مطلب في أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هل ترد أم لا؟
مطلب في أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هل ترد أم لا؟
جاء في حاشية رد المحتار - ابن عابدين - ج ١
في شرح المجمع لمصنفه أن تقديم الصلاة عليه (صلى الله عليه وسلم ) على الدعاء أقرب إلى الإجابة لما بعدها من الدعاء، فإن الكريم لا يستجيب بعض الدعاء ويرد بعضه ا ه. ومثله في شرحه لابن ملك وغيره.
وقال الفاسي في شرح الدلائل: قال الشيخ أبو إسحاق الشاطبي في شرح الألفية: الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) مجابة على القطع، فإذا اقترن بها السؤال شفعت بفضل الله تعالى فيه فقبل، وهذا المعنى مذكور عن بعض السلف الصالح.
واستشكل كلامه هذا الشيخ السنوسي وغيره، ولم يجدوا له مستندا وقالوا: وإن لم يكن له قطع فلا مرية في غلبة الظن وقوة الرجاء ا ه.
وذكر في الفصل الأول من دلائل الخيرات: قال أبو سليمان الداراني: من أراد أن يسأل الله حاجته فليكثر بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم ) ثم يسأل الله حاجته، وليختم بالصلاة على النبي (ص)، فإن الله يقبل الصلاتين، وهو أكرم من أن يدع ما بينهما ا ه.
قال الفاسي في شرحه: ومن تمام كلام أبي سليمان عند بعضهم: وكل الأعمال فيها المقبول والمردود إلا الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم ) فإنها مقبولة غير مردودة. وروى الباجي عن ابن عباس: إذا دعوت الله عز وجل فاجعل في دعائك الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم ) فإن الصلاة عليه مقبولة، والله سبحانه أكرم من أن يقبل بعضا ويرد بعضا، ثم ذكر نحوه عن الشيخ أبي طالب المكي وحجة الاسلام الغزالي.
وقال العراقي: لم أجده مرفوعا، وإنما هو موقوف على أبي الدرداء. ومن أراد الزيادة على ذلك فليرجع إلى شرح الدلائل.
والذي يظهر من ذلك أن المراد بقبولها قطعا أنها لا ترد أصلا مع أن كلمة الشهادة قد ترد فلذا استشكله السنوسي وغيره. والذي ينبغي حمل كلام السلف عليه أنه لما كانت الصلاة دعاء والدعاء منه المقبول ومنه المردود، وأن الله تعالى قد يجيب السائل بعين ما دعاه وقد يجيبه بغيره لمقتضى حكمته خرجت الصلاة من عموم الدعاء، لان الله تعالى قال: * ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )* (الأحزاب: 65) بلفظ المضارع المفيد للاستمرار التجددي مع الافتتاح بالجملة الاسمية المفيدة للتوكيد وابتدائها بأن لزيادة التوكيد، وهذا دليل على أنه سبحانه لا يزال مصليا على رسوله (صلى الله عليه وسلم )، ثم أمتن سبحانه على عباده المؤمنين حيث أمرهم بالصلاة أيضا ليحصل لهم بذلك زيادة فضل وشرف، وإلا فالنبي (صلى الله عليه وسلم ) مستغن بصلاة ربه سبحانه وتعالى عليه، فيكون دعاء المؤمن بطلب الصلاة من ربه تعالى مقبولا قطعا: أي مجابا لاخباره سبحانه وتعالى بأنه يصلي عليه. بخلاف سائر أنواع الدعاء وغيره من العبادات، وليس في هذا ما يقتضي أن المؤمن من يثاب عليها أو لا يثاب، بل معناه أن هذا الطلب والدعاء مقبول غير مردود.
وأما الثواب فهو مشروط بعدم العوارض فعلم أنه لا إشكال في كلام السلف، وأن له سندا قويا وهو: إخباره تعالى الذي لا ريب فيه، فاغتنم هذا التحرير العظيم الذي هو من فيض الفتاح العليم،
قلت : أخرج الحاكم والترمذي والبيهقي
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه
قال أبي قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي قال ما شئت قال الربع قال ما شئت وإن زدت فهو خير قال النصف قال ما شئت وإن زدت فهو خير قال الثلثين قال ما شئت وإن زدت فهو خير قال أجعل لك صلاتي كلها قال إذا تكفى همك ويغفر ذنبك
وهذا أكبر دليل على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مجابة قطعا وأن فيها من الأسرار والأعاجيب الكثيرة التي لاتعد ولاتحصى وبأي صيغة كانت
فمنها أنها تكفر الذنوب حتى ولو كانت من الكبائر
وأنها تكفي الأنسان كل هم يهمه سواء في المعيشة أو الضيق أو المرض أو تيسير الحاجات
وقد يعترض علينا البعض على الصيغ فأقول أن هذا الحديث أكبر دليل على الرد عليهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق الحكم ولم يقيده لسيدنا أبي بن كعب رضي الله عنه
والمعلوم أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لايجوز في حقه صلى الله عليه وسلم !
......
ثم إني أذكر نكتة هنا وهي أن يوم القيامة ينقطع كل ذكر حتى ذكر الله عند موت المخلوقات من ملائكة وإنس وجن وحيوانات
ولايبقى إلا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قائما فإن الحي القيوم سبحانه وتعالى يبقى يصلي عليه صلى الله عليه وسلم
قال تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
فأي شرف وفضل أعظم من هذه المنة ؟؟
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
.....
هم بالنبي محمد وذويه ... إن الهياما بالنبي يرضيه
إن مات جسمك فالهوى يحييه ... جسد تمكن حب أحمد فيه
تالله إن الأرض لاتبليه
أياعاشقا ذات الحبيب وحسنها ... أكثر عليه من الصلاة فانها
هي نور قبرك حينما تأويه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق