حكم حلق المرأة لشعرها
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﻣﺤﻤﺪ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻭﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ( 1 )
ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ : " ﻟﻌﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﻬﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻤﺘﺸﺒﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ " ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺭﺃﺳﻬﺎ
ﻭﻭﺭﺩ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻳﻀﺎً .
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻼﻝ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻣﺮﺳﻼً ﻭﻋﻨﺪﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻳﻀﺎً
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ : ﻫﻲ ﻣﺜﻠﺔ . ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ " ﻣﺜﻠﺔ " ﺃﻱ ﺗﻘﺒﻴﺢ ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ ﻟﻬﺎ
ﺇﺫ ﺍﻷﺻﻞ ﻛﻤﺎ ﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺷﻌﺮ ﺗﺘﺰﻳﻦ ﺑﻪ ﻭﺗﺘﺠﻤﻞ ﻓﺤﻠﻘﻪ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻟﻬﺎ
ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺣﻠﻘﻬﺎ ﻟﺸﻌﺮ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻫﻲ ﻣﻠﻌﻮﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ ﺍﻟﺸﺮﺑﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻐﻨﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ
ﻭﺗﻘﺼﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ " ﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ
ﻭﻻ ﺗﺆﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﻠﻖ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎ ﺑﻞ ﻳﻜﺮﻩ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ .
ﻭﻗﻴﻞ ﻳﺤﺮﻡ ﻷﻧﻪ ﻣﺜﻠﺔ ﻭﺗﺸﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻣﺎﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﺫﺭﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺰﻭﺟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻛﺔ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻪ .
ﻭﻳﻨﺪﺏ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺼﺮ ﻗﺪﺭ ﺃﻧﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺭﺃﺳﻬﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻹﺳﻨﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺘﺠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻛﺎﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻠﻖ .
ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﺻﺮﻳﺢ ﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﺑﻤﺸﺮﻭﻉ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻨﺺ ﻭﺍﻹﺟﻤﺎﻉ
ﻭﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻻ ﺗﺤﻠﻖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻟﻖ ﻋﻨﻚ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺛﻢ ﺍﻏﺘﺴﻞ ﻓﻤﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﺣﻠﻖ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻳﻮﻡ ﺳﺎﺑﻊ ﻭﻻﺩﺗﻬﺎ ﻟﻠﺘﺼﺪﻕ ﺑﺰﻧﺘﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻛﻤﺎ ﺻﺮﺣﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻫﺔ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺻﻮﺭﺗﻴﻦ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺃﺫﻯ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺯﻭﺍﻟﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺤﻠﻖ ﻛﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺣﺐ ﻭﻧﺤﻮﻩ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺣﻠﻘﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻟﺘﺨﻔﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﺒﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺨﻨﺜﻰ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻷﻧﺜﻰ . ( 2 )
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ
ﻓَﺼْﻞٌ : ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺨْﺘَﻠِﻒُ ﺍﻟﺮِّﻭَﺍﻳَﺔُ ﻓِﻲ ﻛَﺮَﺍﻫَﺔِ ﺣَﻠْﻖِ ﺍﻟْﻤَﺮْﺃَﺓِ ﺭَﺃْﺳَﻬَﺎ ﻣِﻦْ ﻏَﻴْﺮِ ﺿَﺮُﻭﺭَﺓٍ .
ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺑُﻮ ﻣُﻮﺳَﻰ ﺑَﺮِﺉَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻣِﻦْ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﻘَﺔِ ﻭَﺍﻟْﺤَﺎﻟِﻘَﺔِ .
ﻣُﺘَّﻔَﻖٌ ﻋَﻠَﻴْﻪِ
ﻭَﺭَﻭَﻯ ﺍﻟْﺨَﻠَّﺎﻝُ ﺑِﺈِﺳْﻨَﺎﺩِﻩِ ﻋَﻦْ ﻗَﺘَﺎﺩَﺓَ ﻋَﻦْ ﻋِﻜْﺮِﻣَﺔَ ﻗَﺎﻝَ } ﻧَﻬَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺃَﻥْ ﺗَﺤْﻠِﻖَ ﺍﻟْﻤَﺮْﺃَﺓُ ﺭَﺃْﺳَﻬَﺎ {
ﻗَﺎﻝَ ﺍﻟْﺄَﺛْﺮَﻡُ : ﺳَﻤِﻌْﺖ ﺃَﺑَﺎ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ( 33 ) ﻳﺴْﺄَﻝُ ﻋَﻦْ ﺍﻟْﻤَﺮْﺃَﺓِ ﺗَﻌْﺠِﺰُ ﻋَﻦْ ﺷَﻌْﺮِﻫَﺎ ﻭَﻋَﻦْ ﻣُﻌَﺎﻟَﺠَﺘِﻪِ ، ﺃَﺗَﺄْﺧُﺬُﻩُ ﻋَﻠَﻰ ﺣَﺪِﻳﺚِ ﻣَﻴْﻤُﻮﻧَﺔَ ؟
ﻗَﺎﻝَ : ﻟِﺄَﻱِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﺗَﺄْﺧُﺬُﻩُ ؟ ﻗِﻴﻞَ ﻟَﻪُ : ﻟَﺎ ﺗَﻘْﺪِﺭُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﺪَّﻫْﻦِ ﻭَﻣَﺎ ﻳُﺼْﻠِﺤُﻪُ ﻭَﺗَﻘَﻊُ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻟﺪَّﻭَﺍﺏُّ .
ﻗَﺎﻝَ : ﺇﺫَﺍ ﻛَﺎﻥَ ﻟِﻀَﺮُﻭﺭَﺓٍ ، ﻓَﺄَﺭْﺟُﻮ ﺃَﻥْ ﻟَﺎ ﻳَﻜُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﺑَﺄْﺱٌ .
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺤﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻪ : ﻭﺳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻼﻕ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺣﺮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﻷﻧﻪ ﻣﺜﻠﺔ . ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ : ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﻬﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺭﺃﺳﻬﺎ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ : ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ .
ﻭﺍﻟﺨﻼﺻـــــــــــــــــــــــــــــﺔ :
ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻴﻦ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ : ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ , ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ , ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ , ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻜﺮﺍﻫﺔ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻷﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻘﺔ ﻓﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺜﻠﺔ ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﻭﺣﺮﻣﻮﻩ ﺇﺫﺍ ﻗﺼﺪﺕ
ﺑﻪ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ .
ﺃﻧﻈﺮ : [ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ 2/516 , ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﺒﺰﺍﺯﻳﺔ 3/317 , ﺭﻭﺿﺔ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﻴﻦ 2/1455 , ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻻﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ 3/439 , ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﻟﻠﻨﻮﻭﻱ 8/154 , ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻻﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ 1/105 , , ﺑﺪﺍﺋﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﻟﻠﻜﺎﺳﺎﻧﻲ 2/141 , ﻣﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻟﻠﺤﻄﺎﺏ 3/129 , ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻊ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ 1/279 ]
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺫﻫﺐ ﻓﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺤﺮﻣﺔ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﺃﻭ ﺿﺮﻭﺭﺓ . ﺃﻧﻈﺮ : [ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻰ ﻟﻠﺒﺎﺟﻲ 3/32 , ﺍﻟﺨﺮﺷﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ 2/335 , ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻻﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ 10/375 , ﺍﻟﻤﺤﻠﻰ ﻻﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ 11/279 ]
ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ( ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺣﻠﻖ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ) ﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ . [ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻓﻲ ﺳﻨﻨﻪ – 2/203 , ﻭﺣﺴّﻨﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ
ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻷﺻﻢ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺛﻢ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ ﻗﺎﻝ : ﻓﻨﺰﻟﻨﺎ ﻗﺒﺮﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺿﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﺪ، ﻣﺎﻝ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺭﺩﺍﺋﻲ ﻓﻮﺿﻌﺘﻪ ﺗﺤﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﺎﺟﺘﺬﺑﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﺄﻟﻘﺎﻩ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﻠﻘﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ﻓﻜﺎﻥ
ﺭﺃﺳﻬﺎﻣﺤﺠﻤﺎً ) .
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﺟﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺽ، ﻓﺄﺯﺍﻟﺘﻪ ﻟﺘﺤﺘﺠﻢ .
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﻣﺤﻤﺪ
ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋَﻦْ ﺃَﺑِﻲ ﺳَﻠَﻤَﺔَ ﺑْﻦِ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ ... ﻗَﺎﻟَﻮَﻛَﺎﻥَ ﺃَﺯْﻭَﺍﺝُ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻳَﺄْﺧُﺬْﻥَ ﻣِﻦْ ﺭُﺀُﻭﺳِﻬِﻦَّ ﺣَﺘَّﻰ ﺗَﻜُﻮﻥَ ﻛَﺎﻟْﻮَﻓْﺮَﺓِ ((
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﺡ
ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﺃﺷﺒﻊ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻠﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻨﻜﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ . ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ : ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ . ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ : ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﻦ ﻳﺘﺨﺬﻥ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻭﺍﻟﺬﻭﺍﺋﺐ، ﻭﻟﻌﻞ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻌﻠﻦ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺘﺮﻛﻬﻦ ﺍﻟﺘﺰﻳﻦ ﻭﺍﺳﺘﻐﻨﺎﺋﻬﻦ ﻋﻦ ﺗﻄﻮﻳﻞ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺗﺨﻔﻴﻔﺎً ﻟﻤﺆﻧﺔ ﺭﺅﻭﺳﻬﻦ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﻦ ﻓﻌﻠﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻛﺬﺍ ﻗﺎﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻌﻴﻦ ﻭﻻ ﻳﻈﻦ ﺑﻬﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻓﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﻣﺤﻤﺪ ﺃﻣﺎ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻼ ﻳﺨﻠﻮ ﺍﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺮﺍﻡ ﺍﻭ ﻣﻜﺮﻭﻩ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﺸﺮﻭﻁ
-1 ﺃﻥ ﻻ ﺗﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ
-2 ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﻘﺼﺮ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻓﻮﻕ ﺷﺤﻤﺔ ﺍﻷﺫﻥ
3 - ﻻﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﻗﺺ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ
4 - ﺍﻥ ﻻﺗﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﻘﺼﺔ ﺷﻌﺮﻫﺎ
ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺟﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﺣﻠﺔ ﺗﻌﺠﺒﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺮﺟﻞ ﺟﻤﺘﻪ ﺇﺫ ﺧﺴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺠﻠﺠﻞ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻋَﻦ ﺃَﺑِﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ، ﻭﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻗﺎﻻ : ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ : ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﺇﺯﺍﺭﻱ ، ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﺭﺩﺍﺋﻲ ، ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺯﻋﻨﻲ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺃﻟﻘﻴﺘﻪ ﻓِﻲ ﺟﻬﻨﻢ
ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ
ﻭ ﻋَﻦْ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑْﻦِ ﻣَﺴْﻌُﻮﺩٍ ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻋَﻨْﻪُ ﻗَﺎﻝَ : ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ
ﻻ ﻳَﺪْﺧُﻞُ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔَ ﻣَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻓِﻲ ﻗَﻠْﺒِﻪِ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝُ ﺫَﺭَّﺓٍ ﻣِﻦْ ﻛِﺒْﺮ
ﺃَﺧْﺮَﺟَﻪُ ﻣُﺴْﻠِﻢٌ
-5 ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺸﻔﻬﺎ ﻟﺸﻌﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺑﻴﺘﻬﺎ
ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ
ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ( ﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺨﻠﻊ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﻫﺘﻜﺖ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ )
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻭﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ
ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻠﻔﻆ
( ﺃﻳﻤﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺿﻌﺖ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﻫﺘﻜﺖ ﺳﺘﺮ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ )
ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﻠﻔﻆ
( ﺃﻳﻤﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻧﺰﻋﺖ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﺘﺮﻩ )
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﻣﺤﻤﺪ ﻓﻬﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻧﺴﺎﺀﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺠﻨﺐ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ
ﺇﺫﺍ ﻓﺎﻷﻛﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻭﺗﺘﺮﻛﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﻛﻦ ﻳﺘﺰﻳﻦ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ
ﻭﺍﻟﺬﻭﺍﺋﺐ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺎﻟﻠﺤﻰ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺎﻟﺬﻭﺍﺋﺐ ﺍﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻔﺘﺨﺮﻥ ﺑﻘﺺ ﺷﻌﻮﺭﻫﻦ
ﻟﻴﺨﺮﺟﻦ ﺍﻣﺎﻡ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﻳﺘﻔﺎﺧﺮﻥ ﻭﻻﻳﺪﺭﻳﻦ ﺍﻧﻬﻦ ﻭﻗﻌﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﻈﻮﺭ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﻓﺄﻱ ﻧﺴﺎﺀﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻﻳﺪﺧﻠﻬﻦ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﺑﻘﺼﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ
ﺍﻭ ﻣﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﻲ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺮﻳﻨﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﻗﺼﺘﻪ ﻟﺘﺘﺰﻳﻦ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻋﻲ
ﻭﺃﻥ ﻻﺗﻈﻬﺮ ﻣﻔﺘﺨﺮﺓً ﺑﻪ ﺃﻣﺎﻣﻬﻦ
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺻﻠﺢ ﻧﺴﺎﺀﻧﺎ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻭﻟﻄﻔﻚ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ
.................................
1 – ﺃﺑﻮﻣﺤﻤﺪ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ
-2 ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﺞ ﺑﺎﺏ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻣﻜﺔ ﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﺑﺎﻟﻤﺰﺩﻟﻔﺔ
-33 ﺍﺑﻮﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﻣﺤﻤﺪ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻭﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ( 1 )
ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ : " ﻟﻌﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﻬﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻤﺘﺸﺒﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ " ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺭﺃﺳﻬﺎ
ﻭﻭﺭﺩ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻳﻀﺎً .
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻼﻝ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻣﺮﺳﻼً ﻭﻋﻨﺪﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻳﻀﺎً
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ : ﻫﻲ ﻣﺜﻠﺔ . ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ " ﻣﺜﻠﺔ " ﺃﻱ ﺗﻘﺒﻴﺢ ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ ﻟﻬﺎ
ﺇﺫ ﺍﻷﺻﻞ ﻛﻤﺎ ﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺷﻌﺮ ﺗﺘﺰﻳﻦ ﺑﻪ ﻭﺗﺘﺠﻤﻞ ﻓﺤﻠﻘﻪ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻟﻬﺎ
ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺣﻠﻘﻬﺎ ﻟﺸﻌﺮ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻫﻲ ﻣﻠﻌﻮﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ ﺍﻟﺸﺮﺑﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻐﻨﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ
ﻭﺗﻘﺼﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ " ﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ
ﻭﻻ ﺗﺆﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﻠﻖ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎ ﺑﻞ ﻳﻜﺮﻩ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ .
ﻭﻗﻴﻞ ﻳﺤﺮﻡ ﻷﻧﻪ ﻣﺜﻠﺔ ﻭﺗﺸﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻣﺎﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﺫﺭﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺰﻭﺟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻛﺔ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻪ .
ﻭﻳﻨﺪﺏ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺼﺮ ﻗﺪﺭ ﺃﻧﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺭﺃﺳﻬﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻹﺳﻨﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺘﺠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻛﺎﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻠﻖ .
ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﺻﺮﻳﺢ ﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﺑﻤﺸﺮﻭﻉ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻨﺺ ﻭﺍﻹﺟﻤﺎﻉ
ﻭﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻻ ﺗﺤﻠﻖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻟﻖ ﻋﻨﻚ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺛﻢ ﺍﻏﺘﺴﻞ ﻓﻤﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﺣﻠﻖ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻳﻮﻡ ﺳﺎﺑﻊ ﻭﻻﺩﺗﻬﺎ ﻟﻠﺘﺼﺪﻕ ﺑﺰﻧﺘﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻛﻤﺎ ﺻﺮﺣﻮﺍ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻫﺔ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺻﻮﺭﺗﻴﻦ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺃﺫﻯ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺯﻭﺍﻟﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺤﻠﻖ ﻛﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺣﺐ ﻭﻧﺤﻮﻩ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺣﻠﻘﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻟﺘﺨﻔﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﺒﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺨﻨﺜﻰ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻷﻧﺜﻰ . ( 2 )
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ
ﻓَﺼْﻞٌ : ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺨْﺘَﻠِﻒُ ﺍﻟﺮِّﻭَﺍﻳَﺔُ ﻓِﻲ ﻛَﺮَﺍﻫَﺔِ ﺣَﻠْﻖِ ﺍﻟْﻤَﺮْﺃَﺓِ ﺭَﺃْﺳَﻬَﺎ ﻣِﻦْ ﻏَﻴْﺮِ ﺿَﺮُﻭﺭَﺓٍ .
ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺑُﻮ ﻣُﻮﺳَﻰ ﺑَﺮِﺉَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻣِﻦْ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﻘَﺔِ ﻭَﺍﻟْﺤَﺎﻟِﻘَﺔِ .
ﻣُﺘَّﻔَﻖٌ ﻋَﻠَﻴْﻪِ
ﻭَﺭَﻭَﻯ ﺍﻟْﺨَﻠَّﺎﻝُ ﺑِﺈِﺳْﻨَﺎﺩِﻩِ ﻋَﻦْ ﻗَﺘَﺎﺩَﺓَ ﻋَﻦْ ﻋِﻜْﺮِﻣَﺔَ ﻗَﺎﻝَ } ﻧَﻬَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺃَﻥْ ﺗَﺤْﻠِﻖَ ﺍﻟْﻤَﺮْﺃَﺓُ ﺭَﺃْﺳَﻬَﺎ {
ﻗَﺎﻝَ ﺍﻟْﺄَﺛْﺮَﻡُ : ﺳَﻤِﻌْﺖ ﺃَﺑَﺎ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ( 33 ) ﻳﺴْﺄَﻝُ ﻋَﻦْ ﺍﻟْﻤَﺮْﺃَﺓِ ﺗَﻌْﺠِﺰُ ﻋَﻦْ ﺷَﻌْﺮِﻫَﺎ ﻭَﻋَﻦْ ﻣُﻌَﺎﻟَﺠَﺘِﻪِ ، ﺃَﺗَﺄْﺧُﺬُﻩُ ﻋَﻠَﻰ ﺣَﺪِﻳﺚِ ﻣَﻴْﻤُﻮﻧَﺔَ ؟
ﻗَﺎﻝَ : ﻟِﺄَﻱِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﺗَﺄْﺧُﺬُﻩُ ؟ ﻗِﻴﻞَ ﻟَﻪُ : ﻟَﺎ ﺗَﻘْﺪِﺭُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﺪَّﻫْﻦِ ﻭَﻣَﺎ ﻳُﺼْﻠِﺤُﻪُ ﻭَﺗَﻘَﻊُ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻟﺪَّﻭَﺍﺏُّ .
ﻗَﺎﻝَ : ﺇﺫَﺍ ﻛَﺎﻥَ ﻟِﻀَﺮُﻭﺭَﺓٍ ، ﻓَﺄَﺭْﺟُﻮ ﺃَﻥْ ﻟَﺎ ﻳَﻜُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﺑَﺄْﺱٌ .
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺤﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻪ : ﻭﺳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻼﻕ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺣﺮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﻷﻧﻪ ﻣﺜﻠﺔ . ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ : ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﻬﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺭﺃﺳﻬﺎ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ : ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ .
ﻭﺍﻟﺨﻼﺻـــــــــــــــــــــــــــــﺔ :
ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻴﻦ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ : ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ , ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ , ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ , ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻜﺮﺍﻫﺔ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻷﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻘﺔ ﻓﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺜﻠﺔ ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﻭﺣﺮﻣﻮﻩ ﺇﺫﺍ ﻗﺼﺪﺕ
ﺑﻪ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ .
ﺃﻧﻈﺮ : [ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ 2/516 , ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﺒﺰﺍﺯﻳﺔ 3/317 , ﺭﻭﺿﺔ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﻴﻦ 2/1455 , ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻻﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ 3/439 , ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﻟﻠﻨﻮﻭﻱ 8/154 , ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﻻﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ 1/105 , , ﺑﺪﺍﺋﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﻟﻠﻜﺎﺳﺎﻧﻲ 2/141 , ﻣﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻟﻠﺤﻄﺎﺏ 3/129 , ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻊ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ 1/279 ]
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺫﻫﺐ ﻓﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺤﺮﻣﺔ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﺃﻭ ﺿﺮﻭﺭﺓ . ﺃﻧﻈﺮ : [ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻰ ﻟﻠﺒﺎﺟﻲ 3/32 , ﺍﻟﺨﺮﺷﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ 2/335 , ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻻﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ 10/375 , ﺍﻟﻤﺤﻠﻰ ﻻﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ 11/279 ]
ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ( ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺣﻠﻖ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ) ﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ . [ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻓﻲ ﺳﻨﻨﻪ – 2/203 , ﻭﺣﺴّﻨﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ
ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻷﺻﻢ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺛﻢ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ ﻗﺎﻝ : ﻓﻨﺰﻟﻨﺎ ﻗﺒﺮﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺿﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﺪ، ﻣﺎﻝ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺭﺩﺍﺋﻲ ﻓﻮﺿﻌﺘﻪ ﺗﺤﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﺎﺟﺘﺬﺑﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﺄﻟﻘﺎﻩ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﻠﻘﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ﻓﻜﺎﻥ
ﺭﺃﺳﻬﺎﻣﺤﺠﻤﺎً ) .
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﺟﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺽ، ﻓﺄﺯﺍﻟﺘﻪ ﻟﺘﺤﺘﺠﻢ .
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﻣﺤﻤﺪ
ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋَﻦْ ﺃَﺑِﻲ ﺳَﻠَﻤَﺔَ ﺑْﻦِ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ ... ﻗَﺎﻟَﻮَﻛَﺎﻥَ ﺃَﺯْﻭَﺍﺝُ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻳَﺄْﺧُﺬْﻥَ ﻣِﻦْ ﺭُﺀُﻭﺳِﻬِﻦَّ ﺣَﺘَّﻰ ﺗَﻜُﻮﻥَ ﻛَﺎﻟْﻮَﻓْﺮَﺓِ ((
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﺡ
ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﺃﺷﺒﻊ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻠﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻨﻜﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ . ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ : ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ . ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ : ﺍﻟﻮﻓﺮﺓ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﻦ ﻳﺘﺨﺬﻥ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻭﺍﻟﺬﻭﺍﺋﺐ، ﻭﻟﻌﻞ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻌﻠﻦ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺘﺮﻛﻬﻦ ﺍﻟﺘﺰﻳﻦ ﻭﺍﺳﺘﻐﻨﺎﺋﻬﻦ ﻋﻦ ﺗﻄﻮﻳﻞ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺗﺨﻔﻴﻔﺎً ﻟﻤﺆﻧﺔ ﺭﺅﻭﺳﻬﻦ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﻦ ﻓﻌﻠﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻛﺬﺍ ﻗﺎﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻌﻴﻦ ﻭﻻ ﻳﻈﻦ ﺑﻬﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻓﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﻣﺤﻤﺪ ﺃﻣﺎ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻼ ﻳﺨﻠﻮ ﺍﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺮﺍﻡ ﺍﻭ ﻣﻜﺮﻭﻩ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﺸﺮﻭﻁ
-1 ﺃﻥ ﻻ ﺗﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ
-2 ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﻘﺼﺮ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻓﻮﻕ ﺷﺤﻤﺔ ﺍﻷﺫﻥ
3 - ﻻﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﻗﺺ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ
4 - ﺍﻥ ﻻﺗﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﻘﺼﺔ ﺷﻌﺮﻫﺎ
ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺟﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﺣﻠﺔ ﺗﻌﺠﺒﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺮﺟﻞ ﺟﻤﺘﻪ ﺇﺫ ﺧﺴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺠﻠﺠﻞ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻋَﻦ ﺃَﺑِﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ، ﻭﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻗﺎﻻ : ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ : ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﺇﺯﺍﺭﻱ ، ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﺭﺩﺍﺋﻲ ، ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺯﻋﻨﻲ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺃﻟﻘﻴﺘﻪ ﻓِﻲ ﺟﻬﻨﻢ
ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ
ﻭ ﻋَﻦْ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑْﻦِ ﻣَﺴْﻌُﻮﺩٍ ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻋَﻨْﻪُ ﻗَﺎﻝَ : ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ
ﻻ ﻳَﺪْﺧُﻞُ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔَ ﻣَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻓِﻲ ﻗَﻠْﺒِﻪِ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝُ ﺫَﺭَّﺓٍ ﻣِﻦْ ﻛِﺒْﺮ
ﺃَﺧْﺮَﺟَﻪُ ﻣُﺴْﻠِﻢٌ
-5 ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺸﻔﻬﺎ ﻟﺸﻌﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺑﻴﺘﻬﺎ
ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ
ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ( ﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺨﻠﻊ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﻫﺘﻜﺖ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ )
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻭﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ
ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻠﻔﻆ
( ﺃﻳﻤﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺿﻌﺖ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﻫﺘﻜﺖ ﺳﺘﺮ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ )
ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﻠﻔﻆ
( ﺃﻳﻤﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻧﺰﻋﺖ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﺘﺮﻩ )
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﻣﺤﻤﺪ ﻓﻬﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻧﺴﺎﺀﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺠﻨﺐ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭ
ﺇﺫﺍ ﻓﺎﻷﻛﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻭﺗﺘﺮﻛﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﻛﻦ ﻳﺘﺰﻳﻦ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ
ﻭﺍﻟﺬﻭﺍﺋﺐ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺎﻟﻠﺤﻰ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺎﻟﺬﻭﺍﺋﺐ ﺍﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻔﺘﺨﺮﻥ ﺑﻘﺺ ﺷﻌﻮﺭﻫﻦ
ﻟﻴﺨﺮﺟﻦ ﺍﻣﺎﻡ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﻳﺘﻔﺎﺧﺮﻥ ﻭﻻﻳﺪﺭﻳﻦ ﺍﻧﻬﻦ ﻭﻗﻌﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﻈﻮﺭ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﻓﺄﻱ ﻧﺴﺎﺀﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻﻳﺪﺧﻠﻬﻦ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﺑﻘﺼﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ
ﺍﻭ ﻣﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﻲ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺮﻳﻨﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﻗﺼﺘﻪ ﻟﺘﺘﺰﻳﻦ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻋﻲ
ﻭﺃﻥ ﻻﺗﻈﻬﺮ ﻣﻔﺘﺨﺮﺓً ﺑﻪ ﺃﻣﺎﻣﻬﻦ
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺻﻠﺢ ﻧﺴﺎﺀﻧﺎ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻭﻟﻄﻔﻚ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ
.................................
1 – ﺃﺑﻮﻣﺤﻤﺪ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ
-2 ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﺞ ﺑﺎﺏ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻣﻜﺔ ﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﺑﺎﻟﻤﺰﺩﻟﻔﺔ
-33 ﺍﺑﻮﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق