تنوير العين بطه الزين عند قول المؤذن ( أشهد أن محمداً رسول الله )
تنوير العين بطه الزين عند قول المؤذن ( أشهد أن محمداً رسول الله )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد.
إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأنعم عليه نعماً ظاهرةً وباطنةً فقال جل شأنه ( وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها )
وإن من أجل هذه النعم وأفضلها على الإطلاق هي نعمة بعثته صلى الله وعليه وسلم .
لذا فإن المولى سبحانه وتعالى كثيراً مايتحدث عن نعمه التي أنعم بها علينا لكن دون أن يقرنها بكلمة ( منّ ) إلا عندما تحدث عن بعثة هذا النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه .
قال ( لقد مَنّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم ) فهو صلى الله عليه وسلم أعظم منّةٍ امتن الله بها علينا وقد قال الله تعالى عنه صلى الله عليه وسلم ( وما أرسلناك إلارحمة للعالمين )
لذا ينبغي علينا أن نعلم قدر هذا النبي صلى الله عليه وسلم وأن نتأدب معه
وقد بلغنا أن أقواماً ينكرون على بعض الناس مايفعلونه من تقبيل للإبهامين أو الأنملتين عند قول المؤذن ( أشهد أن محمدا رسول الله ) ويمسح العينين بهما
فأقول مستعيناً بالله : إن الأصل في الأشياء الإباحة وكذلك العادات قال تعالى ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) ونحن إن فعلناها لانتعبد الله بها .
روى الديلمي في فردوسه أن الصديق - رضي الله عنه - لما سمع قول المؤذن: أشهد أن محمدا رسول الله قال ذلك وقبل باطن أنملة السبابتين ومسح عينيه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «من فعل مثل خليلي فقد حلت عليه شفاعتي»
وقد ذكر السخاوي أن هذا الحديث لايصح
لكن قال الإمام ابن حجر العسقلاني فى القول المسدد فى الذبّ عن مُسندِ أحمد
لا يلزم من كون الحديث لم يصح أن يكون موضوعاً.
جاء في كشف الخفاء ج2/269-271
وروي بسند فيه من لم أعرفه عن الفقيه محمد بن السيابا فيما حكى عن نفسه أنه هبت ريح فوقعت منه حصاة في عينه وأعياه خروجها وآلمته أشد الألم وأنه لما سمع المؤذن يقول أشهد ان محمدا رسول الله قال ذلك فخرجت الحصاة من فوره قال الرداد هذا يسير في جنب فضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحكى الشمس محمد بن صالح المدني إمامها وخطيبها في تاريخه عن المجد أحد القدماء من المصريين أنه سمعه يقول من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع ذكره في الأذان وجمع أصبعيه المسبحة والابهام وقبلهما ومسح بهما عينيه لم يرمد أبدا
ثم قال ابن الصالح المذكور وسمعت ذلك أيضا من الفقيه محمد بن الزرندي عن بعض شيوخ العراق أو العجم وأنه يقول عندما يمسح عينيه صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله يا حبيب قلبي ويا نور بصري ويا قرة عيني وقال لي منهما منذ فعلته لم ترمد عيني قال ابن صالح وأنا ولله الحمد والشكر منذ سمعته منهما استعملته فلم ترمد عيني وأرجو أن عافيتهما تدوم وأني أسلم من العمى إن شاء الله تعالى
قال وروي عن الفقيه أبي الحسن علي بن محمد من قال حين يسمع المؤذن يقول أشهد ان محمدا رسول الله مرحبا بحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ويقبل إبهامه ويجعلهما على عينيه لم يعم ولم يرمد
ونقل عند الطاوسي أنه سمع من محمد بن أبي نصر البخاري حديثا من قبل عن سماعه من المؤذن كلمة الشهادة ظفري ابهاميه ومسحهما على عينيه وقال عند المسح اللهم احفظ حدقتي ونورهما ببركة حدقتي محمد صلى الله عليه وسلم ونورهما لم يعم ولم يصح في المرفوع من كل هذا شيء
نقل السخاوي عن ابن الصالح عن الفقيه محمد بن سعيد الخولاني قال أخبرنى الفقيه العالم أبو الحسن على بن محمد بن حديد الحسينى، أخبرنى الفقيه الزاهد البلالي عن الحسن (عليه السلام) أنه قال:من قال حين يسمع المؤذن يقول أشهد أن محمدًا رسول الله، مرحبًا بحبيبى و قرة عينى محمد بن عبد الله (صلى الله تعالى عليه و سلم) و يقبّل إبهاميه و يجعلهما على عينيه لم يعم و لم يرمد
قال السخاوي ولايصح نقل عن الخضر أنه - عليه الصلاة والسلام - قال: «من قال حين يسمع قول المؤذن أشهد أن محمدا رسول الله مرحبا بحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يقبل إبهاميه ويجعلهما على عينيه لم يعم ولم يرمد أبدا
و قد صُرّحَ استحبابُ و استحسانُ هذا العمل ِ فى الكتب الفقهية من بينها ما يلى:
1. جامع الرموز شرح النقاية
2. مختصر الوقاية
3. و الفتاوى الصوفية
4. و كنز العباد
5. و ردّ المحتار حاشية الدرّ المختار ، و غيرها من كتب الفقه.
قلت : قال صاحب شرح النقاية الحنفي
"واعلم أنه يستحبّ أن يقال عند سماع الأولى من الشهادة الثانية "صلى الله تعالى عليك يا رسول الله" و عند الثانية منها "قرة عينى بك يا رسول الله" ثم يقال "اللهم متعنى بالسمع و البصر" بعد وضع ظفرى الإبهامين على العينين، فإنه (صلى الله تعالى عليه و سلم) يكون قائدًا له إلى الجنة" كذا فى كنز العباد.
وجاء في حاشية ابن عابدين في باب الأذان (تتمة)
يستحب أن يقال عند سماع الأولى من الشهادة: صلى الله عليك يا رسول الله, وعند الثانية منها: قرت بك عيني يا رسول الله, ثم يقول: اللهم متعني بالسمع والبصر بعد وضع ظفري الإبهامين على العينين, فإنه صلى الله عليه وسلم يكون قائداً له إلى الجنة
قال العلامة الشامي رحمه الله بعد نقل العبارة السابقة (فى ردّ المحتار، باب الأذان): و نحوه فى الفتاوى الصوفية" يعنى هكذا ذكره الإمام الفقيه العارف بالله سيدى فضل الله بن محمد بن أيوب السهروردي، (و هو تلميذ الإمام العلامة يوسف بن عمر صاحب جامع المضمرات شرح القدوري ، قدس سرهما)
وقد أفتى سيد العلماء الحنفية بمكة المحمية مولانا جمال بن عبد الله عمر المكي (رحمة الله عليه) عندما سئل عن تقبيل الإبهامين و وضعهما على العينين عند ذكر اسمه (صلى الله تعالى عليه و سلم) فى الأذان هل هو جائز أم لا؟ أجاب بما نصّه: نعم تقبيل الإبهامين و وضعهما على العينين عند ذكر اسمه (صلى الله تعالى عليه و سلم) فى الأذان جائز، بل هو مستحب و صرّح به مشائخنا فى غيرما كتاب". (فتاوى جمال بن عبد الله عمر المكي).
وذكر صاحب حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح
فائدة: ذكر القهستاني عن كنز العباد أنه يستحب أن يقول عند سماع الأولى من الشهادتين للنبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليك يا رسول الله وعند سماع الثانية قرت عيني بك يا رسول الله اللهم متعني بالسمع والبصر بعد وضع إبهاميه على عينيه فإنه صلى الله عليه وسلم يكون قائدا له في الجنة وذكر الديلمي في الفردوس من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرفوعا من مسح العين بباطن أنملة السبابتين بعد تقبيلهما عند قول المؤذن أشهد أن محمدا رسول الله وقال: أشهد.أن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا حلت له شفاعتي اهـ وكذا روي عن الخضر عليه السلام وبمثله يعمل في الفضائل
حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني ( فائدة )
نقل صاحب الفردوس أن الصديق - رضي الله عنه - لما سمع قول المؤذن: أشهد أن محمدا رسول الله قال ذلك وقبل باطن أنملة السبابتين ومسح عينيه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «من فعل مثل خليلي فقد حلت عليه شفاعتي» .
يقول الشيخ العارف بالله محمد النبهان الحلبي رحمه الله كما في كتاب السيد النبهان ط2 :
تقبيل الأصابع ووضعها على الجفون عند قول المؤذن أشهد أن محمّداً رسول الله بعض الفقهاء يقولون تقي العيون من العمى، وأنا أقول: تعين على فتح البصيرة، ألاَ وهي القلب
روى أبو نعيم في الحلية أنه كان في بني إسرائيل رجل عصى الله عز وجل مائتي سنة، ثم مات فأخذوا برجله فألقوه على مزبلة، فأوحى الله إلى موسى: ان صل عليه
فقال: يا رب إن بني إسرائيل شهدوا أنه قد عصاك مائتي سنة، قال الله له: نعم هكذا كان، إلا أنه كان كلما نشر التوراة ورأى اسم محمد (صلى الله عليه وسلم)
قبله ووضعه على عيينة وصلى عليه فشكرت ذلك له فغفرت له ذنوبه وزوجته سبعين حورا
قلت وهذا فيمن لم يكن من أمته وكان عاصيا فكيف بمن كان من أمته وكان طائعا ؟؟
فاللهم متعنا برؤية قرّة العين وارزقنا زيارته وشفاعته
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه :خادم العلم والعلماء حمود المحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق