الصارم المسلول على الغافل عن ذكر الله والرسول ( صلى الله عليه وسلم )
الصارم المسلول على الغافل عن ذكر الله والرسول
( صلى الله عليه وسلم )
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد
لله العلي الأعلى القائل في محكم تنزيله (
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ
بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) الأحزاب
والصلاة
والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان الى
يوم الدين وبعد .
عندما
ينظرالواحد منا اليوم الى المجالس التي نجلسها والتي تكون غالبا خالية من ذكر الله
عز وجل فيسارع لذكر الله عز وجل لتطييب هذا المجلس وحتى لايكون حسرة وندامة علينا فيفاجأ
بمن يتضايق من جلوسنا معهم فهو يريد أن يبقى الحديث ضمن الدنيا وذكر السيارات والكلام
الذي لايسمن ولايغني من جوع ويظن أننا نرتاح في هذا الجلسات
فاذا
ذكرنا الله عز وجل بدت عليه معالم الكراهية والغضب وفي حال الإنتهاء من ذكر الله عز
وجل تجده بارعا مقداما فصيحا وإن قلنا لهم تعالوا نؤمن ساعة ونذكر الله عز وجل تجده
يبدى لك الاف الاعذار وأما مجالس الجيف فإنها لاتفوته وإني اذكّر هذا بقوله تعالى
( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
(45) الزمر
وبقوله
( وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ
يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8)
وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ
مُهِينٌ(9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا
وَلَامَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
(10) الجاثية
لذا
أحببت أن أذكر نفسي والاخوة بمثل تلك المجالس ووبالها على أصحابها لعلهم ينيبون الى
ربهم فلربما تأخر النصر بسببه
أخرج
الترمذي في سننه عن ابن عمر رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام
بغيرذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي.
قال
مالك بن دينار رحمه الله: «ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب»
وقال: إن لله عقوبات فتعاهدوهن من أنفسكم في القلوب
والأبدان وضنك في المعيشة ووهن في العبادة وسخطة في الرزق. وقال: إن البدن إذا سقم
لم ينجع فيه طعام ولا شراب ولا نوم ولا راحة. وكذلك القلب إذا علقه حب الدنيا لم ينجع
فيه المواعظ
واخرج أبوداود
في عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«من قعد
مقعدا لم يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله ترة، ومن اضطجع مضجعا لا يذكرالله
تعالى فيه كانت عليه من الله ترة»
واخرج
النسائي عن أبي سعيدالخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من قوم يجلسون
مجلسا لا يذكرون الله فيه إلا كانت عليهم حسرة يوم القيامة، وإن دخلوا الجنة))
واخرج
الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما جلس قوم
مجلسالم يذكروا الله تعالى فيه، ولم يصلوا على نبيهم فيه، إلا كان عليهم ترة؛ فإن شاء
عذبهم،وإن شاء غفر لهم»
أخرج
الامام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما جلس قوم مجلسا، فتفرقوا عن غير ذكر الله،
إلاتفرقوا عن مثل جيفة حمار، وكان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة "
قال
المناوي في الفيض لأن ما يجري في ذلك المجلس من السقطات والهفوات إذا لم يجبر بذكر
الله يكون كجيفة تعافها النفس وتخصيص الحمار بالذكر يشعر ببلادة أهل ذلك المجلس
وقال
صاحب دليل الفالحين وذكر جيفة الحمار زيادة في التنفير وإيماء إلى أن تارك الذكر في
المجلس بمثابة الحمار المضروب به المثل في البلادة، إذ غفل بما هو فيه من الترهات ولذائذ
المحاورات عن ذكر من أغدق له العطيات،
وتحسره
عليه لما فاته من أنفس نفيس وهو الزمان الذي إذا ذهب لا يعود أبداً، فليس له عند العارف
عوض، فأذهبه ذلك الجالس في غير نفع أخروي بترك ذكر الله فيه،
فعظمت
بذلك الحسرة واشتعلت - بالتفريط في ذكر الله في ذلك المجلس العارف بما ضاع عليه من
نفيس الوقت
وأخيرا
أقول إن من صفات المؤمن أن يكون كما ذكر الله عز وجل في كتابه ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ
آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
وأيضا
قوله تعالى (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ
تَقْشَعِرُّمِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ
وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ
سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ
تَكْسِبُونَ(24) الزمر
فإن
وجدت أنه يلين قلبك وجلدك لذكر الله فياسعادتك والا فابك على نفسك لأن الله
بشرك بعذاب أليم
وصلى
الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق