ﻗﻴﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻬﺎ
ﻗﻴﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻬﺎ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ :
* ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ : ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ .
* ﺃﺳﻤﺎﺅﻫﺎ : ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ( 16/126 ) ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺳﻤﺎﺀ : ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ، ﻭﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺼﻚ، ﻭﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ( ﻭﻫﺬﺍ ﺿﻌﻴﻒ ﺑﻞ ﻣﺮﺩﻭﺩ ﻟﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ) .
* ﻓﻀﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ :
ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻭﺍﻷﻓﻀﻠﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﻭﺻﻔﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮﻛﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ( ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ 16/126 ) .
ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ( ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻑ 13 ) ﺫﻫﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻧﺪﺏ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ( ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻑ 54 ) ﺍﺧﺘﺼﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺑﺎﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻟﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻬﺎ .
ﻭﻳﺴﺘﺤﺐ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ، ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ . ﻭﻟﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻓﻀﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﻟﻄﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻤﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ " ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻀﻌﻔﻬﺎ ﺍﻷﻛﺜﺮﻭﻥ، ﻭﺻﺤﺢ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ، ﻭﺧﺮّﺟﻪ ﻓﻲ " ﺻﺤﻴﺤﻪ ."
ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺘﻬﺎ : ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ – ﻗﺎﻟﺖ : ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ، ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺃﻃﻠﺒﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺒﻘﻴﻊ، ﺭﺍﻓﻌﺎً ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ . ﻓﻘﺎﻝ : ( ﺃﻛﻨﺖ ﺗﺨﺎﻓﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ؟ ) ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻚ ﺃﺗﻴﺖ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺎﺋﻚ .
ﻓﻘﺎﻝ : ( ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻨﺰﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﺷﻌﺮ ﻏﻨﻢ ﺑﻨﻲ ﻛﻠﺐ ) ﺧﺮّﺟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ .
ﻭﺧﺮّﺝ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ – ﺑﺴﻨﺪ ﺿﻌﻴﻒ – ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ( ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻄﻠﻊ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ، ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺧﻠﻘﻪ ﺇﻻ ﻟﻤﺸﺮﻙ ﺃﻭ ﻣﺸﺎﺣﻦ ) .
ﻭﺧﺮّﺝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ( ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ، ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ، ﺇﻻ ﺍﺛﻨﻴﻦ : ﻣﺸﺎﺣﻦ، ﺃﻭ ﻗﺎﺗﻞ ﻧﻔﺲ ) . ﻭﺧﺮّﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻓﻲ " ﺻﺤﻴﺤﻪ " ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﺫ، ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً .
ﻭﻳﺮﻭﻯ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﺎﺹ، ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً : ( ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ، ﻧﺎﺩﻯ ﻣﻨﺎﺩٍ : ﻫﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻪ؟ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﻞ ﻓﺄﻋﻄﻴﻪ؟ ﻓﻼ ﻳﺴﺄﻝ ﺃﺣﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﺇﻻ ﺃﻋﻄﻲ، ﺇﻻ ﺯﺍﻧﻴﺔ ﺑﻔﺮﺟﻬﺎ، ﺃﻭ ﻣﺸﺮﻙ ) .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ " ﺍﻗﺘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ " : ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻬﺎ – ﺃﻱ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ – ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻋﺔ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻔﻀﻠﺔ .
ﻗﺎﻝ : ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﻓﻀﻠﻬﺎ، ﻭﻃﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺤﺪﻳﺚ : ( ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﺷﻌﺮ ﻏﻨﻢ ﺑﻨﻲ ﻛﻠﺐ ) . ﻭﻗﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ : ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ – ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ – ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻀﻴﻠﻬﺎ . ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻳﺪﻝ ﻧﺺ ﺃﺣﻤﺪ؛ ﻟﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﻳﺼﺪﻕ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ .
* ﻗﻴﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ :
ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻛﺨﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺪﺍﻥ، ﻭﻣﻜﺤﻮﻝ، ﻭﻟﻘﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ : ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻈﻤﻮﻧﻬﺎ، ﻭﻳﺠﺘﻬﺪﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
ﻭﺃﻧﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ، ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻄﺎﺀ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻠﻴﻜﺔ . ﻭﻧﻘﻠﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ . ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺑﺪﻋﺔ .
ﻭﺍﺧﺘﻠﻒ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺇﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻴﻦ :
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺇﺣﻴﺎﺅﻫﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ . ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺪﺍﻥ، ﻭﻟﻘﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﺛﻴﺎﺑﻬﻢ، ﻭﻳﺘﺒﺨﺮﻭﻥ، ﻭﻳﻜﺘﺤﻠﻮﻥ، ﻭﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻴﻠﺘﻬﻢ ﺗﻠﻚ . ﻭﻭﺍﻓﻘﻬﻢ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭﺍﻫﻮﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺟﻤﺎﻋﺔ : ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺑﺒﺪﻋﺔ . ﻧﻘﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻠﻪ .
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻧﻪ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ، ﻭﻻ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺨﺎﺻﺔ ﻧﻔﺴﻪ . ﻭﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ – ﺇﻣﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻓﻘﻴﻬﻬﻢ ﻭﻋﺎﻟﻤﻬﻢ – ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ . ﺍﻫـ . " ﻟﻄﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ."
ﻗﻠﺖ : ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ . ﻓﻔﻲ " ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ " ﻣﺎ ﻧﺼﻪ : ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻴﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻹﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ .
* ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ :
ﻭﺃﻣﺎ ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻭﺣﺪﻩ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ( ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺳﺮَﺭَ ﻑ 5 ) ﺻﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ، ﺫﻫﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺻﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺼﻴﻦ ( ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ﺃﻣﺎ ﻫﻤﺖ ﻣﻦ ﺳﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻻ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ : ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻓﻄﺮﺕ ﻓﺼﻢ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﺮﺭ ﺷﻌﺒﺎﻥ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ) . ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﺴﺮﺭ ﺑﺎﻟﻮﺳﻂ .
ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﺍﻫﺔ ﺻﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ( ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻓﻼ ﺗﺼﻮﻣﻮﺍ ) ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺣﺮﻣﻪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺻﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺼﻒ .
ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻄﻴﺔ ﺻﻘﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ . ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ :
ﻳﻘﻮﻝ : ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺛﻼﺙ ﻧﻘﻂ :
- ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻫﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻓﻀﻞ؟
- ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻬﺎ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﺤﺢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺿﻌﻔﻬﺎ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻭﺇﻥ ﺃﺟﺎﺯﻭﺍ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ . ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ : " ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻏﻨﻢ ﺑﻨﻲ ﻛﻠﺐ، ﻭﻫﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻨﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ : ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺿﻌﻔﻪ .
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ – ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﺃﺗﺪﺭﻳﻦ ﺃﻱ ﻟﻴﻠﺔ ﻫﺬﻩ " ؟ ﻗﻠﺖ : ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻋﻠﻢ، ﻗﺎﻝ " ﻫﺬﻩ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ، ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ، ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﻠﻤﺴﺘﻐﻔﺮﻳﻦ، ﻭﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺮﺣﻤﻴﻦ، ﻭﻳﺆﺧﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻛﻤﺎ ﻫﻢ " ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﻣﺮﺳﻞ ﺟﻴﺪ . ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ .
ﻭﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻓﻲ ﺳﻨﻨﻪ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺿﻌﻴﻒ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ – ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً – ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – " ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻓﻘﻮﻣﻮﺍ ﻟﻴﻠﻬﺎ ﻭﺻﻮﻣﻮﺍ ﻧﻬﺎﺭﻫﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻨﺰﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻐﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺃﻻ ﻣﺴﺘﻐﻔﺮ ﻓﺄﻏﻔﺮ ﻟﻪ، ﺃﻻ ﻣﺴﺘﺮﺯﻕ ﻓﺄﺭﺯﻗﻪ، ﺃﻻ ﻣﺒﺘﻠﻰ ﻓﺄﻋﺎﻓﻴﻪ، ﺃﻻ ﻛﺬﺍ ﺃﻻ ﻛﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻟﻔﺠﺮ ."
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻓﻀﻼً، ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺺ ﻳﻤﻨﻊ ﺫﻟﻚ، ﻓﺸﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻀﻠﻪ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ – ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﻟﻢ ﺃﺭﻙ ﺗﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ، ﻣﺎ ﺗﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻗﺎﻝ : " ﺫﺍﻙ ﺷﻬﺮ ﻳﻐﻔﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﺐ ﻭﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﺷﻬﺮ ﺗﺮﻓﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻤﻠﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺻﺎﺋﻢ ."
ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ؟ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ – ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ – ﺍﺣﺘﻔﻞ ﺑﺸﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺣﺘﻔﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ، ﺃﻣﺎ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻝ – ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ – ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮ، ﻭﻗﻴﺎﻣﻪ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻛﻘﻴﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻟﻴﻠﺔ .
ﻭﻳﺆﻳﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻓﻴﺆﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮ ﺑﻘﻴﺎﻣﻬﺎ، ﻭﻗﺎﻡ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺷﺨﺼﻴﺎً، ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ . ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻠﺪﻧﻴﺔ " 2/259 ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻛﺨﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺪﺍﻥ ﻭﻣﻜﺤﻮﻝ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺠﺘﻬﺪﻭﻥ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﻋﻨﻬﻢ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻌﻈﻴﻤﻬﺎ،
ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻛﻼﻡ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ،
ﻫﺬﺍ ﻭﺧﻼﺻﺔ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻘﺴﻄﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ : ﺃﻥ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻗﺎﻝ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺧﻼﻓﻴﺎً ﻓﻴﺼﺢ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﻟﺮﺃﻳﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﺼﺐ ﺿﺪ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻵﺧﺮ .
ﻭﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﻴﺎً ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ : ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺘﺨﻠﻴﺪ ﺫﻛﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻟﻪ ﺣﻜﻤﻪ .
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﻩ : ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎً، ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﺧﺎﻟﺼﺎً ﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻣﻌﻴﻦ ﻹﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻨﻴﺔ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺃﻭ ﺳﻌﺔ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ، ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻪ ﺻﻴﻐﺔ ﺧﺎﺻﺔ؟
ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺧﻴﺮ ﻣﻮﺿﻮﻉ، ﻭﻳﺴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ، ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭﻣﻨﻪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻔﻞ ﺑﻨﻴﺔ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﻳﺴﺘﺤﺴﻨﻪ، ﻓﻠﻴﻜﻦ ﻧﻔﻼً ﻣﻄﻠﻘﺎً .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ : ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺼﻼﺓ ﺍﻟﺮﻏﺎﺋﺐ ﻭﻫﻲ ﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻭﻝ ﺟﻤﻌﺔ ﻣﻦ ﺭﺟﺐ، ﻭﺻﻼﺓ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻣﺎﺋﺔ ﺭﻛﻌﺔ، ﻫﺎﺗﺎﻥ ﺍﻟﺼﻼﺗﺎﻥ ﺑﺪﻋﺘﺎﻥ ﻣﻨﻜﺮﺗﺎﻥ .
ﻭﻗﺪ ﺻﻨﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻧﻔﻴﺴﺎً ﻓﻲ ﺇﺑﻄﺎﻟﻬﻤﺎ ﻓﺄﺣﺴﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﺟﺎﺩ " ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻷﺯﻫﺮ 2/515 ."
* ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ :
ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﺪﻋﺎﺀ ﻣﺨﺼﻮﺹ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻣﻤﺎ ﺃُﺛﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ – ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ : " ﺃﻋﻮﺫ ﺑﻌﻔﻮﻙ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺑﻚ ﻭﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺿﺎﻙ ﻣﻦ ﺳﺨﻄﻚ، ﻭﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻨﻚ، ﻻ ﺃﺣﺼﻰ ﺛﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻚ، ﺃﻧﺖ ﻛﻤﺎ ﺃﺛﻨﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ " ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ .
ﻟﺬﺍ ﻓﺄﻱ ﺩﻋﺎﺀ ﺑﺄﻳﺔ ﺻﻴﻐﺔ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻓﻴﻪ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺎﺭﺿﺎً ﻭﻻ ﻣﻨﺎﻓﻴﺎً ﻟﻠﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻫﻮ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﻤﻦ ﻭﻻ ﻳﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﺠﻼﻝ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ، ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﻭﺍﻹﻧﻌﺎﻡ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻭﺟﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻴﺮﻳﻦ ﻭﺃﻣﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺋﻔﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻥ ﻛﻨﺖ ﻛﺘﺒﺘﻨﻲ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ﺃﻭ ﻣﻄﺮﻭﺩﺍً ﺃﻭ ﻣﻘﺘﺮﺍً ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻓﺎﻣﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻔﻀﻠﻚ ﺷﻘﺎﻭﺗﻲ ﻭﺣﺮﻣﺎﻧﻲ ﻭﻃﺮﺩﻱ ﻭﺇﻗﺘﺎﺭ ﺭﺯﻗﻲ ....
ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ : ﺇﻟﻬﻲ ﺑﺎﻟﺘﺠﻠﻲ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻈﻢ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺣﻜﻴﻢ ﻭﻳﺒﺮﻡ . . .. ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ : " ﻧﻌﺖ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ " ﻭﻫﻮ ﺩﻋﺎﺀ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ : ﺇﻧﻪ ﻣﻨﻘﻮﻝ ﺑﺄﺳﺎﻧﻴﺪ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﺻﺤﺎﺑﻴﻴﻦ ﺟﻠﻴﻠﻴﻦ، ﻫﻤﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻘﺼﻨﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘﺼﻨﺎ ﺍﻟﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ : ﻣﺎ ﺩﻋﺎ ﻋﺒﺪ ﻗﻂ ﺑﻪ ﺇﻻ ﻭﺳﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .
ﻭﻗﺪ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻦ ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ ﻫﺎﻣﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ،
ﺃﻭﻻﻫﻤﺎ : ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻮ ﻭﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﻭﻫﻮ ﺳﺠﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﺘﺒﺪﻝ ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻗﺪﺭﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﺮﻭﻁ ﺑﺪﻋﺎﺀ ﺃﻭ ﻋﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻖ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﻭ ﻳﻌﻤﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻁ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ، ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻷﻧﻪ ﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﻧﻔﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺭﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﻞ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : " ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻳﻨﻔﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺰﻝ ﻭﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ " ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ .
ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺌﻞ : ﻓﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟ ﺃﻓﻴﻢ ﺟﻔﺖ ﺑﻪ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﻭﺟﺮﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺩﻳﺮ ﺃﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ؟ ﻗﺎﻝ : " ﺑﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺟﻔﺖ ﺑﻪ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﻭﺟﺮﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺩﻳﺮ " ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻓﻔﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ؟ ﻗﺎﻝ : " ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﻜﻞ ﻣﻴﺴﺮ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ " ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ : ﺃﻓﻼ ﻧﻤﻜﺚ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﻭﻧﺪﻉ ﺍﻟﻌﻤﻞ؟ ﻓﻘﺎﻝ : " ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﺴﻴﺼﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ﻓﺴﻴﺼﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ، ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﻜﻞ ﻣﻴﺴﺮ ﺛﻢ ﻗﺮﺃ : ( ﻓَﺄَﻣَّﺎ ﻣَﻦْ ﺃَﻋْﻄَﻰ ﻭَﺍﺗَّﻘَﻰ ﻭَﺻَﺪَّﻕَ ﺑِﺎﻟْﺤُﺴْﻨَﻰ ﻓَﺴَﻨُﻴَﺴِّﺮُﻩُ ﻟِﻠْﻴُﺴْﺮَﻯ ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﻣَﻦْ ﺑَﺨِﻞَ ﻭَﺍﺳْﺘَﻐْﻨَﻰ ﻭَﻛَﺬَّﺏَ ﺑِﺎﻟْﺤُﺴْﻨَﻰ ﻓَﺴَﻨُﻴَﺴِّﺮُﻩُ ﻟِﻠْﻌُﺴْﺮَﻯ ) ( ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ : 10-5 ) ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺗﺾ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻟﻠﻤﺤﻮ ﻭﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ، ﻓﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﺤﻒ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻻ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻟﻮﺣﻪ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ، ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷﻟﻮﺳﻲ ﻭﺍﻟﻔﺨﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ .
ﻭﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺣﻜﻴﻢ ﻭﻳﺒﺮﻡ، ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺑﺼﺤﻴﺢ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻜﺮﻣﺔ : ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺠﻌﺔ، ﻓﺈﻥ ﻧﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻓﺎﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺣﻜﻴﻢ ﻧﺰﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﺰﻝ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ . ﻭﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ . ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ : ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻳﻘﻮﻝ : " ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻵﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺷﻌﺒﺎﻥ، ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻨﻜﺢ ﻭﻳﻮﻟﺪ ﻟﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ " ﻓﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺮﺳﻞ، ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻻ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ " ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻠﺪﻧﻴﺔ 2/260 " ﻭﺇﻥ ﺣﺎﻭﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻫﻮ ﻧﻘﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﺇﻟﻰ ﺻﺤﻒ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ . ﻭﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺄﺛﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻓﻀﻞ . ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻷﺯﻫﺮ 2/515 ﻭ 3/501
** ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ :
* ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ 4/435 ﻋَﻦْ ﺃَﺑِﻲ ﺑَﻜْﺮِ ﺑْﻦِ ﺳَﺎﻟِﻢٍ ﻋَﻦْ ﺳَﺎﻟِﻢٍ ﺃَﻧَّﻪُ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﺠُﺰُّ ﺭَﺃْﺳَﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟﻨِّﺼْﻒِ ﻣِﻦْ ﺷَﻌْﺒَﺎﻥَ , ﺛُﻢَّ ﻳَﺨْﺮُﺝُ ﺣَﺎﺟًّﺎ .
* ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻡ 1/265 : ﻭَﺑَﻠَﻐَﻨَﺎ ﺃَﻧَّﻪُ ﻛَﺎﻥَ ﻳُﻘَﺎﻝُ : ﺇﻥَّ ﺍﻟﺪُّﻋَﺎﺀَ ﻳُﺴْﺘَﺠَﺎﺏُ ﻓِﻲ ﺧَﻤْﺲِ ﻟَﻴَﺎﻝٍ ﻓِﻲ ﻟَﻴْﻠَﺔِ ﺍﻟْﺠُﻤُﻌَﺔِ , ﻭَﻟَﻴْﻠَﺔِ ﺍﻟْﺄَﺿْﺤَﻰ , ﻭَﻟَﻴْﻠَﺔِ ﺍﻟْﻔِﻄْﺮِ , ﻭَﺃَﻭَّﻝِ ﻟَﻴْﻠَﺔٍ ﻣِﻦْ ﺭَﺟَﺐٍ , ﻭَﻟَﻴْﻠَﺔِ ﺍﻟﻨِّﺼْﻒِ ﻣِﻦْ ﺷَﻌْﺒَﺎﻥَ .
* ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺻﺎﺣﺐ ﻧﺒﺬﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ 1/108 ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺃﻣﻴﺮ ﺣﺼﻦ ﺃﻧﺪﺭﺵ ﺍﻟﻤﻨﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺔ ﻭﺩﺧﻞ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺣﺼﻦ ﺃﻧﺪﺭﺵ ﻭﺍﺳﺘﺮﺟﻌﻮﺍ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺳﻨﺔ 895 ﻫـ ﻓﺮﺣﻴﻦ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﻨﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺗﺄﻳﻴﺪﻩ .
* ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ 2/18 : ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺒﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺄﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻭﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺮﻓﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺻﺮﻓﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮﺍ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
* ﻭﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻭﻱ 1/89 ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺮ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﻣﻦ ﻏﺒﺮ ﻟﻴﻠﺔ
ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻭﻗﻊ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺳﻨﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﻭﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺩﻣﺸﻖ ﻛﻠﻪ ﻓﺎﺷﺘﺪ ﺍﻟﺨﻄﺐ ﻭﺃﺗﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮﻩ ﻭﺩﺛﺮﺕ ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ ﻭﺍﻧﻘﻀﺖ ﻣﺪﺓ ﻣﻼﺣﺘﻪ
ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق