حكم القول : ((المددََ يارسول الله ))
حكم القول : ((المددََ يارسول الله ))
كلمة المدد يارسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي أن توضع في سياقها ليظهر معناها ويعرف حكم الشرع فيها
وإذا قالها بعض الناس دون أن يعرف معناها وجب علينا أن نعرفه معناها لاأن نسارع بتكفيره أو تبديعه وكذلك كل الكلمات التي يشتبه بها عند الاستعمال فالقدر مثلا من خصوصيات الله تعالى جاء في القران نسبته الى الله تعالى مرة والى الملائكة مرة في حادثة واحدة هي التقدير على امرأة سيدنا لوط عليه السلام أن تكون من الهالكين ففي سورة النمل في الآية السابعة والخمسين نسب التقدير الى الله تعالى على جهة الحقيقة قال سبحانه :إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ وقالت الملائكة في الآيات الثامنة والخمسين والتاسعة والخمسين والستين من سورة الحجر: قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59)إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) فنسبوا القدر الى أنفسهم لأنهم يكتبونه وينفذونه
وجاء في حديث أصحاب الأخدود من صحيح مسلم فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص والإبراء معناه الشفاء ثم حين طلب منه جليس الملك أن يشفيه قال أنا لااشفي أحدا إنما يشفي الله فان أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك فنسب النبي صلى الله عليه وسلم فعل الشفاء الى الغلام ثم بين على لسان الغلام أن ذلك تسبيب الى الشفاء لأنه دعا به وبين الفاعل أن الفاعل الحقيقي للشفاء هو الله تعالى
وحين يقول المسلم المدد يارسول الله يكون المعنى ادع الله أن يمدني وقد جاء في صحيح مسلم عن ربيعة بن كعب الاسمي انه قال يارسول الله أسالك مرافقتك في الجنة وإدخاله الجنة لايكون إلا بأمر الله تعالى فإذا قال أسالك الجنة فمعناه ادع الله لي بذلك كما صرح به في رواية أخرى ولايصح أن يقول إن هذه الرواية الأخرى هي الصحيحة دون السابقة لان الترجيح لايجوز قبل الجمع بين الروايات وقد استند الجمع بين الروايتين على هذا الأسلوب اللغوي القرآني كماتقدم في معنى آية قدرنا إنها لمن الغابرين وهذا يشبه قول الله تعالى حكاية عن جبريل عليه السلام إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا فقد جاء في قراءة أخرى ليهب لك غلاماً
وقد يقول بعض الناس كيف يسمع رسول الله هذا الطلب وهو في البرزخ مع بعد المسافات ؟
الجواب على ذلك: هو أن الأدلة الشرعية دلت على أن عالم الأرواح لاتحجبه الحواجز الحسية ولا المسافات ففي صحيح مسلم إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالسلام على الموتى جاء في الأحاديث انه كان يقف عند أول البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين والخطاب لمن كان قريبا أو بعيداً مع وجود حاجز التراب المانع حساً من السمع فدل ذلك على إن الحواجز الحسية والمسافات لاتمنع السماع عن عالم الأرواح بل تسمع ماقرب ومابعد وقد دل الحديث أيضا على انه ليس هناك مسافة معينة يقدر انه يمكن فيها سماع وأخرى لايمكن فيها سماع لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك لأهل البقيع في أوائل سنوات الهجرة النبوية كماكان يقوله في آخر حياته صلى الله عليه وسلم لان السيدة عائشة أخبرت انه كان يزور البقيع كل ما كانت ليلته عندها وهو قد تزوجها صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية للهجرة النبوية وهذا الحكم يشمل كل فعل لايقدر عليه إلا الله تعالى فإذا نسب الى الله أو طلب من الله كان ذلك على وجه الحقيقة وإذا نسب الى المخلوق أو طلب منه كان ذلك على وجه المجاز بمعنى انه سبب لذلك الفعل
ولايقال إن الأولى ترك هذا النوع من التعبير فقد اقر رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيعة على استعماله ولم يقل له إن تركه أفضل ويكفي إن هذا النوع من التعبير جاء في الكتاب والسنة فمن استشكله يبين له معناه ولايقال له لاتستعمل هذا التعبير لاعلى وجه التحريم ولاعلى وجه الكراهة
والله تعالى أعلم
الشيخ الدكتور محمود الزين
ونقول وبالله التوفيق ان لفظ المدد يارسول الله لواريدبها الاطلاق فهو جائز الا ترى ان كل حركة بأمر الله
سبحانه وتعالى بشرط ان لايعتقد الالوهية بشخص النبي صلى الله عليه وسلم
بل ان اعتقد انه يضر وينفع بارادة الله تعالى فهو جائز الا ترى الى قصة سيدنا موسى عليه السلام مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء والمعراج في حادثة تخفيف الصلوات فانه نفع الامة الاسلامية بارادة الله
والمدد من الله بالإيجاد ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالامداد
وقد يقول بعض الناس كيف يسمع رسول الله هذا الطلب وهو في البرزخ مع بعد المسافات ؟
نقول اخي وبالله التوفيق ومن الادلة ايضا خطاب النبي صلى الله عليه وسلم حينما تقول في التشهد ( السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته )
وقد استعملت كاف الخطاب وكاف الخطاب تدل على انك تخاطب شخص موجود امامك يسمعك
ولاعبرة بقول ابن مسعود الذي هو في صحيح البخاري الى ان قال فلما مات قلنا ( السلام على النبي )
فهذا اجتهاد خالف فيه من هو اعلم منه وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنهم وهذا القول للفائدة صححه الالباني في كتابه المسمى صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مما لايلتفت اليه
ثانيا كما ورد اخي في حديث بلال بن الحارث رضي الله عنه
قال ابن أبي شيبة في "المصنف" (12/31-32) :
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن مالك الدار ، قال : وكان خازن عمر على الطعام ، قال :
(أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم ) فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتى الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر فاقرئه السلام وأخبره أنكم مسقيون ، وقل له : عليك الكيس، عليك الكيس، فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه ))
وأخرجه من هذا الوجه ابن أبي خيثمة كما في "الإصابة" (3/484)، والبيهقي في "الدلائل" (7/47)) والخليلي في "الإرشاد" (1/313-314) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/464) .
وقال الحافظ في "الفتح" (2/459) : وقد روى سيف في الفتوح أن
الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة. اهـ .
فكيف يفعل صحابي هذا الامر لولا انه يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره
كلمة المدد يارسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي أن توضع في سياقها ليظهر معناها ويعرف حكم الشرع فيها
وإذا قالها بعض الناس دون أن يعرف معناها وجب علينا أن نعرفه معناها لاأن نسارع بتكفيره أو تبديعه وكذلك كل الكلمات التي يشتبه بها عند الاستعمال فالقدر مثلا من خصوصيات الله تعالى جاء في القران نسبته الى الله تعالى مرة والى الملائكة مرة في حادثة واحدة هي التقدير على امرأة سيدنا لوط عليه السلام أن تكون من الهالكين ففي سورة النمل في الآية السابعة والخمسين نسب التقدير الى الله تعالى على جهة الحقيقة قال سبحانه :إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ وقالت الملائكة في الآيات الثامنة والخمسين والتاسعة والخمسين والستين من سورة الحجر: قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59)إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) فنسبوا القدر الى أنفسهم لأنهم يكتبونه وينفذونه
وجاء في حديث أصحاب الأخدود من صحيح مسلم فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص والإبراء معناه الشفاء ثم حين طلب منه جليس الملك أن يشفيه قال أنا لااشفي أحدا إنما يشفي الله فان أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك فنسب النبي صلى الله عليه وسلم فعل الشفاء الى الغلام ثم بين على لسان الغلام أن ذلك تسبيب الى الشفاء لأنه دعا به وبين الفاعل أن الفاعل الحقيقي للشفاء هو الله تعالى
وحين يقول المسلم المدد يارسول الله يكون المعنى ادع الله أن يمدني وقد جاء في صحيح مسلم عن ربيعة بن كعب الاسمي انه قال يارسول الله أسالك مرافقتك في الجنة وإدخاله الجنة لايكون إلا بأمر الله تعالى فإذا قال أسالك الجنة فمعناه ادع الله لي بذلك كما صرح به في رواية أخرى ولايصح أن يقول إن هذه الرواية الأخرى هي الصحيحة دون السابقة لان الترجيح لايجوز قبل الجمع بين الروايات وقد استند الجمع بين الروايتين على هذا الأسلوب اللغوي القرآني كماتقدم في معنى آية قدرنا إنها لمن الغابرين وهذا يشبه قول الله تعالى حكاية عن جبريل عليه السلام إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا فقد جاء في قراءة أخرى ليهب لك غلاماً
وقد يقول بعض الناس كيف يسمع رسول الله هذا الطلب وهو في البرزخ مع بعد المسافات ؟
الجواب على ذلك: هو أن الأدلة الشرعية دلت على أن عالم الأرواح لاتحجبه الحواجز الحسية ولا المسافات ففي صحيح مسلم إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالسلام على الموتى جاء في الأحاديث انه كان يقف عند أول البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين والخطاب لمن كان قريبا أو بعيداً مع وجود حاجز التراب المانع حساً من السمع فدل ذلك على إن الحواجز الحسية والمسافات لاتمنع السماع عن عالم الأرواح بل تسمع ماقرب ومابعد وقد دل الحديث أيضا على انه ليس هناك مسافة معينة يقدر انه يمكن فيها سماع وأخرى لايمكن فيها سماع لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك لأهل البقيع في أوائل سنوات الهجرة النبوية كماكان يقوله في آخر حياته صلى الله عليه وسلم لان السيدة عائشة أخبرت انه كان يزور البقيع كل ما كانت ليلته عندها وهو قد تزوجها صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية للهجرة النبوية وهذا الحكم يشمل كل فعل لايقدر عليه إلا الله تعالى فإذا نسب الى الله أو طلب من الله كان ذلك على وجه الحقيقة وإذا نسب الى المخلوق أو طلب منه كان ذلك على وجه المجاز بمعنى انه سبب لذلك الفعل
ولايقال إن الأولى ترك هذا النوع من التعبير فقد اقر رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيعة على استعماله ولم يقل له إن تركه أفضل ويكفي إن هذا النوع من التعبير جاء في الكتاب والسنة فمن استشكله يبين له معناه ولايقال له لاتستعمل هذا التعبير لاعلى وجه التحريم ولاعلى وجه الكراهة
والله تعالى أعلم
الشيخ الدكتور محمود الزين
ونقول وبالله التوفيق ان لفظ المدد يارسول الله لواريدبها الاطلاق فهو جائز الا ترى ان كل حركة بأمر الله
سبحانه وتعالى بشرط ان لايعتقد الالوهية بشخص النبي صلى الله عليه وسلم
بل ان اعتقد انه يضر وينفع بارادة الله تعالى فهو جائز الا ترى الى قصة سيدنا موسى عليه السلام مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء والمعراج في حادثة تخفيف الصلوات فانه نفع الامة الاسلامية بارادة الله
والمدد من الله بالإيجاد ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالامداد
وقد يقول بعض الناس كيف يسمع رسول الله هذا الطلب وهو في البرزخ مع بعد المسافات ؟
نقول اخي وبالله التوفيق ومن الادلة ايضا خطاب النبي صلى الله عليه وسلم حينما تقول في التشهد ( السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته )
وقد استعملت كاف الخطاب وكاف الخطاب تدل على انك تخاطب شخص موجود امامك يسمعك
ولاعبرة بقول ابن مسعود الذي هو في صحيح البخاري الى ان قال فلما مات قلنا ( السلام على النبي )
فهذا اجتهاد خالف فيه من هو اعلم منه وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنهم وهذا القول للفائدة صححه الالباني في كتابه المسمى صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مما لايلتفت اليه
ثانيا كما ورد اخي في حديث بلال بن الحارث رضي الله عنه
قال ابن أبي شيبة في "المصنف" (12/31-32) :
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن مالك الدار ، قال : وكان خازن عمر على الطعام ، قال :
(أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم ) فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتى الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر فاقرئه السلام وأخبره أنكم مسقيون ، وقل له : عليك الكيس، عليك الكيس، فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه ))
وأخرجه من هذا الوجه ابن أبي خيثمة كما في "الإصابة" (3/484)، والبيهقي في "الدلائل" (7/47)) والخليلي في "الإرشاد" (1/313-314) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/464) .
وقال الحافظ في "الفتح" (2/459) : وقد روى سيف في الفتوح أن
الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة. اهـ .
فكيف يفعل صحابي هذا الامر لولا انه يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق