بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين إصطفى خير من وطيء الثرى وعلى آله وصحبه خير القرون في هذه الامة ومن نهج نهجهم وإقتفى أثرهم إلى يوم الدين وبعد.
لقد تكلم الكثير من أصحاب الأهواء الخبيثة وأرادوا أن يبثو سموم الحقد الدفين للطعن في كتاب الله عزوجل ومادروا بذلك أنهم إنما يطعنون في عدالة خالق البشر والعياذ بالله فما نفثوه في كير الطوية إنما أحرقت قلوبهم في نار الحقد والحسد والبغضاء
فأشعلت جذوة لدى المسلمين للرجوع إلى كتاب الله عزوجل وتأمله لإطفاء هذا الحقد المتجذر في كراهية الإسلام وأهله ولأجل أن ينصاعوا للحق والحقيقة ولكنها لاتعمى الأبصار بل تعمى القلوب التي في الصدور
وإننا اليوم أمام موضوع طالما حاول أعداء الله إثارته يبغون الفتنة من خلاله ولكن أنّى لهم ذلك وقد سخّر الله عزوجل لهم رجال يذودون عن دينه بكل ما أوتو من علم ومعرفة ولله الحمد .
لقد تفكرت في قوله تعالى : وقرن في بيوتكن ... الآية وكيف أراد أعداء الإسلام أن يلصقوا التهم الجزاف من خلال هذه الآية بأن الإسلام لم ينصف المرأة وظلمها ولم يعطها حريتها وأراد حبسها والتضييق عليها وعدم السماح لها بالخروج من بيتها والعمل بماتراه يتماشى مع طبيعتها الأنثوية
فأقول مستعيناً بالله ومتوكلاً عليه وطالباً العون منه للتوفيق والسداد
قال الله تعالى : (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). الأحزاب. الآية: 33
فعندمارجعت إلى أقول فحول العلم من علماء التفسير واللغة إلى معنى كلمة ( قرن )
وجدت أن معناها أي اثبتن أو إستقرن في بيوتكن
فهذه الآية كثيراً ما كانت محل إعتراض من دعاة حقوق المرأة الذين يريدون في كل لحظة الطعن في ديننا والتشكيك فيه باسم حرية المرأة وللأسف لقد انجر كثير من العلماء وراء هذا الكلام وبدؤوا يصدرون الفتاوى بحرية عمل المرأة وكأن الإسلام لم يعطها حقها ولم ينصفها ولكنهم نسوا بأن يبينوا للناس الغاية التي أرادها الله عزوجل من قوله تعالى .( وقرن في بيوتكن )
ولكني أعطف فأقول أنني لست ضد عمل المرأة أو حريتها بل اريد أن تذهب زوجتي إلى طبيبة لمداواتها واختي إلى معلمة لتدريسها ... و ...و.. إلخ
لكن شريطة أن لاتنسى ما أراده الله عزوجل منها ووظيفتها المنوطة بها لتقوم بها أولاً .
فبعد أن كانت المرأة كعبدة مهانة تعمل بأرذل المهن بل وينظر إليها على أنها عارٌ ومحل للتمتع لكل من هبّ ودبّ في المجتمع الجاهلي جاء الإسلام ليرفعها ويعلي شأنها ويكرمها ويعطها مكانتها التي تليق بها
أخرج الإمام أحمد في مسنده عن أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :( حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ )
وتعالوا بنا لننظر إلى الوظيفة المنوطة بالمرأة التي أراد منها الله عزوجل القيام بها وكيف أراد الله المرأة ان تكون وبأي مكان ...
إننا نجد أن الإسلام كثيراً ما يحث على إختيار الزوجة إختياراً صحيحاً ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم . في الحديث الذي أخرجه مسلم عن جابررضي الله عنه (إن المرأة تنكح على دينها، ومالها،وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك)
وكذالك الحديث الذي أخرجه الحاكم ( تخيروا لنطفكم )
وحديث (ليتخذأحدكم قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وزوجةً مؤمنةً تعينه على أمر الآخرة ) أخرجه أحمد في مسنده
فنرى هنا أن الإسلام يشدد على إختيار المرأة كثيراً لأنه يهيؤها لوظيفة سامية ٍ تليق بمكانتها كإمرأة فكما أن الإسلام أناط بالرجل وظيفة القوامة وتدبير شؤونها وإلزامة بالنفقة عليها. أناط بها تربية الأولاد ورعايتهن على أكمل وجه وأتمه
فالمرأة عندما تجلس في بيتها ويلقى على كاهل زوجها مسؤولية القوامة والنفقة عليها
ماهي إلا كجوهرة وضعت في مكان يليق بها قال عليه الصلاة والسلام ((ألاأخبركم بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة ) بل وملكة يقوم على خدمتها الرجال ولأن القوامة هي درجة تكليف وليست درجة تشريف
فما التأنيث لاسم الشمس عيب *** ولا التذكير فخر للهلال
فعندما تجلس المرأة في بيتها فهي كالملكة بالنسبة للرجل وعندما تقوم بالواجب الذي انيط بها وهو تربية الأولاد تكون قائدة للمجتمع بأسره .
فالمرأة هي التي تخّرج الرجال وتصنعهم وهي ام وأخت وبنت الرجال فهي صانعة الرجال الذين يحملون راية الإسلام عالية ً خفاقة ومديرةً لشؤون الامة بأكملها وهي في بيتها
ألاترون إلى صفية بنت عبدالمطلب وابنها الزبير بن العوام . ونسيبة بنت كعب المازنية وابنها حبيب بن زيد
وإلى أبي حنيفة وامه وإلى الإمام أحمد وامه ومحمد الفاتح وامه
والكثير الكثير الذي يدل على تحكم المرأة في المجتمع وقيادتها له من خلال بيتها الذي صنعت فيه الرجال وهيئتهم لقيادة الامة .
ورحم الله القائل
وأخلاق الوليد تقاس حسناً *** بأخلاق النساء الولدات
فكيف نظن بالأبناء خيرا ً*** إذا نشؤوا بحضن الجاهلات
والقائل .
الام مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق
إنك لترى معي أيها المتأمل بعين العقل المنصف كيف أن الإسلام كّرمها وصانها ووضعها في المكان الذي يليق بها وألزم الرجل بتدبير شؤونها ولذلك وزع الأدوار بين الرجل والمرأة وجعل لكل منهما مسؤوليةً ملقاةً على عاتقه
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، الحديث .
فإذا قامت المرأة بوظيفتها تجاه زوجها وأولادها فإن الإسلام لم يمنعها من العمل بمايناسب طبيعة تكوينها الأنثويأفلاتصونونها يا دعاة الحرية وتكرمونها هذا التكريم
نسأل الله ان برزقنا حسن التفهم والدرك
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه : ابومحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق