جواز شد الرحال إلى زيارة قبر النبي الله صلى الله عليه وسلم
جواز شد الرحال إلى زيارة قبر النبي الله صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد السادات السيد الأعظم رسولنا الكريم صلى الله عليه
وعلى اله وصحبه و التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد.
لقد ابتليت هذه الأمة
بأقوام لا خلاق لهم فراحوا يشككون الناس في دينهم فيحللون ويحرمون على حسب ما تشتهيه
أنفسهم وقد صدق القائل فيهم لقد ابتلينا بأقوام يظنون أن الله لم يهد غيرهم . فما أعظم
سوء الأدب الذي تطاولوا فيه على سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن سوء أدبهم أنهم
يحرمون زيارة سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بزعمهم أنه لا يجوز مستدلين بحديث
السيد الأعظم صلى الله عليه وسلم ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد))
وقالوا أن الأصل في الزيارة أن يقصد الإنسان مسجد السيد الأعظم
صلى الله عليه وسلم لا القبر وأنّى لهم هذا الفهم السقيم وهم حدثاء أسنان سفهاء أحلام
يهرفون بما لا يعرفون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل وإني ارتأيت أن أسلط عليهم سيف
الـتأصيل والعلم لأقطع دابرهم وأُؤصل للمسألة بنظرات أهل العلم و الـتأصيل الشرعي.
وأبدأ فأقول أن
الأصل في العبادات الحظر و التوقف وإن الزيارة للناس سواء الأحياء والأموات هي أمر
مشروع
وقد حثت الأحاديث الكثيرة على الزيارة في الله ثم حثت على
زيارة القبور فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه ((كنت نهيتكم
عن زيارة القبور ألا فزوروها )) فهنا يعلم أن زيارة القبور أمر مندوب يثاب فاعله ولا
يعاقب تاركه فكيف لهؤلاء القوم أن يخرجوا قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين
هذه القبور حتى وإن كان فيه شدّاً للرحال
ولو استعرضنا حديث (( لا تشدّ مع أحاديث الزيارة والحث عليها
وحديث (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور نجد أن ثمة تعارض ولا بد لنا حتى نعمل الدليلين
أن نخصص أو نقيد حتى يستقيم لنا الحكم الشرعي وندفع التعارض
.ولابد من النظر الى كلمة ( تشد ) المبنية للمجهول والمبني
للمجهول هنا يفيد الاطلاق فالنهي هنا يكون عاما سواء لطلب العلم أو للرزق أو زيارة
الأخوة في الله أو الأقارب أو لحج بيت الله أو للجهاد في سبيل الله وهذا يعارض الادلة
الكثيرة التي تحثنا على ماذكرنا بل تعارض القرآن الكريم ان اطلق .
وهنا لابد أن يصار الى التخصيص من أجل دفع التعارض فنقول
.
أن شدَّ الرحال إلى مسجد من المساجد لا يجوز لأن المساجد
كلها بيوت الله ولا فضل لمسجد على مسجد إلا ما نص عليه حديث السيد الأعظم صلى الله
عليه وسلم أن الصلاة في مسجده بألف صلاة وأن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف وأن
الصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة .والمعنى لا تشد الرحال إلى مسجد من المساجد
إلا إلى ثلاثة مساجد وهي المساجد المذكورة في الحديث السابق.
ومن هنا نعلم أن
التعارض بين الأحاديث قد انتفى .
و لنعلم أن الأصل
في الزيارة هي من أجل أن نزورالنبي صلى الله عليه وسلم وأننا نتعبد الله بها من خلال
حديث كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها إذ كيف يسوغ لنا أن نخرج قبر النبي صلى
الله عليه وسلم من بين القبور ؟ !
ثم إنها تتأكد من خلال قوله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم
جاؤوك ) و المجيء يكون في حياته وبعد وفاته إذ أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره وقد
استعمل المولى سبحانه وتعالى كاف الخطاب بقوله جاؤوك دون أن يبين هل المجيء يكون في
حال حياته صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته ؟
والمعلوم من القاعدة
الأصولية أن تأخر البيان عن وقت الحاجة لا يجوز فعدم بيان المولى سبحانه وتعالى وسكوت
النبي صلى الله عليه وسلم يدل على الإطلاق .
وكذلك نحن مأمورين
أن نسلم عليه صلى الله عليه وسلم في الصلوات الخمس فنقول ( السلام عليك أيها النبي
) ونستخدم كاف الخطاب والمعلوم أننا حينما نستخدم كاف الخطاب في سلامنا على شخص فهذا
يعني أنه موجود أمامنا ونخاطبه . ومما يؤكد لنا ماذهبنا إليه من أن الأصل هي زيارة
النبي صلى الله عليه وسلم هي فعله صلى الله عليه وسلم من زيارة قبر أمه السيدة آمنة
رضي الله عنها وهذا تشريع لنا في زيارة قبور آبائنا وأمهاتنا والحث عليها والنبي صلى
الله عليه وسلم زيارته أولى من زيارتهم فالنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وقد قال لنا
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين )وقد يعترض
البعض علينا بحديث آخر وهو حديثه صلى الله عليه وسلم (لا تتخذوا قبري عيدا ) والعيد
هنا بمعنى العَوَد أي التكرار حتى لا تحصل المشقة فالنبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين
وأراد أن يرفع الحرج و المشقة عن أمته فنهانا عن الإكثار من زيارته رحمة ورأفة
بنا صلى الله عليه وسلم.
فاللهم انا نسألك حسن التفهم الدرك والأدب مع حبيبك صلى الله
عليه وسلم والحمدلله رب العالمين .
كتبه : حمود محمود
المحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق