ﺗﻮﺑﺔ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ
ﺗﻮﺑﺔ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ .
ﺗﺎﺏ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻋﺎﻡ ٧٠٧ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﻭﺭﺟﻊ ﺍﻟﻰ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺩﻻﺋﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ :
ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻟﻨﺺ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﻘﻮﻻ .
ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺗﺪﺭﻳﺴﻪ ﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻛﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﺴﺠﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻋﻘﺪﻳﺔ ﺑﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻭﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ .
١ _ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﻧﺺ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ( ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ) ﻣﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ ﻁ 1414 ﻫـ ـ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴﻞ ـ ﺝ 1 / ﺹ 148 ، ﻭﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ( ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺭﺏ ﻓﻲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻷﺩﺏ ) ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﻮﻳﺮﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻦ ﻟﻠﺤﺎﺩﺛﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ 733 ﻫـ ﻁ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ 1998 ﻡ ﺝ 32 / ﺹ 115 ـ 116 ﻭﻫﺬﺍ ﻧﺼﻪ ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﻭﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ ﺑﻘﻠﻌﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺣﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻬﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ ﻭﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ، ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺷﻔﻊ ﻓﻴﻪ ، ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺈﺧﺮﺍﺟﻪ ، ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺑﻘﻠﻌﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ ، ﻭﺣﺼﻞ ﺑﺤﺚ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ، ﺛﻢ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﺗﺤﻀﺮﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺮﺽ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ، ﻭﺣﺼﻞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ، ﻭﻛﺘﺐ ﺧﻄﻪ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻹﺷﻬﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﺘﺐ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ :
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺷﻬﺪ ﻣﻦ ﻳﻀﻊ ﺧﻄﻪ ﺁﺧﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻋﻘﺪ ﻣﺠﻠﺲ ﻟﺘﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ﺑﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺮ ﺍﻷﺷﺮﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﻱ ﺍﻷﻣﻴﺮﻱ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﻲ ﺍﻟﺴﻴﻔﻲ ﻣﻠﻚ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺳﻼﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻱ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻈﻤﺔ ﺃﺳﺒﻎ ﺍﻟﻠﻪ ﻇﻠﻪ ، ﻭﺣﻀﺮ ﻓﻴﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﻭﻭﺟﺪ ﺑﺨﻄﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻑ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺼﻮﺕ ، ﻭﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ ، ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻣﻌﻪ ﻟﻴﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﺑﺤﻀﺮﺓ ﺷﻬﻮﺩ : ( ﺃﻧﺎ ﺃﺷﻌﺮﻱ ) ﻭﺭﻓﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﺧﻄﺎ ﻭﺻﻮﺭﺗﻪ :
)) ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺘﻘﺪﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻫﻮ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ ، ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺤﺮﻑ ﻭﻻ ﺻﻮﺕ ، ﻛﺘﺒﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ .
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺘﻘﺪﻩ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ : ( ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﺳﺘﻮﻯ ) ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ، ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﻇﺎﻫﺮﻩ ، ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻛﻨﻪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻨﻪ ، ﺑﻞ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻛﺘﺒﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ .
ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻛﺎﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ، ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻪ ، ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻛﻨﻪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺑﻞ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﻇﺎﻫﺮﻩ ، ﻛﺘﺒﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﺧﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ ﻭﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ((
* ﻫﺬﺍ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺑﺨﻄﻪ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻧﻪ ﺗﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺑﺨﻄﻪ ، ﻭﺗﻠﻔﻆ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻈﻤﺘﻴﻦ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻄﻮﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺑﻘﻠﻌﺔ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﺳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺣﺮﺳﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ ﻭﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ .
*** ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻀﺮ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻨﺘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﻝ ، ﻭﺃﻓﺮﺝ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ .. ) ﺍﻫـ .
ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻳﺮﻱ ، ﻭﻧﺤﻮﻩ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ، ﻭﻟﻔﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻤﻊ ﺟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ . ﺍﻧﺘﻬﻰ
ﻓﺎﻟﺸﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺟﻢ ﻏﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ .
______
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﻤﻬﺘﺪﻱ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻓﻤﻨﻬﻢ :
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﺑﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺒﺄﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻛﺘﺐ ﺑﺨﻂ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﺻﻮﺭﺗﻪ : ﺍﻋﺘﺮﻑ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺑﺨﻄﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ . ﻛﺘﺒﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ،
ﻭﺑﺤﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﺨﻂ : ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﺑﺨﻄﻪ، ﻛﺘﺒﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ .
ﻭﺑﺂﺧﺮ ﺧﻂ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺳﻮﻡ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ : ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺑﺨﻄﻪ ﺃﻋﻼﻩ ﺑﺤﻀﻮﺭﻱ ﻭﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﻤﻀﻤﻮﻧﻪ، ﻛﺘﺒﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﻓﻌﺔ .
ﺻﻮﺭﺓ ﺧﻂ ﺀﺍﺧﺮ : ﺃﻗﺮ ﺑﺬﻟﻚ، ﻛﺘﺒﻪ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻨﻤﺮﺍﻭﻱ .
ﺻﻮﺭﺓ ﺧﻂ ﺀﺍﺧﺮ : ﺃﻗﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺑﺘﺎﺭﻳﺨﻪ، ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺒﺎﺟﻲ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ .
ﺻﻮﺭﺓ ﺧﻂ ﺀﺍﺧﺮ : ﺟﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﻀﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ، ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ .
ﻭﺑﺎﻟﺤﺎﺷﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﻣﺜﺎﻟﻪ : ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺃﻋﻼﻩ ﺑﺨﻄﻪ ﻭﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﻪ، ﻛﺘﺒﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ .
ﻣﺜﺎﻝ ﺧﻂ ﺀﺍﺧﺮ : ﺃﻗﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻛﺘﺒﻪ ﺑﺤﻀﻮﺭﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺒﻮﺭﻳﺠﺒﻲ " ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﻤﻬﺘﺪﻱ .
______
٢ _ ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻋﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﺗﺪﺭﻳﺴﻪ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻷﻥ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻡ 707 ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻭﻋﺎﺵ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً .
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ . ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻭﻟﺪ ﺳﻨﺔ ٧٠٤ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﺃﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻩ ﻋﻨﺪ ﺗﻮﺑﺔ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﺩﺭﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﻦ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ . ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺛﺒﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ .
٣ _ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺠﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ ﺃﻋﻼﻩ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻘﺪﻳﺔ ﺑﻞ ﺳﺠﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﺧﺎﻟﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﺍﺳﺘﺘﻴﺐ ، ﻭﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺎﺙ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻌﺰﺭﻩ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﺑﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﻘﻠﺔ ﺍﻷﺩﺏ .
ﻓﺤﻀﺮﺕ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﺑﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻤﺜﻠﻪ . ﺃﻱ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻓﻬﻮ ﺃﺷﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﺴﻴﻒ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺳﻨﺔ ٧٠٧ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ .
ﺛﻢ ﺳﺠﻦ ﺳﻨﺔ ٧٢٠ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻟﻼﺟﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ .
ﺛﻢ ﺃﻃﻠﻖ ﻭﺳﺠﻦ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﺎﻡ ٧٢٦ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻩ ﺳﻔﺮ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ .
ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻤﻨﺼﻒ ﺳﺒﺐ ﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﻟﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻷﺧﺮﻯ
..
ﺗﻮﺑﺔ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳّﺔ ﺍﻟﺴﻨّﻴﺔ ﺇﻻّ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴّﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﻟﻔﻈﻪ ﻭﺣﺮﻓﻪ ﺃﻧﻘﻞ : ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ ﺍﻷﺫﺭﻋﻲ ﺃﻥ ﻋﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻭﺗﻌﺼﺐ ﺳﻼﺭ ﻻﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻭﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﺧﺮﺍﺟﻪ ﻓﺎﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺘﺮﻃﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻭﻃﺎً ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺷﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﻬﻨﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺁﻝ ﻓﻀﻞ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﻀﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ – ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :- ﺃﻧﺎ ﺃﺷﻌﺮﻱّ ﺛﻢ ﻭُﺟﺪ ﺧﻄُّﻪ ﺑﻤﺎ ﻧﺼُّﻪ : ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥّ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺤﺮﻑ ﻭﻻ ﺻﻮﺕ ﻭﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻛﻨﻪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺑﻞ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻛﺎﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ﻭﻛﺘﺒﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺛﻢ ﺃﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺗﺎﺏ ﻣﻤﺎﻳﻨﺎً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺨﺘﺎﺭﺍً ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮﻯ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻨﺔ 707 ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻤﻊ ﺟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺃﻓﺮﺝ ﻋﻨﻪ ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻓﻄﻠﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺇﻻ ﻭﺳﻂ ﻣﻦ ﺷﻮﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﺷﻜﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺎﺙ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻓﺎﻗﺘﻀﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﺃﻣﺮ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﺘﻮﺟﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﻞ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ... ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺨﻠﻮﻑ ﻣﺸﺘﻐﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺑﻠﻐﻪ ﺳﻔﺮ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﺮﺍﺳﻞ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﻓﺮﺩﻩ ﻣﻦ ﺑﻠﺒﻴﺲ ﻭﺍﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻧﻲ ﻭﻗﻴﻞ ﺃﻥ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻧﻮﻱ ﺃﻳﻀﺎً ﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻋﺘﻘﻞ ﺑﺴﺠﻦ ﺑﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻳﻠﻢ ﻓﻲ ﺛﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺷﻮﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﺦ ﺻﻔﺮ ﺳﻨﺔ 709 ﻓﻨﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻓﻨﻘﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﺦ ﺻﻔﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻔﺮﻩ ﺻﺤﺒﺔ ﺃﻣﻴﺮ ﻣﻘﺪﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻌﻪ ﻭﺣﺒﺲ ﺑﺒﺮﺝ ﺷﺮﻗﻲ ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻤﻨﻌﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻓﺘﻮﺟﻬﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻓﺴﻴﺤﺎً ﻓﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻘﺮﺅﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﻗﺮﺃﺕ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺮﺯﺍﻟﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻓﺸﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭﻩ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺛﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺷﻮﺍﻝ ﺳﻨﺔ 9 ﻓﺄﻛﺮﻣﻪ ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻓﺎﺷﺘﺮﻁ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺎﺏ ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺗﺮﺩﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﻪ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 712 ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﻝ ﻓﻮﺻﻞ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻬﻞ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺪﺓ ﻏﻴﺒﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺗﻠﻘﺎﻩ ﺟﻤﻊ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﺮﺣﺎً ﺑﻤﻘﺪﻣﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻓﻲ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ 719 ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺃﻛﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎ ﺛﻢ ﻋﻘﺪ ﻟﻪ ﻣﺠﻠﺲ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺭﺟﺐ ﺳﻨﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺛﻢ ﺣﺒﺲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻌﺔ ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﺳﻨﺔ 721 ﺛﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺳﻨﺔ 726 ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻋﺘﻘﻞ ﺑﺎﻟﻘﻠﻌﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﺳﻨﺔ 728 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﺍﻟﺼﻔﺪﻱ ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺪﻭﻧﻪ ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺗﻜﻔﻴﺮﻩ ﻓﺼﺎﺭ ﻫﻮ ﻳﺤﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻳﻐﺮﻱ ﺑﻪ ﺑﻴﺒﺮﺱ ﺍﻟﺠﺎﺷﻨﻜﻴﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﺒﺮﺱ ﻳﻔﺮﻁ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﻧﺼﺮ ﻭﻳﻌﻈﻤﻪ ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺨﻠﻮﻑ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺼﺮ ﻭﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺃﺫﻳﺔ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭﺍﺗﻔﻖ ﺃﻥ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺇﺟﺎﺑﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ﻭﺍﺳﺘﻜﺘﺒﻮﻩ ﺧﻄﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺍﺗﻔﻖ ﺃﻥ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﻭﻫﻮ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻻﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻣﺤﻀﺮﺍً ﺑﺎﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﻛﺘﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﺨﻄﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻄﺮﺍً ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﻣﺨﻠﻮﻑ ﻓﺴﻌﻰ ﻓﻲ ﻋﺰﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﻓﻌﺰﻝ ﻭﻗﺮﺭ ﻋﻮﺿﻪ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﺫﺭﻋﻲ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ ﺍﻷﺫﺭﻋﻲ ﺃﻥ ﻋﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻭﺗﻌﺼﺐ ﺳﻼﺭ ﻻﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻭﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﺧﺮﺍﺟﻪ ﻓﺎﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺘﺮﻃﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻭﻃﺎً ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺷﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﻬﻨﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺁﻝ ﻓﻀﻞ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﻀﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺃﺷﻌﺮﻱ ﺛﻢ ﻭﺟﺪ ﺧﻄﻪ ﺑﻤﺎ ﻧﺼﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺤﺮﻑ ﻭﻻ ﺻﻮﺕ ﻭﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻛﻨﻪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺑﻞ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻛﺎﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ﻭﻛﺘﺒﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺛﻢ ﺃﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺗﺎﺏ ﻣﻤﺎﻳﻨﺎً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺨﺘﺎﺭﺍً ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮﻯ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻨﺔ 707 ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻤﻊ ﺟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺃﻓﺮﺝ ﻋﻨﻪ ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻓﻄﻠﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺇﻻ ﻭﺳﻂ ﻣﻦ ﺷﻮﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﺷﻜﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺎﺙ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻓﺎﻗﺘﻀﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﺃﻣﺮ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﺘﻮﺟﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﻞ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ... ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺨﻠﻮﻑ ﻣﺸﺘﻐﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺑﻠﻐﻪ ﺳﻔﺮ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﺮﺍﺳﻞ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﻓﺮﺩﻩ ﻣﻦ ﺑﻠﺒﻴﺲ ﻭﺍﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻧﻲ ﻭﻗﻴﻞ ﺃﻥ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻧﻮﻱ ﺃﻳﻀﺎً ﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻋﺘﻘﻞ ﺑﺴﺠﻦ ﺑﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻳﻠﻢ ﻓﻲ ﺛﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺷﻮﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﺦ ﺻﻔﺮ ﺳﻨﺔ 709 ﻓﻨﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻓﻨﻘﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﺦ ﺻﻔﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻔﺮﻩ ﺻﺤﺒﺔ ﺃﻣﻴﺮ ﻣﻘﺪﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻌﻪ ﻭﺣﺒﺲ ﺑﺒﺮﺝ ﺷﺮﻗﻲ ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻤﻨﻌﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻓﺘﻮﺟﻬﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻓﺴﻴﺤﺎً ﻓﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻘﺮﺅﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﻗﺮﺃﺕ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺮﺯﺍﻟﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻓﺸﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭﻩ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺛﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺷﻮﺍﻝ ﺳﻨﺔ 9 ﻓﺄﻛﺮﻣﻪ ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻓﺎﺷﺘﺮﻁ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺎﺏ ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺗﺮﺩﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﻪ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 712 ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﻝ ﻓﻮﺻﻞ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻬﻞ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺪﺓ ﻏﻴﺒﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺗﻠﻘﺎﻩ ﺟﻤﻊ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﺮﺣﺎً ﺑﻤﻘﺪﻣﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻓﻲ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ 719 ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺃﻛﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎ ﺛﻢ ﻋﻘﺪ ﻟﻪ ﻣﺠﻠﺲ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺭﺟﺐ ﺳﻨﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺛﻢ ﺣﺒﺲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻌﺔ ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﺳﻨﺔ 721 ﺛﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺳﻨﺔ 726 ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻋﺘﻘﻞ ﺑﺎﻟﻘﻠﻌﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﺳﻨﺔ 728 * ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ : ﺭﺃﻳﺖ ﻟﻼﺷﻌﺮﻱ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﻭﻫﻲ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺣﺎﺯﻡ ﺍﻟﻌﺒﺪﻭﻱ، ﺳﻤﻌﺖ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻤﺎ ﻗﺮﺏ ﺣﻀﻮﺭ ﺃﺟﻞ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻻﺷﻌﺮﻱ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻱ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ، ﺩﻋﺎﻧﻲ ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻲ ﻻ ﺃﻛﻔﺮ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ، ﻻﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺸﻴﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ . * ﻗﻠﺖ ﺃﻱ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ : ﻭﺑﻨﺤﻮ ﻫﺬﺍ ﺃﺩﻳﻦ، ﻭﻛﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻳﻘﻮﻝ : ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻛﻔﺮ [ ﺃﺣﺪﺍ ] ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺔ، ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻻ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﺇﻻ ﻣﺆﻣﻦ " ﻓﻤﻦ ﻻﺯﻡ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺑﻮﺿﻮﺀ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﻠﻢ
..
ﺗﻮﺑﺔ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳّﺔ ﺍﻟﺴﻨّﻴﺔ ﺇﻻّ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴّﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﻟﻔﻈﻪ ﻭﺣﺮﻓﻪ ﺃﻧﻘﻞ : ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ ﺍﻷﺫﺭﻋﻲ ﺃﻥ ﻋﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻭﺗﻌﺼﺐ ﺳﻼﺭ ﻻﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻭﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﺧﺮﺍﺟﻪ ﻓﺎﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺘﺮﻃﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻭﻃﺎً ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺷﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﻬﻨﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺁﻝ ﻓﻀﻞ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﻀﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ – ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :- ﺃﻧﺎ ﺃﺷﻌﺮﻱّ ﺛﻢ ﻭُﺟﺪ ﺧﻄُّﻪ ﺑﻤﺎ ﻧﺼُّﻪ : ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥّ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺤﺮﻑ ﻭﻻ ﺻﻮﺕ ﻭﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻛﻨﻪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺑﻞ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻛﺎﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ﻭﻛﺘﺒﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺛﻢ ﺃﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺗﺎﺏ ﻣﻤﺎﻳﻨﺎً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺨﺘﺎﺭﺍً ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮﻯ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻨﺔ 707 ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻤﻊ ﺟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺃﻓﺮﺝ ﻋﻨﻪ ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻓﻄﻠﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺇﻻ ﻭﺳﻂ ﻣﻦ ﺷﻮﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﺷﻜﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺎﺙ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻓﺎﻗﺘﻀﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﺃﻣﺮ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﺘﻮﺟﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﻞ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ... ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺨﻠﻮﻑ ﻣﺸﺘﻐﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺑﻠﻐﻪ ﺳﻔﺮ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﺮﺍﺳﻞ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﻓﺮﺩﻩ ﻣﻦ ﺑﻠﺒﻴﺲ ﻭﺍﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻧﻲ ﻭﻗﻴﻞ ﺃﻥ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻧﻮﻱ ﺃﻳﻀﺎً ﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻋﺘﻘﻞ ﺑﺴﺠﻦ ﺑﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻳﻠﻢ ﻓﻲ ﺛﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺷﻮﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﺦ ﺻﻔﺮ ﺳﻨﺔ 709 ﻓﻨﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻓﻨﻘﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﺦ ﺻﻔﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻔﺮﻩ ﺻﺤﺒﺔ ﺃﻣﻴﺮ ﻣﻘﺪﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻌﻪ ﻭﺣﺒﺲ ﺑﺒﺮﺝ ﺷﺮﻗﻲ ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻤﻨﻌﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻓﺘﻮﺟﻬﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻓﺴﻴﺤﺎً ﻓﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻘﺮﺅﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﻗﺮﺃﺕ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺮﺯﺍﻟﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻓﺸﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭﻩ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺛﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺷﻮﺍﻝ ﺳﻨﺔ 9 ﻓﺄﻛﺮﻣﻪ ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻓﺎﺷﺘﺮﻁ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺎﺏ ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺗﺮﺩﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﻪ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 712 ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﻝ ﻓﻮﺻﻞ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻬﻞ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺪﺓ ﻏﻴﺒﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺗﻠﻘﺎﻩ ﺟﻤﻊ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﺮﺣﺎً ﺑﻤﻘﺪﻣﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻓﻲ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ 719 ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺃﻛﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎ ﺛﻢ ﻋﻘﺪ ﻟﻪ ﻣﺠﻠﺲ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺭﺟﺐ ﺳﻨﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺛﻢ ﺣﺒﺲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻌﺔ ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﺳﻨﺔ 721 ﺛﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺳﻨﺔ 726 ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻋﺘﻘﻞ ﺑﺎﻟﻘﻠﻌﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﺳﻨﺔ 728 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﺍﻟﺼﻔﺪﻱ ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺪﻭﻧﻪ ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺗﻜﻔﻴﺮﻩ ﻓﺼﺎﺭ ﻫﻮ ﻳﺤﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻳﻐﺮﻱ ﺑﻪ ﺑﻴﺒﺮﺱ ﺍﻟﺠﺎﺷﻨﻜﻴﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﺒﺮﺱ ﻳﻔﺮﻁ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﻧﺼﺮ ﻭﻳﻌﻈﻤﻪ ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺨﻠﻮﻑ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺼﺮ ﻭﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺃﺫﻳﺔ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭﺍﺗﻔﻖ ﺃﻥ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺇﺟﺎﺑﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ﻭﺍﺳﺘﻜﺘﺒﻮﻩ ﺧﻄﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺍﺗﻔﻖ ﺃﻥ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﻭﻫﻮ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻻﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻣﺤﻀﺮﺍً ﺑﺎﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﻛﺘﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﺨﻄﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻄﺮﺍً ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﻣﺨﻠﻮﻑ ﻓﺴﻌﻰ ﻓﻲ ﻋﺰﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﻓﻌﺰﻝ ﻭﻗﺮﺭ ﻋﻮﺿﻪ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﺫﺭﻋﻲ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ ﺍﻷﺫﺭﻋﻲ ﺃﻥ ﻋﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻭﺗﻌﺼﺐ ﺳﻼﺭ ﻻﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻭﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﺧﺮﺍﺟﻪ ﻓﺎﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺘﺮﻃﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻭﻃﺎً ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺷﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﻬﻨﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺁﻝ ﻓﻀﻞ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﻀﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺃﺷﻌﺮﻱ ﺛﻢ ﻭﺟﺪ ﺧﻄﻪ ﺑﻤﺎ ﻧﺼﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺤﺮﻑ ﻭﻻ ﺻﻮﺕ ﻭﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻛﻨﻪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺑﻞ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻛﺎﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ﻭﻛﺘﺒﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺛﻢ ﺃﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺗﺎﺏ ﻣﻤﺎﻳﻨﺎً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺨﺘﺎﺭﺍً ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮﻯ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻨﺔ 707 ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻤﻊ ﺟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺃﻓﺮﺝ ﻋﻨﻪ ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻓﻄﻠﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺇﻻ ﻭﺳﻂ ﻣﻦ ﺷﻮﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﺷﻜﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺎﺙ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻓﺎﻗﺘﻀﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﺃﻣﺮ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﺘﻮﺟﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﻞ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ... ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺨﻠﻮﻑ ﻣﺸﺘﻐﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺑﻠﻐﻪ ﺳﻔﺮ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﺮﺍﺳﻞ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﻓﺮﺩﻩ ﻣﻦ ﺑﻠﺒﻴﺲ ﻭﺍﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻧﻲ ﻭﻗﻴﻞ ﺃﻥ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻧﻮﻱ ﺃﻳﻀﺎً ﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻋﺘﻘﻞ ﺑﺴﺠﻦ ﺑﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻳﻠﻢ ﻓﻲ ﺛﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺷﻮﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﺦ ﺻﻔﺮ ﺳﻨﺔ 709 ﻓﻨﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻓﻨﻘﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﺦ ﺻﻔﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻔﺮﻩ ﺻﺤﺒﺔ ﺃﻣﻴﺮ ﻣﻘﺪﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻌﻪ ﻭﺣﺒﺲ ﺑﺒﺮﺝ ﺷﺮﻗﻲ ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻤﻨﻌﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻓﺘﻮﺟﻬﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻓﺴﻴﺤﺎً ﻓﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻘﺮﺅﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﻗﺮﺃﺕ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺮﺯﺍﻟﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻓﺸﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭﻩ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺛﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺷﻮﺍﻝ ﺳﻨﺔ 9 ﻓﺄﻛﺮﻣﻪ ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﻓﺎﺷﺘﺮﻁ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺎﺏ ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺗﺮﺩﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﻪ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 712 ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﻝ ﻓﻮﺻﻞ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻬﻞ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺪﺓ ﻏﻴﺒﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺗﻠﻘﺎﻩ ﺟﻤﻊ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﺮﺣﺎً ﺑﻤﻘﺪﻣﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻓﻲ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ 719 ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺃﻛﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎ ﺛﻢ ﻋﻘﺪ ﻟﻪ ﻣﺠﻠﺲ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺭﺟﺐ ﺳﻨﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺛﻢ ﺣﺒﺲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻌﺔ ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﺳﻨﺔ 721 ﺛﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺳﻨﺔ 726 ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻋﺘﻘﻞ ﺑﺎﻟﻘﻠﻌﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﺳﻨﺔ 728 * ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ : ﺭﺃﻳﺖ ﻟﻼﺷﻌﺮﻱ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﻭﻫﻲ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺣﺎﺯﻡ ﺍﻟﻌﺒﺪﻭﻱ، ﺳﻤﻌﺖ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻤﺎ ﻗﺮﺏ ﺣﻀﻮﺭ ﺃﺟﻞ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻻﺷﻌﺮﻱ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻱ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ، ﺩﻋﺎﻧﻲ ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻲ ﻻ ﺃﻛﻔﺮ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ، ﻻﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺸﻴﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ . * ﻗﻠﺖ ﺃﻱ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ : ﻭﺑﻨﺤﻮ ﻫﺬﺍ ﺃﺩﻳﻦ، ﻭﻛﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻳﻘﻮﻝ : ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻛﻔﺮ [ ﺃﺣﺪﺍ ] ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺔ، ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻻ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﺇﻻ ﻣﺆﻣﻦ " ﻓﻤﻦ ﻻﺯﻡ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺑﻮﺿﻮﺀ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﻠﻢ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق