جواز لفظ السيادة في حقه صلى الله عليه وسلم
جواز لفظ السيادة في حقه صلى الله عليه وسلم
قال ابو محمد غفر الله له ولوآلديه ولجميع المسلمين
قد يعترض بعضهم على كلمة سيد في حقه صلى الله عليه وسلم
وقد ورد في الحديث الصحيح الذي جاء في صحيح مسلم بشرح الامام
النووي
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله عليه وسلم
. انا سيد ولد آدم يوم القيامة واول من من تنشق عنه الارض واول شافع واول مشفع
واطلاق السيد حقيقة هو لله لاغيره اي هو الذي يحق له السيادة
المطلقة فحقيقة السؤدد ليست الا له سبحانه وتعالى اذ الخلق كلهم عبيد له
ولكن لايناقضه قوله صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد آدم
... الحديث
لانه اخبار عما اعطي من الشرف على النوع الانساني واستعمال
السيد في غير الله شائع وذائع في الكتاب والسنة
قال الامام النووي رحمه الله والمنهي عنه اطلاقها على جهة
التعاظم لا التعريف
وهيا بنا نذكر لك بعض ماجاء في الكتاب والسنة في ذلك
اما ماجاء في الكتاب
قال تعالى مخبرا عن سيدنا يحيى عليه الصلاة والسلام ( فنادته
الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا
وحصورا ونبيا من الصالحين ) آل عمران
وقال تعالى في سورة يوسف ( واستبقا الباب وقدت قميصة من دبر
والفيا سيدها لدى الباب ) الآية
واما ماورد في السنة
1- فالحديث السابق الذي رواه مسلم في صحيحه
2- وقوله صلى الله عليه وسلم (ان ابني هذا سيد وَلَعَلَّ
اللّه تعالى أنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ".
) قال ابومحمد الكاتب والمراد بالابن هو الحسن رضي الله عنه
والحديث رواه البخاري
3- وقوله صلى الله عليه وسلم ( سيد الشهداء عند الله يوم
القيامة حمزة بن عبد المطلب ) الحديث رواه الحاكم في المستدرك عن جابرعن علي ورواه
الطبراني في الكبير
وصححه الامام السيوطي
4- وقوله صلى الله عليه وسلم ( سيد كهول أهل الجنة أبو بكر
وعمر، وإن أبا بكر في الجنة مثل الثريا في السماء
) الحديث رواه الخطيب في التاريخ عن أنس
وصححه الامام السيوطي
5- وقوله صلى الله عليه وسلم ( سيدات نساء أهل الجنة أربع:
مريم، وفاطمة، وخديجة، و آسية )
الحديث رواه الحاكم في المستدرك عن عائشة
وصححه الامام السيوطي
5- وقوله صلى الله عليه وسلم ( للأنصار لما أقبل سعد بن معاذ
رضي اللّه عنه: "قُومُوا إلى سَيِّدِكُمْ ) الحديث
رواه البخاري ومسلم، عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه؛
وقد يأتي لفظ السيادة لغير الأشخاص فقد ورد في الاحاديث الصحيحة
: سيد الاستغفار...، سيد الأعمال...، سيد الأيام...، سيد الشهور...، سيد السلعة
...
فيظهر من تلك الآيات والأحاديث أن استعمال لفظ "السيد"
جائز في غير الله، وإنما يحرم ادعاء السيادة الحقيقية التي ليست إلا لله كما مر.
قال الامام السيوطي في الجامع الصغير
وقد اختلف العلماء بشأن التشهد: أيهما أفضل، الإتيان بلفظ
السيادة أم عدمه في الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله وسلم. غير أن البعض في زماننا
تعسفوا وأنكروا على من استعمل لفظ السيادة، ولا يصح إنكارهم إلا بضرب القرآن والسنة
بعضهما ببعض، وعدم ردهم ذلك إلى علماء السلف أمثال الإمام المناوي والنووي وغيرهم.
وقد نهينا في أحاديث كثيرة عن ذلك التضارب وعن عدم الرجوع
إلى أقوال العلماء. فمن تلك الأحاديث:
مهلا يا قوم. بهذا هلكت الأمم من قبلكم: باختلافهم على أنبيائهم،
وضربهم الكتب بعضها ببعض. إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا. فما
عرفتم منه فاعملوا، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه. (رواه الإمام أحمد عن ابن عمرو،
كما في كنز العمال).
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... أبهذا أمرتم،
أبهذا عنيتم؟ إنما هلك الذين من قبلكم بأشباه هذا: ضربوا كتاب الله بعضه ببعض. أمركم
الله بأمر فاتبعوه، ونهاكم عن شيء فانتهوا. (قط في الأفراد والشيرازي في الألقاب كر،
كما في كنز العمال).
ورواه أحمد في مسنده وأبو داود عن عبد الله بن الشخير
وصححه الامام السيوطي
فوائــــد :
جاء في سنن أبي دَاود، عن بريدة رضي اللّه عنه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا تَقُولُوا
لِلمُنافِقِ سَيِّدٌ، فإنَّه إنْ يَكُ سَيِّداً فَقَدْ أسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ
وَجَلَّ".
قال الامام النووي رحمه الله في كتاب الاذكار : والجمع بين
هذه الأحاديث أنه لا بأس بإطلاق فلان سيد، ويا سيدي، وشبه ذلك إذا كان المسوَّد فاضلاً
خيّراً، إما بعلم، وإما بصلاح، وإما بغير ذلك؛
واما إن كان فاسقاً، أو متهماً في دينه، أو نحو ذلك كُره
له أن يقال سيّد.
وروى البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه،
عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "لا يَقُلْ أحَدُكُمْ
أطْعِمْ رَبَّكَ، وَضّىءْ رَبَّكَ، اسْقِ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِيِ وَمَوْلايَ؛
وَلا يَقُلْ أحَدُكُمْ عبْدِي أمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتايَ وَفَتاتِي وَغُلامي"
وفي رواية لمسلم: "وَلا يَقُلْ أحَدُكُمْ رَبِّي وَلْيَقُلْ سَيِدي وَمَوْلايَ"
وفي رواية له: "لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ عَبْدِي وَأمَتِي، فَكُلُّكُمْ عَبِيدٌ،
وَلا يَقُلِ العَبْدُ رَبي وَلْيَقُلْ سَيِّدِي" وفي رواية له: "لا يَقُولَنَّ
أحَدُكُمْ عَبْدِي وَأمَتي، كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ، وكُلُّ نِسائِكُمْ إماءُ اللَّهِ،
وَلَكِنْ لِيَقُلْ غُلامي وَجارِيَتِي وَفَتايَ وَفَتاتِي".
قال الامام النووي في الاذكار قال العلماء: لا يُطلق الربُّ
بالألف واللام إلاّ على اللّه تعالى خاصة، فأما مع الإضافة فيقال: ربّ المال، وربّ
الدار، وغير ذلك. ومنه قول النبيّ صلى اللّه عليه وسلم في الحديث الصحيح في ضالّة الإِبل
"دَعْها حتَّى يَلْقاها رَبُّها" (البخاري (91) ، ومسلم (1722) ) والحديث
الصحيح "حتَّى يُهِمَّ ربَّ المَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ" (البخاري
(1412) ، ومسلم (1011) (61) ) وقول عمر رضي اللّه عنه في الصحيح (البخاري (3059) ولفظه
من كلام عمر رضي اللّه عنه "وأدخل ربَّ الصُّريمة...") : ربّ الصُّرَيْمة
والغُنَيْمة، ونظائره في الحديث كثيرة مشهورة.
وأما استعمال حملة الشرع ذلك فأمر مشهور معروف. قال العلماء:
وإنما كره للمملوك أن يقول لمالكه: ربي، لأن في لفظه مشاركة للّه تعالى في الربوبية.
وأما حديث "حتى يلقاها ربُّها" و"ربّ الصريمة" وما في معناهما،
فإنما استعمل لأنها غير مكلفة، فهي كالدار والمال، ولا شك أنه لا كراهة في قول ربّ
الدار وربّ المال. وأما قول يوسف صلى اللّه عليه وسلم: {اذكرني عند ربك} [يوسف:42]
فعنه جوابان: أحدهما أنه خاطبه بما يعرفه، وجاز هذا الاستعمال للضرورة، كما قال موسى
صلى اللّه عليه وسلم للسامري: {وَانْظُرْ إلى إلهك} [طه:97] أي الذي اتخذته إلهاً.
والجواب الثاني أن هذا شرعُ مَنْ قَبْلنَا، وشرعُ من قبلنا لا يكون شرعاً لنا إذا ورد
شرعُنا بخلافه، وهذا لا خلاف فيه. وإنما اختلف أصحاب الأصول في شرع من قبلنا إذا لم
يردْ شرعُنا بموافقته ولا مخالفته، هل يكون شرعاً لنا أم لا؟.
قال الإمام أبو جعفر النحاس في كتابه "صناعة الكتاب":
أما المولى فلا نعلم اختلافاً بين العلماء أنه لا ينبغي لأحد أن يقول لأحد من المخلوقين:
مولاي.قال النووي: وقد تقدم في الفصل السابق جواز إطلاق مولاي، ولا مخالفة بينه وبين
هذا، فإن النحاس تكلَّم في المولى بالألف واللام، وكذا قال النحاس: يقال سيد لغير الفاسق،
ولا يقال السيد بالألف واللام لغير اللّه تعالى؛ والأظهر أنه لا بأس بقوله المولى والسيد
بالألف واللام بشرطه السابق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق