عقيدة الوهابية نظرة شرعية
الحمد لله وحده والصلاة على من لانبى بعده وآله
وصحبه والتابعين وبعد
مقدمة أولية لابد منها
إذا ما نظرت إلى أحوال الناس فى الإسلام وجدت إختلافأ
كثيراً وتبايناً واضحاً فى أغلب مسائل الدين
ويشتد الأمر خطورة إذا ماكان هذا التباين فى أصول
الدين
لأنه لا مجال للعودة إلى الحياة بعد الموت لتصحيح
ما فسد من العقيدة أصل أصول الدين
ولاينفع الندم وعض الأصابع لن يجدى
والله عز وجل إله عظيم لا تحركه الأهواء ولا العواطف
فمن جاءه بفساد العقيدة هو مخلد فى النار ويتجلى
الأمر جلياً فى قوله تعالى(إخسئوا فيها ولا تكلمون)
حين يصل المرء المسلم إلى هذة ا لرؤية ويضم إليها
حديث النبى الكريم
(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الأيمان)
الأولى :
(أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)
والثانية :
(وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله)
والثالثة:
(وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف
على وجهه فى النار)
وحينما تقف هذه الوقفة فلابد من قطع كل العلائق
التى تحول بينك وبين رضا ربك
وأن تتجرد التجرد التام لربك العظيم الذى مدار
تعظيمه على تعظيم أمره وتقديمه على كل شىء ما سواه
(أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)
والحديث الآخر
( والله لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما
جئت به)
وأحيلك على مقالة لى فى التجرد بعنوان
( التجرد لرب العالمين أول طريق التوحيد )
كانت هذه المقالة مقدمة بين يدى الكلام فى التجرد
فإذا ما تهيأت وتحقق التجرد لله ستقبل الحق ولو
كان معه ذهاب حياتك
واضعاً عينيك فى ذلك على الصحابى الجليل الذى سماه
الفاروق عمر سيدنا وهوسيدنا بلال رضى الله عنه
وهو تحت السياط وفى الصحراء المحرقة وأغلال الرق
تحيط به من كل جانب
أعلنها مدوية فى وجه الطاغية الذى كان يعذبه
(أحد أحد) كان أسير الجسد والأغلال تحيط به من
كل سبيل وطريق
ولكن روحه محررة من شائبة تسرح فى الملكوت الأعلى
مسبحة بجلال الله وعظمته
منطلقة ما أعظمه من إنطلاق
بينما الذين يعذبونه أسرى وإن كانت أجسادهم محررة
فيما يبدو للناس
عبيد لأهوائهم مدار حياتهم على هواهم
أرواحهم محبوسة عن الله جل جلاله وبئس الحبس وبئست
الأغلال التى منعت الروح من السياحة فى الملكوت الأعلى
وارواحهم سارحة فى الدنس والوحل والطين لا تخرج
عن هذا الإطار
صورها لنا الكبير المتعال فى وصفه لهم بقوله تعالى
( ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض وأتبع
هواه......الآية)
تصويراً لا يحتاج إلى أدنى تعليق
قلت هذه المقدمة حتى نلقى بعدها نظرة شرعية بتجرد
تام بعيداً عن الأهواء وأقوال الرجال وغيرها
على عقيدة الوهابية لما لها من إنتشار يظنه بعض
الشباب أنه مذهب أكابر علماء الأمة
وعلى الموقع مشاركة بها أقوال الأئمة الكبار فى
المتشابه
وعلماؤهم تفتأ تذكر ذلك وتؤكده وتنقل النقول المبتورة
عن العلماء بما يوحى للشباب الصغير
أن القرون الخيرية بإجمعها معهم وأن مخالفهم مخالف
للإجماع وأتى ببدعة منكرة
ويزداد التلبيس حين يروى عن جمهور الأئمة الكبار
الأقوال بالسكوت
ويوحى للمستمع لهم أنهم يقولون بالظاهر
وأن من لم يقل بالظاهر فهو جهمى مكذب بالحديث الذى
روى صحيحا أو الآية التى فى القرآن!!!
وعندهم من الإمكانيات ما يجعلهم يظنون أنهم قادرون
على تحويل الناس إلى عقيدتهم
ونسوا أمراً مهماً جداً أن الطريق إلى النصر طريق
الحق
وغالباً ما يكون هذا الطريق ملىء بالأشواك والعقبات
والتى قد تصل بالحامل للحق
إلى اليأس (حتى إذا استيئس الرسل......الآية) هذا
فى الرسل
فما بالك بمن هو أدنى منهم بكثير
ولاوجه المقارنة بين الكرام من الرسل والأنبياء
وغيرهم
ولكنه الطريق الذى رسمه الله لهم ولأتباعهم
وقلت هذه المقدمة لعدة أمور أنظر إليها متجرداً
الأمر الأول...
.أحذر هذه القواطع
ولا أقول لك ذلك لأحملك على كلامى
لو فعلت هذا أنا لكنت ممن يقول مالا يفعل (أعوذ
بالله العلى العظيم من ذلك)
وكنت حين ذاك أطلب منك التجرد لله حتى توافقنى
فيما أقول
وهذا لاأرضاه لنفسى ولا أرضى لك ذلك أيضاً
بل لابد أن تكون تابعاً الوحى والشرع على بصيرة
وعلى نور من الله
وخصوصاً أن الشيطان قد يقطع عليك الطريق أيضاً
بأشياء يلقى بها على ألسنة الغير
أو مما يلقيه فى نفسك قاطعاًعليك الطريق
ومن أمثلة ذلك
أولاً
الحزن على الغير ممن قد يكون قد خالف الشرع
معنى ذلك أن فلاناً كذا وأن فلاناً وأن هذه المشايخ
كلها كذا
وأن من عايشناهم كذلك لا ...لا يمكن هذا ....هذا
غير صحيح
فلان وفلان....لايمكن هذا مستحيل!!!!
..........
.قطع الشيطان طريق التجرد
بعاطفة لم تأخذ طريقها الصحيح (والله لا يؤمن أحدكم
حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به.........الحديث)
ثانياً:
رسوخ ما أعتدت عليه داخل النفس وعدم القدرة على
الخلاص منه
وهو فى نفس الوقت مخالف للشرع
وأضرب لذلك مثلاً
رجل عاش فى الظلمة زمناً ثم جاءه النور فجأة
فلابد أن النور مع فضله وشرفه
سيؤذى العين لأنها لم تعتاده وسيؤلمها ألماً شديداً
والنور مثال الوضوح والشفافية
ويصبح موقفه من النور على وجهين
التحسس ببطء حتى يعتاد النور وينعم بالعيش فيه
وإما أن ينظر فى لحظته الحالية وحسب
فيحاول جاهداً إطف اء النور ويبذل جهداً عظيماً
فىذلك!!!
وهو فى ذلك يؤثر ما كان فيه من الظلمة على الخروج
للنور
طالباً الراحة فى وقته الحالى دون النظر فى العواقب
القادمة
والثالثة
وهى لها تعلق بما يأتى بعد ذلك
محاولة التشويش على المخالف بأنه لايفهم الأمر
على الوجه الصحيح
فيقول فى جزئية الأسماء والصفات التى نحن بصددها
إنك أصلاً مدنس ذهنياً بأوحال التشبيه ولا تعرف
من هذه الأوصاف إلا ما يعرف فى حق البشر
فلما وقعت فى التشبيه أولاً وقعت فى التعطيل ثانياً
أنظر كيف قطع الطريق جمع لك نقيضين ليلبس عليك
ثم يشتد قطع الطريق وضوحاً لمن كان له أدنى بصر
حيث يأتيك على ألسنتهم المفوضة شر الخلق والخليقة!!!
وأقصد بالمفوضة الذين يثبتون معانى الأسماء الحسنى
على ظاهرها على الوجه اللائق بالله
ويكلون العلم لله فى المتشابه (اليد .النزول. القدم.
الصورة......وغيرها)
وهم للعلم جمهور السلف
كالإمام الشافعى والإمام أحمد ويحيى بن معين وسفيان
بن عيينة......وغيرهم
فما يقول المفوضة يقولون فيما أشتبه عليهم........
الله أعلم
فمحصلة قول هذا القائل
أن من يقول الله أعلم شر الخلق و الخليقة!!!!!!
وأنظر إلى هذا المنحدر القاطع
فهو مما لاشك فيه ولامحالة قاطع لرضا الله
وأنظر ما آل إليه الحال من قطع الشيطان الطريق
على السائرين
حتى وصل بهم الأمر أن من يقول الله أعلم شر الخلق
والخليقة!!!
بل يزداد الأمرمن قطع الشيطان للطريق بقولهم
نعوذ بالله أن يكون ظاهر النصوص (المتشابه) يؤدى
إلى الضلال
وأن ظاهره يؤدى إلى الفتنة
وهذا تلبيس واضح كالشمس لماذا؟!
لأن ظاهر النصوص يؤدى إلى الضلال عند صنفين من
الناس
الصنف الأول من الناس
الذين يتكلمون ولا حق لهم فى الكلام لأنهم جهال
لا علم لهم
وهؤلاء لابد لهم من لزوم الأمر الإلهى (ولاتقف
ما ليس لك به علم........الآية)
والصنف الثانى وهوأشد خطراً من يفرق نصوص الدين
ويعزل دلالات النصوص عن بعضها البعض
وكل دليل عنده لاعلاقة له بغيره من الأدلة وكأن
الدين نزل مفرقاً
كل سياق عندهم أثبت صفة أثبت الصفة دون النظر فى
تعلق هذا السياق بباقى أدلة الشريعة
وهل بقية أدلة الشريعة مؤيدة لقوله الذى يقول به
أم لا!!!! لا ينظر فى ذلك مطلقاً
قد ذم الله تبارك وتعالى هذا الصنف بقوله تعالى
(كما أنزلنا على المقتسمين .الذين جعلوا القرآن
عضين)
فرقوا دلالات النصوص كل دليل بمعزل عن باقى الأدلة!!!!
وتشتد خطورة هذا الصنف إذا كان الكلام فى العقيدة
وهذا السبب الرئيسى والحتمى لما أصاب الأمة من
خزى وهوان
وجعل شرار خلق الله فى الأرض يتسلطون عليها وعلى
حرماتها ومقدساتها
كما هو حادث الآن ومما لا يخفى على أحد
والتص الشرعى الصريح يقول
(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من
يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا
ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل
عما تعملون)...الآية
ويشتد القطع والعمى حين يرد قائلا لا أنا لا أكفر
بهذه النصوص أبدا
وهو يظن أن الإيمان هو الإيمان بالألفاظ دون مراعاة
لدلالات النصوص
مثله مع الفارق الكبير كمن يؤمن بأن الله حرم عبادة
الأوثان وهو يعبدها
فقد آمن بالمعنى فقط
وأزداد القطع الشيطانى للطريق
حين ظن وتأكد أن هذا الجزء من الإيمان بالألفاظ
كافى
وهو منحدر قل من ينجو منه.... الكثير إنحدر إليه
وخصوصاً فى العصر الذى نحياه
وصدق فيهم قول الكبير المتعال
(أستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله......
.....الآية)
والفاطع الأخير حين يقول لك
هذه النصوص موجودة فى القرآن والسنة(اليد....القدم......الأصابع.....وغيرها
من المتشابه)
ولاشك فى وجودها ولا ينكر وجودها إلا أحمق أو كافر
ولكن الشجرة التى أكل منها أبونا آدم كانت موجودة
فى الجنة
فلما خرج من الجنة لما أكل منها؟!
لاشك ستقول عصى الامر بعدم الأكل من الشجرة المحرمة!
وهل لم تعص الأمر حين ذهبت لنصوص غير مأذون لك
الذهاب إليها والكلام فيها(المتشابه)
وأنت مأمور بالنص الصريح بعدم الوصف بها والتسليم
التام فيها لله وحده
أسأل نفسك متجرداً
بعد أن بينت هذه الأصول تعالوا ننظر نظرة شرعية
على العقيدة الوهابية
دون التلوث بقال فلان وقال فلان فى مقابلة الشرع
فالشرع بفضل الله واضح صريح
بشرط أن يكون عندك أدوات التحصيل من أساسيات العلم
وعندك المرونة الكافية المنضبطة بضوابط الشرع تجعلك
تدور مع النصوص حيث دارت بك النصوص
فلا تقطع الدين والأدلة وتفهمها مقطعة
كل دليل بعيداً عن الآخر منبوذاً وكأنه نزل تشريعاً
بمفرده
ولاتتجرأ فتتقدم على النصوص ولا تدور معها حيث
دارت بك
فنظرة شاملة جامعة أصولية ننظربها فى إطلالة على
هذه العقيدة
قال النبى الكريم:
(تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ
عنها إلا هالك)
هيا بنا دون إستعمال للرأى مطلقاً
ومن رأى فى أى جزئية أنى قلت برأى فليبين لى ذلك
سؤال للنفس أولا
ماهو الموقف بالنسبة للوهابيين من الأوامر الواضحة
فى الكتاب والسنة
(قل هو الله أحد. الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم
يكن له كفوا احد)
وصفة هذه السورة هى ثلث القرآن وصفة الرحمن وحبك
لها يدخلك الجنة
(فسبح باسم ربك العظيم) هذه وردت ثلاث مرات فى
القرآن الكريم
(أقرأ باسم ربك العظيم) أول ما نزل من القرآن.....غيرذلك
من الأدلة الكثيرة
ما موقع هذه الأوامر من نفسك؟
فإن كانت على السمع والطاعة
فأبشر الأسماء الحسنى (من أحصاها دخل الجنة)
وأنت مع الذين أثنى عليهم ربنا تبارك وتعالى بقوله
(سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)
وإن كانت على السمع والمعصية
فاحذر الإنسلاخ عن الأسماء الحسنى كما حدث فى بنى
اسرائيل
(وتراجع هذه الجزئية بالتفصيل فى رسالة القول الجاد)
ثم القرآن والسنة ذكرت المتشابه
وأثنى على الراسخين فى العلم ا لذين يقولون
(آمنا به كل من عند ربنا) وقال سبحانه(وما يذكر
إلا اولوا الالباب)
فهل تحققت عندك أم أنت من الذين فى قلوبهم زيغ؟
فهل أنت من أتباع المتشابه؟
سواء بالقول على الظاهر
أو بالتأويل الذى يخالف الأصول الشرعية؟
فإن ألقى إليك الشيطان أن عرض هذا الأمر بهذه الكيفية
هو نوع من محاولة إلزامك بما أقول لك
تعال معى نتاول الأمر من جهة أخرى
نستعرض الجزئيات جزئية ثم التى تليها حتى نأتى
على الكل فى شمول
أولاً
النظر لما ورد فى أدلة المتشابه جملة واختر لنفسك
طريقاً من الطرق المطروحة
وأقول أولاً
كل الأحاديث التي وردت في المتشابه أثبتت :-
1- اليدين وكلتا يديه يمين . 2- خمسة أصابع كما
فى حديث اليهودي .
3- قدماً كما فى حديث القدم الصحيح . 4- جنباً
كما ورد فى الآية .
5- ساقاً كما ورد فى الآية والحديث . 6- كفاً وأنامل
كما فى الحديث .
7 - عينين كما فى حديث الدجال
8- صورة كما فى حديث " إذا ضرب أحدكم أخاه
فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته "
هذا بخلاف الصفات المعطلة طبقاً لأصول هذا المذهب
الوهابى!!!!!
كصفة الإزار والرداء والكنف كما فى حديث الصحيحين
والساعد والحقو...... وغيرها من المتشابه
ولما لم يثبتوها مع نفى الكيفية؟!!!
ونستعرض كل الاحتمالات دون تدخل بالرأي إطلاقاً
:-
أولاً:- الاحتمال الأول:
أخذ حديث الصورة على ظاهره كما هي القاعدة التي
يسير عليها أهل هذا المذهب كما هو معروف من مذهبهم
ووجدت في هذا الاحتمال أنى سأصل بهذه الكيفية إلى
القول:
بأن الله والعياذ بالله وتعالى الله عن ذلك علواً
كبيراً ، رجل بل ورجل مشوه الخلقة كلتا يديه يمين.!!!
ثانياً :الاحتمال الثاني:
وهو الذي قاله ابن خزيمة صاحب المذهب المنتشر الآن
،
وكتابه هو المعتمد دون غيره فى هذه المسألة وأنقل
كلامه بالنص من كتابه
والذي طبعته دار الدعوة السلفية بالإبراهيمية
.
(قال ابن خزيمة صـ 37 من كتاب التوحيد
" توهم بعض من لم يتحر العلم أن قوله على
صورته يريد صورة الرحمن عز ربنا وجل عن أن كون هذا معنى الخبر
بل قوله خلق آدم على صورته الهاء فى هذا الموضوع
كناية عن اسم المضروب والمشتوم
أراد صلى الله عليه وسلم أن الله خلق آدم على صورة
المضروب ")
وهذا قوله بالنص دون أدن ى تدخل منى وأقول أرجع
ابتداءً إلى أقوال أكابر العلماء
وخصوصاً الإمام أحمد أن من قال صورة المضروب فهو
من الجهمية ، وهناك نص فيه(صورة الرحمن)
وتأويل ابن خزيمة هذا أوصلنا إلى الاحتمال الثاني
:
وهو أن الرسول صلى الله عليه واَله وسلم يقول لنا
كأنه يقول إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن
أخاك على صورة أبيه !!!!!
فهل هذا الكلام يليق بمقام النبوة؟!!!
والذي أوتى جوامع الكلم أم هو الهوى ونصر المذهب
بأي طريق كان
وقول الإمام أحمد المذكور ذكره ابن حجر في فتح
الباري 5/183 كذلك شرح مسلم للإمام النووي 16/165
كذلك كتاب تأويل مختلف الحديث لعبد الله بن مسلم
بن قتيبة1/220.
ثالثا: الاحتمال الثالث:
أن تقول أن الصورة (صورة الرحمن) ولكن ليس كمثله
شئ من غير تحريف ولاتمثيل ولاتشبيه ولاتعطيل!!!
فيقول القائل بهذا المذهب في هذا الاحتمال صورة
ولكن ليست صورة
كقول الجهمية تماماً سميع ولاسميع ........فيقول
صورة وليست صورة
وخلاصة كلامه المضروب على صورة الله والعياذ بالله
ولكن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شىء!!!!!!!!
وأنظر إلى المقالة وأحكم بنفسك(المضروب على صورة
الله ولكن الله ليس على صورة المضروب!!!!! مع هذه التفصيلات الدقيقة لأعضاء رجل
وهو تجسيم صريح لامرية فيه ومن العجب أن هذه الفرقة
الوهابية يقولون بهذا الإحتمال وهو مبثوث فى كل كتبهم
رابعاً:الاحتمال الرابع :
التكذيب بالحديث(حديث الصورة) والطعن فيه، ولا
وجه لذلك فعلماء الأمة وكبار علماء الحديث لم يقل أحد منهم ذلك ،
وكلهم اثبتوا صحته، ولم يطعن فيه أحد على الإطلاق
وهذه أربع طرق كلها ظلمات بعضها فوق بعض فلا وجه
لاختيار طريق منها لذلك سكت الأكابر من العلماء عن المتشابه وقالوا ( أمروها كما جاءت
)
قد بينت أقوال أكابر العلماء فى القرون الخيرية
فى جزئية مستقلة
وأنهم بخلاف ما يقول الوهابية تماماً
هذه أربع طرق أختار لنفسك واحدة منها وإن كان إختيار
آخر نضعه ولا أظن
فإن قلت أثا أثبتها ولكن ليس كمثله شىء
وأقول أولاً
لا تخدع نفسك هذه صفات تفصلية لرجل بدا هذا واضحاً
ومع حديث الصورة على الظاهر تجسيم لا محالة
فإن أصررت أقول لك أأنت أعلم أم رسول الله!!!
هذا من باب السير على طريقتك فقط وليس إقراراً
لكلامك وكما يدعون فى كلامهم دائم ا
وأنقل لك هذه النقول الجامعة لأقوى أصول الإثبات
القائل بإثبات هذه الصفات علي الظاهر مع نفي الكيفية
مناقض لنفسه متضارب تماماً ،
لأنه من المعلوم عند علماء الأصول أن أقوي الأدلة
هوما أجتمع فيه
قول النبي وفعله وإقراره (وهذه أصول علم الأصول
فى معرفة الإحتجاج بالأدلة)
وكان ذلك علامة واضحة على صحة المذهب،
فالقائل علي الظاهر لابد أن يلزم نفسه بالتجسيم
لا محالة ولامفر له من ذلك
(والمجسمة كفار بإجماع العلماء) وسأدلل علي ذلك
بالأدلة
وهذا ما يقوى الحجةويؤيد ما أذهب من بطلان هذا
المذهب من كل الوجوه أقول :
الأمر الأول :
هذه الصفات التى وردت فى المتشابه هي
(الوجه. اليدان. خمس أصابع. كف . أنامل. ساق. جنب
.صورة .قدمان. وفى رواية أْذن )
وهذا بخلاف الصفات المعطلة على وفق أصول مذهبهم
كالرداء والإزار والحقو(وهو مقعد الإزارفى اللغة)!!!!
وفي حديث الأصابع جاء يهودي إلي النبي الكريم
فذكر الحديث وفيه(إن الله يضع الجبال علي إصبع....)
إلي أخر الحديث
وفيه فضحك النبي صلي الله عليه وسلم وهو يرى اليهودي
يشير إلي أصابعه وهو يتكلم
وبلغ من شدة ضحك النبى حتى بدت نواجذه مما يعد
إقراراً من النبى وعدم الإنكار علي اليهودي
وهذا ما قاله أبن خزيمة فى كتاب التوحيد ص76/77
وكذلك الحديث فى كتب السنة جميعها................وهذا
هو الإقرار من الرسول الكريم
الأمر الثاني:
كان النبي يخطب علي المنبر يتلو قول الله تبارك
وتعالي
(والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات
بيمينه...) الآية
فجعل النبي يشير بقبضة يده ويضم أصابعه ويبسطها
ويشير بذراعه إلى الطي فى اليمين
حتى كاد المنبر أن يخر به كما فى الرواية كمافي
صحيح الأمام البخاري وعند الأمام أحمد
وهذا لفظ الأمام أحمد (قرأ رسول الله هذه الآية
ذات يوم علي المنبر وما قدروا الله حق قدره الأرض جميعاً قبضته.....) ورسول الله يقول
هكذا بيده يحركها يقبل بها ويدبر
يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا العزيز
أنا الكريم فرجف المنبر برسول الله حتى قلنا ليخرن به..... الحديث........................وهذا
فعل النبى الكريم
الأمر الثالث:
قول النبي صلي الله عليه وسلم (إذا ضرب أحدكم أخاه
فليجتب الوجه فإن الله خلق آدم علي صورته ..
هذا عند الإمام مسلم وعند الإمام البخارى( خلق
آدم علي صورته وطوله ستون ذراعاً)
وفي رواية عند الإمام أحمد وأكد علي صحتها (صورة
الرحمن) .
وهي ثابتة عن ابن عمر (رضى الله عنه)والإسناد صحيح
برواية أحمد وغيره
فيكون الحديث هكذا
(إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق
آدم علي صورته صورة الرحمن) .......وهذا هو القول
فاتفق إقرار النبى و فعله وقوله
فأجتمع في المسألة الثلاث أحوال (قول وفعل وإقرار)
وثبتت هذه الأصول الثلاثة بما لا يدع مجالاً للشك
فيه
فلا بد للقائل علي الظاهر أن يلزم نفسه بالتجسيم
علي سياق واحد
( والمعروف من مذاهب الأئمة الكبار أنهم لا يثبتون
الإسلام للمجسمة)
ولذلك قلت أن هذا هو المتشابه الذي يُقال فيه
(آمنا به كل من عند ربنا)
ولذلك قال الأكابر من العلماء(أمروها كما جاءت
وأن الظاهر غير مراد)..
(وحديث "صورة الرحمن") مروى في أكثر
من موضع أذكر منها :
الصفات للدارقطنى1/37. الملل والنحل2/128، قصيدة
ابن القيم2/276، الإبانة لأبن بطة وصححه بعد أن ضعفه في موطن آخر3/265 المعجم الكبير12/430،
مسند الحارث2/831، لسان الميزان لابن حجر2/356،ونقل فيه قو ل الأمام أحمد ومقاطعته
لأبى ثور حتى تاب حين قال صورة المضروب وقال أحمد هذا قول الجهمية ،
إجتمعت الأصول الثلاثة (قول وفعل وإقرار) فلا بد
من القول بالتجسيم
فما هو رأيك ؟
وهل مازلت تقول بالمتشابه وتتكلم به وتترك أصول
الدين الأخرى؟!!!!
وعلى وفق مذهب الظاهر الدى تقول به
لابد أن تصل بك إلى التجسيم صراحة لا مرية فى ذلك
ولا شك فى ذلك لمن له أدنى معرفة بعلم الأصول
هذه الجزئية بالنظر إلى المتشابه إجمالاً
فما الرأى والحال الذى يصل إلينا من الكلام على
الجزئيات نرى الأمر
الكلام على جزئية اليدين
أولاً: الله سبحانه وتعالى لم يأذن لك فى أن تقترب
من هذا السياق وتأخذ منه صفة على الإطلاق
سياق(بل يداه مبسوطتان) وسياق(لما خلقت بيدي)
لأن الأمر والطريق المأذون لك فى الوصف الأسماء
الحسنى
والأوامر فى الكتاب والسنة واجبة الإتباع بأن يقال
فيها سمعنا وأطعنا
ولا يقال فيها سمعنا وعصينا.....
ولا مجال لأن تقول صفة كذا وكذا
لأن مدارالأمر على الشرع لا على العقل فلابد للعاقل
من التسليم والإذعان
فهيا ننظر إذا خالفت الأمر البين الواضح الصريح
من الله تبارك وت عالى ما يحدث
قال الله عز وجل فى سورة ص:
(فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين(72)فسجد
الملائكة كلهم أجمعون(73)إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين(74) قال ياأبليس ما منعك
أن تسجد لما خلقت بيدى أستكبرت ام كنت من العالين(75) قال أنا خيرُ منه.....الآيات
هذا السياق الذى جاء فيه ذكر اليدين كاملاً......
ذكر اليدين إشارة إلى ما قبلها وهى المرحليتن
التسوية واضحة فى قوله تعالى(فإذا سويته).......
والثانية( ونفخت فيه من روحى)
وأكدها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فى حديث
الشفاعة يوم القيامة وحديث المحاجة بين أبينا آدم وسيدنا موسى وفيه (خلقك الله بيده
ونفخ فيه من روحه)
وأحد المرحلتين مؤول بالنص الصريح فى القرآن وهى(نفخت
فيه من روحى)
فالله عز وجل لم ينفخ الروح فى أدم بذاته بل أمر
جبريل بنفخ الروح
وبدا من ذلك أن السياق سياق إضافة للتعظيم وليس
سياق إثبات صفة
وهذا واضح من التأويل الصريح للمرحلة الثانية(نفخ
الروح)
فالقائل ان اليدين فى هذا السياق صفة خالف التأويل
الصريح لمرحلة من المرحلتين وهى نفخ الروح
ترتب على ذلك أمور وهى.....
أولاً:
قيام ا لله( والعياذ بالله) بذاته بالمرحلة الأدنى
من العمل فى خلق آدم وهى تسوية الطين
ثم قيام جبريل عليه السلام بالعمل الشريف فى المرحلتين
(وهونفخ الروح)
وهذا مخالف لصريح القرآن( وله المثل الأعلى فى
السموات)
ولا تحتج بنفى الكيفية فأنت فى هذا السياق أيضا
لا تعرف كيفية نفخ جبريل عليه السلام الروح فى آدم عليه السلام
فلا تنخدع بهذه الجزئية ويلبسها الشيطان عليك
ثانياً:
التكذيب بصريح القرآن فى أن أدم مخلوق بكن لقوله
تعالى
(إن مثل عيسى عند الله كمثل أدم خلقه من تراب ثم
قال له كن فيكون)
فأدم كعيسى عليه السلام مخلوق بكن وليس بالذات
فبدا بذلك أن اليدين ليست صفة ذات
ثالثاً:
أن القائل أن اليد صفة ذات لابد أن يقول بالحلول
فى الأرض
لأن الله تبارك وتعالى قال ( منها خلقناكم وفيها
نعيدكم)
فآدم عليه السلام مخلوق من الأرض بالنص الصريح
فى القرآن
فالقائل أن اليد صفة ذات لابد أن يقول أن الله
نزل إلى الأرض لتسوية آدم بذاته مع نفى الكيفية !!!!!
وهو قول بالحلول فى المخلوق
وهذا بخلاف مذهب أهل السنة القائل بأن الله عز
وجل بائن من خلقه ولايحل فى خلقه بأى وج ه من الوجوه
فأن قال قائلهم من غير محاسة ولامماسة .......قلت
هذا تقيد للتكييف وحصر له
ومخالف للحديث الصحيح الذى يقول
قال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم سئل عنها (أى عن الذرية)فقال
( إن الله خلق آدم عليه السلام ثم مسح ظهره بيمينه
فاستخرج منه ذرية ........ الحديث)
فلابد أن يقول بدلالة الحديث المسح معلوم والكيف
مجهول وأبينا أدم عليه السلام مخلوق من الأرض
ولابد أن يقول ان المسح وقع فى الأرض مع عدم العلم
بالكيفية!!!!
الحديث.. رواه أبو داود فى السنن2/639
و الإمام مالك فى الموطأ رواية يحيى الليثى2/898....
.مسند الامام احمد1/44..............سنن النسائى6/347
وذكره ابن كثير فى تفسيره2/347 وأشار إلى قول الترمذى
حسن صحيح
وهو فى إعتقاد أهل السنة وفى الجامع الصغير للألبانى
وهو حديث صحيح بقول أهل الحديث
رابعاً القائل أن اليدين صفة طاعن فى دلالة الإسمين
الظاهر والباطن
فالرسول الكريم قد بين وشرح دلالة الأسمين بنفسه
ودلالة الإسمين تقول أن الذات الإلهية لا تقع تحت
أحكام الأماكن مطلقاً
بمعنى لاتظهر فى الذات الإلهية أى جهة من الجهات
الست
لايمين ولايسار ولا فوق ولا تحت ولا أمام ولا خلف
وصفة اليدين يمين كما قال الرسول الكريم( كلتا
يديه يمين)
فلابد للقائل أن اليدين صفة ذات من الطعن فى دلالة
الإسمين الظاهر والباطن
فوضح بالبيان البين أن قول النبى( كلتا يديه يمين)
تحذير من القول من أن اليد صفة ذات
ولذلك قال الراسخون فى العلم (آمنا به كل من عند
ربنا وما يذكر إلا أولوا الالباب)
ثم جاء فى النصوص ذكر الأيد بالجمع وهو ما يدل
على أكثر من أثنتين فى أكثر من موطن فى القرآن
فما الذى جعلك تعطل الزيادة على أثنتين على وفق
مذهبك ؟؟؟!!!
والأدلة فى ذلك( والسماء بنيناها بأيد.... الآيه)
و الآية الاخرى( وآية لهم أنا خلقنا لهم مما عملت
أيدينا أنعاما......الآية)
فإن قلت مؤولة أقول ما الضابط؟؟!!
فالسياق فى ذكر اليدين ذكر الخلق باليدين وهو عمل
والبناء فى الآية عمل...
والآية الأخيرة خلق كالأولى فما الضابط الصحيح
الذى أخذت به!!!!
(تخبط وظلمات.......وأصول لا وجود لها مطلقاً فى
أخطر أبواب العقيدة)
فما تقول؟!!!
أسأل نفسك سؤالاً من يريد النجاة لا من يريد التعصب
وحسب
و جزئية النزول
وكنت قد ذكرتها فى مقالات لى أخرى
وأقول أولاً:
التحاكم الواضح والصريح للكتاب والسنة فى جزئية
النزول أقول
الأفعال المرتبطة بالله سبحانه وتعالى أشرف الأفعال
على الإطلاق ومن قال غير ذلك عارض صريح القرآن
(وله المثل الأعلى فى السموات والأرض) فالفعل الموصوف
به الله أشرف الأفعال
فالمستدل بحديث(ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة
إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول.......الحديث)
يقول نزولاً يليق به............... هذه مقالتهم
نقول :النزول الذى يليق بالله(جرياً على طريقتهم)
يلزمك أن تقول
أن الوقت الذى ينزل فيه الله هو أشرف الأوقات لأنه
وقت نزول الرب تبارك وتعالى
وذلك لأن نزول الله أشرف النزول لأن هذا ما يليق
به ولاشىء غير ذلك فإن قلت هذا
لزمك القول بأن ثلث الليل الأخير أشرف الأوقات
لأنه وقت نزول الرب تبارك وتعالى
وهو لا شك النزول العظيم ولا أعظم منه
فإن فعلت هذا خالفت صريح القرآن
أن خير أوقات الليل ليلة القدر وفيها ينزل بالنص
الصريح الروح والملائكة
ترتب على إستدلالاك أحد أمرين
الأول أن ثلث الليل الأخير أشرف أوقات ا لليل على
الإطلاق لأنه وقت نزول الرب العظيم كماتزعم
وهذا خاطىء معارض لصريح القرآن(ليلة القدر خير
من ألف شهر)
الثانى أن تقول أن وقت نزول الملائكة والروح أشرف
من وقت نزول الرب
عند ذلك تكون ضربت لله المثل الأدنى(والعياذ بالله)
فى النزول
وهذا معارض لصريح القرأن أيضاً( وله المثل الأعلى)
جزئية أخرى
من المعروف أن الله تبارك وتعالى موصوف بالعلو
والدلالة من الأسماء العلى والأعلى والمتعال
والنزول مضاد لهذه الأسماء الحسنى
فإن قلت ليس مضاد فمعنى ذلك عندك كلمة النزول معلوم(وهو
الإتجاه من أعلى إلى أسفل)
معناها لانزول!!!!!!
لأنك تتكلم فى معنى آخر غير اللغة العربية التى
تريد أن تتحاكم إليها
دون النظر لأدلة الشرع أولاً وأنت مقدم لأحكام
اللغة العربية على أحكام الشريعةونصوص الكتاب والسنة
وتعمل بالدليل بالنظر له وحده دون النظر فى أصول
الشريعة الأخرى
جزئية ثالثة:
فى قوله تعالى(وهو معكم أينما كنتم)وغيرها من النصوص
مثلها كثير
وكلمة أين تفيدالظرفية المكانية صرفت المعية الذاتية
المكانية لله إلى معية بالعلم "فقلت معكم بعلمه"
خوفاً من القول بحلول الخالق فى المخلوق وفى الحديث(ينزل
إلى السماء الدنيا) قلت ينزل بذاته.....!!!!!!.
والسماء الدنيا مخلوقة والخالق لا يحل فى المخلوق
كما هو الأصل والعلم الصحيح
ما هو الضابط الأصولى الصحيح الذى أخذت به؟؟؟؟!!!
فجعلك تقول بالتأويل فى (وهو معكم أينما كنتم)
والنصوص الكثيرة غيرها ...
ومنها وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي
الله عنه
أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال:
يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون
أصماً ولا غائبا
إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم وفي رواية والذي
تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ...الحديث
فما هو الأصل الصحيح عندك الذى جعلك تأول المعية
الذاتية إلى معية بالعلم
وتبقى (إلى السماء الدنيا) على ظاهرها
لاشك أصل مضطرب!!!!!
والكلام على الذات الإلهية وأحذر السير على هوى
النفس والتخبط وأنت تتكلم عن الله
جزئية رابعة
النزول حركة فى زمان مع تفويض الكيفية
(من العرش إلى السماء الدنيا كل ليلة فى ثلث الليل
الأخير ثم الصعود عند الفجر)
وهكذا فى النصوص المتواترة للنص فلا بد من إثباتك
لنزول يعقبه صعود
تُخضع الذات الإلهية لأحكام الزمان والمكان تعطل
دلالات الأسماء الاربعة
الأول والآخر والظاهروالباطن والتى شرحها النبى
الكريم بنفسه وبين دلالاتها
والتى تقول الله خارج الزمان والمكان نهائياً(ولقد
شرحها الرسول وبين دلالاتها بنفسه)
وأنظر إلى كلام علماءهم وهو معارض تماماً لظاهر
الحديث وهو يقول على الظاهر!!!!
(و تجدهم أضطربوا فقالوا ليس بحركة ولا إنتقال
من مكان إلى مكان)
يطرح عليه سؤال هل الحديث على الظاهر بكل ألفاظه
مع نفى الكيفية أم لا
أنت تتكلم فى نزول لا تعلم كيفيته أم تتكلم فى
لا نزول!!!!!!
ما المراد من كلامه نزول ولا حركة؟
(نزول ولا نزول) مشابه لكلام الجهــــمية سميع
وليس بسميع
وما معنى( إلى السماء الدنيا) عندك هل هى على ظاهرها
مع نفى الكيفية أم لا؟؟؟!!!
فإن قلت على ظاهرها قلت بالحلول فى السماء الدنيا
!!!!!
وإن قلت ليست على ظاهرها نقضت ما تقول بالظاهر!!!
وبدا بذلك الإضطراب واضحاً وأن الأصول المبنى عليها
المذهب هشة لاقيمة لها
جزئية أخرى
القائل بالظاهر جعل الزمن عند الله كالزمن عندنا
( كل ليلة )
وهذا مخالف أيضاً لصريح القرآن( وإن يوماً عند
ربك كألف سنة مما تعدون)
فما بالك لو أنضم إلى ذلك ترك نص صحيح مرفوع إلى
النبى الكريم
وهو الحديث المؤول لهذا الحديث
والقائل بنزول الملك وهو إن كان فى درجة الإسناد
أقل مرتبة من الحديث(ينزل ربنا.......)
إلا أن أصول الدين والشريعة ترفع درجة المتن وتجعله
فى نفس الدرجة بشواهد مؤيدة له
وهذا الحديث وإسناده
إن الله يمهل حتى يمضى شطر الليل الأول ثم يأمر
منادياً ينادى هل من داع يُستجاب له)
وفى رواية أخرى( هل من مستغفر يُغفر له هل من سائل
فيُعطي .....هكذا الحديث
بدلاً من أن يأمر منادياً( يرسل ملكاً) وهذا السياق
يتفق تماما مع سياق آيةالكلام وفيها
(أو يرسل رسولاً فيوحي بأذنه ما يشاء)
وهذا الحديث الذي قال به
الإمام مالك والأوزاعى في تأويله لحديث النزول
رواه الإمام النسائي في السنن الكبرى6/. 124 وكذا
فى مسند الطيالسى 1/328....وفى مسند أسحاق(1ـ3)صـــ250
شعب الإيمان للبيهقى3/...129.......3/330..........3/383....بلفظ
ينادى مناد.... وكذا ذكره الإمام القرطبى19/35
وابن القيم فى الحاشية13/46 وقال صحيح....وفى فتح
البارى3/30..... والإمام السيوطى1/167.... الزرقانى2/49....
مسند الإمام احمد4/22 قال شعيب الأرناؤوط صحيح
لغيره
و4/217قال شعيب صحيح.....المعجم الكبير للكبرانى9/55....مصنف
عبدالرزاق10/444....والدر المنثور للبيهقى7/..404.
تفسير الثعالبى1/261...وظلال الجنة لأبن أبى عاصم
تخريج الألبانى1/261 وقال صحيح بشواهده....وأسد الغابة1/748......
وتاريخ بغداد للخطيب البغدادى/248........الإستذكارلأبن
عبدالبر2/527..وفى نيل الأوطار3/69...والترغيب والترهيب2/61....62
ودعك عنك من يقول لك حديث الملك ضعيف أو غيره
وهذا غير صحيح أولاً وأئمة كثيرة قالت بصحته
والأمر الثانى كم أصلاً ونقلاً من النقول الصريحة
فى القرآن خالفتها لتقول بالحديث على الظاهر
كل أصول الدين الأخرى
عند ذلك أقف بك هل تؤمن بالكتاب كله أم تؤمن به
مقطع وتكون سبب فى هوان الأمة
أو ينخلع قلبك حزناً على ما آل إليه حال جماعتك
التى تتعصب لها من دون الله
ونستكمل باقى المتشابه مع الوهابية
نرى كيف تعاملت الوهابية مع النصوص
الوهابية.......... منافقون
لم يستجيبوا للأوامر الصريحة فى الكتاب والسنة
والتى أمرت بالتسبيح والوصف بال أسماء
وحرفت الكلم عن مواضعه
فقالت فى قوله تعالى(ليس كمثله شىء وهو السميع
البصير)
قالت فى (وهو السميع البصير) سياق لإثبات صفة السمع
والبصر وحسب
وهذا تحريف واضح وصريح فالسياق سياق إسمين من الأسماء
الحسنى
يقول لك الطريق إلى وصف الله الأسماء الحسنى
فلم يرضخوا ولم يسمعوا للأمرالربانى وحرفوا الكلم
عن مواضعه
ويزعمون العودة للتحاكم للشرع بعيداً عن أقوال
الرجال وهذا حالهم الصريح
تقول لهم النص لصريح يعيدك للرجال وأقوال الرجال
ليتهم يرجعون للعلماءالأكابر فى القرون الخيرية
لا !!!!
يرجعك لأبن خريمة وابن تيميه وعلماء المذهب فقط
وهم قلة سندهم مقطوع بعد ابن أبى العز الحنفى
لا أحد حتى خرج محمد بن عبد الوهاب أو قل علماء
لا ذكر لهم فى الأكابر مطلقاً
والوهابية.....يشبهون الروافض
من المعلوم أن الروافض يسبون الصحابة وخصوصاً الكبار
منهم كسيدنا أبى بكر وسيدنا عمر والخلفاء الراشدين
والرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمرنا بإتباع
سنة الخلفاء الراشدين وأقوالهم
ترى الوهابيين يسبون من قال بالتأويل فى صفة الوجه
والقائل بالتأويل الإمام على والحبرعبد الله بن
عباس والصحابى عبادة بن الصامت....
بل وأهل القرون الخيرية جميعهم
وهذا النقل من داخل كتب أئمتهم.....وأنظر بنفسك
وأنقل من مؤلفات بن تيمية تأويل صفة الوجه وقول
بن خزيمة لمن قال ذلك جهمــــــــــى جاهل بلغة العرب
وهذا جزء من نقد كتاب التوحيد لأبن خزيمه ومن كتب
ابن تيمية نقلت التأويل
ص10/باب ذكر إثبات الوجه
(هذا من كتب التوحيد لأبن خزيمة بشرح محمد خليل
هراس)
قبل نقل كلامه ثبت بالنقل الصحيح عن حبر الأمة
وتلميذه مجاهد التأويل للوجه على وجهين
الأول: وهواستدلال صحيح يؤيده القرآن
والآية (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات
الله....البقرة/265) (وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله.... البقرة/272)
فتأول الوجه في الآية الثانية برضا الله في الآية
التي قبلها وكتب التفاسير موجودة والتفسير واضح
والتأويل الثاني الذات فى قوله تعالى
( كل شئ هالك إلا وجهه ...القصص /88) بمعنى كل
شئ هالك إلا ذاته.
وهذا ثابت عن مجاهد ورواية عن ابن عباس الحبر الجليل
قال إلا رضاه.
من كتاب بيان تلبيس الجهمـــــــية لابن تيميه
الجزء الأول صـــــ580 في تفسير "كل شئ ه الك إلا وجهه"
نقول تفسير الآية بما هو مأثور ومنقول والمفسرين
وعمن قال من السلف,
يقتضي أظهر الوجهين وهو أن كل شيء هالك إلا ما
كان لوجهه من الإيمان والأعمال وغيرهما
وعن أبى العالية قال إلا ما أريد به وجهه( أي أُريد
به رضاه)
وعن جعفر الصادق إلا دينه ومعناهما واحد
وقد روى عن عبادة بن الصامت قال يجاء بالدنيا يوم
القيامة
فيقال ميزوا ما كان منها لله قال فيماز ما كان
منها لله ثم يؤمر بسائرها إلى النار
وقد روى عن على(رضى الله عنه) ما يعم ففي تفسيرالثعلبى
عن الحسن وسعيد بن جبيرعن
على رضى الله عنه أن رجلاً سأله فلم يعطه شيئاً
فقال أسألك بوجه الله
فقال له على كذبت ليس بوجه الله سألتني.
إنما وجه الله الحق ألا ترى كل شئ هالك إلا وجهه
يعنى الحق ولكنك سألتني بوجهك الخلق
وعن مجاهد : إلا هو.
وعن الضحاك :إلا الله والجنة والنار والعرش
وعن ابن كيسان :ملكه.
وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة على
أن من المخلوقات من لا يعدم ولا يفنى....انتهى
وهذا ما نقله ابن تيميه بالنص لاغيره من أقوال
علماء الصحابة وكبار التابعين ....
نقل الإجماع على التأويل مع خلاف في الألفاظ فقط
في دلالة واضحة أن الظاهر غير مراد للمتشابه
فماذا قال الإمام ابن خزيمة ساق كل الأدلة التي
ورد فيها ذكر الوجه
حتى الآية السابقة أيضاً وهى(وما تنفقون إلا ابتغاء
وجه الله.... البقرة/272)
وكل ماعلى شاكلتها في القرآن والسنة ليستدل به
دون تفريق فذكر الآية
(ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله)
وهى مناقضة لقوله أن الله في جهة الفوقية وهى أساس
مذهبه))
وذكرمن السنة مثل ص/12 فتعمل عملاً تريد به وجه
الله
وص/13 من صام يوماً في سبيل الله ابتغاء وجه الله
كل سياق على هذه الوتيرة أوغيرها ساقه لأثبات صفة
الوجه
وحتى قال ص/14من حديث حذيفة بن اليمان أن شبث بن
ربعي صلى إلى جنب حذيفة فبزق بين يديه(أمامه)
فقال حذيفة إن رسول الله نهى عن ذا ثم قال
إن المسلم إذا دخل في صلاته أقبل الله إليه بوجهه
فيناجيه
وص15 من حديث نبي الله يحيى عليه السلام وفيه
(وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله يقبل
بوجهه إلى وجه عبده........ الوجه في مقابلة الوجه على الظاهر مع نفى المثلية..لا تعليق
وحتى قال ص/21 فقال جل وعلا( وي بقى وجه ربك ذو
الجلال الإكرام)
ونفى ربنا جل وعلا عن وجهه الهلاك فى قوله تعالى
(كل شئ هالك إلا وجهه)
وزعم جهلة الجهمـــــــــية أن الله إنما وصف نفسه
في هذه الآية التي أضاف إليها الجلال بقوله
(تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام)
(تعليق) وهذا تأويل صحيح آية مؤولة بآية فلا وجه
للكلام
ثم دقق فى العبارة التى قالها
(وزعمت أن الرب هو ذو الجلال و الإكرام لا الوجه)
ما رأيك فى هذا؟!!!
هل هذه اللفظة تليق فى هذا السياق حنى لو كانت
الآية غير مؤولة
ثم قال:
وأقول وبالله توفيقي هذه دعوى يدعيها جاهل بلغة
العرب..انتهى
ومن الجاهل بلغة العرب الجهمــــــــى على زعمه؟
الإمام على والحبر بن عباس والصحابي عبادة وجعفر
الصادق ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن والضحاك وسلف الأمة
.وهذا نقل ابن تيميه فوقه!
سب من قال بالتأويل وهؤلاء القائلون بالتأويل.....
ومن سب الخليفة الراشد والصحابة الكرام فهم من
الروافض ولو زعموا غير ذلك
وإلا وجب عليهم التبرؤ من قائل هذا القول
الوهابية.....حلولية
من المعروف أن مذهب الحلولية يقول أن الله وتعالى
الله عن ذلك علواً كبيرأ يحل فى المخلوق
فقالت النصارى حل فى عيسى واستدلوابقول الله عن
عيسى عليه السلام(روح الله وكلمته)وهى إضافة للتشريف فقط
وأستدلوا بها على أنه أبن الله تعالى الله عما
يقولون علوا كبيراً
وقالت الوهابية حل فى السماء الدنيا وأستدلوابقول
الرسول عليه السلام(ينزل إلى السماء الدنيا)
بعيدا عن الفهم المتكامل للدين
وكذلك قولهم فى خلق آدم عليه السلام فلابد ان يقولوا
بالحلول كما بينت ذلك سابقاً فى الكلام على اليدين
الوهابية ........شابهت اليهود
فى الكلام على الإستواء والتغير من حال إلى حال
اليهود قالوا إن الله خلق السموات والأرض فى ستة
أيام ثم إستراح فى اليوم السابع تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً
الوهابية قالت خلق السموات والأرض فى ستة إيام
ثم علا على العرش بعد الخلق
وخدعوا أنفسهم بقولهم لا إستواء راحة حتى يفروا
من مشابهة اليهود
والله تبارك وتعالى هو العلى من قبل العرش ومن
بعد العرش لايتغير سبحانه ولايتبدل ولا تتطرأ عليه الأحوال
والنصوص واضحة كالشمس فى قوله تعالى(لا تأخذه سنة
ولانوم)
وقول سيدنا أبراهيم عليه السلام فى القرآن(قال
لا أ حب الآفلين)
وهو الذى تجرى عليه المتغيرات ويقولون تجرى عليه
المتغيرات وهم فى مخالفة صريحة لصريح القرآن!!!!!!
الوهابية.....شابهت النصارى
النصارى قالت إن الله هو عيسى ونزل إلى الأرض ليغفر
خطايا البشر
والوهابية قالت نزل إلى السماء الدنيا ليغفر الخطايا
وأستدلوا بالحديث الصحيح بعيداًعن بقية الدين
الوهابية........على طريق بلعم بن باعوراء المنسلخ
عن الأسماء الحسنى
بين النبى الكريم صلى الله عليه وآله وسلم دلالة
الأسماء الأربعة
(الأول والآخر والظاهر والباطن)فقال صلى الله عليه
وآله وسلم
(أنت الأول فليس قبلك شىء وأنت الآخر فليس بعدك
شىء وأنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء)
وهو تقتضى بالدلالات القطعية اليقينية أن الله
تبارك وتعالى خارج أحكام المتغيرات من زمان ومكان
وبينت ذلك الشرح فى القول الجاد وهو أنقله لكم
هنا
دلالة الأسماء الأول والآخر والظاهر والباطن:
اذكر دلالات الأسماء الأربعة كما فهمها العلماء
من كلام النبوة ولا أزيد
وأبدأ بأقوال علماء السلفية(الوهابية) الذين أثبتوا
المتشابه على الظاهر مع نفى المثلية التي خُدعوا بها في د لالة على نقلهم دلالة الأسماء
الأربعة وعدم فهمهم كيف يقع الإلحاد فيها وفي هذا أكبر حجة عليهم أن النقل من كتبهم
وأنكروا أن في القرآن متشابه يقول فيه الراسخون في العلم(آمنا به كل من عند ربنا
(..
الشيخ حافظ حكمي صاحب كتاب معارج القبول......
وكتاب المعارج هو المتقدم الآن في تدريس الصفات قال في رواية عن ابن القيم وهو على
نفس المذهب ص/95 قال ابن القيم (رحمه الله) في أثناء كلامه عن هذه الأسماء الأربعة
وهو الأول والآخر والظاهر والباطن:هي أركان العلم والمعرفة فحقيق بالعبد أن يبلغ في
معرفتها قواه وفهمه...حتى قال ص 96 فهذه الأسماء الأربعة تشتمل على أركان التوحيد فهو
الأول في آخريته والآخر في أوليته والظاهر في بطونه والباطن في ظهوره ثم ساق الكلام
على التعبد بهذه الأسماء فشفى وكفى ولكن قد أحاط بذلك المعنى تفسير الرسول في حديث
أبى هريرة المتقدم ...انتهى هذا كلام صاحب المعارج.
أما كلام أ/ محمد خليل هراس الشارح لكتاب التوحيد
لابن خزيمة قال ص116/في الحاشية وأعلم أن هذه الأسماء الأربعة
(الأول والآخر والظاهر والباطن) دلت على إحاطته
الزمانية والمكانية بجميع الخلق...(لازمان ولامكان).... .انتهى
والكلام الذي ذكره صاحب المعارج نقلاً عن ابن القيم
هو في كتابه طريق الهجرتين1/46وحتى قال فىص47 فمدار
هذه الأسماء على الإحاطة وهى إحاطتان زمانية ومكانية(لازمان ولامكان)
وفي حاشية ابن القيم13/5 ذكر حديث ( ولو أنكم دليتم
بحبل إلي الأرض السابعة لهبط على الله )
قال ابن القيم: قالوا فيه دلالة على نفى الفوقية....
أقول دلالة المتن صحيحة لأنها مؤكدة بالحديث الصحيح
(أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن الذي ليس دونك شيء) وحديث الحبل رواه الترمذى
5/403 مجمع الزوائد1/261؛7/157ومسند أحمد2/370 ودل أنه مع ذات الله لا وجود لزمان ولا
لمكان.
وقال ابن تيميه في شرح الأسماء الأربعة( الأول
والآخر والظاهر والباطن)
قال في كتابه بيان تلبيس الجهمية2/220 من قوله
وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء قال:هذا خبر بأنه ليس فوقه شيء
في ظهوره وعلوه على الأشياء وأنه ليس دونه شيء فلا يكون أعظم بطوناً منه حيث بطن من
الجهة الأخرى وجمع فيها لفظ البطون.....حتى قال ولهذا لم يجئ هذا الاسم الباطن كقوله
وأنت الباطن فليس دونك شيء إلا مقروناً بالاسم الذي فيه فلا يكون شيء فو قه ولأن مجموع
الاسمين يدلان على الإحاطة والسعة وأنه الظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء
وذلك لأن مافى معنى هذا من نفى الجهة.إلى قوله قال الحديث لو أن أحدكم أدلى دلوه لهبط
على الله فكون الله تحت شيء ممتنع وإن الغرض بهذا التقدير الممتنع بيان إحاطته من جميع
الجهات. ( ليس في الذات الإلهية جهة من الجهات الست.....لا يمين ولايسار ولاغيرهما)
ثم قال :وفوق ودون من الأسماء التي تسميها النحاة ظروف المكان لدلالة لفظها على المكان
اللغوي
ثم ساق كلاماً طويلاً حتى قال في2/ 225وهو بيان
إحاطته من جميع الجهات ...انتهى
وفى الجواب الصحيح لابن تيميه4/301
عن أبى سعيد الخراز أنه قيل له كيف تعرف ربك قال
بجمعه بين الأضداد وقرأ قوله تعالى( وهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء
عليم)
أراد بذلك أنه مجتمع في حقه سبحانه ما يتضاد في
حق غيره فإن المخلوق لا يكون أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً
وقد ثبت في الصحيح عن النبي انه كان يقول أنت الأول
فليس قبلك شيء وأنت الآخر الذي ليس بعدك شيء وأنت الظاهر الذي ليس فوقك شيء وأنت الباطن
الذي ليس دونك شيء....انتهى
وهناك كلام كثير لابن تيميه على هذه الأسماء فى
عدة من مصنفاته على نفس الفهم
قال أبو العز الحنفي وهو من أتباع ابن تيميه وقال
في شرح العقيدة الطحاوية للشيخ أبو جعفر الطحاوى 1/280 روى من المتن "وهو مستغن
عن العرش وما دونه ومحيط بكل شئ وفوقه وقد أعجز عن الإحاطة خلقه" طعن في كلام
الشيخ وزاد فيه أن مراده الفوقية
ثم قال وروى مسلم عن النبي في تفسيرالأسماءالحسنى
الأربعة(وذكر الحديث) وقال فهذه الأسماء الأربعة متقابلة. وحتى قال بعد تخبط وأنكر
مقالة "وقد كان ولامكان وهو الآن على ماكان"
قال وهو سبحانه بكل شيء محيط ولا يحيط به شيء..
ثم عاد وأنكر على الشيخ قوله لا تحويه الجهات الست
كسائر المبتدعات وهو مستنبط من دلالة الأسماء!!!!..انتهى
وفى كتاب العلو للعلى الغفار للإمام الذهبي
1/73 ذكر حديث ولو أنكم دليتم بحبل...الحديث قال رواته ثقات ورواه أحمد ثم قال يريد
معنى (الباطن) وذكر معه دلالة الأسماء الأول والآخر والظاهر والباطن.. ثم عاد وضعفه
ولاوجه لتضعيف الحديث لأن متنه مؤكد بالحديث الصحيح.أنت الأول فليس قبلك...الحديث.وهو
على نفس المذهب
كلام أهل التفسير:
في تفسير الطبري لسورة الحديد قال:هو الأول قبل
كل شيء بغير حد(الآخر) يقول والآخر بعد كل شيء بغير نهاية وإنما قيل ذلك كذلك لأنه
كان ولاشيء موجود سواه....حتى قال وبنحو الذي قلنا جاء الخبر عن الرسول وقال أهل التأويل
وذكر حديث ولو أنكم دليتم بحبل... الحديث ثم قرأ هو الأول والآخر والظاهر والباطن...الآية.......انتهى..
ذكره الإمام ابن كثير وذكر حديث الحبل وأفاض في
أحاديث أخرى تؤيد ذلك حتى الأحاديث الغريبة ولكنها حول المعنى
كذا ذكره الإمام القرطبي ثم قال وقد شرحها الرسول
صلي الله عليه وآله وسلم شرحاً يغنى عن كل قول .
وفي فتح القدير وقد فسر الرسول الأسماء الأربعة
فيتعين المصير إلى ذلك وكذلك الإمام البغوى وكثير من المفسرين
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الزجاج في كتابه
تفسير الأسماء الحسنى1/60: قال فهو من العلو والله عال على كل شئ وليس المراد بالعلو
ارتفاع المحل لأن الله يجل عن المحل والمكان .. وحتى قال وقد ثبت أيضاً بأنه أول هو
متقدم للحوادث بأوقات لا نهاية لها...انتهى... (لازمان ولامكان)....
وفى كتاب "الواو المزيدة" لأبى سعيد
العلائى وهو من كبار علماء اللغة (فصل عطف الصفات بعضها على بعض)1/140 وحتى قا ل
1/143 فإن العطف جاء هنا رفعا لاستبعاد من يستبعد اجتماع هذه الصفات فيه فقوله تعالى
(هو الأول الآخر والظاهر والباطن) إنما عطفت هنا لأنها أسماء متضادة المعاني في أصل
الوضع فرفع الوهم بالعطف على من يستبعد هذا في ذات واحدة فإن الشيء الواحد لا يكون
باطناً ظاهراً من وجه واحد فكان العطف ها هنا أحسن......انتهى
وكذلك بالنص في البرهان في علوم القرآن وجميع الذين
تكلموا في هذه الأسماء الحسنى الأربعة
وفي المستطرف1/15 حتى قال:منزه عن أن يحده زمان
مقدس عن أن يحيط به مكان....انتهى
واكتفى ولو شئت نقلت ألف نقل
لأن الضابط في المسألة واضح وهو تأويل النبي بنفسه
لدلالة الأسماء الأربعة
فالذي يقول بالبدعية سيطعن فىكلام النبوة نفسه
وقد نقلت فهم دلالات الأسماء الأربعة من كتب القائلين بالمذهب حتى يكون الكلام حجة
على أهل المذهب الأحياء.ثم زدت على ذلك ونقلت كلام الأئمة الآخرين
والذين يطلق عليهم أتباع المتشابه أشعرية تدليساً
(هم للعلم أكابر علماء الأمة فى كل العصور) ومحاولة في إثبات أنهم أهل السنة وهم أبعد
ما يكونون عن ذلك.
والمتشابه الذي خارج الأسماء الحسنى لا يخلو من
وجود أحكا م للمكان والزمان
وإثباتها على الظاهر طاعن لا محالة في دلالة الأسماءالأربعة
ولا مفر للمثبت
ويصبح بين خيارين لا ثالث لهما إما الإلحاد في
الأسماء ونفى المثلية غيركافى وهو وهم
وإما السكوت ولذلك سكت الأكابر وقالوا :أمروها
كما جاءت.
ولذلك من تكلم فى المتشابه وأثبتها على الظاهر
أنسلخ عن دلالات الاسماء الحسنى وهو يتكلم
وصدق عليه قول النبى الكريم(لتتبعن سنن الذين من
قبلكم...........حتىقال ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وراءهم) سلك بعض علماء اليهود طريق
الإنسلاخ عن الأسماء كما فى قصة بلعم بن باعوراء فسلكوه ورائهم
واكتفى
وأرانى أثقلت كثيرأ من القول وذلك لغضبة لربى تبارك
وتعالى
وكنت اتمنى السكوت بعد الرسالة الأولى (الرد الجميل)
ولكن تطاولوا ..........وزادوا وحسبى الله ونعم الوكيل
وأقولها للجميع نصيحة
قف مع نفسك وأعلم أنه لا مجال للعودة بعد الموت
للتصحيح قف وقفة وأحذر تمنى العودة بعد الموت....أحذر ذلك
وإلى لقاء فى الجزء الثانى من هذه النظرات.....
وهى بمشيئة الله تبارك وتعالى أشد من هذه وأثقل
منها بكثير إن لم يرتدعوا عما هم فيه......
.من تجاوز لحدود الله وتطاول بعيداً عن التحاكم
الصريح للشرع
وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع المسلمين على
رضاه وهو حسبى ونعم الوكيل
إن أكون وفقت فبفضل الله سبحانه وتعالى
وإن كانت الأخرى فأسأل الله العافية وهو الرحمن
الرحيم الغفور الودود
وصلى الله على سيد ولد آدم وآله ومن أتبعه بإحسان
إلى يوم الدين
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق