موقف القرآن من التجسيم
موقف القرآن من التجسيم
بسم الله الرحمن الرحيم
بين المولى سبحانه وتعالى ما في المسيح وأمه عليهما السلام من نقص فطري فقال جل من قائل :
(( ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام )) .
فمن المحال أن يكون الله جل وعلا إنما أراد أن يخبرنا فقط بأنهما يأكلان الطعام ، بل أراد أن ينبهنا إلى احتياجهما إلى الطعام وهو نقص يجل الله تعالى عنه ويتعالى ، فمن كانت هذه صفته فلا يكون إلها ، ومن ثم أجمع المسلمون على أن الله منزه عن الطعام ، فمن زعم أن الطعام جائز على الله ، أو قال لا نثبته ولا ننفيه فقد كفر لتجويزه النقص على الله ولعدم نفيه ما نفى الله .
فكما دلنا الله على أن الطعام نقص لا يجوز عليه وأنه منزه عنه فكذلك دلنا على أن العجل الذي عبده بنو إسرائيل كان محل الخلل والنقص فقال تعالى : (( واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ..)) وقال تعالى : (( فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار ..)) .
أراد المولى جل وعز أن ينبهنا على مواطن النقص في هذا المعبود بالباطل فهو ( جسد) .
قال الإمام ابن جرير الطبري :
(( يُخْبِر جَلَّ ذِكْره عَنْهُمْ أَنَّهُمْ ضَلُّوا بِمَا لَا يَضِلّ بِمِثْلِهِ أَهْل الْعَقْل , وَذَلِكَ أَنَّ الرَّبّ جَلَّ جَلَاله الَّذِي لَهُ مُلْك السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمُدَبِّر ذَلِكَ , لَا يَجُوز أَنْ يَكُون جَسَدًا لَهُ خُوَار .. )) اهـ .
وهذا نقص والجسد عند العرب هو الجسم لا يختلفون فيه بينهم ، فمن زعم أن الله جسد !! أو قال لا أدري إذا كان جسدا أم لا ، أو قال لا أثبته ولا أنفيه فقد جوز على الله ما عابه الله على العجل ، فكذلك من قال لا أثبت الجسم ولا أنفيه عن الله هو مكذب لكتاب الله راد له لأن الجسم والجسد شيء واحد في لسان العرب وتخاطبهم فمن فرق فقد ابتدع ومن لم يفرق لزمه نفي هذا النقص عن الله وإلا كفر بمعاندته لربه جل وعلا .
ولا يقال ننفي الجسد ونسكت عن الجسم !! لأن هذا كمن قال أنفي عن الله الطعام أما الأكل فلا ننفي ولا نثبت !! أو كمن قال أنفي عنه السنة والنوم ولا أنفي عنه الرقاد !! وذلك أنه لا يختلف العرب أن النوم والرقاد شيء واحد وأن الطعام والأكل شيء واحد ، فكذلك لا يختلفون فيما بينهم أن الجسد والجسم شيء واحد .
ففي القاموس المحيط للفيروزآبادي :
(( الجَسَدُ، محركةً: جِسْمُ الإِنْسَانِ والجِنِّ والملائِكَةِ، والزَّعْفَرَانُ، كالجِسَادِ، ككِتابٍ، وعِجْلُ بني إسرائيلَ، والدَّمُ اليَابِسُ، كالجَسِدِ والجاسِدِ والجَسِيدِ. )) اهـ .
وفي مختار الصحاح ومختصره :
(( جسد ، ج س د: الجَسَدُ البدن تقول منه تَجَسَّدَ كما تقول من الجسم تجسم و الجَسَدُ أيضا الزعفران ونحوه من الصبغ وقيل في قوله تعالى ((عجلا جسدا)) أي أحمر من ذهب .. )) اهـ .
وفيه أيضا :
(( جسم ، ج س م: أبو زيد الجِسْمُ الجسد وكذا الجُسْمانُ و الجُثْمانُ وقال الأصمعي الجسم والجسمان الجسد والجثمان الشخص .. )) اهـ .
وفي لسان العرب :
(( الجسد: جسم الإِنسان ولا يقال لغيره من الأَجسام المغتذية، ولا يقال لغير الإِنسان: جسد من خلق الأَرض... )) اهـ .
فمن عرف الجسم ما هو فقال بعد هذا لا أنفي ولا أثبت فقد جوز على الله أن يكون جسما وكفر .
ومن نفى معنى الجسم عن الله ولم ينف لفظ الجسم وزعم أنه يجوز أيكون له معنى غير معنى جسد وجرم وبدن مما لعله يجوز على الله فقد ابتدع وضل وفارق السنة والجماعة .
بسم الله الرحمن الرحيم
بين المولى سبحانه وتعالى ما في المسيح وأمه عليهما السلام من نقص فطري فقال جل من قائل :
(( ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام )) .
فمن المحال أن يكون الله جل وعلا إنما أراد أن يخبرنا فقط بأنهما يأكلان الطعام ، بل أراد أن ينبهنا إلى احتياجهما إلى الطعام وهو نقص يجل الله تعالى عنه ويتعالى ، فمن كانت هذه صفته فلا يكون إلها ، ومن ثم أجمع المسلمون على أن الله منزه عن الطعام ، فمن زعم أن الطعام جائز على الله ، أو قال لا نثبته ولا ننفيه فقد كفر لتجويزه النقص على الله ولعدم نفيه ما نفى الله .
فكما دلنا الله على أن الطعام نقص لا يجوز عليه وأنه منزه عنه فكذلك دلنا على أن العجل الذي عبده بنو إسرائيل كان محل الخلل والنقص فقال تعالى : (( واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ..)) وقال تعالى : (( فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار ..)) .
أراد المولى جل وعز أن ينبهنا على مواطن النقص في هذا المعبود بالباطل فهو ( جسد) .
قال الإمام ابن جرير الطبري :
(( يُخْبِر جَلَّ ذِكْره عَنْهُمْ أَنَّهُمْ ضَلُّوا بِمَا لَا يَضِلّ بِمِثْلِهِ أَهْل الْعَقْل , وَذَلِكَ أَنَّ الرَّبّ جَلَّ جَلَاله الَّذِي لَهُ مُلْك السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمُدَبِّر ذَلِكَ , لَا يَجُوز أَنْ يَكُون جَسَدًا لَهُ خُوَار .. )) اهـ .
وهذا نقص والجسد عند العرب هو الجسم لا يختلفون فيه بينهم ، فمن زعم أن الله جسد !! أو قال لا أدري إذا كان جسدا أم لا ، أو قال لا أثبته ولا أنفيه فقد جوز على الله ما عابه الله على العجل ، فكذلك من قال لا أثبت الجسم ولا أنفيه عن الله هو مكذب لكتاب الله راد له لأن الجسم والجسد شيء واحد في لسان العرب وتخاطبهم فمن فرق فقد ابتدع ومن لم يفرق لزمه نفي هذا النقص عن الله وإلا كفر بمعاندته لربه جل وعلا .
ولا يقال ننفي الجسد ونسكت عن الجسم !! لأن هذا كمن قال أنفي عن الله الطعام أما الأكل فلا ننفي ولا نثبت !! أو كمن قال أنفي عنه السنة والنوم ولا أنفي عنه الرقاد !! وذلك أنه لا يختلف العرب أن النوم والرقاد شيء واحد وأن الطعام والأكل شيء واحد ، فكذلك لا يختلفون فيما بينهم أن الجسد والجسم شيء واحد .
ففي القاموس المحيط للفيروزآبادي :
(( الجَسَدُ، محركةً: جِسْمُ الإِنْسَانِ والجِنِّ والملائِكَةِ، والزَّعْفَرَانُ، كالجِسَادِ، ككِتابٍ، وعِجْلُ بني إسرائيلَ، والدَّمُ اليَابِسُ، كالجَسِدِ والجاسِدِ والجَسِيدِ. )) اهـ .
وفي مختار الصحاح ومختصره :
(( جسد ، ج س د: الجَسَدُ البدن تقول منه تَجَسَّدَ كما تقول من الجسم تجسم و الجَسَدُ أيضا الزعفران ونحوه من الصبغ وقيل في قوله تعالى ((عجلا جسدا)) أي أحمر من ذهب .. )) اهـ .
وفيه أيضا :
(( جسم ، ج س م: أبو زيد الجِسْمُ الجسد وكذا الجُسْمانُ و الجُثْمانُ وقال الأصمعي الجسم والجسمان الجسد والجثمان الشخص .. )) اهـ .
وفي لسان العرب :
(( الجسد: جسم الإِنسان ولا يقال لغيره من الأَجسام المغتذية، ولا يقال لغير الإِنسان: جسد من خلق الأَرض... )) اهـ .
فمن عرف الجسم ما هو فقال بعد هذا لا أنفي ولا أثبت فقد جوز على الله أن يكون جسما وكفر .
ومن نفى معنى الجسم عن الله ولم ينف لفظ الجسم وزعم أنه يجوز أيكون له معنى غير معنى جسد وجرم وبدن مما لعله يجوز على الله فقد ابتدع وضل وفارق السنة والجماعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق