نصوص أئمة الحنابلة فى التوسل والتبرك
- الإمام أحمد بن حنبل والتوسل
قال في منسكه الذي رواه عنه المروزي ما نصه:
(وسل الله حاجتك متوسلاً إليه بنبيه (صلى الله عليه وسلم) تُقْضَ من الله عز وجل)
هكذا ذكره ابن تيمية في الرد على الأخنائي (ص 168) , وذكر معناه برهان الدين بن مفلح في المبدع (2/ 204) وقريب منه ما في الإقناع للعلامة الحجاوي (1/ 208) والفروع لشمس الدين ابن مفلح (ت:763 هـ) (2/ 159) وغيرهم.
وفي كتاب العلل ومعرفة الرجال ما نصه:
(سألته عن الرجل يمس منبر النبي (صلّى الله عليه و سلّم) و يتبرك بمسّه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد التقرب إلى الله جل وعز فقال: لا بأس بذلك.
العلل لأحمد بن حنبل (2/ 492).
في كتاب سؤالات عبد الله بن أحمد بن حنبل لأحمد قال:
" سألت أبي عن مس الرجل رمانة المنبر يقصد التبرك, وكذلك عن مس القبر ", فقال:" لا بأس بذلك".
انظر كشاف القناع (2/ 150).
قال المرداوي في كتابه الإنصاف (من أهم مراجع الفقه الحنبلي) (2\ 456):
قال الإمام أحمد للمروذي: يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه. وجزم به في المستوعب وغيره)
قال الإمام أحمد بن حنبل:
(هذا رجل يستسقى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره)
قال أبو عبد الله الأردبيلي: سمعت أبا بكر بن أبي الخصيب يقول: ذُكر صفوان بن سليم عند أحمد بن حنبل فقال: هذا رجل يستسقى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره) أهـ
تهذيب الكمال للحافظ المزي رحمه الله (13/ 186 برقم 2882، طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى، 1400 - 1980، بتحقيق الدكتور بشار عوادمعروف) في ترجمة صفوان بن سليم المدني
عمل الإمام أحمد بن حنبل بحديث يا عباد الله أعينوا في الاستغاثة والمدد من الغائب
الإمام أحمد بن حنبل والعمل بالحديث والاستغاثة بعباد الله التي لا نراها اي الغائبة وغير الحاضرة
فقال ابنه عبد الله في " المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] و ثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق. أو كما قال أبي.
ورواه ايضا بسند صحيح
البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) و
ابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله
وذكرها ابن مفلح في الاداب الشرعية.
الإمام أحمد بن حنبل (ولد 164 هـ) والتوسل بشعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/ 212) مانصه:
(ومن آدابه: قال عبد الله بن أحمد - بن حنبل - رأيت أبي يأخذ شعره من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به ورأيته أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء ثم شرب فيها ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه.
قلت (أي الذهبي): أين المتنطع المنكر على أحمد وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمس الحجرة النبوية فقال: ((لا أرى بذلك بأسا)).
أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع) انتهى كلام الذهبي.
توسل الإمام أحمد بن حنبل بالإمام الشافعي
ثبت أنّ أحمد توسَّل بالشافعي حتى تعجّب ابنه عبد الله، فقال له أبوه: إنّ الشافعي كالشمس للناس وكالعافية للبدن) الخيرات الحسان: 94
2 - تبرك صالح بن أحمد بن حنبل بقميص والده (ولد قبل اخوه عبدالله الذي ولد عام 213 هـ)
قال الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة الامام احمد ابن حنبل (11/ 230):
(حدثنا أبو عيسى أحمد بن يعقوب حدثتني فاطمة بنت أحمد بن حنبل قالت وقع الحريق في بيت اخي صالح وكان قد تزوج بفتية فحملوا اليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار فأكلته النار فجعل صالح يقول: ما غمني ما ذهب الا ثوب لابي كان يصلي فيه اتبرك به وأصلي فيه.
قالت فطفئ الحريق ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير قد اكلت النار ما حوله وسَلِم)
وانظر كذلك "الآداب الشرْعيَّة لابن مفلح" (2/ 97)
3 - توسل أصحاب الإمام أحمد بن حنبل به لاضاءة الطريق
عن عبد الله بن موسى أنه قال:
خرجت أنا وأبي في ليلة مظلمة نزور «أحمد» فاشتدت الظلمة، فقال أبي: يا بني تعال حتى نتوسل إلى الله تعالى بهذا العبد الصالح حتى يضاء لنا الطريق، فمنذ ثلاثين سنة ما توسلت به إلا قضيت حاجتي.
فدعا أبي وأمنت على دعائه، فأضاءت السماء كأنها ليلة مقمرة حتى وصلنا إليه) اهـ
(كتاب مناقب الإمام أحمد ابن الجوزي ص 297)
4 - ابن عقيل الحنبلي المتوفى 503:
كان يقول فى زيارة النبي صلى الله عليه وسلم " يا محمد إني أتوجه بك إلى ربى "
- (التذكرة 87) المكتبة الظاهرية بدمشق.
في كتابه التذكرة ايضاً:
((ويستحب له قدوم مدينة الرسول صلوات الله وسلامه عليه فيأتي مسجده فيقول عند دخوله: بسم الله اللهم صل على محمد وآل محمد وافتح لي أبواب رحمتك .. اللهم أني أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم بنبي الرحمة يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي ذنوبي، اللهم إني أسألك بحقه أن تغفر لي ذنوبي))
5 - الإمام عبد القادر الجيلاني (561 هـ)
ذكر قصة العتبى وأقرها في كتاب الغنية
وحاء عنه ايضاً"يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي" مروية في شواهد الحق للنبهاني ص98.
6 - ذكر ابن أبي يعلى الحنبلي (ت 526هـ) في طبقاته
((وحفر له بجنب قبر إمامنا أحمد فدفن فيه وأخذ الناس من تراب قبره الكثير تبركا به ولزم الناس قبره ليلا ونهارا مدة طويلة ويقرأون ختمات ويكثرون الدعاء ولقد بلغني أنه ختم على قبره في مدة شهور ألوف ختمات "اهـ طبقات الحنابله في ترجمة الشريف أبي جعفر 2/ 240'ـ
7 - ابن الجوزي المتوفى (597 هـ)
سبق ذكر الكثير في الموضوع فلتراجع أقواله و في كتاب الوفا في فضائل المصطفى جعل فيه بابين في المقام: باب التوسل بالنبي وباب الاستشفاء بقبره.
وفي المنتظم ذكر قصة العتبى (9/93)
وقال ايضاً الإمام ابن الحوزي في المدهش قال ج1/ص141
((لم يزل ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم منشورا وهو في طي العدم توسل به آدم وأخذ له ميثاق الأنبياء على تصديقه))
قال ابن الجوزي-رحمه الله-في بستان الواعظين (ص297):
("ذكر في بعض الأخبار أن آدم عليه الصلاة والسلام رفع رأسه فنظر على ساق العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال آدم يا رب من هذا الذي كتبت اسمه مع اسمك فقال الله تعالى يا آدم هو نبيي وصفيي وهو حبيبي ولولاه ما خلقتك ولا خلقت جنة
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر تحت فصل العزلة:
(وكثر ضجيجي من مرضي، فعجزت عن طب نفسي، فلجأت إلى قبور الصالحين، و توسلت في صلاحي)
وقال (ابن الجوزي في المنتظم)
[وجاء في ترجمة أبو شجاع الوزير " ثم عزل عن الوزارة فسار إلى الحج وجاور بالمدينة ثم مرض فلما ثقل في المرض جاء إلى الحجرة النبوية فقال: يا رسول الله قال الله تعالى " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وها أنا قد جئتك أستغفر الله من ذنوبي وأرجو شفاعتك يوم القيامة ثم مات من يومه ذلك رحمه الله تعالى ودفن في البقيع (وأبو شجاع الوزير هذا قال عنه ابن كثير في ترجمته: كان من خيار الوزراء كثير الصدقة والإحسان إلى العلماء والفقهاء وسمع الحديث من الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وغيره وصنف كتبا منها كتابه الذي ذيله على تجارب الأمم ووزر للخليفة المقتدي وكان يملك ستمائة ألف دينار فأنفقها في سبيل الخيرات والصدقات ووقف الوقوف الحسنة وبني المشاهد وأكثر الإنعام على الأرامل والأيتام. انتهى ((ابن الجوزي في المنتظم 9\ 93))
8 - أبو عبد الله محمد بن الحسين السامري الحنبلي (ت:616 هـ) في المستوعب (3/ 88)
" باب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) " وذكر آداب الزيارة، وقال:
(ثم يأتي حائط القبر فيقف ناحيته ويجعل القبر تلقاء وجهه، والقبلة خلف ظهره، والمنبر عن يساره)
وذكر كيفية السلام والدعاء ومنه:
(اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك مستغفرا، فأسألك أن توجب لي المغفرة كم أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك (صلى الله عليه وسلم)) وذكر دعاءا طويلا.
9 - ابن قدامة المقدسي الحنبلي ت 620هـ والتوسل والتبرك
- قال ابن قدامة في المغني
((عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبد القاري انّه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي (صلى الله عليه وآله) من المنبر ثم يضعها على وجهه.))
المغني لابن قدامة 3: 559.
الإمام بن قدامة المقدسي الحنبلي يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
جاء في وصية الإمام ابن قدامة المقدسي (ص 92 بتحقيق محمد أنيس مهرات) ما يلي:
((وإذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى تريد طلبها منه فتوضأ، فأحسن وضوءك، واركع ركعتين، وأثن على الله عز وجل، وصلَ على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قل: لا إِلَهَ إِلاَّ الله الحَلِيمُ الكَريمُ، سُبحَانَ رَبِّ العَرشِ العَظيمِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِينِ، أَسأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحمَتِكَ وَعَزَائمَ مَغفِرَتِكَ وَالغَنيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لا تَدَعْ لي ذَنباً إِلاَّ غَفَرْتَهْ وَلا هَمَّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهْ، وَلا حَاجةً هِيَ لَكَ رِضاً إِلاَّ قَضَيتَهَا يَا أَرحَمَ الرَّاحمين
وإن قلت: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك
وروي عن السلف أنهم كانوا يستنجحون حوائجهم بركعتين يصليهما ثم يقول: اللهم بك أستفتح وبك أستنجح، وإليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أتوجه، اللهم ذلل لي صعوبة أمري، وسهل من الخير أكثر مما أرجو، واصرف عني من الشر أكثر مما أخاف.)) انتهى.
قال الإمام موفق الدين [الموفق] أبو محمد: عبدالله بن أحمد بن محمد بن قُدامة بن مقدام بن نصر المقدسي الجَماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي في كتاب " المغني " 2/ 100 طبعة دار الفكر - بيروت - 1405هـ:
[فصل: فإن سافر لزيارة القبور والمشاهد
فقال ابن عقيل: لا يباح له الترخص لأنه منهي عن السفر إليها قال النبي صلى الله عليه و سلم: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) متفق عليه.
والصحيح إباحته وجواز القصر فيه لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يأتي قباء راكبا وماشيا وكان يزور القبور وقال: (زوروها تذكركم الآخرة).
وأما قوله عليه السلام: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) فيحمل على نفي التفضيل لا على التحريم وليست الفضيلة شرطا في إباحة القصر فلا يضر انتفاؤها].
[فصل: ويستحب الدفن في المقبرة التي يكثر فيها الصالحون والشهداء لتناله بركتهم وكذلك في البقاع الشريفة وقد روى البخاري و مسلم بإسنادهما أن موسى عليه السلام لما حضره الموت سأل الله تعالى أن يدنيه إلى الأرض المقدسة رمية بحجر قال النبي صلى الله عليه و سلم: (لو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر)].
" المغني " 2/ 383 طبعة دار الفكر - بيروت - 1405هـ.
قال الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدس الحنبلي المتوفى سنة
620 هـ في كتابه المغني (ج2: ص439)
((: 1483) فصل: ويستحب أن يستسقى بمن ظهر صلاحه ; لأنه أقرب إلى إجابة الدعاء، فإن عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن عمر: استسقى عمر عام الرمادة بالعباس، فقال: اللهم إن هذا عم نبيك صلى الله عليه وسلم نتوجه إليك به فاسقنا. فما برحوا حتى سقاهم الله عز وجل)
10 - الشيخ أبو الفرج بن قدامة إمام الحنابلة صاحب الشرح الكبير وهو الشيخ شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن قدامة الحنبلي: وتوفي 682ه
قال في الشرح الكبير
(([مسألة]: فإذا فرغ من الحج استحب زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبر صاحبيه رضي الله عنهما.
ثم ذكر الشيخ ابن قدامة صيغة تقال عند السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها أن يقول: (اللهم إنك قلت وقولك الحق: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} وقد أتيتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعاً بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم اجعله أول الشافعين ثم قال: ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تقبيله، قال أحمد رحمه الله: ما أعرف هذا، قال الأثرم: رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقومون من ناحية فيسلمون، قال أبو عبد الله: وهكذا كان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل، قال: أما المنبر فقد جاء فيه ما رواه إبراهيم ابن عبد الله بن عبد القارئ إنه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنبر ثم يضعها على وجهه. اهـ. (الشرح الكبير ج3 ص495).
11 - الشيخ العلامة الزاهد الضرير أبو زكريا الصرصري البغدادي الحنبلي اللغوي الأديب الناظم (ت: 656 هـ): له أبيات مذكورة في كتاب فوات الوفيات للكتبي (4/ 302) منها:
يحمي النزيل وكيف لا يحمي وقد ... حفت بجاه المصطفى أقطاره.
12 - العلامة نجم الدين الطوفي الحنبلي وكلامه في الاستغاثة توفى 716 ه
فقد نقل الشيخ نجم الدين سليمان بن عبدالقوي الطوفي الحنبلي -مقررا- كلام العلامة شمس الدين الجزري في رده على ابن تيمية وصرح الطوفي أنه نقله بمعناه مع زيادات من عنده ..
قال رحمه الله تعالى: " (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) [القصص:15] احتج بها الشيخ شمس الدين الجزري شارح المنهاج في أصول الفقه على الشيخ تقي الدين ابن تيمية فيما قيل عنه أنه قال: لا يستغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الاستغاثة بالله عز وجل من خصائصه وحقوقه الخاصة به فلا تكون لغيره كالعبادة.
وتقرير الحجة المذكورة: أنه قال: يجب أن ينظر في حقيقة الاستغاثة ماهي وهي الاستنصار والاستصراخ ثم قد وجدنا هذا الإسرائيلي استغاث بموسى واستنصره واستصرخه بنص هذه الآيات وهي استغاثة مخلوق بمخلوق وقد أقر موسى عليها الإسرائيلي وقد أقر الله عز وجل موسى على ذلك ولم ينكر محمدا صلى الله عليه وسلم ذلك لمانزلت هذه الآيات أي فكان هذا إقرارا من الله عز وجل ورسوله على استغاثة المخلوق بالمخلوق وإذا جاز أن يستغاث بموسى فبمحمد صلى الله عليه وسلم أولى لأنه أفضل بإجماع.
ومما يحتج به على ذلك: حديث هاجر أم إسماعيل حيث التمست الماء لابنها فلم تجد فسمعت حسا في بطن الوادي فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث وهذا في معنى الاستغاثة منها بجبريل وقد أقرها على ذلك ولم ينكره النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها لما حكاه عنها.
ولأن اعتقاد التوحيد من لوازم الإسلام فإذا رأينا مسلما يستغيث بمخلوق علمنا قطعا أنه غير مشرك لذلك المخلوق مع الله عز وجل وإنما ذلك منه طلب مساعدة أو توجه إلى الله ببركة ذلك المخلوق وإذا استصرخ الناس في موقف القيامة بالأنبياء ليشفعوا لهم في التخفيف عنهم جاز استصراخهم بهم في غير ذلك المقام وقد صنف الشيخ أبو عبدالله النعمان كتبا سماه: (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام) واشتهر هذا الكتاب وأجمع أهل عصره على تلقيه منه بالقبول وإجماع أهل كل عصر حجة فالمنكر لذلك مخالف لهذا الإجماع فإن قيل: الآية المذكورة في قصة موسى والإسرائيلي ليست في محل النزاع من وجهين:
أحدهما: أن موسى حينئذ كان حيا ونحن إنما نمنع الاستغاثة بميت.
الثاني: أن استغاثة صاحب موسى به كان في أمر يمكن موسى فعله وهو إعانته على خصمه وهو أمر معتاد ونحن إنما نمنع من الاستغاثة بالمخلوق فيما يختص فعله بالله عز وجل كالرحمة والمغفرة والرزق والحياة ونحو ذلك فلا يقال: يامحمد اغفر لي أو ارحمني أو ارزقني أو أجبني [وفي نسخة أخرى: أحييني بدل أجبني] أو أعطني مالا وولدا لأن ذلك شرك بإجماع.
وأجيب عن الأول: بأن الاستغاثة إذا جازت بالحي فبالميت المساوي فضلا عن الأفضل أولى لأنه أقرب إلى الله عز وجل من الحي لوجوه:
أحدها: أنه في دار الكرامة والجزاء والحي في دار التكليف.
الثاني: أن الميت تجرد عن عالم الطبيعة القاطعة عن الوصول إلى عالم الآخرة والحي متلبس بها.
الثالث: أن الشهداء في حياتهم محجوبون وبعد موتهم أحياء عند ربهم يرزقون.
وعن الثاني: أن ماذكرتموه أمر مجمع مجمع عليه معلوم عند صغير المسلمين فضلا عن كبيرهم أن المخلوق على الإطلاق لايطلب منه ولا ينسب إليه فعل ما اختصت القدرة الإلهية به وقد رأينا أغمار الناس وعامتهم وأبعدهم عن العلم والمعرفة يلوذون بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزيدون على أن يسألو الشفاعة والوسلية يارسول الله [وفي نسخة أخرى: برسول الله] اشفع لنا يالله ببركة نبيك اغفر لنا فصار الكلام في المسألة المفروضة فضلا لا حاجة بأحد من المسلمين إليه.
وإذا لم يكن بد من التعريف بهذا الحكم خشية أن يقع فيه أحد فليكن بعبارة لا توهم نقصا في النبي صلى الله عليه وسلم ولا غضا من منصبه مثل أن يقال: ما استأثر الله عز وجل بالقدرة عليه فلا يطلب من مخلوق على الإطلاق أو نحو هذا ولا يتعرض للنبي صلى الله عليه وسلم بسلب الاستغاثة عنه مطلقا ولا مقيدا ولا يذكر إلا بالصلاة والسلام عليه والرواية عنه ونحو ذلك.
هذا حاصل ماوقع في هذه المسألة سؤالا وجوابا ذكرته بمعناه وزيادات من عندي"ا. هـ[الإشارات الإلهية في المباحث الأصولية للطوفي (3/ 89 - 93)].
13 - الإمَامُ المرْدَاوي (ت 885هـ) _يَرْحَمُهُ اللهُ_ قال في "الإنْصاف" (2/ 456)
(يَجُوز التوسُّل بالرجل الصالح، على الصحيح من المَذْهَب. وقيل يُسْتَحب قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مَنْسَكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ لِلْمَرُّوذِيِّ: يَتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَائِهِ وَجَزَمَ بِهِ فِي الْمُسْتَوْعِبِ وَغَيْرِه)
14 - الإمام أحمد بن علي بن أحمد العلثي أبو بكر الزاهد والدعاء عند قبر الفضيل بن عياض للدفن هناك:
قال عنه إبن مفلح: كان عفيفا لا يقبل لأحد شيئا، ولا يسأل أحدا حاجة لنفسه من أمر الدنيا، مقبلا على شأنه و نفسه، مشتغلا بعبادة ربه، كثير الصوم و الصلاة، مسرعا إلى قضاء حوائج المسلمين، مكرما عند الناس، و كان يتعاطى حوائجه بنفسه، و يزور القبور إذا حج، و يجئ إلى قبر الفضيل بت عياض و يخط بعصاه و يقول: يا رب ها هنا.
و دفن يوم النحر إلى جنب قبر الفضيل بن عياض. [المرشد الأقصد ج1ص144 دار الكتب العلمية]
15 - الإمام أحمد بن علي بن أحمد الموصلي الحنبلي وتبرك الناس به:
قال عنه إبن مفلح: الفقيه الزاهد
قال عنه الناصح إبن الحنبلي: كان يعرف أكثر مسائل (الهداية) لأبي الحطاب، و يأكل من كسب يده، و يلبس الثوب الخام، و إنتفع به جماعة، و صار له حرمة بالموصل، و كان كثير العبادة و يتبرك به، آمرا بالمعروف و نهاء عن المنكر [المرشد لأقصد ج1ص145 دار الكتب العلمية]
16 - الإمام أحمد بن مهلهل بن عبيد الله بن أحمد البرداني الحنبلي وتبرك الناس به:
قال إبن المفلح: قال إبن النجار: كان منقطعا في مسجد لا يخالط أحدا مشتغا بالله تعالى و كان الإمام المقتفى يزوره، و كذلك وزيره إبن هبيرة، و الناس كافة يتبركون به. [المرشد الأقصد ج1ص197]
17 - الإمام عثمان بن موسى بت عبد الله الطائي الإربلي الحنبلي والدعاء عند قبره مستجاب:
قال عنه إبن مفلح: الشخ الإمام الفقيه الزاهد الإمام حطيم الحنابلة بمكة المشرفة] المرشد الأقصد ج2 ص 203]
كان شيخا صالحا جليلا عالما فاضلا عابدا متألها منعكفا على العبادة و الخير والاشتغال بالله تعالى .......... توفي يوم الخميس ثاني عشر محرم سنة أربع و سبعين و ستمائة بمكة المشرفة رحمه الله. و يقال: إن الدعاء عن قبره مستجاب [المرشد الأقصد ج2 ص 203 - 204]
18 - الحافظ ابن رجب الحنبلي والتبرك بذات الصالحين
قال الإمام الحافظ ابن رجب - يرحمه الله - كما في " ذم المال والجاه " (ص72) بعد تقريره كراهة الدخول على الأمراء، والتجرؤ على الفتيا .. إلخ مما يُقَرِّب من الدنيا ما نصه:
" ومِن هذا الباب - أيضا - كراهةُ أن يُشهِرَ الإنسانُ نفسهُ للناسِ بالعلمِ والزهدِ والدينِ أو بإظهارِ الأعمالِ والأقوالِ والكراماتِ لِيُزارَ، وتُلْتَمس بركتُهُ ودعاؤُه وتقبيلُ يدِهِ وهو محبٌ لذلك ويُقيمُ عليهِ ويفرحُ بهِ ويسعى في أسبابه " ا. هـ. المراد.
19 - الإمام السفاريني الحنبلي رحمه الله يجيز التبرك بالقبور (ولد 1114)
ترجم الإمام السفاريني الحنبلي رحمه الله في كتابه النفيس "نتائج الأفكار في شرح حديث سيد الإستغفار" (91 - 93_تحقيق الهبدان والدخيل)
للصحابي الجليل أبو يعلى شداد بن أوس الأنصاري رضي الله عنه وجاء في آخر الترجمة:
((توفي سنة ثمان وخمسين من الهجرة وله خمس وسبعون سنة وقيل مات: سنة إحدى وأربعين
وقبره ظاهر ببيت المقدس بباب الرحمة تحت سور المسجد الأقصى, يزار ويتبرك به)) ا. هـ المقصود.
20 - البهوتى الحنبلي ت (1051هـ):
ذكر قصة العتبى وأقرها - كشف القناع (2/ 516)
وفي كتاب كشاف القناع الجزء الثاني:
وقال السامري وصاحب التلخيص: لا بأس بالتوسل للاستقاء بالشيوخ والعلماء المتقين. وقال في المذهب: يجوز أن يستشفع إلى الله برجل صالح وقيل للمروذي: إنه يتوسل بالنبي في دعائه وجزم به في المستوعب وغيره، ثم قال: قال إبراهيم الحربي: الدعاء عند قبر معروف الكرخي الترياق المجرب.
21 - ابن كنان الحنبلي (ت:1153هـ) في يوميات شامية في عدة مواضع منها قوله ص 120:
(ونسأله القبول بجاه الرسول).
22 - قال الإمَامُ السَّامُري _ يَرْحَمُهُ اللهُ_ في "المُسْتوعِب" (3/ 88)
(ولا بَأسَ بالتوسُّل إلى اللهِ تعالى في الإستسقاء بالشيوخ والزهَّاد وأهلِ العلم والفضل والدين من المسلمين.)
23•---------------------------------• قال الإمَامُ تقيُّ الدين الأدَمي _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "المُنوّر" (ص/190
(ويُبَاحُ التوسُّلُ بالصُلَحَاء).
24 - قال الإمامُ ابنُ مُفْلح _ يرحمه الله _ في "الفروع" (3/ 229)
(ويَجُوزُ التوسُّلُ بصالحٍ، وقيْلَ يُسْتحبُّ.)
25 - قال الإمامُ الحجّاوي _ يرحمه الله _ في "الإقناع" مع شرحِهِ للإمام البُهوتي (1/ 546)
(و لابأس بالتوسل بالصالحين)
26 - قال الإمامُ ابنُ النجّار _ يرحمه اللهُ _ في "منتهى الإرادات" مع شَرْحِهِ للإمَام الُبهوتي (2/ 58)
(وأُبيْحَ التوسُّلُ بالصَالحيْن).
27 - قال الإمُامُ مرْعيُّ الكرْمي _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "غاية المُنْتَهى" مع شرْحه للإمَام الرحيْبَاني (2/ 316):
(وكذا أبيْحَ توسلٌ بصالحيْن)
28 - ابن عماد الحنبلي (1089 هـ): في ترجمة السيد أحمد البخاري
"وقبره يزار ويتبرك به" شذرات الذهب (10/ 152)
قال في منسكه الذي رواه عنه المروزي ما نصه:
(وسل الله حاجتك متوسلاً إليه بنبيه (صلى الله عليه وسلم) تُقْضَ من الله عز وجل)
هكذا ذكره ابن تيمية في الرد على الأخنائي (ص 168) , وذكر معناه برهان الدين بن مفلح في المبدع (2/ 204) وقريب منه ما في الإقناع للعلامة الحجاوي (1/ 208) والفروع لشمس الدين ابن مفلح (ت:763 هـ) (2/ 159) وغيرهم.
وفي كتاب العلل ومعرفة الرجال ما نصه:
(سألته عن الرجل يمس منبر النبي (صلّى الله عليه و سلّم) و يتبرك بمسّه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد التقرب إلى الله جل وعز فقال: لا بأس بذلك.
العلل لأحمد بن حنبل (2/ 492).
في كتاب سؤالات عبد الله بن أحمد بن حنبل لأحمد قال:
" سألت أبي عن مس الرجل رمانة المنبر يقصد التبرك, وكذلك عن مس القبر ", فقال:" لا بأس بذلك".
انظر كشاف القناع (2/ 150).
قال المرداوي في كتابه الإنصاف (من أهم مراجع الفقه الحنبلي) (2\ 456):
قال الإمام أحمد للمروذي: يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه. وجزم به في المستوعب وغيره)
قال الإمام أحمد بن حنبل:
(هذا رجل يستسقى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره)
قال أبو عبد الله الأردبيلي: سمعت أبا بكر بن أبي الخصيب يقول: ذُكر صفوان بن سليم عند أحمد بن حنبل فقال: هذا رجل يستسقى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره) أهـ
تهذيب الكمال للحافظ المزي رحمه الله (13/ 186 برقم 2882، طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى، 1400 - 1980، بتحقيق الدكتور بشار عوادمعروف) في ترجمة صفوان بن سليم المدني
عمل الإمام أحمد بن حنبل بحديث يا عباد الله أعينوا في الاستغاثة والمدد من الغائب
الإمام أحمد بن حنبل والعمل بالحديث والاستغاثة بعباد الله التي لا نراها اي الغائبة وغير الحاضرة
فقال ابنه عبد الله في " المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] و ثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق. أو كما قال أبي.
ورواه ايضا بسند صحيح
البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) و
ابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله
وذكرها ابن مفلح في الاداب الشرعية.
الإمام أحمد بن حنبل (ولد 164 هـ) والتوسل بشعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/ 212) مانصه:
(ومن آدابه: قال عبد الله بن أحمد - بن حنبل - رأيت أبي يأخذ شعره من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به ورأيته أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء ثم شرب فيها ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه.
قلت (أي الذهبي): أين المتنطع المنكر على أحمد وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمس الحجرة النبوية فقال: ((لا أرى بذلك بأسا)).
أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع) انتهى كلام الذهبي.
توسل الإمام أحمد بن حنبل بالإمام الشافعي
ثبت أنّ أحمد توسَّل بالشافعي حتى تعجّب ابنه عبد الله، فقال له أبوه: إنّ الشافعي كالشمس للناس وكالعافية للبدن) الخيرات الحسان: 94
2 - تبرك صالح بن أحمد بن حنبل بقميص والده (ولد قبل اخوه عبدالله الذي ولد عام 213 هـ)
قال الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة الامام احمد ابن حنبل (11/ 230):
(حدثنا أبو عيسى أحمد بن يعقوب حدثتني فاطمة بنت أحمد بن حنبل قالت وقع الحريق في بيت اخي صالح وكان قد تزوج بفتية فحملوا اليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار فأكلته النار فجعل صالح يقول: ما غمني ما ذهب الا ثوب لابي كان يصلي فيه اتبرك به وأصلي فيه.
قالت فطفئ الحريق ودخلوا فوجدوا الثوب على سرير قد اكلت النار ما حوله وسَلِم)
وانظر كذلك "الآداب الشرْعيَّة لابن مفلح" (2/ 97)
3 - توسل أصحاب الإمام أحمد بن حنبل به لاضاءة الطريق
عن عبد الله بن موسى أنه قال:
خرجت أنا وأبي في ليلة مظلمة نزور «أحمد» فاشتدت الظلمة، فقال أبي: يا بني تعال حتى نتوسل إلى الله تعالى بهذا العبد الصالح حتى يضاء لنا الطريق، فمنذ ثلاثين سنة ما توسلت به إلا قضيت حاجتي.
فدعا أبي وأمنت على دعائه، فأضاءت السماء كأنها ليلة مقمرة حتى وصلنا إليه) اهـ
(كتاب مناقب الإمام أحمد ابن الجوزي ص 297)
4 - ابن عقيل الحنبلي المتوفى 503:
كان يقول فى زيارة النبي صلى الله عليه وسلم " يا محمد إني أتوجه بك إلى ربى "
- (التذكرة 87) المكتبة الظاهرية بدمشق.
في كتابه التذكرة ايضاً:
((ويستحب له قدوم مدينة الرسول صلوات الله وسلامه عليه فيأتي مسجده فيقول عند دخوله: بسم الله اللهم صل على محمد وآل محمد وافتح لي أبواب رحمتك .. اللهم أني أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم بنبي الرحمة يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي ذنوبي، اللهم إني أسألك بحقه أن تغفر لي ذنوبي))
5 - الإمام عبد القادر الجيلاني (561 هـ)
ذكر قصة العتبى وأقرها في كتاب الغنية
وحاء عنه ايضاً"يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي" مروية في شواهد الحق للنبهاني ص98.
6 - ذكر ابن أبي يعلى الحنبلي (ت 526هـ) في طبقاته
((وحفر له بجنب قبر إمامنا أحمد فدفن فيه وأخذ الناس من تراب قبره الكثير تبركا به ولزم الناس قبره ليلا ونهارا مدة طويلة ويقرأون ختمات ويكثرون الدعاء ولقد بلغني أنه ختم على قبره في مدة شهور ألوف ختمات "اهـ طبقات الحنابله في ترجمة الشريف أبي جعفر 2/ 240'ـ
7 - ابن الجوزي المتوفى (597 هـ)
سبق ذكر الكثير في الموضوع فلتراجع أقواله و في كتاب الوفا في فضائل المصطفى جعل فيه بابين في المقام: باب التوسل بالنبي وباب الاستشفاء بقبره.
وفي المنتظم ذكر قصة العتبى (9/93)
وقال ايضاً الإمام ابن الحوزي في المدهش قال ج1/ص141
((لم يزل ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم منشورا وهو في طي العدم توسل به آدم وأخذ له ميثاق الأنبياء على تصديقه))
قال ابن الجوزي-رحمه الله-في بستان الواعظين (ص297):
("ذكر في بعض الأخبار أن آدم عليه الصلاة والسلام رفع رأسه فنظر على ساق العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال آدم يا رب من هذا الذي كتبت اسمه مع اسمك فقال الله تعالى يا آدم هو نبيي وصفيي وهو حبيبي ولولاه ما خلقتك ولا خلقت جنة
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر تحت فصل العزلة:
(وكثر ضجيجي من مرضي، فعجزت عن طب نفسي، فلجأت إلى قبور الصالحين، و توسلت في صلاحي)
وقال (ابن الجوزي في المنتظم)
[وجاء في ترجمة أبو شجاع الوزير " ثم عزل عن الوزارة فسار إلى الحج وجاور بالمدينة ثم مرض فلما ثقل في المرض جاء إلى الحجرة النبوية فقال: يا رسول الله قال الله تعالى " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وها أنا قد جئتك أستغفر الله من ذنوبي وأرجو شفاعتك يوم القيامة ثم مات من يومه ذلك رحمه الله تعالى ودفن في البقيع (وأبو شجاع الوزير هذا قال عنه ابن كثير في ترجمته: كان من خيار الوزراء كثير الصدقة والإحسان إلى العلماء والفقهاء وسمع الحديث من الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وغيره وصنف كتبا منها كتابه الذي ذيله على تجارب الأمم ووزر للخليفة المقتدي وكان يملك ستمائة ألف دينار فأنفقها في سبيل الخيرات والصدقات ووقف الوقوف الحسنة وبني المشاهد وأكثر الإنعام على الأرامل والأيتام. انتهى ((ابن الجوزي في المنتظم 9\ 93))
8 - أبو عبد الله محمد بن الحسين السامري الحنبلي (ت:616 هـ) في المستوعب (3/ 88)
" باب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) " وذكر آداب الزيارة، وقال:
(ثم يأتي حائط القبر فيقف ناحيته ويجعل القبر تلقاء وجهه، والقبلة خلف ظهره، والمنبر عن يساره)
وذكر كيفية السلام والدعاء ومنه:
(اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك مستغفرا، فأسألك أن توجب لي المغفرة كم أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك (صلى الله عليه وسلم)) وذكر دعاءا طويلا.
9 - ابن قدامة المقدسي الحنبلي ت 620هـ والتوسل والتبرك
- قال ابن قدامة في المغني
((عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبد القاري انّه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي (صلى الله عليه وآله) من المنبر ثم يضعها على وجهه.))
المغني لابن قدامة 3: 559.
الإمام بن قدامة المقدسي الحنبلي يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
جاء في وصية الإمام ابن قدامة المقدسي (ص 92 بتحقيق محمد أنيس مهرات) ما يلي:
((وإذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى تريد طلبها منه فتوضأ، فأحسن وضوءك، واركع ركعتين، وأثن على الله عز وجل، وصلَ على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قل: لا إِلَهَ إِلاَّ الله الحَلِيمُ الكَريمُ، سُبحَانَ رَبِّ العَرشِ العَظيمِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِينِ، أَسأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحمَتِكَ وَعَزَائمَ مَغفِرَتِكَ وَالغَنيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لا تَدَعْ لي ذَنباً إِلاَّ غَفَرْتَهْ وَلا هَمَّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهْ، وَلا حَاجةً هِيَ لَكَ رِضاً إِلاَّ قَضَيتَهَا يَا أَرحَمَ الرَّاحمين
وإن قلت: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك
وروي عن السلف أنهم كانوا يستنجحون حوائجهم بركعتين يصليهما ثم يقول: اللهم بك أستفتح وبك أستنجح، وإليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أتوجه، اللهم ذلل لي صعوبة أمري، وسهل من الخير أكثر مما أرجو، واصرف عني من الشر أكثر مما أخاف.)) انتهى.
قال الإمام موفق الدين [الموفق] أبو محمد: عبدالله بن أحمد بن محمد بن قُدامة بن مقدام بن نصر المقدسي الجَماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي في كتاب " المغني " 2/ 100 طبعة دار الفكر - بيروت - 1405هـ:
[فصل: فإن سافر لزيارة القبور والمشاهد
فقال ابن عقيل: لا يباح له الترخص لأنه منهي عن السفر إليها قال النبي صلى الله عليه و سلم: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) متفق عليه.
والصحيح إباحته وجواز القصر فيه لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يأتي قباء راكبا وماشيا وكان يزور القبور وقال: (زوروها تذكركم الآخرة).
وأما قوله عليه السلام: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) فيحمل على نفي التفضيل لا على التحريم وليست الفضيلة شرطا في إباحة القصر فلا يضر انتفاؤها].
[فصل: ويستحب الدفن في المقبرة التي يكثر فيها الصالحون والشهداء لتناله بركتهم وكذلك في البقاع الشريفة وقد روى البخاري و مسلم بإسنادهما أن موسى عليه السلام لما حضره الموت سأل الله تعالى أن يدنيه إلى الأرض المقدسة رمية بحجر قال النبي صلى الله عليه و سلم: (لو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر)].
" المغني " 2/ 383 طبعة دار الفكر - بيروت - 1405هـ.
قال الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدس الحنبلي المتوفى سنة
620 هـ في كتابه المغني (ج2: ص439)
((: 1483) فصل: ويستحب أن يستسقى بمن ظهر صلاحه ; لأنه أقرب إلى إجابة الدعاء، فإن عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن عمر: استسقى عمر عام الرمادة بالعباس، فقال: اللهم إن هذا عم نبيك صلى الله عليه وسلم نتوجه إليك به فاسقنا. فما برحوا حتى سقاهم الله عز وجل)
10 - الشيخ أبو الفرج بن قدامة إمام الحنابلة صاحب الشرح الكبير وهو الشيخ شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن قدامة الحنبلي: وتوفي 682ه
قال في الشرح الكبير
(([مسألة]: فإذا فرغ من الحج استحب زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبر صاحبيه رضي الله عنهما.
ثم ذكر الشيخ ابن قدامة صيغة تقال عند السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها أن يقول: (اللهم إنك قلت وقولك الحق: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} وقد أتيتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعاً بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم اجعله أول الشافعين ثم قال: ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تقبيله، قال أحمد رحمه الله: ما أعرف هذا، قال الأثرم: رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقومون من ناحية فيسلمون، قال أبو عبد الله: وهكذا كان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل، قال: أما المنبر فقد جاء فيه ما رواه إبراهيم ابن عبد الله بن عبد القارئ إنه نظر إلى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنبر ثم يضعها على وجهه. اهـ. (الشرح الكبير ج3 ص495).
11 - الشيخ العلامة الزاهد الضرير أبو زكريا الصرصري البغدادي الحنبلي اللغوي الأديب الناظم (ت: 656 هـ): له أبيات مذكورة في كتاب فوات الوفيات للكتبي (4/ 302) منها:
يحمي النزيل وكيف لا يحمي وقد ... حفت بجاه المصطفى أقطاره.
12 - العلامة نجم الدين الطوفي الحنبلي وكلامه في الاستغاثة توفى 716 ه
فقد نقل الشيخ نجم الدين سليمان بن عبدالقوي الطوفي الحنبلي -مقررا- كلام العلامة شمس الدين الجزري في رده على ابن تيمية وصرح الطوفي أنه نقله بمعناه مع زيادات من عنده ..
قال رحمه الله تعالى: " (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) [القصص:15] احتج بها الشيخ شمس الدين الجزري شارح المنهاج في أصول الفقه على الشيخ تقي الدين ابن تيمية فيما قيل عنه أنه قال: لا يستغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الاستغاثة بالله عز وجل من خصائصه وحقوقه الخاصة به فلا تكون لغيره كالعبادة.
وتقرير الحجة المذكورة: أنه قال: يجب أن ينظر في حقيقة الاستغاثة ماهي وهي الاستنصار والاستصراخ ثم قد وجدنا هذا الإسرائيلي استغاث بموسى واستنصره واستصرخه بنص هذه الآيات وهي استغاثة مخلوق بمخلوق وقد أقر موسى عليها الإسرائيلي وقد أقر الله عز وجل موسى على ذلك ولم ينكر محمدا صلى الله عليه وسلم ذلك لمانزلت هذه الآيات أي فكان هذا إقرارا من الله عز وجل ورسوله على استغاثة المخلوق بالمخلوق وإذا جاز أن يستغاث بموسى فبمحمد صلى الله عليه وسلم أولى لأنه أفضل بإجماع.
ومما يحتج به على ذلك: حديث هاجر أم إسماعيل حيث التمست الماء لابنها فلم تجد فسمعت حسا في بطن الوادي فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث وهذا في معنى الاستغاثة منها بجبريل وقد أقرها على ذلك ولم ينكره النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها لما حكاه عنها.
ولأن اعتقاد التوحيد من لوازم الإسلام فإذا رأينا مسلما يستغيث بمخلوق علمنا قطعا أنه غير مشرك لذلك المخلوق مع الله عز وجل وإنما ذلك منه طلب مساعدة أو توجه إلى الله ببركة ذلك المخلوق وإذا استصرخ الناس في موقف القيامة بالأنبياء ليشفعوا لهم في التخفيف عنهم جاز استصراخهم بهم في غير ذلك المقام وقد صنف الشيخ أبو عبدالله النعمان كتبا سماه: (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام) واشتهر هذا الكتاب وأجمع أهل عصره على تلقيه منه بالقبول وإجماع أهل كل عصر حجة فالمنكر لذلك مخالف لهذا الإجماع فإن قيل: الآية المذكورة في قصة موسى والإسرائيلي ليست في محل النزاع من وجهين:
أحدهما: أن موسى حينئذ كان حيا ونحن إنما نمنع الاستغاثة بميت.
الثاني: أن استغاثة صاحب موسى به كان في أمر يمكن موسى فعله وهو إعانته على خصمه وهو أمر معتاد ونحن إنما نمنع من الاستغاثة بالمخلوق فيما يختص فعله بالله عز وجل كالرحمة والمغفرة والرزق والحياة ونحو ذلك فلا يقال: يامحمد اغفر لي أو ارحمني أو ارزقني أو أجبني [وفي نسخة أخرى: أحييني بدل أجبني] أو أعطني مالا وولدا لأن ذلك شرك بإجماع.
وأجيب عن الأول: بأن الاستغاثة إذا جازت بالحي فبالميت المساوي فضلا عن الأفضل أولى لأنه أقرب إلى الله عز وجل من الحي لوجوه:
أحدها: أنه في دار الكرامة والجزاء والحي في دار التكليف.
الثاني: أن الميت تجرد عن عالم الطبيعة القاطعة عن الوصول إلى عالم الآخرة والحي متلبس بها.
الثالث: أن الشهداء في حياتهم محجوبون وبعد موتهم أحياء عند ربهم يرزقون.
وعن الثاني: أن ماذكرتموه أمر مجمع مجمع عليه معلوم عند صغير المسلمين فضلا عن كبيرهم أن المخلوق على الإطلاق لايطلب منه ولا ينسب إليه فعل ما اختصت القدرة الإلهية به وقد رأينا أغمار الناس وعامتهم وأبعدهم عن العلم والمعرفة يلوذون بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزيدون على أن يسألو الشفاعة والوسلية يارسول الله [وفي نسخة أخرى: برسول الله] اشفع لنا يالله ببركة نبيك اغفر لنا فصار الكلام في المسألة المفروضة فضلا لا حاجة بأحد من المسلمين إليه.
وإذا لم يكن بد من التعريف بهذا الحكم خشية أن يقع فيه أحد فليكن بعبارة لا توهم نقصا في النبي صلى الله عليه وسلم ولا غضا من منصبه مثل أن يقال: ما استأثر الله عز وجل بالقدرة عليه فلا يطلب من مخلوق على الإطلاق أو نحو هذا ولا يتعرض للنبي صلى الله عليه وسلم بسلب الاستغاثة عنه مطلقا ولا مقيدا ولا يذكر إلا بالصلاة والسلام عليه والرواية عنه ونحو ذلك.
هذا حاصل ماوقع في هذه المسألة سؤالا وجوابا ذكرته بمعناه وزيادات من عندي"ا. هـ[الإشارات الإلهية في المباحث الأصولية للطوفي (3/ 89 - 93)].
13 - الإمَامُ المرْدَاوي (ت 885هـ) _يَرْحَمُهُ اللهُ_ قال في "الإنْصاف" (2/ 456)
(يَجُوز التوسُّل بالرجل الصالح، على الصحيح من المَذْهَب. وقيل يُسْتَحب قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مَنْسَكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ لِلْمَرُّوذِيِّ: يَتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَائِهِ وَجَزَمَ بِهِ فِي الْمُسْتَوْعِبِ وَغَيْرِه)
14 - الإمام أحمد بن علي بن أحمد العلثي أبو بكر الزاهد والدعاء عند قبر الفضيل بن عياض للدفن هناك:
قال عنه إبن مفلح: كان عفيفا لا يقبل لأحد شيئا، ولا يسأل أحدا حاجة لنفسه من أمر الدنيا، مقبلا على شأنه و نفسه، مشتغلا بعبادة ربه، كثير الصوم و الصلاة، مسرعا إلى قضاء حوائج المسلمين، مكرما عند الناس، و كان يتعاطى حوائجه بنفسه، و يزور القبور إذا حج، و يجئ إلى قبر الفضيل بت عياض و يخط بعصاه و يقول: يا رب ها هنا.
و دفن يوم النحر إلى جنب قبر الفضيل بن عياض. [المرشد الأقصد ج1ص144 دار الكتب العلمية]
15 - الإمام أحمد بن علي بن أحمد الموصلي الحنبلي وتبرك الناس به:
قال عنه إبن مفلح: الفقيه الزاهد
قال عنه الناصح إبن الحنبلي: كان يعرف أكثر مسائل (الهداية) لأبي الحطاب، و يأكل من كسب يده، و يلبس الثوب الخام، و إنتفع به جماعة، و صار له حرمة بالموصل، و كان كثير العبادة و يتبرك به، آمرا بالمعروف و نهاء عن المنكر [المرشد لأقصد ج1ص145 دار الكتب العلمية]
16 - الإمام أحمد بن مهلهل بن عبيد الله بن أحمد البرداني الحنبلي وتبرك الناس به:
قال إبن المفلح: قال إبن النجار: كان منقطعا في مسجد لا يخالط أحدا مشتغا بالله تعالى و كان الإمام المقتفى يزوره، و كذلك وزيره إبن هبيرة، و الناس كافة يتبركون به. [المرشد الأقصد ج1ص197]
17 - الإمام عثمان بن موسى بت عبد الله الطائي الإربلي الحنبلي والدعاء عند قبره مستجاب:
قال عنه إبن مفلح: الشخ الإمام الفقيه الزاهد الإمام حطيم الحنابلة بمكة المشرفة] المرشد الأقصد ج2 ص 203]
كان شيخا صالحا جليلا عالما فاضلا عابدا متألها منعكفا على العبادة و الخير والاشتغال بالله تعالى .......... توفي يوم الخميس ثاني عشر محرم سنة أربع و سبعين و ستمائة بمكة المشرفة رحمه الله. و يقال: إن الدعاء عن قبره مستجاب [المرشد الأقصد ج2 ص 203 - 204]
18 - الحافظ ابن رجب الحنبلي والتبرك بذات الصالحين
قال الإمام الحافظ ابن رجب - يرحمه الله - كما في " ذم المال والجاه " (ص72) بعد تقريره كراهة الدخول على الأمراء، والتجرؤ على الفتيا .. إلخ مما يُقَرِّب من الدنيا ما نصه:
" ومِن هذا الباب - أيضا - كراهةُ أن يُشهِرَ الإنسانُ نفسهُ للناسِ بالعلمِ والزهدِ والدينِ أو بإظهارِ الأعمالِ والأقوالِ والكراماتِ لِيُزارَ، وتُلْتَمس بركتُهُ ودعاؤُه وتقبيلُ يدِهِ وهو محبٌ لذلك ويُقيمُ عليهِ ويفرحُ بهِ ويسعى في أسبابه " ا. هـ. المراد.
19 - الإمام السفاريني الحنبلي رحمه الله يجيز التبرك بالقبور (ولد 1114)
ترجم الإمام السفاريني الحنبلي رحمه الله في كتابه النفيس "نتائج الأفكار في شرح حديث سيد الإستغفار" (91 - 93_تحقيق الهبدان والدخيل)
للصحابي الجليل أبو يعلى شداد بن أوس الأنصاري رضي الله عنه وجاء في آخر الترجمة:
((توفي سنة ثمان وخمسين من الهجرة وله خمس وسبعون سنة وقيل مات: سنة إحدى وأربعين
وقبره ظاهر ببيت المقدس بباب الرحمة تحت سور المسجد الأقصى, يزار ويتبرك به)) ا. هـ المقصود.
20 - البهوتى الحنبلي ت (1051هـ):
ذكر قصة العتبى وأقرها - كشف القناع (2/ 516)
وفي كتاب كشاف القناع الجزء الثاني:
وقال السامري وصاحب التلخيص: لا بأس بالتوسل للاستقاء بالشيوخ والعلماء المتقين. وقال في المذهب: يجوز أن يستشفع إلى الله برجل صالح وقيل للمروذي: إنه يتوسل بالنبي في دعائه وجزم به في المستوعب وغيره، ثم قال: قال إبراهيم الحربي: الدعاء عند قبر معروف الكرخي الترياق المجرب.
21 - ابن كنان الحنبلي (ت:1153هـ) في يوميات شامية في عدة مواضع منها قوله ص 120:
(ونسأله القبول بجاه الرسول).
22 - قال الإمَامُ السَّامُري _ يَرْحَمُهُ اللهُ_ في "المُسْتوعِب" (3/ 88)
(ولا بَأسَ بالتوسُّل إلى اللهِ تعالى في الإستسقاء بالشيوخ والزهَّاد وأهلِ العلم والفضل والدين من المسلمين.)
23•---------------------------------• قال الإمَامُ تقيُّ الدين الأدَمي _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "المُنوّر" (ص/190
(ويُبَاحُ التوسُّلُ بالصُلَحَاء).
24 - قال الإمامُ ابنُ مُفْلح _ يرحمه الله _ في "الفروع" (3/ 229)
(ويَجُوزُ التوسُّلُ بصالحٍ، وقيْلَ يُسْتحبُّ.)
25 - قال الإمامُ الحجّاوي _ يرحمه الله _ في "الإقناع" مع شرحِهِ للإمام البُهوتي (1/ 546)
(و لابأس بالتوسل بالصالحين)
26 - قال الإمامُ ابنُ النجّار _ يرحمه اللهُ _ في "منتهى الإرادات" مع شَرْحِهِ للإمَام الُبهوتي (2/ 58)
(وأُبيْحَ التوسُّلُ بالصَالحيْن).
27 - قال الإمُامُ مرْعيُّ الكرْمي _ يرْحمُهُ اللهُ _ في "غاية المُنْتَهى" مع شرْحه للإمَام الرحيْبَاني (2/ 316):
(وكذا أبيْحَ توسلٌ بصالحيْن)
28 - ابن عماد الحنبلي (1089 هـ): في ترجمة السيد أحمد البخاري
"وقبره يزار ويتبرك به" شذرات الذهب (10/ 152)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق