تصرف الأرواح بعد الموت
تَصَرَّفُ الأرواح المطلقة بعد انفصالها عن البدن
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : في (كتاب الروح) في المسألة الخامسة عشرة، ص: 102 – 103، دار الكتب العلمية، بيروت..
(فصل: ومما ينبغي أن يعلم أن ما ذكرنا من شأن الروح يختلف بحسب حال الأرواح من القوة والضعف والكبر والصغر، فللروح العظيمة الكبيرة من ذلك ما ليس لمن هو دونها.
وأنت ترى أحكام الأرواح في الدنيا كيف تتفاوت أعظم تفاوت بحسب تفارق الأرواح في كيفياتها وقواها وإبطائها وإسراعها والمعاونة لها، فللروح المطلقة من أسر البدن وعلائقه وعوائقه من التصرف والقوة والنفاذ والهمة وسرعة الصعود إلى الله والتعلق بالله ما ليس للروح المهينة المحبوسة في علائق البدن وعوائقه، فإذا كان هذا وهي محبوسة في بدنها فكيف إذا تجردت وفارقته واجتمعت فيها قواها وكانت في أصل شأنها روحا علية زكية كبيرة ذات همة عالية !!
فهذه لها بعد مفارقة البدن شأن آخر وفعل آخر.
وقد تواترت الرؤيا في أصناف بني آدم على فعل الأرواح بعد موتها ما لا تقدر على مثله حال اتصالها بالبدن من هزيمة الجيوش الكثيرة بالواحد والاثنين والعدد القليل ونحو ذلك، وكم قد رئي النبي (صلى الله عليه وسلم) ومعه أبو بكر وعمر في النوم قد هزمت أرواحهم عساكر الكفر والظلم فإذا بجيوشهم مغلوبة مكسورة مع كثرة عَدَدهم وعُدَدهم وضعف المؤمنين وقلتهم).
انتهى كلام ابن القيم.
-----------------------------------------------
يقرر ابن القيم في كلامه هذا أن أرواح الأموات تتصرف بعد موتها، بل إن أرواح الصالحين تكون أقوى بعد انفصالها عن البدن، ويقرر أنه قد تواتر أن روح النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر قد هزمت جيوشا من جيوش الكفار.!!
يقول ابن القيم :-
ان الولي ينفع بعد موته وهو في قبره فقال :-
(روي ابن ابي الدنيا انه مات رجل من اهل المدينة فرآه رجل كأنه من اهل النار وبعد ساعة او ثانية رآه كأنه من اهل الجنة فقال الم تقل إنك من اهل النار قال بلي ولكن دفن معنا رجل من الصالحين فشفع في اربعين من جيرانه فكنت انا واحدا منهم )
-من كتاب الروح ص114 طبعة دار الفجر وص 82/81 طبعة بيروت .
*وفي ص 83 طبعة بيروت قال ( روح الولي في الدار الاخرة تهزم الجيوش الكثيرة )
ويقول ايضا ان الولي يدرس وهو ميت وذكر ان ابن تيمية حل مسالة في الميراث وهو ميت .
*هذا ذكره البزاز تلميذ ابن تيمية في كتابه الاعلام العلية وفي ص 9 من الروح طبعة الفجر ( ان الاموات عامة يعرفون ويسمعون من يزورهم ويتكلم معهم ولو كانو كفارا وذكر حديث الصحيحين اي حديث قليب بدر .
*ثم قال وثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:-( إن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له اذا انصرفوا منه) -متفق عليه -
* ثم قال ابن القيم والسلف مجمعون علي هذا وقد تواترت الاثار عنهم بان الميت يعرف زيارة الحي ويستبشر به .
* يقول ابن تيمية ان الولي له كرامات بعد موته وينفع بعد موته ففي كتابه اقتصاء الصراط المستقيم ص 42 يقول :-( وكذلك يصدق المسلم ما يذكر من كرامات وخوارق العادات التي يجريها الله عز وجل عند قبور الانبياء والاولياء والصالحين مثل نزول الانوار وااملائكة عندها وتوخي الشيطين لها واندفاع النار عنها وعمن جاورها وحصول الانس والسرور عندها ونزول العذاب بمن استهان بها وشفاعة بعضهم في جيرانهم من الموتي ) اه
* اما ابن عبدالوهاب النجدي فإنه يفول ان الولي ينفع بعد موته ففي ص 17/16 من كتابه احكام تمني الموت يقول:- ( روي ابو نعيم - ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين )
وفي ص 56 يثبت تصريف الاولياء بعد موتهم وكراماتهم كذلك .
ومنها ان الولي بعد موته ياتي بالمطر الي ارض بشة باليمن وذلك الولي هو جعفر الطيار رضي الله عنه .
وفيه ايضا ان الولي يتكلم من داخل القبر فذكر قصة ذكرها ابن كثير في تفسيره سورة الاعراف وذكرها الكاندهولي في حياة الصحابة رضوان الله عليهم في الكرامات وهي طويلة وفي اخرها - فاجابه الفتي من داخل القبر لقد آتانيها ربي في الجنة مرتين -فقال له سيدنا عمر رضي الله عنه لك جنتان لك جنتان .
* وفيه في ص 47/46 :-
الولي يري ويسمع في قبره ( روي الحاكم واحمد ان السيدة عائشة رضي الله عنها وعن ابيها # كنت ادخل البيت واقول انما هذا ابي وزوجي ولكن لما دفن عمر معهما صرت لا ادخل الا وانا مشدودة علي ثيابي حيتء من عمر رضي الله عنه #
فالشاهد هنا قولها رضي اللع عنها ( حياء من عمر ) وهو كان داخل قبره .
* اما ان الولي يحضر مريده عند موته فقد ذكر في ص 11 في نفس المرجع فقد ذكر حديث ( ما من احد يموت الا ويمثل له جلسائه فإن كانو اهل ذكر فاهل ذكر وإن كانو اهل لهو فاهل لهو )
فهل هناك اهل ذكر غير الاولياء رضي الله عنهم
وهنا يجب التنويه ان ابن تيمية تحقق ان الصوفية هم الصالحون فاوصي بان يدفن في مقابر الصوفية وقد ذكر ذلك ابن كثير في كتابه البداية والنهاية في ص 215 جزء 15 طبعة دار ابن رجب وذكره ابن عبد الهادي في العقود الذرية فقال ( وحمل الي مقبرة الصوفية ) .
* وجاء في كتاب الرد الوافر للامام الدمشقي ص 136 وجاء فيه ان تراب قبر ابن تيمية يداوي الرمد الربيعي
اما التبرك بتراب قبر الامام البخاري رضي الله عنه فانظره في كتاب الساري وغيره من الكتب .
فانه يتبين مما سبق ان الصوفية علي حق والادلة من كتب ائمة الوهابية .
اما من القران فان الولي ينفع حيا وميتا فهاكم
( وكان ابوهما صالحا ) فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما -حفظ الله لهما كنزهما لصلاح ابيهما ولم يذكر لهما صلاح وتغسير ابن كثير طبعة الرباط
ومن السنة :-
روي الفيراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال النبي صلي الله عليه وسلم ( إن الله ليدفع بالرجل الصالح عن اربعين اهل ببت مائة من البلاء ثم تلي الاية ( ولولا دفع الناس بعصهم ببعص ....)
و حديث اخر لا يقبل التضعيف او الوضع ( ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين )
وفي الصحيح ( مثل الجليس الصاح وجليس السؤ .....)
* للمزيد اقراء :-
1-شرح الصدور للسيوطي
2-البركة والتبرك من ذهبيات الامام الذهبي للشيخة خديجة الادريسية .
3-اقناع المؤمنين لعثمان الصومالي الشافعي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق