻭﺣﺴَّﻦ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺁﺧﺮﻳﻦ .
ﻓﺎﺋﺪﺓ : ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ( 1/39 ) ﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ( 3/544 ) ﻭﻣﻘﺪﻣﺔ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻷﺻﻮﻝ ( 1/181 ) ﻻﺑﻦ ﺍﻷﺛﻴﺮ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ( 1/70 - ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﻱ )
ﻓﺎﺋﺪﺓ : ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ( ﺍﺧﺘﻼﻑ ) ﺍﻓﺘﻌﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﺮﺍﻕ ﺑﻌﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ( ﺃﻣﺘﻲ ) ﺃﻱ ﻣﺠﺘﻬﺪﻱ ﺃﻣﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻮﻍ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ( ﺭﺣﻤﺔ ) ﻟﻠﻨﺎﺱ . ﺃﻱ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﺗﻮﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻛﺸﺮﺍﺋﻊ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻜﻠﻬﺎ ﺗﻀﻴﻖ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻠﻔﻮﺍ ﻣﺎ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻪ ﺗﻮﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻬﻢ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ ﻓﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻧﻌﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻓﻀﻴﻠﺔ ﺟﺴﻴﻤﺔ ﺧﺼﺖ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ . ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻠﺨﺼﺎ ﻣﻦ " ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ )" 1/209
ﻛﺘﺒﻪ
ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
ﺍﻟﻮﺍﺛﻖ ﺑﺮﺑﻪ،ﻭﺍﻟﻤﻘﺮ ﺑﺬﻧﺒﻪ
ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻷﺳﻤﺮﻱ
ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ( 1430 )
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﺑﻌﺪ :
ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺚ : " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﻪ " ﻓﺄﻗﻮﻝ، ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﺳﺘﻌﻴﻦ :
ﺣﺪﻳﺚ " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ " ﻭﺑﻠﻔﻆ " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﺭﺣﻤﺔ " ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﺮﺓ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻠﻜﻨﻮﻱ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ " ﻏﻴﺚ ﺍﻟﺪﻳﻤﺔ )" ﺹ 5/ ) : " ﻫﻤﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎﻥ ﻣﻌﻨﻰ؛ ﻭﺇﻥ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺛﺒﻮﺗﻬﻤﺎ ﻣﺒﻨﻰ " ﺍ . ﻫـ ﻓﻬﺬﺍﻥ ﺷﻴﺌﺎﻥ :
- ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ : ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ : ﻭﻓﻴﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺴﺨﺎﻭﻱ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻛﻤﺎ ﻓﻲ " ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺮﺿﻴﺔ )" 1/104 - 105 ) : " ﻗﺮﺃﺕ ﺑﺨﻂ ﺷﻴﺨﻨﺎ - ﻳﻌﻨﻲ : ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ( ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﻧﺴﻴﺐ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ : ( ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ": ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ (" ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ " ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ " ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎﻝ : " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ " ﺍ . ﻫـ ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻲ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻱ ﺟﻮﻳﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ": ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﻟﻜﻢ ﺭﺣﻤﺔ " ﻭﺟﻮﻳﺒﺮ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻟﻢ ﻳﻠﻖ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ . ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ "( ﺍ . ﻫـ ﻭﺑﻨﺤﻮﻩ ﻓﻲ " ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ " ( ﺹ 27-26/ )
ﺗﻨﺒﻴﻪ : ﻗﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻓﻲ " ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺏ ﻓﻲ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺣﻠﺐ )" ﺹ 2633/ ) ": ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ... ﻭﻻ ﺃﻇﻦ ﻟﻪ ﺃﺻﻼ " ﺍ . ﻫـ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ " ﺍﻹﺑﻬﺎﺝ )" 3/18 ) : " ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ " ﺍ . ﻫـ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ " ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ )" 1/157 ) ": ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺧُﺮِّﺝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ " ﺍ . ﻫـ
- ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ : ﻓﻤﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﺨْﺘﻠِﻔﺔ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ؛ ( ﻓﻬﺬﺍ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺤﺪﻳﺚ : " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ (" ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ( 1/218 ) . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻷﻟﻮﺳﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ " ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ )" 4/25 ) : " ﻭﻛﻮﻥ ﺣﺪﻳﺚ : " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ " ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﺃﺻﻼ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ! ﻓﻘﺪ ﻋﺰﺍﻩ ﺍﻟﺰﺭﻛﺸﻲ ﻓﻲ " ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﺮﺓ " ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ " ﺍﻟﺤﺠﺔ " ﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻲ، ﻭﻟﻢ ﻳَﺬﻛﺮ ﺳﻨﺪﻩ ﻭﻻ ﺻﺤﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺭﺩ ﻣﺎ ﻳُﻘَﺮِّﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤْﻠﺔ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ؛ ﻓﺎﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﺤﻴﺪ ﻋﻨﻪ : ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ – ﻭﻣﻦ ﺷﺎﺭﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻛﺎﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻘﺘﺪﻯ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﻤﺒﺘﺪﻋﻴﻦ، ﻭﻛﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺘﻬﻢ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻄﺢ ﻓﻴﻪ ﻛﺒﺸﺎﻥ، ﻭﻻ ﻳﺘﻨﺎﺯﻉ ﻓﻴﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ . ﻓﻠﻴﻔﻬﻢ " ﺍ . ﻫـ
ﺗﻨﺒﻴﻪ : ﻋﺪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﺔ ﺧﺼﻴﺼﺔ ﻓﺎﺿﻠﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ " ﺟﺰﻳﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ " ( ﺹ / ) : " ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ - ﺧﻴﺮ ﺍﻷﻣﺔ، ﻓﻤﺎ ﺧﺎﺻﻢ ﺃﺣﺪٌ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪﺍً، ﻭﻻ ﻋﺎﺩﻯ ﺃﺣﺪٌ ﺃﺣﺪﺍً ، ﻭﻻ ﻧﺴﺐ ﺃﺣﺪٌ ﺃﺣﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺄ ﺃﻭ ﻗﺼﻮﺭ، ﻭﻭﺭﺩ ﺃﻥ " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺭﺣﻤﺔ " ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﻭﻫﻼﻛﺎ . ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻭﻻ ﻳﺤﻀﺮﻧﻲ ﺍﻵﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﻓﻌﺮﻑ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﺔ، ﺧﺼﻴﺼﺔ ﻓﺎﺿﻠﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ، ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ " ﺍ . ﻫـ ﻭﺑﻨﺤﻮﻩ ﻓﻲ " ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ )" 1/209 ) ﻟﻠﻤﻨﺎﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻭﺍﻟﺨﻼﺻﺔ : ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ " ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ " ﻣﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻟﻜﻦ ﺑﻠﻔﻆ ": ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﻟﻜﻢ ﺭﺣﻤﺔ " ﻭﺣﺴَّﻦ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺁﺧﺮﻳﻦ .
ﻓﺎﺋﺪﺓ : ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ( 1/39 ) ﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ( 3/544 ) ﻭﻣﻘﺪﻣﺔ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻷﺻﻮﻝ ( 1/181 ) ﻻﺑﻦ ﺍﻷﺛﻴﺮ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ( 1/70 - ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﻱ )
ﻓﺎﺋﺪﺓ : ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ( ﺍﺧﺘﻼﻑ ) ﺍﻓﺘﻌﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺍﻓﺘﺮﺍﻕ ﺑﻌﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ( ﺃﻣﺘﻲ ) ﺃﻱ ﻣﺠﺘﻬﺪﻱ ﺃﻣﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻮﻍ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ( ﺭﺣﻤﺔ ) ﻟﻠﻨﺎﺱ . ﺃﻱ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﺗﻮﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻛﺸﺮﺍﺋﻊ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻜﻠﻬﺎ ﺗﻀﻴﻖ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻠﻔﻮﺍ ﻣﺎ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻪ ﺗﻮﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻬﻢ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ ﻓﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻧﻌﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻓﻀﻴﻠﺔ ﺟﺴﻴﻤﺔ ﺧﺼﺖ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ . ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻠﺨﺼﺎ ﻣﻦ " ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ )" 1/209
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق