حكم اختصار(ص) أو(صلعم) بدل صلى الله عليه وسلم
حكم اختصار(ص) أو(صلعم) بدل صلى الله عليه وسلم
ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ : } ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻠَﺎﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤﺎً {ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ 56 ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻏَّﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻨﻪ، ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : " ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻲَّ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻬﺎ ﻋﺸﺮﺍً " ، ﻭﻋﻨﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : " ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﻗﺒﻮﺭﺍً، ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﻗﺒﺮﻱ ﻋﻴﺪﺍً، ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻲ، ﻓﺈﻥ ﺻﻼﺗﻜﻢ ﺗﺒﻠﻐﻨﻲ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ " ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ " ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻒُ ﺭﺟﻞ ﺫُﻛﺮﺕُ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻠﻢ ﻳُﺼﻞِّ ﻋﻠﻲَّ " ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭﻟﻠﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻣﻨﻬﺎ :
-11 ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻪ ﻭﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻠَﺎﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤﺎً { ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ .56
-22 ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻷﺟﺮ ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ": ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺸﺮﺍ " ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
-33 ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﻭﺳﺒﺐ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻭﺩﻭﺍﻡ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻔﻲ ﺳﻨﻦ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻦ ﻓَﻀَﺎﻟَﺔَ ﺑْﻦَ ﻋُﺒَﻴْﺪٍ ﺻَﺎﺣِﺐَ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻳَﻘُﻮﻝُ ": ﺳَﻤِﻊَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺭَﺟُﻠًﺎ ﻳَﺪْﻋُﻮ ﻓِﻲ ﺻَﻠَﺎﺗِﻪِ ﻟَﻢْ ﻳُﻤَﺠِّﺪْ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻭَﻟَﻢْ ﻳُﺼَﻞِّ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻓَﻘَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢ ": ﻋَﺠِﻞَ ﻫَﺬَﺍ " ﺛُﻢَّ ﺩَﻋَﺎﻩُ ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻟَﻪُ ﺃَﻭْ ﻟِﻐَﻴْﺮِﻩِ ": ﺇِﺫَﺍ ﺻَﻠَّﻰ ﺃَﺣَﺪُﻛُﻢْ ﻓَﻠْﻴَﺒْﺪَﺃْ ﺑِﺘَﻤْﺠِﻴﺪِ ﺭَﺑِّﻪِ ﺟَﻞَّ ﻭَﻋَﺰَّ ﻭَﺍﻟﺜَّﻨَﺎﺀِ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺛُﻢَّ ﻳُﺼَﻠِّﻲ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺛُﻢَّ ﻳَﺪْﻋُﻮ ﺑَﻌْﺪُ ﺑِﻤَﺎ ﺷَﺎﺀَ ."
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ، ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨُﻄﺐ ﻭﺍﻷﺩﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻷﺫﺍﻥ، ﻭﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻪ، ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮﻩ، ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻋﻨﺪ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ، ﺃﻭ ﻣﺆﻟﻒ، ﺃﻭ ﺭﺳﺎﻟﺔ، ﺃﻭ ﻣﻘﺎﻝ ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺐ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ، ﻭﻟﻴﺘﺬﻛﺮﻩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ( ﺹ ) ﺃﻭ ( ﺻﻠﻌﻢ ) ، ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻬﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻔﻴﻦ، ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻟﻬﺎ ﻗﺪ ﻛﺮﻫﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺣﺬَّﺭﻭﺍ ﻣﻨﻪ .
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ) ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ، ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺿﺒﻂ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺗﻘﻴﻴﺪﻩ، ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ :( ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ : ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮﻩ، ﻭﻻ ﻳﺴﺄﻡ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﻳﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺗﻜﺮﺭﻩ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺠﻠﻬﺎ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻛﺘﺒﺘﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﻏﻔﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺣُﺮٍﻡ ﺣﻈﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻷﻫﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺎﻣﺎﺕ ﺻﺎﻟﺤﺔ، ﻭﻣﺎ ﻳﻜﺘﺒﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﺩﻋﺎﺀ ﻳﺜﺒﺘﻪ ﻻ ﻛﻼﻡ ﻳﺮﻭﻳﻪ .
ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ، ﻭﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ، ﻧﺤﻮ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻣﺎ ﺿﺎﻫﻰ ﺫﻟﻚ ... ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ : ﺛﻢ ﻟﻴﺘﺠﻨﺐ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻧﻘﺼﻴﻦ :
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﺻﻮﺭﺓ ﺭﺍﻣﺰﺍً ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺤﺮﻓﻴﻦ، ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﺑﺄﻻ ﻳﻜﺘﺐ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺣﻤﺰﺓ ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ : ﻛﻨﺖ ﺃﻛﺘﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻛﺘﺐ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻻ ﺃﻛﺘﺐ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : ﻣﺎﻟﻚ ﻻ ﺗﺘﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻲ؟ ﻗﺎﻝ : ﻓﻤﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﻛﺘﺒﺖ ﻭﺳﻠﻢ ... ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ : ﻗﻠﺖ : ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ( ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ) ، ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ ﻣﻠﺨﺼﺎً .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﺨﺎﻭﻱ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﻐﻴﺚ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺃﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ) ﻟﻠﻌﺮﺍﻗﻲ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ : ( ﻭﺍﺟﺘﻨﺐ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ( ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻟﻬﺎ ) ﺃﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺧﻄﻚ، ﺑﺄﻥ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻓﻴﻦ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﺻﻮﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ... ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺠﻢ ﻏﺎﻟﺒﺎً، ﻭﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ، ﻓﻴﻜﺘﺒﻮﻥ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﺹ ) ﺃﻭ ( ﺻﻢ ) ﺃﻭ ( ﺻﻠﻌﻢ ) ، ﻓﺬﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﺍﻷﺟﺮ ﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺧﻼﻑ ﺍﻷﻭﻟﻰ ) .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻨﻮﺍﻭﻱ ) : ( ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻫﻨﺎ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎً ) ... ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ : ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺤﺮﻑ ﺃﻭ ﺣﺮﻓﻴﻦ، ﻛﻤﻦ ﻳﻜﺘﺐ ( ﺻﻠﻌﻢ ) ﺑﻞ ﻳﻜﺘﺒﻬﻤﺎ ﺑﻜﻤﺎﻟﻬﻤﺎ )
ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ : } ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻠَﺎﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤﺎً {ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ 56 ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻏَّﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻨﻪ، ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : " ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻲَّ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻬﺎ ﻋﺸﺮﺍً " ، ﻭﻋﻨﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : " ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﻗﺒﻮﺭﺍً، ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﻗﺒﺮﻱ ﻋﻴﺪﺍً، ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻲ، ﻓﺈﻥ ﺻﻼﺗﻜﻢ ﺗﺒﻠﻐﻨﻲ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ " ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ " ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻒُ ﺭﺟﻞ ﺫُﻛﺮﺕُ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻠﻢ ﻳُﺼﻞِّ ﻋﻠﻲَّ " ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭﻟﻠﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻣﻨﻬﺎ :
-11 ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻪ ﻭﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻠَﺎﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤﺎً { ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ .56
-22 ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻷﺟﺮ ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ": ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺸﺮﺍ " ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
-33 ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﻭﺳﺒﺐ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻭﺩﻭﺍﻡ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻔﻲ ﺳﻨﻦ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻦ ﻓَﻀَﺎﻟَﺔَ ﺑْﻦَ ﻋُﺒَﻴْﺪٍ ﺻَﺎﺣِﺐَ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻳَﻘُﻮﻝُ ": ﺳَﻤِﻊَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺭَﺟُﻠًﺎ ﻳَﺪْﻋُﻮ ﻓِﻲ ﺻَﻠَﺎﺗِﻪِ ﻟَﻢْ ﻳُﻤَﺠِّﺪْ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﻭَﻟَﻢْ ﻳُﺼَﻞِّ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻓَﻘَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢ ": ﻋَﺠِﻞَ ﻫَﺬَﺍ " ﺛُﻢَّ ﺩَﻋَﺎﻩُ ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻟَﻪُ ﺃَﻭْ ﻟِﻐَﻴْﺮِﻩِ ": ﺇِﺫَﺍ ﺻَﻠَّﻰ ﺃَﺣَﺪُﻛُﻢْ ﻓَﻠْﻴَﺒْﺪَﺃْ ﺑِﺘَﻤْﺠِﻴﺪِ ﺭَﺑِّﻪِ ﺟَﻞَّ ﻭَﻋَﺰَّ ﻭَﺍﻟﺜَّﻨَﺎﺀِ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺛُﻢَّ ﻳُﺼَﻠِّﻲ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺛُﻢَّ ﻳَﺪْﻋُﻮ ﺑَﻌْﺪُ ﺑِﻤَﺎ ﺷَﺎﺀَ ."
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ، ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨُﻄﺐ ﻭﺍﻷﺩﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻷﺫﺍﻥ، ﻭﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻪ، ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮﻩ، ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻋﻨﺪ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ، ﺃﻭ ﻣﺆﻟﻒ، ﺃﻭ ﺭﺳﺎﻟﺔ، ﺃﻭ ﻣﻘﺎﻝ ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺐ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎً ﻟﻤﺎ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ، ﻭﻟﻴﺘﺬﻛﺮﻩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ( ﺹ ) ﺃﻭ ( ﺻﻠﻌﻢ ) ، ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻬﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻔﻴﻦ، ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻟﻬﺎ ﻗﺪ ﻛﺮﻫﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺣﺬَّﺭﻭﺍ ﻣﻨﻪ .
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ) ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ، ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺿﺒﻂ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺗﻘﻴﻴﺪﻩ، ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ :( ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ : ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮﻩ، ﻭﻻ ﻳﺴﺄﻡ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﻳﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺗﻜﺮﺭﻩ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺠﻠﻬﺎ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻛﺘﺒﺘﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﻏﻔﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺣُﺮٍﻡ ﺣﻈﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻷﻫﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺎﻣﺎﺕ ﺻﺎﻟﺤﺔ، ﻭﻣﺎ ﻳﻜﺘﺒﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﺩﻋﺎﺀ ﻳﺜﺒﺘﻪ ﻻ ﻛﻼﻡ ﻳﺮﻭﻳﻪ .
ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ، ﻭﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ، ﻧﺤﻮ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻣﺎ ﺿﺎﻫﻰ ﺫﻟﻚ ... ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ : ﺛﻢ ﻟﻴﺘﺠﻨﺐ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻧﻘﺼﻴﻦ :
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﺻﻮﺭﺓ ﺭﺍﻣﺰﺍً ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺤﺮﻓﻴﻦ، ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﺑﺄﻻ ﻳﻜﺘﺐ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺣﻤﺰﺓ ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ : ﻛﻨﺖ ﺃﻛﺘﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻛﺘﺐ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻻ ﺃﻛﺘﺐ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : ﻣﺎﻟﻚ ﻻ ﺗﺘﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻲ؟ ﻗﺎﻝ : ﻓﻤﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﻛﺘﺒﺖ ﻭﺳﻠﻢ ... ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﻼﺡ : ﻗﻠﺖ : ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ( ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ) ، ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ ﻣﻠﺨﺼﺎً .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﺨﺎﻭﻱ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﻐﻴﺚ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺃﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ) ﻟﻠﻌﺮﺍﻗﻲ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ : ( ﻭﺍﺟﺘﻨﺐ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ( ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻟﻬﺎ ) ﺃﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺧﻄﻚ، ﺑﺄﻥ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻓﻴﻦ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﺻﻮﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ... ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺠﻢ ﻏﺎﻟﺒﺎً، ﻭﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ، ﻓﻴﻜﺘﺒﻮﻥ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﺹ ) ﺃﻭ ( ﺻﻢ ) ﺃﻭ ( ﺻﻠﻌﻢ ) ، ﻓﺬﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﺍﻷﺟﺮ ﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺧﻼﻑ ﺍﻷﻭﻟﻰ ) .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻨﻮﺍﻭﻱ ) : ( ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻫﻨﺎ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎً ) ... ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ : ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺤﺮﻑ ﺃﻭ ﺣﺮﻓﻴﻦ، ﻛﻤﻦ ﻳﻜﺘﺐ ( ﺻﻠﻌﻢ ) ﺑﻞ ﻳﻜﺘﺒﻬﻤﺎ ﺑﻜﻤﺎﻟﻬﻤﺎ )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق