من فضائح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب-حسن السقاف
الكتاب: من فضائح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب
المؤلف: السيد حسن بن علي السقاف العلوي الهاشمي.
من فضائح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب
كذب الحشوية على الأئمة الأربعة
جرأة ابن تيمية على الإمام علي
أهل السنة أهل ضلال عند الوهابية
دوران الأرض يفسد العقيدة الوهابية
الإسفاف الفكري عند الوهابية
الحشوية وتضليلهم للإمام الترمذي
---
أن نسمِّي هرطقة الوهابية فكراً فذاك المجاز عينُه، وفي هذا الفصل عبرة! وفيه صفاتهم التالية متجلية:
(يسيئون الأعمال)
(يقرؤون القرآن ولا يجاوز حناجرهم)
من فضائح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب
الشيخ سليمان بن عبدالوهاب النجدي ذكر عن أخيه محمد بأنه ليس أهلاً للاجتهاد بل ولم يصل عشرَ الأهلية، ولنبرهن على ذلك فسنأخذ مثالاً من كتاب من كتب الشيخ محمد فلسان المرء مقياس عقله؛ وما يكتبه هو حصيلة فكره، والكتاب هو (كتاب التوحيد الذي هو حقُّ الله على العبيد) للشيخ محمد بن عبدالوهاب، وهذا الكتاب له تقديس خاصٌ عند الحشوية؛ يقدسونه ويوزعونه بالمجان، وهو كُتيب إذا قرأته فلن تجد فيه تجديداً يستأهل هذا الاهتمام، بل لا أظنك تتصور أنَّ كتاباً هذا عنوانه قد يحوي أحاديث ضعيفة، لأنه كتاب عقيدة؛ وكتب العقيدة يجب أن تنزَّه عن الأحاديث الضعيفة؛ فأقول لك هوِّن عليك يا أخي فالشيخ القدوة المجدد!! لا يستدل بالأحاديث الضعيفة فحسب بل وبالموضوعة كذلك، ويهِم فيه أوهاماً كثيرة؛ فيزيد في الأحاديث كلمات من عنده؛ وينسب الحديث إلى مصادر ليس موجوداً فيها وإليك الأمثلة:
(1) في باب: {فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما} أورد في تفسير هذه الآية قصة تقدح في عصمة أبينا آدم عليه السلام وترميه وأمنا حواء بالشرك؛ وهي قصة واهية، منسوبة إلى ابن عباس، رواها ابن أبي حاتم، يعلم بطلانها صغار الطلبة النافرين للتفقه في الدين؛ فقال: (لما تغشاها آدم حمَلَتْ، فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلنَّ له قرنيَ أيِّل، فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن - يخوفهما - سمِياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت، فأتاهما، فقال مثل قوله: فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت، فأتاهما، فذكر لهما، فأدركهما حبُّ الولد، فسمياه عبد الحارث فذلك قوله تعالى: {جعلا له شركاء فيما آتاهما}.)
ونحن نرد على شيخ الوهابية من لسان رجل من أهل تقديسهم من العلماء؛ وهو ابن حزم الذي قال في كتابه الملل والنحل) وهذا الذي نسبوه إلى آدم من أنه سمى ابنه عبد الحارث خرافة موضوعة مكذوبة ... ولم يصح سندها قط، وإنما نزلت الآية في المشركين على ظاهرها) (فتح المجيد ص 392) ونحن نعلم أن ابن عبد الوهاب مغرور يظن نفسه عالما وقد نفخ فيه ذلك طبعه أولا، وأساتذته المستشرقون ثانياً؛ حيث أرادوا منه أن يكون رأس حربة يشوهون بها الإسلام، ويشغل المسلمين عن جهاد اليهود والنصارى بفقهه الهزيل الأعوج، وفقه قومه خوارج نجد - فيشتغل المسلمون بأنفسهم ويستبدلون ذروة سنام الإسلام بدعوى الشرك وعبادة القبور ومحاربتها رغم أن الرسول الكريم قد نص بأن الشيطان أيس أن يعبده المسلمون - وإلا فإن الشرك لا يجوز اعتقاده في الأنبياء عليهم السلام ولا يقع منهم على أي حال، فهم مبرؤون منه باتفاق الأمة، فكيف لكُتَيِّب كهذا يحمل مثل هذا الخطأ الفاحش أن يسمى بكتاب التوحيد؟ .(2) فهل من غرابة أن يلمز محمد بن عبد الوهاب في كُتيبه هذا في باب قول: ما شاء الله وشئت، الشيخَ البوصيري بالشرك في قصيدته البردة التي استشفى الله سبحانه وتعالى بها لأنه قال في الرسول الكريم:
يا سيد الخلق مالي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
ولو كان الشيخ فقيها لعلم أن هذا ليس بشرك إلا في فقه الخوارج الأعوج، فقد ثبت بالأحاديث الصحيحة أن الناس يوم القيامة يتدافعون إلى الأنبياء عليهم السلام ليشفعوا لهم، فيتدافعها الأنبياء إلى رسول الله محمد r فيتقدم فيقال له (اشفع تشفَّع وسل تعطه) رواه أغلب أهل الحديث عن عدد من الصحابة، فهل يكون البوصيري الفقيه مشركاً بقوله أن ليس له من يلوذ به يوم القيامة إلا رسول الله r؟!
(3) أورد الشيخ في (باب: ما جاء في الكهان ونحوهم) حديث مسلم: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً).
رواه مسلم، ولكنه زاد فيه (فصدَّقه) وليس فيه فصدَّقه كما وهم الشيخ!.
(4) في (باب: ما جاء في قوله تعالى: وما قدروا الله حقّ قدره .. ) أورد حديث: (يَطْوِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ)
رواه مسلم في كتاب (صفة القيامة والجنّة)، وزاد فيه الشيخ بعد الأرضين كلمة (السبع) وهو كما ترى ليس فيه (السبع) كما وهم!، وقد بحثت في رواية أبي داود ورواية ابن ماجة أيضاً؛ وليس لكلمة (السبع) وجود.
(5) وهذا الحديث وإن رواه الإمام مسلم فهو أحد أحاديثه الباطلة ففي إسناده (عمر بن حمزة)، قال عنه أحمد ابن حنبل (أحاديثه مناكير)، وقال عنه الرازي ذلك أيضاً، وقال يحيى بن معين (ضعيف)، وقال النسائي (ليس بالقوي) وقال عنه مرَّة (ضعيف)، وقال ابن حجر في (التقريب 1/ 715 برقم 4900) (ضعيف)، وقد ذكره ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكين 2/ 207 برقم 2453)، وفوق ذاك فإن أبا أسامة (حماد بن أسامة) مدلِّس كما قال ذلك ابن حجر في التقريب (1/ 236 برقم 1492) حيث قال هناك: بعد أن وثَّقه (ربما دلَّس) وقال ذلك عنه محمد بن سعد، وإن كان يبيِّن تدليسه، فهو هنا لم يصرِّح بالتحديث، ومن العلماء من لا يأخذ حديث المدلِّس أصلاً كما روى الشافعي عن شعبة (التدليس أخو الكذب)، فهذا الحديث بعيداً عن الخوض في متنه هو واهي الإسناد جداً.
(6) وفي هذا الباب أيضاً استدل بالرواية التالية عن أبي ذر: (ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض) وهذه الرواية قبل كل شيء مما انفرد به ابن حبان ولفظ (من الأرض) زيادة من الشيخ حيث أنه يميل للزيادة في الروايات!
(7) قال الشيخ شعيب الأرناؤوط في هذا الحديث: إسناده ضعيف جداً.
(8) ويكفي دليلاً على بطلان هذه الرواية أنَّ فيها الكذَّاب إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسَّاني الذي بيَّن كذبه ابن أبي حاتم بما لا يدع مجالاً للارتياب ثم ختم قوله بالتالي ( .. وهو كذَّاب)، وقال علي بن الحسين بن الجنيد (صدق أبو حاتم ينبغي ألا يحدَّث عنه)، وقال أبو زرعة (كذّاب)، وقال الذهبي (إبراهيم هذا متروك)
راجع لسان الميزان للذهبي 1/ 122 رقم 372، والجرح والتعديل 2/ 142 رقم 469.
(9) وفي باب: من الشرك لبس الحلقة والخيط ... استدلَّ بحديث (من تعلّق بتميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعةٍ فلا ودع الله له) وهذا الحديث فيه (مشرح بن عاهان) الذي قال فيه ابن حبان (يروي عن عقبة مناكير لا يتابع عليها) وهذا الحديث قد رواه عن عقبة!!
(10) وقد اعتمد الشيخ في (باب التنجيم) من كتابه على حديث رواه أحمد وابن حبان وفي إسناده (أبو حريز)، وهو (منكر الحديث) كما قال عنه أحمد بن حنبل، وقال النسائي (ضعيف)، وليته اطلع على أحاديث صحيحة ليستدل بها في هذا الباب!
(11) وفي باب: (ما جاء في الرقى والتمائم)، أتى بأحاديث سندها ضعيف كحديث (إن الرقى والتمائم والتوَّله شرك) ففي إسناده (ابن أخي زينب) وهو مبهم لا يُعرف كما يقول عنه علماء الحديث؛ بينما كان بإمكان الشيخ أن يستدل بأحاديث صحاح في هذا الباب أيضا!
(12) وفي نفس الباب: أورد حديث (من تعلّق شيئاً وكل إليه) وفيه (ابن أبي ليلى) عند أحمد وقد قال فيه نفسه: (سيء الحفظ مضطرب الحديث)، وقال شعبة: (ما رأيت أحداً أسوأ حفظاً منه)، وقال يحيى بن معين: (ليس بذاك)، وقد ضعّفه يحيى بن سعيد القطّان.
أما رواية النسائي ففيها (عبّاد بن ميسرة المنقري) قال فيه أحمد بن حنبل (ضعيف)، وقال أبو داود (ليس بالقوي).
(13) وفي نفس الباب أيضاً: أورد حديث (يارويفع! لعل الحياة تطول بك ... الخ) والحديث فيه (شيبان القتباني وهو مجهول) وفي الرواية الأخرى (ابن لهيعة) الذي قال فيه ابن مهدي (ما أعتد بشيء سمعته من حديثه)، وقال أحمد (ما حديثه بحجّة وإني أكتبه أعتبر به) وقال يحيى بن معين (في حديثه كله ليس بشيء)، وفي رواية النسائي رجل مبهم حيث قال في الإسناد (وذكر آخر قبله)!
(14) وفي باب ما جاء في قوله تعالى: {وما قدروا الله حقّ قدره .. } ذكر الرواية التالية (هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ... الخ) *
وهي رواية موضوعة باطلة رواتها بين مجهول وكذّاب وضعيف وإليك قدح أهل الحديث فيهم:
- يحيى بن العلاء. قال عنه وكيع بن الجراح (يكذب)، وقال عنه أحمد بن حنبل (كذاب يضع الحديث) ومن عجب أن يروي عنه أحمد بعد ذاك!، وقال عنه يحيى بن معين (ليس بثقة)، وقال عمرو بن الفلاس والبخاري (متروك الحديث) وقال إبراهيم الجوهري (شيخ واهٍ) راجع مثلاً الكامل في ضعفاء الرجال (7/ 198) برقم (2104) و (الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث) (ص 280) برقم (840).
- سماك بن حرب. قال عنه عبدالله بن المبارك (ضعيف الحديث)، ومع أنّ ابن حبان وثّقه فقد قال عنه (يخطئ كثيراً!)، وقال سفيان الثوري (ضعيف)، وقال جرير (أتيت سماك بن حرب فرأيته يبول واقفاً) وكان شعبة يضعفه راجع مثلاً الكامل في ضعفاء الرجال (3/ 460) برقم (875). وقد ذكره ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكين) (2/ 26) برقم (1552) وقال عنه هناك (كان شعبة، وسفيان الثوري يضعِّفانه. قال ابن عمَّار: (كانوا يقولون إنه يغلط ويختلفون في حديثه). قال ابن معين: (أسند أحاديث لم يسندها غيره ... ). وقال صالح بن محمد (يُضعَّف ... ). وقال عبدالرحمن بن يوسف بن خراش: (في حديثه لين). وسماك هذا أحد ضعفاء البخاري ومسلم.
- عبدالله بن عميرة الكوفي. قال عنه إبراهيم الحربي (لا أعرفه)، وقال الذهبي (لا يُعرَف)، وقد ضعَّفه العقيلي وابن عدي وفي لسان الميزان (مجهول) (7/ 267) برقم (3588).
(15) وقال في الحديث السابق (أخرجه أبو داود وغيره)، ونقول أخطأت يا شيخ فالحديث قد رواه أحمد الذي تدَّعون أنه إمامكم وليس أبو داود، وهو مما تفرد به أحمد بين الأئمة أمثال: (مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة والدارمي) فلم يروه أحد منهم!
أما إذا قلتم أيها المجسِّمة انتصاراً لشيخكم إن للحديث شبيهاً - ولو لم يكن بنفس الألفاظ - عند أبي داود فنقول لكم نعم ونصه كالتالي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ كُنْتُ فِي الْبَطْحَاءِ فِي عِصَابَةٍ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ r فَمَرَّتْ بِهِمْ سَحَابَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ قَالُوا السَّحَابَ قَالَ وَالْمُزْنَ قَالُوا وَالْمُزْنَ قَالَ وَالْعَنَانَ قَالُوا وَالْعَنَانَ قَالَ أَبو دَاود لَمْ أُتْقِنِ الْعَنَانَ جَيِّدًا قَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا بُعْدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالُوا لَا نَدْرِي قَالَ إِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدَةٌ أَوِ اثْنَتَانِ أَوْ ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً ثُمَّ السَّمَاءُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ثُمَّ فَوْقَ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ أَظْلَافِهِمْ وَرُكَبِهِمْ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ عَلَى ظُهُورِهِمُ الْعَرْشُ مَا بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ سِمَاكٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ سِمَاكٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاه.
وهذا مظلمٌ باطل مكذوب على رسول الله r مثل سابقه ففي إسناده:
- الوليد بن أبي ثور، واسمه كاملاً الوليد بن عبدالله بن أبي ثور الهمداني الكوفي، وهو كذّاب منكر الحديث كما صرَّح بذلك أساطين هذا الفن فقد قال فيه يحيى بن معين (ليس بشيء) وقال ابن نمير (كذَّاب) وقال أبو زرعة (منكر الحديث يهم كثيراً)، وقال يعقوب بن سفيان، وصالح جزرة (ضعيف) وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين وقال عنه هناك (قال النسائي: ضعيف)، وقال ابن حجر في التقريب ج2 / برقم (7458): (ضعيف).
- عبدالله بن عميرة الكوفي. راجعه في تخريج الحديث السابق، علماً أن البخاري قد صرح بأن ابن عميرة هذا لا يعلم له سماع من الأحنف. راجع الكامل في ضعفاء الرجال (4/ 232) برقم (1053)
- عمرو بن قيس، قال الذهبي: (له أوهام)، وقال أبو داود راوي الحديث (في حديثه خطأ)
- سماك بن حرب. راجع تعريفه في الحديث السابق. وهذه الرواية مع ما فيها من بطلان واضح في المتن وكذب في الإسناد لم يتجاوز شيخكم الألباني فيها حد التضعيف!
(16) وفي الكتيِّب هذا أحاديث لم يذكر من أين أتى بها!! وقد تفادى شرَّاح كتاب الشيخ تخريج هذه الأحاديث أو التعليق عليها علماً أنهم يسارعون إلى ذلك متى ما علموا أنَّ للحديث ولو بعض أصل في كتب الحديث!، وقد ضربت عن البحث عنها صفحاً لأنَّ في ما ذكرت كفاية لإثبات مقولة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب بأنَّ محمداً هذا لم يبلغ معشار أهل العلم [1]!
وبالله عليكم أيها الوهابية هل تبنون عقيدتكم على أحاديث الكذَّابين والوضَّاعين، والضعفاء والمتروكين، والمجهولين، بل وروايات ليس لها أصل في كتب الحديث، وتتركون المحكم من كلام ربِّ العالمين والثابت الشهير من كلام سيِّد المرسلين!!!.
كذب الحشوية على الأئمة الأربعة
لا يخفى على كل عاقل منصف مطلع على كتب المجسِّمة تجرؤهم في الكذب على الله ورسوله فمن طالع كتبهم وجد ذلك ككتب ابن تيمية وابن القيم وأبو يعلى المجسم والدارمي ... ... وغيرهم من أرباب هذه النحلة الخاسرة ونقدم ههنا لمحةً من كذبهم على أئمة المذاهب الأربعة وذلك لأننا وجدنا البعض يجلون علماء الحشوية لالتباس الأمر عليهم ويحسبونهم من أهل السنة وما هم إلا من أهل الباطل أخزاهم الله تعالى وإليكم بيان ذلك نقلاً عن العلامة الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي المتوفي سنة 597هـ، كتاب (دفع شبه التشبيه بأكفِّ التنزيه) [2] باختصار:
1 0 الإمام أبو حنيفة:
نسبوا إليه أنه قال: من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر لأن الله يقول: (الرحمن على العرش استوى) وعرشه فوق سبع سموات.
والجواب: أن هذا الكلام كذب باطل مصنوع على أبي حنيفة وذلك لأن الراوي لهذا الكلام هو أبو مطيع البلخي وهو كذاب دجال، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة ضعيف، وقال أحمد: لا ينبغي أن يروى عنه شيء، وقال البخاري: ضعيف صاحب رأي، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم: كان مرجئا كذابا، وقد جزم الذهبي بأنه وضع حديثا كما في ترجمة عثمان بن عبدالله الأموي، قال ابن أبي العز شارح الطحاوية الحشوي المجسم ج2 ص480 نقلاً عن ابن كثير: وأما أبو مطيع فهو الحكم بن عبد الله بن مسلمة البلخي، ضعفه أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وعمرو بن علي الفلاس والبخاري وأبو داود وأبو حاتم الرازي وأبو حاتم محمد بن حبان البستي وابن عدي والدار قطني وغيرهم اهـ.
---
هذا ما قاله هنا بينما قال بعد ما أورد الأثر السابق ص378: ولا يلتفت إلى من أنكر ذلك ... فتأمل في كلامه واحكم عليه بما شئت. وأبو إسماعيل الأنصاري الملقب بشيخ الإسلام الراوي لهذا الأثر لا يحتج بنقله ولا كرامة لأنه مجسم خبيث قائل بالحلول والاتحاد كما قال ابن تيمية كما نقله الإمام ابن السبكي في الطبقات الكبرى ج4 ص272 نقلا عن الحافظ الذهبي. ا هـ
وعلى تقدير صحة هذا الكلام فقد أجاب عنه الإمام ابن عبد السلام في حل الرموز كما نقله علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص271 قال: من قال لا أعرف الله تعالى في السماء أم في الأرض كفر، لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه. ا هـ
قال القاري: ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم فيجب الاعتماد عل نقله لا على ما نقله الشارح - يعني شارح الطحاوية المجسِّم - مع أن أبا مطيع رجل وضّاع عند أهل الحديث كما صرح به غير واحد. ا هـ كلام القاري.
على أن الإمام أبا حنيفة قد صرح بنفي الاستقرار على العرش كما في كتابه الوصية كما في شرح الفقه الأكبر ص61 حيث قال: نقر بأن الله على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه، واستقراره عليه وهو الحافظ للعرش وغير العرش فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوق ولو صار محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى فهو منزه عن ذلك علوا كبيرا. اهـ.
يتبع
«ابن تيمية» «حياته عقائده» ومن هوعبداللّه بن سبا ومن هو معاوية
نشأة الشيعة
بحث كامل في زيارة القبور والتوسل
اضف الى معلوماتك جهاز الراوتر بالشبكات وما هو دورة
(إن مذهباً يثبت نفسه من كتب خصمه أحق أن يتبع،
وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه)
إبلاغ المشرف عن المشاركة | رقم الـ IP
Old Post تاريخ المشاركة: 10 - 06 - 2003
في الساعة: 12:26 AM
ساعة2002 غير متصلإضغط هنا لمشاهدة هوية ساعة2002إضغط هنا لإرسال رسالة شخصية لـ ساعة2002إبحث عن مواضيع ساعة2002أضف ساعة2002 إلى قائمة أصدقائك
تحرير المشاركةاقتباس من المشاركة
ساعة2002
موقوف
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المدينة:
المشاركات: 3103
Arrow
0 الإمام مالك بن أنس:
فإنهم يروون عنه أنه قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة)
والجواب: أن هذا لم يثبت عن مالك من رواية صحيحة ولا حسنة ولا ضعيفة خفيفة الضعف، ومن يدعي خلاف ذلك فعليه أن يوضح لنا ذلك ونحن بحمد الله على أتم الاستعداد لنجيب عليه وندحضه بالحجة والبرهان، وإنما جاء عنه بلفظ: (الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) وهذه قاصمة لظهور المجسمة.
قال ابن اللبان في تفسير قول مالك هذا كما في إتحاف السادة المتقين ج2 ص82 قوله: كيف غير معقول أي كيف من صفات الحوادث وكل ما كان من صفات الحوادث فإثباته في صفات الله تعالى ينافي ما يقتضيه العقل فيجزم بنفيه عن الله تعالى، قوله: والاستواء غير مجهول أي أنه معلوم المعنى عند أهل اللغة، والإيمان به على الوجه اللائق به تعالى واجب؛ لأنه من الإيمان بالله وبكتبه، والسؤال عنه بدعة؛ أي حادث لأن الصحابة كانوا عالمين بمعناه اللائق بحسب وضع اللغة فلم يحتاجوا للسؤال عنه، فلما جاء من لم يحط بأوضاع لغتهم ولا له نور كنورهم يهديه لصفات ربه يسأل عن ذلك، فكان سؤاله سببا لاشتباهه على الناس وزيغهم عن المراد اهـ.
وقال مالك: (الرحمن على العرش استوى كما وصف به نفسه ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع ... )، وفي هذا ردٌّ صريح على عقيدة المجسمة الذين يقولون بإثبات الكيف وبيان المعنى. [3]
3 0 الإمام أحمد بن حنبل:
رغم أن الوهابية انتسبوا إلى الإمام أحمد زوراً وبهتاناً فإنه لم يسلم هو أيضا من كذبهم عليه، وهم لم يتبعوه أصلا، فالإمام أحمد لم يفت باستحلال دماء مخالفيه بل ولا أهل البدع فقد جاء في مختصر الروضة: (الصحيح أن من كان من أهل الشهادتين فإنه لا يكفر ببدعة على الإطلاق ما استند فيها إلى تأويل يلتبس به الأمر على مثله وهو الذي رجحه شيخنا أبو العباس ابن تيمية) [4]، وقد جاء هؤلاء يسفكون دماء الموحدين لأنهم أهل بدعة في رأيهم، ويكذبون على الإمام أحمد كما فعل بعض أسلافهم، يقول العلامة القنوبي: (وقد ابتلي الإمام أحمد بن حنبل بأصحاب جهلة كذبوا عليه ونسبوا إليه ما لم يقله من العقائد والآراء الكاسدة؛ كما ذكر ذلك جماعة كبيرة من العلماء منهم ابن الجوزي وابن الصلاح وابن عبد السلام والإمام السبكي وابنه التاج والذهبي وآخرون [5].) اهـ
ومما نسبوه إلى الإمام أحمد كذلك الرد على الجهمية؛ قال الإمام الذهبي بعد كلام: ( .. لا كرسالة الاصطخبري، ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبد الله يعني الإمام أحمد، وقال بعد أن أورد شيئا من هذه العقيدة الفاسدة الكاسدة: والله ما قالها الإمام أحمد، فقاتل الله واضعها، ثم قال: فانظر إلى جهل المحدثين كيف يروون مثل هذه الخرافة ويسكتون عليها [6].) اهـ
4. الإمام الشافعي:
نقل المجسمة عنه أنه قال: (القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بالشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء ... وذكر سائر الاعتقاد) اهـ قال الشيخ السقاف الشافعي محقق الكتاب: هذا مذكور في (مختصر العلو) ص176 وقال هناك: (روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري، والحافظ أبو محمد بن إدريس الشافعي) به.
جوابه: هذا الكلام كذب محض، وهو مدسوس على الإمام الشافعي رحمه الله تعالى، ومختصر العلو المتناقض!! إما أنه يعلم ذلك أو لا يعلم، وأحلاهما مُرّ أو حنظل معصور في فمه، وإليك بيان ذلك:
أما الملقب بشيخ الإسلام أبي الحسن الهكاري فهو أحد الكذابين الوضاعين قال عنه الحافظ الذهبي في (ميزان الاعتدال) ج3 ص112 في ترجمته: (قال أبو القاسم بن عساكر: لم يكن موثوقاً به، وقال ابن النجار: متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد) اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في ترجمته في (لسان الميزان) 4/ 159 من الطبعة الهندية): (وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات، وفي حديثه أشياء موضوعة ورأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنه كان يضع الحديث بأصبهان) قال السقاف تعليقاً: وقد مجده وعظمه الشيخ الحراني في رسالته المسماة (الوصية الكبرى في العقيدة والدعوة) ووصفه بشيخ الإسلام!!! وهو كذاب وضاع كما ترى. وأما أبو محمد المقدسي: فهو ممن أباح العلماء دمه كما يجد ذلك من طالع ترجمته لكونه مجسما صرفا انظر كتاب (الذيل على الروضتين) المسمى أيضا تراجم رجال القرنين للحافظ أبي شامة المقدسي هذا حتى نحكم عليه أيضا؟؟!!!
ثم اعلم أن أبا شعيب الذي زعموا أنه روى تلك العقيدة عن الشافعي وُلِدَ بعد وفاة الشافعي بسنتين كما تجد ذلك في (تاريخ بغداد) 9/ 436. وأما هذه العقيدة المروية عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى فهي مدسوسة عليه كما نقل ذلك الذهبي نفسه في (لسان الميزان) 5/ 301 نقلاً عن الذهبي: (أدخلوا عليه أشياء فحدث بها بسلامة باطن، منها: حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء، ومنها عقيدة الشافعي ... .. ) اهـ فاستيقظوا!!
قلت (أي السقاف): ولعل هذا العشاري في سند عقيدة الشافعي التي يرويها الهكاري الوضاع والمقدسي المجسم، وكذلك في سندها ابن كادش الوضاع، ثم اطلعت على (تبديد الظلام المخيم) للمحدث الكوثري ص108 فوجدته يقول: (واعتقاد الشافعي المذكور في ثبت الكوراني كذب موضوع مروي بطريق العشاري وابن كادش) وبذلك يتم إسقاط ما احتج به المجسمة من تأييد الإمام الشافعي لآرائهم الفاسدة ولله تعالى الحمد. انتهى النقل
إضاءة
وقد كذبوا أيضا على غيرهم من أئمة المسلمين فنسبوا إليهم ما لم يقولوه، وحذفوا من كلامهم مالا يتناسب مع معتقداتهم؛ ولدينا على ذلك أمثلة لا بأس بها عن أرباب هذه النحلة من متقدمين ومتأخرين ومعاصرين، فهم أصحاب عقول هزيلة يظنون أنهم بتشويههم للكتب مثلا يستطيعون أن يخفوا عورات الفكر الحشوي الجانح، فمنذ فترة ليست بالبعيدة، وقعت حادثة مضحكة مبكية بإحدى الجامعات الأردنية العريقة، حيث اندسَّ أحد الطلبة الحشوية ذات مساء بمكتبة الجامعة، مستغلاً انشغال أمينها، فأُغلِق عليه الباب حتى الصباح، فأخذ يستخدم معداته التي أحضرها خصيصاً لهذه المهمة، فمزَّق الكثير من صفحات أمهات الكتب النفيسة بالمكتبة، حالماً بأنه سيخفي عوراتهم التي كشفها الله، وأنى لهم ذلك فالحقيقة كنور الشمس لا تحجبها أجنحة البعوض، ولا يبعد أن يكون هذا الطالب موجَّهاً للتخريب؛ فلا يخفى أن الوهابية أعادوا طباعة الكثير من الكتب النفيسة بعد أن شوهوها كثيراً بحذفهم وإضافاتهم.
كره ابن تيمية لآل البيت
---
ابن تيمية بذل الغالي والنفيس كي يدافع عن شرعية الدولة الأموية، فألف الكتب في فضلهم، وفي سبيل ذلك شنَّ هجمة على الإمام علي بن أبي طالب فخطَأه في سبعة عشر موضعاً يرى أنه خالف فيها نص الكتاب، وقال عنه: إنه كان مخذولاً، وإنه قاتل للرئاسة لا للديانة وقد ذكر ذلك في كتابه المنهاج [7] ومما قاله (وليس علينا أن نبايع عاجزاً عن العدل علياً ولا تاركاً له، فأئمة السنة يسلمون أنه ما كان القتال مأموراً به ولا واجباً ولا مستحباً) ويقول (ولا رأي أعظم ذماً من رأي أريق به دم ألوف مؤلفة من المسلمين، ولم يكن في قتلهم مصلحة للمسلمين لا في دينهم ولا دنياهم بل نقص الخير عمَّا كان وزاد الشر على ما كان) [8]، وهو في قوله الأخير هذا لا يقول ما يقوله إلا دفاعاً عن الذين بغوا على الخليفة المبايَع للاستئثار بالحكم في بلاد الشام؛ فقاتلهم الإمام علي تنفيذا لحكم الله بعد أن أبوا الانصياع إلى الحق لقوله سبحانه {فقاتلوا التي تبغي}، بل إن ابن تيمية يذهب أبعد من ذلك فيصور الإمام علي - تنظيراً للنواصب - بأنه يريد العلو في الأرض والفساد ( .. وهذا حال فرعون! .. ) ( .. فمن أراد العلوّ في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الآخرة!) [9] فانظر رحمك الله إلى كلامه الخطير هذا، وجرأته على أبي الحسن t بكلام لم يقله عنه حتى اليهود أعداء الأمة البارزين، فليس هناك من أحد سمى الإمام علي بالمقاتل للرئاسة لا لديانة إلا ابن تيمية، وليس من أحد سماه بالمخذول إلا ابن تيمية، وليس من أحد سماه بالعاجز عن العدل إلا ابن تيمية، وليس من أحد أشار إلى أنه باغٍ في قتاله لمعاوية إلا ابن تيمية؛ وليس من أحد تحدث بلسان النواصب فشبه علياً بفرعون وقرر حرمانه من الجنة إلا ابن تيمية عامله الله بما يستحق. وكيف لعلي أن يبغي ويكون فرعوناً وهو الخليفة المبايع وأصحاب رسول الله r من السابقين واللاحقين يقاتلون تحت لوائه جنودا!
هذا ولترى مدى التناقض عند ابن تيمية المنافح عن الأمويين تراه لا يطبق منهجه هذا على من قتل سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي فهو لا يقول إن قتله لم يكن فيه مصلحة للإسلام بل قال مدافعا عن يزيد الخمر (ويزيد ليس بأعظم جرماً من بني إسرائيل!!! كان بنوا إسرائيل يقتلون الأنبياء، وقتل الحسين ليس بأعظم من قتل الأنبياء) [10] إن ابن تيمية لا يرى بأساً في قتل يزيد للحسين ومن باب أولى أنه لا يرى بأساً في تسميم معاوية للحسن بن علي رضي الله عنه، لأن بني إسرائيل فعلوا أشد من ذلك ولم يفعل الله بهم من شيء سوى أنه ضرب عليهم الذلة ولعنهم وباءوا بغضب من الله {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}) [11].
ألا إن ابن تيمية في ضلال مبين، وما لهؤلاء الذين يتشدقون بمحبة أصحاب رسول الله r من أدعياء السلفية اليوم يصرون على متابعة ابن تيمية وهذه هي أقواله وتناقضاته وميله لفريق البغاة الفاسقين؟!، وكيف يثنون عليه بمديح لا يثنون به على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!، وماذا عساهم أن يقولوا في أقواله هذه، أهو أيضاً من كذب ابن بطوطة عليه وهو مسطور في كتبه، أم هو من الخطأ المغفور له لأنه أجل من كل خطأ وفوق كل حساب؟!! ألا إن الوهابية في ضلال مبين. [12]
بقي أن نذكر أن الوهابية ينهون عن قول (كرَّم الله وجهه) عند ذكر الإمام علي بحجة أنه بدعة [13]. لا تعليق!
أهل السنة أهل ضلال عند الوهابية!
الوهابية الذين حاولوا الهرب من اسمهم هذا فادعوا السلفية، وادعوا أنهم هم الفرقة الناجية وغيرهم في ضلال مبين. ومن الإشكال أنك عندما تسمعهم يتحدثون عن السلف يتبادر إلى ذهنك أنهم يتحدثون عن أصحاب رسول الله r ، ولكن المؤسف أنهم يقصدون بالسلف ابن تيمية الذي خرج بالأمس القريب ويرون أتباعه هم أهل السنة لا غيرهم ويُخرِجون أتباع الإمام أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة من هذا الشرف كما أخرجوا قبل ذلك زوراً باقي أتباع المذاهب الإسلامية من ذلك، ونحن ههنا سننقل آراء زعمائهم من السابقين واللاحقين ونبدأ بالشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبي بطين (ت 1282هـ) حيث يقول (إذا عرفت ذلك عرفت خطأ من جعل الأشعرية [14] من أهل السنة كما ذكره السفاريني في بعض كلامه ويمكن أنه أدخلهم في أهل السنة مداراة لهم لأنهم اليوم أكثر الناس، والأمر لهم، والله أعلم مع أنه قد دخل بعض المتأخرين من الحنابلة في بعض ما هم عليه) [15] فالشيخ يؤمن أن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة مطلقاً.
أما حديثاً فيقول الشيخ ابن باز في كتابه (العقيدة الصحيحة وما يضادها) [16] (ص 20): (ومن العقائد المضادة للعقيدة الصحيحة في باب الأسماء والصفات عقائد أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم في نفي صفات الله عزَّ وجل وتعطيله سبحانه من صفات الكمال ... ويدخل في ذلك من نفى بعض الصفات وأثبت بعضها كالأشاعرة ... أما أهل السنَّة والجماعة فقد أثبتوا لله سبحانه ما أثبته لنفسه) اهـ باختصار، وتلاحظ أن الشيخ ابن باز قد أخرج السادة الأشاعرة من حظيرة أهل السنَّة وقد خصَّ بهذه التسمية أتباع ابن تيمية فقط!! علماً أنَّ مقصوده من نفيهم وتعطيلهم للصفات ما هو إلا وصفهم للذات العلية بما يتناسب وقدسية الذات الإلهية وانتفاء المشابهة لشيء من الخلق {ليس كمثله شيء} فهم يؤولون اليد في قوله سبحانه {يد الله فوق أيديهم} بالقدرة لأنه لا يتناسب والذات العلية ولا اللغة العربية أن تكون اليد هنا حسيَّة، وقوله سبحانه {تجري بأعيننا} أي أن سفينة نوح كانت تجري تحت عناية الله ولطفه ولا يمكن بحال أن كون العين حسيَّة فانظر إلى موقف الشيخ ابن باز من المسلمين عموماً ومن أهل السنَّة والجماعة خصوصاً حيث حكر هذا الوصف عليه وحده وقومه.
وكي لا تظننَّ أن الشيخ ابن باز يجري وحده في هذا المجرى التقليدي لسابقيه فإننا سننقل عن زعيم آخر من زعماء أدعياء السلفية؛ يوصف بالعقلية والتسامح، وهو الشيخ محمد بن صالح العثيمين من كتاب (مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين) [17]: (نجيب على ما طُلب، وهو تقسيم أهل السنة إلى طائفتين في مدرستين:
إحداهما: مدرسة ابن تيمية وتلاميذه المانعين لصرف النصوص عن ظواهرها.
الثانية: مدرسة الأشاعرة [18] والماتريدية [19] الموجبين لصرفها عن ظواهرها في أسماء الله وصفاته.
فنقول: من المعلوم أن بين هاتين المدرستين اختلافاً بيِّناً في المنهاج فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، فالمدرسة الأولى يقرر معلموها وجوب إبقاء النصوص على ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، مع ما يجب نفيه عن الله تعالى، من التمثيل أو التكييف [20]، والمدرسة الثانية يقرر معلموها وجوب صرف النصوص عن ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته.
وهذان المنهاجان متغايران تماماً ...
ثمَّ يقول بعد أن أورد مثالاً يبين فيه تأويل الأشاعرة والماتريدية لليد بالقدرة في قوله تعالى {لِما خلقتُ بيدي} وتجسيم أتباع ابن تيمية لها: (وعلى هذا فيتعين أن يكون وصف أهل السنة خاصاً بهم - أي أتباع ابن تيمية - لا يشاركهم فيه أهل المدرسة الثانية، لأن الحكم بمشاركتهم إياهم جور، وجمع بين الضدَّين، والجور ممتنع شرعاً، والجمع بين الضدين ممتنع عقلاً) [21]
ويقول ص 21: (ولا ريب أن أهل المدرسة الأولى غير المؤولين أحق بالوصف المذكور - أهل السنة - من أهل المدرسة الثانية المؤولين، لمن نظر في منهاجيهما بعلم وإنصاف)
بل إن أدعياء السلفية ونتيجة للعمه الذي يتخبطون فيه فإنهم وصلوا لأبعد من ذلك حيث يطالبون أهل السنة بترك هذه التسمية (أهل السنة والجماعة) وعليهم إن أرادوا النجاة بأن يتسموا بالسلفية!!! وقد ذكر ذلك أحد كتابهم في كتاب له بعنوان (رؤية واقعية) ص 21، وقد رد عليه ليبين عوار رأيه الشيخ خالد بن حامد الأضم العسقلاني في كتابه (الردود السلفية على دعاة السلفية) [22] ونحن نتساءل إن كان هناك غرور أو تعصب للرأي وللعلماء أكبر من هذا، فابن تيمية لا يمكن أن يقال بأنه يمثل السلف؛ فأين هو عن عصر الصحابة، بل وأي تجديد أتى به حتى تضفى عليه هذه الهالة، إلا عقيدة التجسيم بطبيعة الحال؟!
وأي تعصب للحزب أكبر من هذا، حتى أنهم يطالبون الناس بترك مذاهبهم واتباع رأيهم وطريقتهم، وكأن الله لم يخلق للناس عقولاً إلا عقولهم؟!
فمتى يعي هؤلاء أن اتباع السُّنة وسبيل السلف الصالح لا تكون بالأحزاب ولا بالإدعاء، وإنما هي بالعمل الصالح الذي يطاله كل مسلم يتمسك بأهداب السنة النبوية الشريفة أياً كان المذهب الإسلامي الذي يتعبد الله سبحانه وتعالى به!
دوران الأرض يفسد العقيدة الوهابية
الوهابية يعيشون في حيرة فكرية، حيث وصل بهم التناقض إلى أن العلوم العصرية التجريبية قد تسبب فساداً لعقيدتهم، فهم معادون لكل علم عصري، ولو كان الأمر بأيديهم لما تعلَّم مسلمُ في بلاد الحرمين شيئاً من العلوم العصرية، ولِتعلم ذلك من أقوالهم فهذا نقل حرفي من كتاب (هداية الحيران في مسألة الدوران) لمؤلفه عبد الكريم بن صالح الحميد، مطبعة السفير - الرياض، وقد طبع طباعة فاخرة، ويباع بثمن بخس (5 ر. س) [23]، وسترون فيه دفاع الوهابية المستميت بأن الأرض لا تدور، لأن ذلك يفسد عقيدتهم المبنية على تجسيم الله - أستغفر الله العظيم - وأنه جالس في السماء فوق العرش، وقد ضللوا الشيخ الزنداني علناً في هذا الكتاب، وكأنَّ الشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله وبارك في علمه هو الوحيد الذي يقول بهذا القول [24]، وإليكم مقاطع من الكتاب، وأترك ذلك لحكمكم أيها القراء:
من الصفحة (10): (فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان: دخول العلوم العصرية على أهل الإسلام، من أعدائهم الدهرية المعطلة، ومزاحمتها لعلوم الدين، وهذه العلم قسمين (الرجاء عدم مؤاخذة اللغة والنحو فالشيخ وهابي!!):
القسم الأول:
هو علوم مفضولة، زاحمت الشريعة وأضعفتها. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن العلوم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة فأضعفتها فإنها تُحرّم. [25]
القسم الثاني:
علوم مفسدة للاعتقاد مثل: القول بدوران الأرض، وغيره من علوم الملاحدة)
ثمَّ أفصح بأن القول بدوران الأرض يفضي إلى بطلان عقيدتهم فجعل عنوان المقال (القول بدوران الأرض يفضي إلى التعطيل) صفحة (13) والعنوان كاف عن ما يليه من تهريج.
ثمَّ بدأ يتحدث عن علم الجيولوجيا صفحة (25) فقال: (من هنا ضلَّ القوم وأضلوا غيرهم)!!
وقال مضللاً الشيخ الزنداني حفظه الله في صفحة (26) ولما كان الزنداني ممن غرتهم علوم الملاحدة، وأرادوا أن يوفقوا بينها وبين علوم الشريعة المطهرة، ولم يوفقوا ... ثم يقول قال ابن القيم رحمه الله .. ) نقول: لكأن كلام ابن القيم فوق كلام العالمين!!
ويقول ص (32): (واعتقاد دوران الأرض أعظم من اعتقاد تسلسل الإنسان من القرود بكثير) لا تعليق!!
ثمَّ كان العنوان ص (33) كالتالي: (كل دليل من الكتاب والسنة على دوران الأرض فهو تأويل باطل) ولكنه لم يذكر آية واحدة ولا حديثاً نبوياً، وإنما كان الدليل قال شيخ الإسلام!
يتبع
تم تحريره من قبل ساعة2002 في 10 - 06 - 2003 عند12:33 AM
إبلاغ المشرف عن المشاركة | رقم الـ IP
Old Post تاريخ المشاركة: 10 - 06 - 2003
في الساعة: 12:30 AM
ساعة2002 غير متصلإضغط هنا لمشاهدة هوية ساعة2002إضغط هنا لإرسال رسالة شخصية لـ ساعة2002إبحث عن مواضيع ساعة2002أضف ساعة2002 إلى قائمة أصدقائك
تحرير المشاركةاقتباس من المشاركة
ساعة2002
موقوف
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المدينة:
المشاركات: 3103
Arrow
ثمَّ كان العنوان ص (33) كالتالي: (كل دليل من الكتاب والسنة على دوران الأرض فهو تأويل باطل) ولكنه لم يذكر آية واحدة ولا حديثاً نبوياً، وإنما كان الدليل قال شيخ الإسلام!
وقال في ص (36) تحت عنوان (ماذا يعني القول بدوران الأرض): (هذا الاعتقاد ليس مقصوداً لذاته، وإنما هو مقصود لغيره، إذ هو حلقة من سلسلة تبدأ من التعطيل وتنتهي إليه، ومُعتقِده يلتزم من أجله لوازم في غاية الخطورة، حيث يلتزم أن ما فوق الأرض من كل جانب فضاء لا نهاية له.)
---
ونقول: أيها الناس لقد حكم هؤلاء القوم ببطلان عقيدتهم، فدوران الأرض وكرويتها هل أصبح اليوم يحتاج إلى دليل؟!
ملاحظة: كبيرهم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز يرى أيضاً هذا الرأي، فهو ليس بنشاز. [26]
ولقد تجرأ الكاتب ص (41 - 45) وبكل وقاحة على رجل بذل روحه رخيصة في سبيل الله، إنه صاحب (معالم على الطريق) شهيد الإسلام سيد قطب، وإن يدي لا تستطيع الخوض في ما كتبه هذا الجريء على أعلام الإسلام، وقد ألفَّ كتاباً آخر سماه (إنارة الدرب لما في تفسير قطب من آثار الغرب) فإنا لله وإنا إليه راجعون، وسبحان من ابتلى المسلمين باستيلاء اليهود على بيت المقدس، وهؤلاء على الحرمين الشريفين.
أيها الاخوة إنني أحس بألم شديد يعتصرني على جرأة هؤلاء على أعلام الأمة، الأحياء منهم والأموات، ولكنني عندما أذكر جرأتهم على الله بتجسيمه، وتشبيهه بخلقه يهون عليَّ ما نلقاه نحن البشر، من كل المذاهب الإسلامية، وأنا موقن بنهاية هؤلاء قبل انتهاء النفط فالله سريع العقاب، والله أكبر، والنصر للإسلام.
الإسفاف الفكري عند الوهابية
---
ليس بغريب أن يتميز من يحارب العقل بالإسفاف الفكري، وهذا حال الوهابية، حيث أضفوا على كتابات ابن تيمية وأشياعه هالة القداسة، وأنها هي المنهج السلفي الحق الذي يجب اتباعه، ولا يجوز إعمال العقل فيما قالوه فهو الحق الصراح الذي يجب التسليم له، وإن قال بفناء النار، لذلك فترى الوهابية اليوم يهاجمون علماء المسلمين بكل ما أوتوا من قوة في كتاباتهم التي سخروها لهذا الغرض لا غير، دفاعاً عن كلِّ باطل يتبنونه، وإن كان بأساليب غاية في الركاكة والإسفاف، ومن هؤلاء الدكتور صالح بن فوزان الفوزان الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث هاجم العلامة الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي عرفه العالم الإسلامي بقوة حجته، وإخلاصه في الدعوة، ومن فاته قراءة مؤلفاته القيمة، فبالتأكيد لم تفته مواعظه ودروسه الإعلامية؛ كبرنامجه الدعوي الشهير (يغالطونك إذ يقولون) الذي يرد فيه على الملاحدة وأمثالهم بالحجة البينة والبرهان الناصع.
العلامة البوطي كتب كتاباً بعنوان (السلفية مرحلة زمنية مباركة) بين فيه أن الوهابية ما هربوا إلى هذه التسمية إلا بعد أن سئموا تسميتهم الأولى (الوهابية)، ودافع عن كثير من علماء المسلمين الذين يصفهم الوهابية بالضلال كالعلامة الكوثري، والقشيري، ومحمد علوي مالكي [27]، وبين شيئاً من ضلالات ابن تيمية بأسلوب مهذَّب علمي، فما كان من الدكتور الفوزان إلا أن انبرى للرد عليه في كتيب له بعنوان (نظرات وتعقيبات على ما في كتاب السلفية لمحمد سعيد رمضان .. من الهفوات) [28] وهذه عادة الوهابية فمكتباتهم ملآى بالتعقيبات بالشتم لعلماء المسلمين، فاتهم العلامة البوطي بأنه لم يقرأ التاريخ ص72، وأنه لا يحترم ما يقول ص 73، ولكي نعلم الإسفاف الفكري عند هؤلاء ولنبين للناس جلياً مَن الذي لا يحترم ما يقول فإننا سنتعرض للمنهج العلمي عند هذا الأستاذ الجامعي في الرد حيث يقول:
ص 44 (البيهقي - يرحمه الله - عنده شيء من تأويل الصفات فلا يوثق بنقله في هذا الباب)
· ص45 (الحافظ - أي ابن حجر- متأثر بمذهب الأشاعرة فلا عبرة بقوله في هذا) ويشير بهذا إلى العقيدة.
· ص 47 (الخطابي - يرحمه الله - ممن يتأولون الصفات فلا اعتبار بقوله، ولا حجة برأيه، وله تأويلات كثيرة)
ونحن نقول أي منهجية علمية هذه التي ترفض أقوال العلماء ولا ترى فيها حجة، فهل الحجة في الفريق الذي تنتمي إليه أم في البرهان العلمي الذي تثبته، فإذا كان الإمام الترمذي [29] والبيهقي وابن حجر - الذي كانت جريمته التأثر بمذهب الأشاعرة والذي تنتمي إليه مذاهب أهل السنة في العقيدة -، والخطابي وغيرهم من علماء المسلمين لا تؤخذ أقوالهم في العقائد فمَن الذي تؤخذ أقواله؟
نحن نعلم الجواب الوهابي؛ إن من يجب أخذ قوله بالقبول لديهم هو ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وأتباعهم، وليُضرب بأقوال باقي علماء المسلمين عرض الحائط، فالفوزان يرى أن العقيدة يجب أن تؤخذ من كتب الحشوية نحو الكتاب المنتحل (كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد) ص 17 [30]
ويدافع الفوزان بباطل في كتابه هذا عن عقيدة فناء النار [31] وأنها ليست بدعة بغضِّ النظر عن صحتها (ص 49) لأنها نابعة من الكتاب والسنة على حدِّ زعمه!! سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
على كل حال فإن إسفاف أدعياء السلفية الفكري أصبح يتحدث به الرائح والغادي، حيث أن كتاباتهم جامدة على محور الشرك المتمثل بعبادة القبور على حدِّ زعمهم، ولا مساهمة لهم في بعث الأمة الحضاري، إلا الهجوم على أقطاب هذا البعث - بطبيعة الحال - كالهجوم على الإمام محمد عبده وحسن البنا وسيد قطب ومحمد الغزالي وغيرهم، ونحن عندما نتحدث عن إسفافهم الفكري فإننا لا نبني أحكامنا على خطبائهم وصغار كتابهم، بل نتحدث عن كبار العلماء والأساتذة الجامعيين لديهم، واقرأ إن شئت كتابات الدكتور عمر الأشقر الذي يعيش في بيئة علمية متفتحة، ولكن انتماءه الوهابي أبى عليه إلا الانغلاق، فترى كتاباته هزيلة متهالكة، لا يقوم لها ميزان في سوق العلم.
الحشوية وتضليلهم للإمام الترمذي
يفتخر الوهابية بعالم من سلفهم يُدعى أبو بكر الخلَّال، ولتعلم سرَّ تقديس الوهابية له يجب أن تعلم بعضاً مما قدمه هذا الحبر للأمة من نفع؛ فاسمع ما قاله في سنته التّالفة ج1 ص243 عن الإمام أبي الحسن أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي، والذي كان أحد أوعية الحديث [32]، صاحب السنن الشهيرة (بسنن الترمذي): (وقال محمد بن يونس البصري: إن هذا الرجل المعروف بالترمذي قد تبيّن لنا ولأصحابنا بدعته وإلحاده في الدين، وردّ الآثار التي يحتج بها على الجهمية ... الخ).
وقال ناقلاً: إن هذا الترمذي الجهمي الرّاد لفضيلة الرسول r ... الخ).
وقال ص237: وقال أبو علي إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي إن هذا المعروف بالترمذي عندنا مبتدع جهمي ... ومن رد فضيلة الرسول r فهو عندنا كافر مرتد عن الإسلام.)
والآن أيها الاخوة المسلمون أتدرون ما هي الفضيلة التي ردَّها الإمام الترمذي ولم يعترف أو يؤمن بها وصار بذلك مبتدعاً، كافراً، مرتداً، ملحداً، جهمياً، راداً لفضيلة الرسول r عند هؤلاء الحشوية أخزاهم الله؟!! إنها بحسب زعمهم السقيم - جلوس النبي r بجنب الله تعالى على العرش، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، ورحم الله علماء الأمة الأعلام، الذين لم يسلموا حتى من ألسنة السفهاء، والله المستعان.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] في هذا الكتيب أيضاً إعجاب الشيخ بفكر اليهود حين ذكر قول الحبر اليهودي (يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع .. الخ) فقال الشيخ في المسألة الثانية: "إن هذه العلوم باقية عند اليهود الذين في زمنه صلى الله عليه وسلم لم ينكروها ولم يتأولوها " فانظر بين هذا المنطق المعجب بعدم إنكار اليهود وتأويلهم على حد زعمه، وأمر الرسول الكريم لنا بعدم تكذيب اليهود أو تصديقهم!.
[2] تحقيق العلامة المحدِّث حسن بن على السقاف، طباعة دار الإمام النووي ط2، 1412هـ عمان ـ الأردن ـ ص. ب: 925393 هاتف: 672011 / من (ص69 ـ 74)
[3] انظر إتحاف السادة المتقين ج2 ص 82، وكتاب دفع شبه التشبيه ص 71 - 72 وكتاب عقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ حسن السقاف ص 29 - 30.
[4] سليمان بن عبدالوهاب، الصواعق الإلهية، ص 47
[5] الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي، السيف الحاد، ص192
[6] الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج11 ص286
[7] ابن تيمية، منهاج السنة النبوية (2/ 203 - 204)
[8] ابن تيمية قد بذل جهداً جهيداً وحبَّر أوراقاً كثيرة في مهاجمة الإمام علي بن أبي طالب ومناصرة الأمويين، ومن أراد تقصي طرفاً من ذلك فعليه بمراجعة الشيخ عبدالله الهرري، الدليل الشرعي على إثبات عصيان من قاتلهم عليِّ من صحابيِّ أو تابعي، دار المشاريع، لبنان. وصائب عبدالحميد، ابن تيمية في صورته الحقيقية، الغدير للدراسات والنشر، لبنان.
[9] ابن تيمية، منهاج السنة 2/ 202 - 205، 232 - 234
[10] المصدر السابق 2/ 247
[11] لا أشك أن وهابيا سيخرج ليدافع عن ابن تيمية في مقولته هذه ويقول، نعم الفرق بين يزيد واليهود أنهم لم يقتلوا الأنبياء فقط بل كفروا بآيات الله أيضاً، والفقه الخارجي الأعوج مشهور عند الوهابية، فبعد مجزرة الطائف وقتلهم للنساء والأطفال وسلب أموالهم، وقتلهم للشيخ الزواوي مفتي الشافعية وأبناء الشيخ عبد القادر الشيبي رأى الشيخ الشيبي أن يحتال عليهم ليحفظ عنقه فأجهش بالبكاء عندما أتى دوره للقتل فسأله أحدهم لماذا تبكي يا كافر؟ فقال: أبكي والله من شدة الفرح، أبكي يا إخوان لأني قضيت حياتي كلها في الشرك والكفر، ولم يشأ الله إلا أن أموت مؤمناً موحدا. الله أكبر، لا إله إلا الله .. فأخذت الوهابية الأريحية وبكوا لبكاء الشيخ؛ ثم طفقوا يقبلونه ويهنئونه بالإسلام! (نجد وملحقاتها ص 333، السلفية بين أهل السنة والإمامية ص 347)
[12] هل أدركت عزيزي القاريء سر تزهيد الوهابية للناس في زيارة القبر الشريف قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ لا لشيء إلا لأن ابن تيمية قال ذلك، من باب كرهه للنبي وآله ولكنه لا يستطيع المجاهرة بذلك لفظياً فهو يروغ روغان الثعالب!
[13] انتظر أن يمنعوا الناس غداً عن قول رضي الله عنه عند ذكر صحابي
[14] بطبيعة الحال هذا الحكم يشمل الماتريدية لأن الاتجاهين متقاربان في النتائج حتى ظن الكثيرون بأن الخلاف بينهما لا يتعدى الخلاف اللفظي كما ذكره الإمام محمد عبده في تعليقاته على العقائد العضدية. بل لا أستبعد أن يكون الوهابية يرون الماتريدية ليسوا من الإسلام في شيء لأنهم يقدمون العقل كثيراً فمثلاً هم يعتبرون معرفة الله واجبة بالعقل تمسكاً بمنهج الإمام أبي حنيفة بينما الأشاعرة بينما يعتبرها الأشاعرة واجبة بالنقل ولا يعتبرون للأشياء حسناً ذاتياً يدركه العقل.
[15] (مجموعة الرسائل والمسائل النجدية، رسائل وفتاوى الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبي بطين) ص 179وقد ذكر هذا بعد كلام طويل (ص177) ذكر فيه ما ينتقده الوهابية على الأشاعرة ومنه أن الأشاعرة يؤلون رؤية الباري بأنها زيادة علم يخلقه الله في قلب الناظر ببصره، لا رؤية البصر حقيقة عيانا.
[16] ط مكتبة ابن تيمية
[17] ج3 ص 18 وما بعدها، جمع وترتيب فهد بن ناصر السليمان، ط1، سنة 1412هـ، طبعة دار الوطن للنشر بالرياض، وقد وقَّع الشيخ العثيمين الكتاب دليلاً على إقراره بما فيه
[18] الأشعرية نسبة إلى أبي الحسن بن أبي موسى الأشعري (ت941م) له مصنفات كثيرة منها (الإبانة عن أصول الديانة) و (مقالات الإسلاميين) و (اللمع) و (رسالة في استحسان الخوض في الكلام) عارض فيها مذهب المعتزلة، وأيد فيها مذاهب أهل السنة، تتبعه مذاهب أهل السنة اليوم في أمور العقائد التي أجملها في قوله (قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أحمد بن حنبل نضر الله وجهه، ورفع درجته وأجزل مثوبته - قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال)، وهاهم الوهابية اليوم يخرجونه من الانتساب إلى أهل السنة، مع أن كل المالكية والشافعية اليوم له تبع في أمور العقيدة!!.
[19] الماتريدية هم أتباع أبي منصور السمرقندي الماتريدي (ت944م) عاصر الأشعري، والطهاوي. كان عالماً من علماء الكلام، ويتبعه الأحناف في أمور الخلاف العقائدية.
[20] الشيخ من أتباع هذه المدرسة بلا ريب، وهو مثال جيد على التجسيم فهو يقول في نفس هذا الكتاب ص 41، عندما سئل عن إثبات العينين لله فقال: (إن لله تعالى عينين)! أليس هذا تمثيل وتكييف وتشبيه لله تعالى الذي ليس كمثله شيء بعباده، ولا نستغرب من الشيخ وأمثاله غداً إذا عرفوا أن للذبابة أعين أن يقول بأن لله أعين لأن الله يقول في كتابه {تجري بأعيننا}.
[21] حديث الوهابية عن العقل هنا مضحك، فهم ما إن يستدل عليهم أحد بدليل عقلي إلا واجهوه بالتشنيع عليه، فلا مجال للعقل لديهم، إلا إذا كان فيما يحسبونه لصالحهم!، هذا من ناحية أما من ناحية أخرى فتكفير الحشوية للسادة الأشاعرة وللمسلمين عموماً فهو قديم متأصل لديهم ألم تسمع لابن القيِّم في نونيته يقول:
---
إنَّ المعطِّل بالعداوة معلنٌ والمشركون أخفُّ في الكفرانِ!!!!
ولا يقصدون بالتعطيل إلا تأويل الصفات ففي رأيهم أن المشركين خير من المسلمين الذين ينزهون الله فلا يقولون أنه يشابه الخلق فيحتاج للجلوس ويحتاج للأذنين ليسمع وللعينين ليرى وللجهة ليقعد فيها إلى ما سواه، سبحانك اللهم لا تحيط بذاتك الأفهام تعاليت عمَّا يقول المشبِّهة علواً كبيرا.
[22] ج1، الفصل الثاني (بين السلفية وأهل السنة) ص25، ولأمور نعلمها فإن الناشر لم يذكر في هذا الكتاب، ط 1413هـ.
[23] الكتب والمؤسسات الوهابية مدعومة كي تنال أفكارهم المتطرفة أكبر قدر من التسويق والنشر، فموازنة هيئة الدعوة والإرشاد تبلغ مليار دولار سنوياً. يراجع رياض نجيب الريّس، رياح السَّموم، السعودية ودول الجزيرة بعد حرب الخليج 1991 - 1994، ط3، ص 161.
[24] الوهابية يرون ضلال أغلب المفكرين الإسلاميين أصحاب اليد الطولى في العلوم العصرية الحديثة كابن سينا وابن رشد، وهذا يذكرنا بالكنيسة في أوربا إبان الثورة الصناعية حيث حكموا بكفر جاليليو القائل بدوران الأرض!
[25] ونقول: سبحان الله إنهم يرون العلم يتصادم مع الشرع وهذا اعتقاد أهل الكنيسة تماماً في نصرانيتهم، وكما ترى فإن دليلهم ليس قرآناً ولا سنة بل قول أحد أساطينهم!
---
[26] لقد ذكرنا في موضع آخر بهذا الكتاب قول ابن باز في دوران الأرض وأن من يقول به فهو مرتد يستباح دمه وماله فيء لبيت مال المسلمين!، أما العثيمين الأكثر تفتحاً فإنه ينصح مدرسي مادة الجعرافيا بعدم تدريس دوران الأرض للطلبة (المرجع: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ج 3، فتوى رقم 428، ص 153)
[27] هذا العالم من أئمة المذهب المالكي الكبار، ينتمي لآل البيت، وهو ممن لا يبيع دينه بدنياه، مقيم بمكة المكرمة يبين الحق للناس ويفند أباطيل الوهابية مما حدا بهم لمحاكمته و فصله من عمله ولم يفتّ هذا من عضده شيئاً حماه الله من شرِّهم.
[28] النسخة التي بين أيدينا هي الطبعة الثانية، 1411هـ، دار الوطن للنشر بالرياض.
[29] اقرأ موضوعنا التالي: الوهابية وتضليلهم للإمام الترمذي
[30] لتعلم كذب نسبة هذا الكتاب لابن الإمام أحمد وما فيه من الترهات، فما عليك إلا مراجعة مقالنا: من كذب الحشوية
[31] اقرأ موضوعنا: ابن القيِّم الشفيق بإبليس
[32] وصفه بذلك ابن خزيمة، ولا داعٍ لإيراد أقوال العلماء في الثناء عليه فهو أعلى من قدح أدعياء السلفية، وليموتوا بغيظهم.
المؤلف: السيد حسن بن علي السقاف العلوي الهاشمي.
من فضائح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب
كذب الحشوية على الأئمة الأربعة
جرأة ابن تيمية على الإمام علي
أهل السنة أهل ضلال عند الوهابية
دوران الأرض يفسد العقيدة الوهابية
الإسفاف الفكري عند الوهابية
الحشوية وتضليلهم للإمام الترمذي
---
أن نسمِّي هرطقة الوهابية فكراً فذاك المجاز عينُه، وفي هذا الفصل عبرة! وفيه صفاتهم التالية متجلية:
(يسيئون الأعمال)
(يقرؤون القرآن ولا يجاوز حناجرهم)
من فضائح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب
الشيخ سليمان بن عبدالوهاب النجدي ذكر عن أخيه محمد بأنه ليس أهلاً للاجتهاد بل ولم يصل عشرَ الأهلية، ولنبرهن على ذلك فسنأخذ مثالاً من كتاب من كتب الشيخ محمد فلسان المرء مقياس عقله؛ وما يكتبه هو حصيلة فكره، والكتاب هو (كتاب التوحيد الذي هو حقُّ الله على العبيد) للشيخ محمد بن عبدالوهاب، وهذا الكتاب له تقديس خاصٌ عند الحشوية؛ يقدسونه ويوزعونه بالمجان، وهو كُتيب إذا قرأته فلن تجد فيه تجديداً يستأهل هذا الاهتمام، بل لا أظنك تتصور أنَّ كتاباً هذا عنوانه قد يحوي أحاديث ضعيفة، لأنه كتاب عقيدة؛ وكتب العقيدة يجب أن تنزَّه عن الأحاديث الضعيفة؛ فأقول لك هوِّن عليك يا أخي فالشيخ القدوة المجدد!! لا يستدل بالأحاديث الضعيفة فحسب بل وبالموضوعة كذلك، ويهِم فيه أوهاماً كثيرة؛ فيزيد في الأحاديث كلمات من عنده؛ وينسب الحديث إلى مصادر ليس موجوداً فيها وإليك الأمثلة:
(1) في باب: {فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما} أورد في تفسير هذه الآية قصة تقدح في عصمة أبينا آدم عليه السلام وترميه وأمنا حواء بالشرك؛ وهي قصة واهية، منسوبة إلى ابن عباس، رواها ابن أبي حاتم، يعلم بطلانها صغار الطلبة النافرين للتفقه في الدين؛ فقال: (لما تغشاها آدم حمَلَتْ، فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلنَّ له قرنيَ أيِّل، فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن - يخوفهما - سمِياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت، فأتاهما، فقال مثل قوله: فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت، فأتاهما، فذكر لهما، فأدركهما حبُّ الولد، فسمياه عبد الحارث فذلك قوله تعالى: {جعلا له شركاء فيما آتاهما}.)
ونحن نرد على شيخ الوهابية من لسان رجل من أهل تقديسهم من العلماء؛ وهو ابن حزم الذي قال في كتابه الملل والنحل) وهذا الذي نسبوه إلى آدم من أنه سمى ابنه عبد الحارث خرافة موضوعة مكذوبة ... ولم يصح سندها قط، وإنما نزلت الآية في المشركين على ظاهرها) (فتح المجيد ص 392) ونحن نعلم أن ابن عبد الوهاب مغرور يظن نفسه عالما وقد نفخ فيه ذلك طبعه أولا، وأساتذته المستشرقون ثانياً؛ حيث أرادوا منه أن يكون رأس حربة يشوهون بها الإسلام، ويشغل المسلمين عن جهاد اليهود والنصارى بفقهه الهزيل الأعوج، وفقه قومه خوارج نجد - فيشتغل المسلمون بأنفسهم ويستبدلون ذروة سنام الإسلام بدعوى الشرك وعبادة القبور ومحاربتها رغم أن الرسول الكريم قد نص بأن الشيطان أيس أن يعبده المسلمون - وإلا فإن الشرك لا يجوز اعتقاده في الأنبياء عليهم السلام ولا يقع منهم على أي حال، فهم مبرؤون منه باتفاق الأمة، فكيف لكُتَيِّب كهذا يحمل مثل هذا الخطأ الفاحش أن يسمى بكتاب التوحيد؟ .(2) فهل من غرابة أن يلمز محمد بن عبد الوهاب في كُتيبه هذا في باب قول: ما شاء الله وشئت، الشيخَ البوصيري بالشرك في قصيدته البردة التي استشفى الله سبحانه وتعالى بها لأنه قال في الرسول الكريم:
يا سيد الخلق مالي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
ولو كان الشيخ فقيها لعلم أن هذا ليس بشرك إلا في فقه الخوارج الأعوج، فقد ثبت بالأحاديث الصحيحة أن الناس يوم القيامة يتدافعون إلى الأنبياء عليهم السلام ليشفعوا لهم، فيتدافعها الأنبياء إلى رسول الله محمد r فيتقدم فيقال له (اشفع تشفَّع وسل تعطه) رواه أغلب أهل الحديث عن عدد من الصحابة، فهل يكون البوصيري الفقيه مشركاً بقوله أن ليس له من يلوذ به يوم القيامة إلا رسول الله r؟!
(3) أورد الشيخ في (باب: ما جاء في الكهان ونحوهم) حديث مسلم: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً).
رواه مسلم، ولكنه زاد فيه (فصدَّقه) وليس فيه فصدَّقه كما وهم الشيخ!.
(4) في (باب: ما جاء في قوله تعالى: وما قدروا الله حقّ قدره .. ) أورد حديث: (يَطْوِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ)
رواه مسلم في كتاب (صفة القيامة والجنّة)، وزاد فيه الشيخ بعد الأرضين كلمة (السبع) وهو كما ترى ليس فيه (السبع) كما وهم!، وقد بحثت في رواية أبي داود ورواية ابن ماجة أيضاً؛ وليس لكلمة (السبع) وجود.
(5) وهذا الحديث وإن رواه الإمام مسلم فهو أحد أحاديثه الباطلة ففي إسناده (عمر بن حمزة)، قال عنه أحمد ابن حنبل (أحاديثه مناكير)، وقال عنه الرازي ذلك أيضاً، وقال يحيى بن معين (ضعيف)، وقال النسائي (ليس بالقوي) وقال عنه مرَّة (ضعيف)، وقال ابن حجر في (التقريب 1/ 715 برقم 4900) (ضعيف)، وقد ذكره ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكين 2/ 207 برقم 2453)، وفوق ذاك فإن أبا أسامة (حماد بن أسامة) مدلِّس كما قال ذلك ابن حجر في التقريب (1/ 236 برقم 1492) حيث قال هناك: بعد أن وثَّقه (ربما دلَّس) وقال ذلك عنه محمد بن سعد، وإن كان يبيِّن تدليسه، فهو هنا لم يصرِّح بالتحديث، ومن العلماء من لا يأخذ حديث المدلِّس أصلاً كما روى الشافعي عن شعبة (التدليس أخو الكذب)، فهذا الحديث بعيداً عن الخوض في متنه هو واهي الإسناد جداً.
(6) وفي هذا الباب أيضاً استدل بالرواية التالية عن أبي ذر: (ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض) وهذه الرواية قبل كل شيء مما انفرد به ابن حبان ولفظ (من الأرض) زيادة من الشيخ حيث أنه يميل للزيادة في الروايات!
(7) قال الشيخ شعيب الأرناؤوط في هذا الحديث: إسناده ضعيف جداً.
(8) ويكفي دليلاً على بطلان هذه الرواية أنَّ فيها الكذَّاب إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسَّاني الذي بيَّن كذبه ابن أبي حاتم بما لا يدع مجالاً للارتياب ثم ختم قوله بالتالي ( .. وهو كذَّاب)، وقال علي بن الحسين بن الجنيد (صدق أبو حاتم ينبغي ألا يحدَّث عنه)، وقال أبو زرعة (كذّاب)، وقال الذهبي (إبراهيم هذا متروك)
راجع لسان الميزان للذهبي 1/ 122 رقم 372، والجرح والتعديل 2/ 142 رقم 469.
(9) وفي باب: من الشرك لبس الحلقة والخيط ... استدلَّ بحديث (من تعلّق بتميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعةٍ فلا ودع الله له) وهذا الحديث فيه (مشرح بن عاهان) الذي قال فيه ابن حبان (يروي عن عقبة مناكير لا يتابع عليها) وهذا الحديث قد رواه عن عقبة!!
(10) وقد اعتمد الشيخ في (باب التنجيم) من كتابه على حديث رواه أحمد وابن حبان وفي إسناده (أبو حريز)، وهو (منكر الحديث) كما قال عنه أحمد بن حنبل، وقال النسائي (ضعيف)، وليته اطلع على أحاديث صحيحة ليستدل بها في هذا الباب!
(11) وفي باب: (ما جاء في الرقى والتمائم)، أتى بأحاديث سندها ضعيف كحديث (إن الرقى والتمائم والتوَّله شرك) ففي إسناده (ابن أخي زينب) وهو مبهم لا يُعرف كما يقول عنه علماء الحديث؛ بينما كان بإمكان الشيخ أن يستدل بأحاديث صحاح في هذا الباب أيضا!
(12) وفي نفس الباب: أورد حديث (من تعلّق شيئاً وكل إليه) وفيه (ابن أبي ليلى) عند أحمد وقد قال فيه نفسه: (سيء الحفظ مضطرب الحديث)، وقال شعبة: (ما رأيت أحداً أسوأ حفظاً منه)، وقال يحيى بن معين: (ليس بذاك)، وقد ضعّفه يحيى بن سعيد القطّان.
أما رواية النسائي ففيها (عبّاد بن ميسرة المنقري) قال فيه أحمد بن حنبل (ضعيف)، وقال أبو داود (ليس بالقوي).
(13) وفي نفس الباب أيضاً: أورد حديث (يارويفع! لعل الحياة تطول بك ... الخ) والحديث فيه (شيبان القتباني وهو مجهول) وفي الرواية الأخرى (ابن لهيعة) الذي قال فيه ابن مهدي (ما أعتد بشيء سمعته من حديثه)، وقال أحمد (ما حديثه بحجّة وإني أكتبه أعتبر به) وقال يحيى بن معين (في حديثه كله ليس بشيء)، وفي رواية النسائي رجل مبهم حيث قال في الإسناد (وذكر آخر قبله)!
(14) وفي باب ما جاء في قوله تعالى: {وما قدروا الله حقّ قدره .. } ذكر الرواية التالية (هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ... الخ) *
وهي رواية موضوعة باطلة رواتها بين مجهول وكذّاب وضعيف وإليك قدح أهل الحديث فيهم:
- يحيى بن العلاء. قال عنه وكيع بن الجراح (يكذب)، وقال عنه أحمد بن حنبل (كذاب يضع الحديث) ومن عجب أن يروي عنه أحمد بعد ذاك!، وقال عنه يحيى بن معين (ليس بثقة)، وقال عمرو بن الفلاس والبخاري (متروك الحديث) وقال إبراهيم الجوهري (شيخ واهٍ) راجع مثلاً الكامل في ضعفاء الرجال (7/ 198) برقم (2104) و (الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث) (ص 280) برقم (840).
- سماك بن حرب. قال عنه عبدالله بن المبارك (ضعيف الحديث)، ومع أنّ ابن حبان وثّقه فقد قال عنه (يخطئ كثيراً!)، وقال سفيان الثوري (ضعيف)، وقال جرير (أتيت سماك بن حرب فرأيته يبول واقفاً) وكان شعبة يضعفه راجع مثلاً الكامل في ضعفاء الرجال (3/ 460) برقم (875). وقد ذكره ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكين) (2/ 26) برقم (1552) وقال عنه هناك (كان شعبة، وسفيان الثوري يضعِّفانه. قال ابن عمَّار: (كانوا يقولون إنه يغلط ويختلفون في حديثه). قال ابن معين: (أسند أحاديث لم يسندها غيره ... ). وقال صالح بن محمد (يُضعَّف ... ). وقال عبدالرحمن بن يوسف بن خراش: (في حديثه لين). وسماك هذا أحد ضعفاء البخاري ومسلم.
- عبدالله بن عميرة الكوفي. قال عنه إبراهيم الحربي (لا أعرفه)، وقال الذهبي (لا يُعرَف)، وقد ضعَّفه العقيلي وابن عدي وفي لسان الميزان (مجهول) (7/ 267) برقم (3588).
(15) وقال في الحديث السابق (أخرجه أبو داود وغيره)، ونقول أخطأت يا شيخ فالحديث قد رواه أحمد الذي تدَّعون أنه إمامكم وليس أبو داود، وهو مما تفرد به أحمد بين الأئمة أمثال: (مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة والدارمي) فلم يروه أحد منهم!
أما إذا قلتم أيها المجسِّمة انتصاراً لشيخكم إن للحديث شبيهاً - ولو لم يكن بنفس الألفاظ - عند أبي داود فنقول لكم نعم ونصه كالتالي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ كُنْتُ فِي الْبَطْحَاءِ فِي عِصَابَةٍ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ r فَمَرَّتْ بِهِمْ سَحَابَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ قَالُوا السَّحَابَ قَالَ وَالْمُزْنَ قَالُوا وَالْمُزْنَ قَالَ وَالْعَنَانَ قَالُوا وَالْعَنَانَ قَالَ أَبو دَاود لَمْ أُتْقِنِ الْعَنَانَ جَيِّدًا قَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا بُعْدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالُوا لَا نَدْرِي قَالَ إِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدَةٌ أَوِ اثْنَتَانِ أَوْ ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً ثُمَّ السَّمَاءُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ثُمَّ فَوْقَ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ أَظْلَافِهِمْ وَرُكَبِهِمْ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ عَلَى ظُهُورِهِمُ الْعَرْشُ مَا بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ ثُمَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ سِمَاكٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ سِمَاكٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاه.
وهذا مظلمٌ باطل مكذوب على رسول الله r مثل سابقه ففي إسناده:
- الوليد بن أبي ثور، واسمه كاملاً الوليد بن عبدالله بن أبي ثور الهمداني الكوفي، وهو كذّاب منكر الحديث كما صرَّح بذلك أساطين هذا الفن فقد قال فيه يحيى بن معين (ليس بشيء) وقال ابن نمير (كذَّاب) وقال أبو زرعة (منكر الحديث يهم كثيراً)، وقال يعقوب بن سفيان، وصالح جزرة (ضعيف) وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين وقال عنه هناك (قال النسائي: ضعيف)، وقال ابن حجر في التقريب ج2 / برقم (7458): (ضعيف).
- عبدالله بن عميرة الكوفي. راجعه في تخريج الحديث السابق، علماً أن البخاري قد صرح بأن ابن عميرة هذا لا يعلم له سماع من الأحنف. راجع الكامل في ضعفاء الرجال (4/ 232) برقم (1053)
- عمرو بن قيس، قال الذهبي: (له أوهام)، وقال أبو داود راوي الحديث (في حديثه خطأ)
- سماك بن حرب. راجع تعريفه في الحديث السابق. وهذه الرواية مع ما فيها من بطلان واضح في المتن وكذب في الإسناد لم يتجاوز شيخكم الألباني فيها حد التضعيف!
(16) وفي الكتيِّب هذا أحاديث لم يذكر من أين أتى بها!! وقد تفادى شرَّاح كتاب الشيخ تخريج هذه الأحاديث أو التعليق عليها علماً أنهم يسارعون إلى ذلك متى ما علموا أنَّ للحديث ولو بعض أصل في كتب الحديث!، وقد ضربت عن البحث عنها صفحاً لأنَّ في ما ذكرت كفاية لإثبات مقولة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب بأنَّ محمداً هذا لم يبلغ معشار أهل العلم [1]!
وبالله عليكم أيها الوهابية هل تبنون عقيدتكم على أحاديث الكذَّابين والوضَّاعين، والضعفاء والمتروكين، والمجهولين، بل وروايات ليس لها أصل في كتب الحديث، وتتركون المحكم من كلام ربِّ العالمين والثابت الشهير من كلام سيِّد المرسلين!!!.
كذب الحشوية على الأئمة الأربعة
لا يخفى على كل عاقل منصف مطلع على كتب المجسِّمة تجرؤهم في الكذب على الله ورسوله فمن طالع كتبهم وجد ذلك ككتب ابن تيمية وابن القيم وأبو يعلى المجسم والدارمي ... ... وغيرهم من أرباب هذه النحلة الخاسرة ونقدم ههنا لمحةً من كذبهم على أئمة المذاهب الأربعة وذلك لأننا وجدنا البعض يجلون علماء الحشوية لالتباس الأمر عليهم ويحسبونهم من أهل السنة وما هم إلا من أهل الباطل أخزاهم الله تعالى وإليكم بيان ذلك نقلاً عن العلامة الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي المتوفي سنة 597هـ، كتاب (دفع شبه التشبيه بأكفِّ التنزيه) [2] باختصار:
1 0 الإمام أبو حنيفة:
نسبوا إليه أنه قال: من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر لأن الله يقول: (الرحمن على العرش استوى) وعرشه فوق سبع سموات.
والجواب: أن هذا الكلام كذب باطل مصنوع على أبي حنيفة وذلك لأن الراوي لهذا الكلام هو أبو مطيع البلخي وهو كذاب دجال، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة ضعيف، وقال أحمد: لا ينبغي أن يروى عنه شيء، وقال البخاري: ضعيف صاحب رأي، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم: كان مرجئا كذابا، وقد جزم الذهبي بأنه وضع حديثا كما في ترجمة عثمان بن عبدالله الأموي، قال ابن أبي العز شارح الطحاوية الحشوي المجسم ج2 ص480 نقلاً عن ابن كثير: وأما أبو مطيع فهو الحكم بن عبد الله بن مسلمة البلخي، ضعفه أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وعمرو بن علي الفلاس والبخاري وأبو داود وأبو حاتم الرازي وأبو حاتم محمد بن حبان البستي وابن عدي والدار قطني وغيرهم اهـ.
---
هذا ما قاله هنا بينما قال بعد ما أورد الأثر السابق ص378: ولا يلتفت إلى من أنكر ذلك ... فتأمل في كلامه واحكم عليه بما شئت. وأبو إسماعيل الأنصاري الملقب بشيخ الإسلام الراوي لهذا الأثر لا يحتج بنقله ولا كرامة لأنه مجسم خبيث قائل بالحلول والاتحاد كما قال ابن تيمية كما نقله الإمام ابن السبكي في الطبقات الكبرى ج4 ص272 نقلا عن الحافظ الذهبي. ا هـ
وعلى تقدير صحة هذا الكلام فقد أجاب عنه الإمام ابن عبد السلام في حل الرموز كما نقله علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص271 قال: من قال لا أعرف الله تعالى في السماء أم في الأرض كفر، لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه. ا هـ
قال القاري: ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم فيجب الاعتماد عل نقله لا على ما نقله الشارح - يعني شارح الطحاوية المجسِّم - مع أن أبا مطيع رجل وضّاع عند أهل الحديث كما صرح به غير واحد. ا هـ كلام القاري.
على أن الإمام أبا حنيفة قد صرح بنفي الاستقرار على العرش كما في كتابه الوصية كما في شرح الفقه الأكبر ص61 حيث قال: نقر بأن الله على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه، واستقراره عليه وهو الحافظ للعرش وغير العرش فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوق ولو صار محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى فهو منزه عن ذلك علوا كبيرا. اهـ.
يتبع
«ابن تيمية» «حياته عقائده» ومن هوعبداللّه بن سبا ومن هو معاوية
نشأة الشيعة
بحث كامل في زيارة القبور والتوسل
اضف الى معلوماتك جهاز الراوتر بالشبكات وما هو دورة
(إن مذهباً يثبت نفسه من كتب خصمه أحق أن يتبع،
وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه)
إبلاغ المشرف عن المشاركة | رقم الـ IP
Old Post تاريخ المشاركة: 10 - 06 - 2003
في الساعة: 12:26 AM
ساعة2002 غير متصلإضغط هنا لمشاهدة هوية ساعة2002إضغط هنا لإرسال رسالة شخصية لـ ساعة2002إبحث عن مواضيع ساعة2002أضف ساعة2002 إلى قائمة أصدقائك
تحرير المشاركةاقتباس من المشاركة
ساعة2002
موقوف
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المدينة:
المشاركات: 3103
Arrow
0 الإمام مالك بن أنس:
فإنهم يروون عنه أنه قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة)
والجواب: أن هذا لم يثبت عن مالك من رواية صحيحة ولا حسنة ولا ضعيفة خفيفة الضعف، ومن يدعي خلاف ذلك فعليه أن يوضح لنا ذلك ونحن بحمد الله على أتم الاستعداد لنجيب عليه وندحضه بالحجة والبرهان، وإنما جاء عنه بلفظ: (الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) وهذه قاصمة لظهور المجسمة.
قال ابن اللبان في تفسير قول مالك هذا كما في إتحاف السادة المتقين ج2 ص82 قوله: كيف غير معقول أي كيف من صفات الحوادث وكل ما كان من صفات الحوادث فإثباته في صفات الله تعالى ينافي ما يقتضيه العقل فيجزم بنفيه عن الله تعالى، قوله: والاستواء غير مجهول أي أنه معلوم المعنى عند أهل اللغة، والإيمان به على الوجه اللائق به تعالى واجب؛ لأنه من الإيمان بالله وبكتبه، والسؤال عنه بدعة؛ أي حادث لأن الصحابة كانوا عالمين بمعناه اللائق بحسب وضع اللغة فلم يحتاجوا للسؤال عنه، فلما جاء من لم يحط بأوضاع لغتهم ولا له نور كنورهم يهديه لصفات ربه يسأل عن ذلك، فكان سؤاله سببا لاشتباهه على الناس وزيغهم عن المراد اهـ.
وقال مالك: (الرحمن على العرش استوى كما وصف به نفسه ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع ... )، وفي هذا ردٌّ صريح على عقيدة المجسمة الذين يقولون بإثبات الكيف وبيان المعنى. [3]
3 0 الإمام أحمد بن حنبل:
رغم أن الوهابية انتسبوا إلى الإمام أحمد زوراً وبهتاناً فإنه لم يسلم هو أيضا من كذبهم عليه، وهم لم يتبعوه أصلا، فالإمام أحمد لم يفت باستحلال دماء مخالفيه بل ولا أهل البدع فقد جاء في مختصر الروضة: (الصحيح أن من كان من أهل الشهادتين فإنه لا يكفر ببدعة على الإطلاق ما استند فيها إلى تأويل يلتبس به الأمر على مثله وهو الذي رجحه شيخنا أبو العباس ابن تيمية) [4]، وقد جاء هؤلاء يسفكون دماء الموحدين لأنهم أهل بدعة في رأيهم، ويكذبون على الإمام أحمد كما فعل بعض أسلافهم، يقول العلامة القنوبي: (وقد ابتلي الإمام أحمد بن حنبل بأصحاب جهلة كذبوا عليه ونسبوا إليه ما لم يقله من العقائد والآراء الكاسدة؛ كما ذكر ذلك جماعة كبيرة من العلماء منهم ابن الجوزي وابن الصلاح وابن عبد السلام والإمام السبكي وابنه التاج والذهبي وآخرون [5].) اهـ
ومما نسبوه إلى الإمام أحمد كذلك الرد على الجهمية؛ قال الإمام الذهبي بعد كلام: ( .. لا كرسالة الاصطخبري، ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبد الله يعني الإمام أحمد، وقال بعد أن أورد شيئا من هذه العقيدة الفاسدة الكاسدة: والله ما قالها الإمام أحمد، فقاتل الله واضعها، ثم قال: فانظر إلى جهل المحدثين كيف يروون مثل هذه الخرافة ويسكتون عليها [6].) اهـ
4. الإمام الشافعي:
نقل المجسمة عنه أنه قال: (القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بالشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء ... وذكر سائر الاعتقاد) اهـ قال الشيخ السقاف الشافعي محقق الكتاب: هذا مذكور في (مختصر العلو) ص176 وقال هناك: (روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري، والحافظ أبو محمد بن إدريس الشافعي) به.
جوابه: هذا الكلام كذب محض، وهو مدسوس على الإمام الشافعي رحمه الله تعالى، ومختصر العلو المتناقض!! إما أنه يعلم ذلك أو لا يعلم، وأحلاهما مُرّ أو حنظل معصور في فمه، وإليك بيان ذلك:
أما الملقب بشيخ الإسلام أبي الحسن الهكاري فهو أحد الكذابين الوضاعين قال عنه الحافظ الذهبي في (ميزان الاعتدال) ج3 ص112 في ترجمته: (قال أبو القاسم بن عساكر: لم يكن موثوقاً به، وقال ابن النجار: متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد) اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في ترجمته في (لسان الميزان) 4/ 159 من الطبعة الهندية): (وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات، وفي حديثه أشياء موضوعة ورأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنه كان يضع الحديث بأصبهان) قال السقاف تعليقاً: وقد مجده وعظمه الشيخ الحراني في رسالته المسماة (الوصية الكبرى في العقيدة والدعوة) ووصفه بشيخ الإسلام!!! وهو كذاب وضاع كما ترى. وأما أبو محمد المقدسي: فهو ممن أباح العلماء دمه كما يجد ذلك من طالع ترجمته لكونه مجسما صرفا انظر كتاب (الذيل على الروضتين) المسمى أيضا تراجم رجال القرنين للحافظ أبي شامة المقدسي هذا حتى نحكم عليه أيضا؟؟!!!
ثم اعلم أن أبا شعيب الذي زعموا أنه روى تلك العقيدة عن الشافعي وُلِدَ بعد وفاة الشافعي بسنتين كما تجد ذلك في (تاريخ بغداد) 9/ 436. وأما هذه العقيدة المروية عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى فهي مدسوسة عليه كما نقل ذلك الذهبي نفسه في (لسان الميزان) 5/ 301 نقلاً عن الذهبي: (أدخلوا عليه أشياء فحدث بها بسلامة باطن، منها: حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء، ومنها عقيدة الشافعي ... .. ) اهـ فاستيقظوا!!
قلت (أي السقاف): ولعل هذا العشاري في سند عقيدة الشافعي التي يرويها الهكاري الوضاع والمقدسي المجسم، وكذلك في سندها ابن كادش الوضاع، ثم اطلعت على (تبديد الظلام المخيم) للمحدث الكوثري ص108 فوجدته يقول: (واعتقاد الشافعي المذكور في ثبت الكوراني كذب موضوع مروي بطريق العشاري وابن كادش) وبذلك يتم إسقاط ما احتج به المجسمة من تأييد الإمام الشافعي لآرائهم الفاسدة ولله تعالى الحمد. انتهى النقل
إضاءة
وقد كذبوا أيضا على غيرهم من أئمة المسلمين فنسبوا إليهم ما لم يقولوه، وحذفوا من كلامهم مالا يتناسب مع معتقداتهم؛ ولدينا على ذلك أمثلة لا بأس بها عن أرباب هذه النحلة من متقدمين ومتأخرين ومعاصرين، فهم أصحاب عقول هزيلة يظنون أنهم بتشويههم للكتب مثلا يستطيعون أن يخفوا عورات الفكر الحشوي الجانح، فمنذ فترة ليست بالبعيدة، وقعت حادثة مضحكة مبكية بإحدى الجامعات الأردنية العريقة، حيث اندسَّ أحد الطلبة الحشوية ذات مساء بمكتبة الجامعة، مستغلاً انشغال أمينها، فأُغلِق عليه الباب حتى الصباح، فأخذ يستخدم معداته التي أحضرها خصيصاً لهذه المهمة، فمزَّق الكثير من صفحات أمهات الكتب النفيسة بالمكتبة، حالماً بأنه سيخفي عوراتهم التي كشفها الله، وأنى لهم ذلك فالحقيقة كنور الشمس لا تحجبها أجنحة البعوض، ولا يبعد أن يكون هذا الطالب موجَّهاً للتخريب؛ فلا يخفى أن الوهابية أعادوا طباعة الكثير من الكتب النفيسة بعد أن شوهوها كثيراً بحذفهم وإضافاتهم.
كره ابن تيمية لآل البيت
---
ابن تيمية بذل الغالي والنفيس كي يدافع عن شرعية الدولة الأموية، فألف الكتب في فضلهم، وفي سبيل ذلك شنَّ هجمة على الإمام علي بن أبي طالب فخطَأه في سبعة عشر موضعاً يرى أنه خالف فيها نص الكتاب، وقال عنه: إنه كان مخذولاً، وإنه قاتل للرئاسة لا للديانة وقد ذكر ذلك في كتابه المنهاج [7] ومما قاله (وليس علينا أن نبايع عاجزاً عن العدل علياً ولا تاركاً له، فأئمة السنة يسلمون أنه ما كان القتال مأموراً به ولا واجباً ولا مستحباً) ويقول (ولا رأي أعظم ذماً من رأي أريق به دم ألوف مؤلفة من المسلمين، ولم يكن في قتلهم مصلحة للمسلمين لا في دينهم ولا دنياهم بل نقص الخير عمَّا كان وزاد الشر على ما كان) [8]، وهو في قوله الأخير هذا لا يقول ما يقوله إلا دفاعاً عن الذين بغوا على الخليفة المبايَع للاستئثار بالحكم في بلاد الشام؛ فقاتلهم الإمام علي تنفيذا لحكم الله بعد أن أبوا الانصياع إلى الحق لقوله سبحانه {فقاتلوا التي تبغي}، بل إن ابن تيمية يذهب أبعد من ذلك فيصور الإمام علي - تنظيراً للنواصب - بأنه يريد العلو في الأرض والفساد ( .. وهذا حال فرعون! .. ) ( .. فمن أراد العلوّ في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الآخرة!) [9] فانظر رحمك الله إلى كلامه الخطير هذا، وجرأته على أبي الحسن t بكلام لم يقله عنه حتى اليهود أعداء الأمة البارزين، فليس هناك من أحد سمى الإمام علي بالمقاتل للرئاسة لا لديانة إلا ابن تيمية، وليس من أحد سماه بالمخذول إلا ابن تيمية، وليس من أحد سماه بالعاجز عن العدل إلا ابن تيمية، وليس من أحد أشار إلى أنه باغٍ في قتاله لمعاوية إلا ابن تيمية؛ وليس من أحد تحدث بلسان النواصب فشبه علياً بفرعون وقرر حرمانه من الجنة إلا ابن تيمية عامله الله بما يستحق. وكيف لعلي أن يبغي ويكون فرعوناً وهو الخليفة المبايع وأصحاب رسول الله r من السابقين واللاحقين يقاتلون تحت لوائه جنودا!
هذا ولترى مدى التناقض عند ابن تيمية المنافح عن الأمويين تراه لا يطبق منهجه هذا على من قتل سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي فهو لا يقول إن قتله لم يكن فيه مصلحة للإسلام بل قال مدافعا عن يزيد الخمر (ويزيد ليس بأعظم جرماً من بني إسرائيل!!! كان بنوا إسرائيل يقتلون الأنبياء، وقتل الحسين ليس بأعظم من قتل الأنبياء) [10] إن ابن تيمية لا يرى بأساً في قتل يزيد للحسين ومن باب أولى أنه لا يرى بأساً في تسميم معاوية للحسن بن علي رضي الله عنه، لأن بني إسرائيل فعلوا أشد من ذلك ولم يفعل الله بهم من شيء سوى أنه ضرب عليهم الذلة ولعنهم وباءوا بغضب من الله {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}) [11].
ألا إن ابن تيمية في ضلال مبين، وما لهؤلاء الذين يتشدقون بمحبة أصحاب رسول الله r من أدعياء السلفية اليوم يصرون على متابعة ابن تيمية وهذه هي أقواله وتناقضاته وميله لفريق البغاة الفاسقين؟!، وكيف يثنون عليه بمديح لا يثنون به على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!، وماذا عساهم أن يقولوا في أقواله هذه، أهو أيضاً من كذب ابن بطوطة عليه وهو مسطور في كتبه، أم هو من الخطأ المغفور له لأنه أجل من كل خطأ وفوق كل حساب؟!! ألا إن الوهابية في ضلال مبين. [12]
بقي أن نذكر أن الوهابية ينهون عن قول (كرَّم الله وجهه) عند ذكر الإمام علي بحجة أنه بدعة [13]. لا تعليق!
أهل السنة أهل ضلال عند الوهابية!
الوهابية الذين حاولوا الهرب من اسمهم هذا فادعوا السلفية، وادعوا أنهم هم الفرقة الناجية وغيرهم في ضلال مبين. ومن الإشكال أنك عندما تسمعهم يتحدثون عن السلف يتبادر إلى ذهنك أنهم يتحدثون عن أصحاب رسول الله r ، ولكن المؤسف أنهم يقصدون بالسلف ابن تيمية الذي خرج بالأمس القريب ويرون أتباعه هم أهل السنة لا غيرهم ويُخرِجون أتباع الإمام أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة من هذا الشرف كما أخرجوا قبل ذلك زوراً باقي أتباع المذاهب الإسلامية من ذلك، ونحن ههنا سننقل آراء زعمائهم من السابقين واللاحقين ونبدأ بالشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبي بطين (ت 1282هـ) حيث يقول (إذا عرفت ذلك عرفت خطأ من جعل الأشعرية [14] من أهل السنة كما ذكره السفاريني في بعض كلامه ويمكن أنه أدخلهم في أهل السنة مداراة لهم لأنهم اليوم أكثر الناس، والأمر لهم، والله أعلم مع أنه قد دخل بعض المتأخرين من الحنابلة في بعض ما هم عليه) [15] فالشيخ يؤمن أن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة مطلقاً.
أما حديثاً فيقول الشيخ ابن باز في كتابه (العقيدة الصحيحة وما يضادها) [16] (ص 20): (ومن العقائد المضادة للعقيدة الصحيحة في باب الأسماء والصفات عقائد أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم في نفي صفات الله عزَّ وجل وتعطيله سبحانه من صفات الكمال ... ويدخل في ذلك من نفى بعض الصفات وأثبت بعضها كالأشاعرة ... أما أهل السنَّة والجماعة فقد أثبتوا لله سبحانه ما أثبته لنفسه) اهـ باختصار، وتلاحظ أن الشيخ ابن باز قد أخرج السادة الأشاعرة من حظيرة أهل السنَّة وقد خصَّ بهذه التسمية أتباع ابن تيمية فقط!! علماً أنَّ مقصوده من نفيهم وتعطيلهم للصفات ما هو إلا وصفهم للذات العلية بما يتناسب وقدسية الذات الإلهية وانتفاء المشابهة لشيء من الخلق {ليس كمثله شيء} فهم يؤولون اليد في قوله سبحانه {يد الله فوق أيديهم} بالقدرة لأنه لا يتناسب والذات العلية ولا اللغة العربية أن تكون اليد هنا حسيَّة، وقوله سبحانه {تجري بأعيننا} أي أن سفينة نوح كانت تجري تحت عناية الله ولطفه ولا يمكن بحال أن كون العين حسيَّة فانظر إلى موقف الشيخ ابن باز من المسلمين عموماً ومن أهل السنَّة والجماعة خصوصاً حيث حكر هذا الوصف عليه وحده وقومه.
وكي لا تظننَّ أن الشيخ ابن باز يجري وحده في هذا المجرى التقليدي لسابقيه فإننا سننقل عن زعيم آخر من زعماء أدعياء السلفية؛ يوصف بالعقلية والتسامح، وهو الشيخ محمد بن صالح العثيمين من كتاب (مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين) [17]: (نجيب على ما طُلب، وهو تقسيم أهل السنة إلى طائفتين في مدرستين:
إحداهما: مدرسة ابن تيمية وتلاميذه المانعين لصرف النصوص عن ظواهرها.
الثانية: مدرسة الأشاعرة [18] والماتريدية [19] الموجبين لصرفها عن ظواهرها في أسماء الله وصفاته.
فنقول: من المعلوم أن بين هاتين المدرستين اختلافاً بيِّناً في المنهاج فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، فالمدرسة الأولى يقرر معلموها وجوب إبقاء النصوص على ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، مع ما يجب نفيه عن الله تعالى، من التمثيل أو التكييف [20]، والمدرسة الثانية يقرر معلموها وجوب صرف النصوص عن ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته.
وهذان المنهاجان متغايران تماماً ...
ثمَّ يقول بعد أن أورد مثالاً يبين فيه تأويل الأشاعرة والماتريدية لليد بالقدرة في قوله تعالى {لِما خلقتُ بيدي} وتجسيم أتباع ابن تيمية لها: (وعلى هذا فيتعين أن يكون وصف أهل السنة خاصاً بهم - أي أتباع ابن تيمية - لا يشاركهم فيه أهل المدرسة الثانية، لأن الحكم بمشاركتهم إياهم جور، وجمع بين الضدَّين، والجور ممتنع شرعاً، والجمع بين الضدين ممتنع عقلاً) [21]
ويقول ص 21: (ولا ريب أن أهل المدرسة الأولى غير المؤولين أحق بالوصف المذكور - أهل السنة - من أهل المدرسة الثانية المؤولين، لمن نظر في منهاجيهما بعلم وإنصاف)
بل إن أدعياء السلفية ونتيجة للعمه الذي يتخبطون فيه فإنهم وصلوا لأبعد من ذلك حيث يطالبون أهل السنة بترك هذه التسمية (أهل السنة والجماعة) وعليهم إن أرادوا النجاة بأن يتسموا بالسلفية!!! وقد ذكر ذلك أحد كتابهم في كتاب له بعنوان (رؤية واقعية) ص 21، وقد رد عليه ليبين عوار رأيه الشيخ خالد بن حامد الأضم العسقلاني في كتابه (الردود السلفية على دعاة السلفية) [22] ونحن نتساءل إن كان هناك غرور أو تعصب للرأي وللعلماء أكبر من هذا، فابن تيمية لا يمكن أن يقال بأنه يمثل السلف؛ فأين هو عن عصر الصحابة، بل وأي تجديد أتى به حتى تضفى عليه هذه الهالة، إلا عقيدة التجسيم بطبيعة الحال؟!
وأي تعصب للحزب أكبر من هذا، حتى أنهم يطالبون الناس بترك مذاهبهم واتباع رأيهم وطريقتهم، وكأن الله لم يخلق للناس عقولاً إلا عقولهم؟!
فمتى يعي هؤلاء أن اتباع السُّنة وسبيل السلف الصالح لا تكون بالأحزاب ولا بالإدعاء، وإنما هي بالعمل الصالح الذي يطاله كل مسلم يتمسك بأهداب السنة النبوية الشريفة أياً كان المذهب الإسلامي الذي يتعبد الله سبحانه وتعالى به!
دوران الأرض يفسد العقيدة الوهابية
الوهابية يعيشون في حيرة فكرية، حيث وصل بهم التناقض إلى أن العلوم العصرية التجريبية قد تسبب فساداً لعقيدتهم، فهم معادون لكل علم عصري، ولو كان الأمر بأيديهم لما تعلَّم مسلمُ في بلاد الحرمين شيئاً من العلوم العصرية، ولِتعلم ذلك من أقوالهم فهذا نقل حرفي من كتاب (هداية الحيران في مسألة الدوران) لمؤلفه عبد الكريم بن صالح الحميد، مطبعة السفير - الرياض، وقد طبع طباعة فاخرة، ويباع بثمن بخس (5 ر. س) [23]، وسترون فيه دفاع الوهابية المستميت بأن الأرض لا تدور، لأن ذلك يفسد عقيدتهم المبنية على تجسيم الله - أستغفر الله العظيم - وأنه جالس في السماء فوق العرش، وقد ضللوا الشيخ الزنداني علناً في هذا الكتاب، وكأنَّ الشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله وبارك في علمه هو الوحيد الذي يقول بهذا القول [24]، وإليكم مقاطع من الكتاب، وأترك ذلك لحكمكم أيها القراء:
من الصفحة (10): (فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان: دخول العلوم العصرية على أهل الإسلام، من أعدائهم الدهرية المعطلة، ومزاحمتها لعلوم الدين، وهذه العلم قسمين (الرجاء عدم مؤاخذة اللغة والنحو فالشيخ وهابي!!):
القسم الأول:
هو علوم مفضولة، زاحمت الشريعة وأضعفتها. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن العلوم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة فأضعفتها فإنها تُحرّم. [25]
القسم الثاني:
علوم مفسدة للاعتقاد مثل: القول بدوران الأرض، وغيره من علوم الملاحدة)
ثمَّ أفصح بأن القول بدوران الأرض يفضي إلى بطلان عقيدتهم فجعل عنوان المقال (القول بدوران الأرض يفضي إلى التعطيل) صفحة (13) والعنوان كاف عن ما يليه من تهريج.
ثمَّ بدأ يتحدث عن علم الجيولوجيا صفحة (25) فقال: (من هنا ضلَّ القوم وأضلوا غيرهم)!!
وقال مضللاً الشيخ الزنداني حفظه الله في صفحة (26) ولما كان الزنداني ممن غرتهم علوم الملاحدة، وأرادوا أن يوفقوا بينها وبين علوم الشريعة المطهرة، ولم يوفقوا ... ثم يقول قال ابن القيم رحمه الله .. ) نقول: لكأن كلام ابن القيم فوق كلام العالمين!!
ويقول ص (32): (واعتقاد دوران الأرض أعظم من اعتقاد تسلسل الإنسان من القرود بكثير) لا تعليق!!
ثمَّ كان العنوان ص (33) كالتالي: (كل دليل من الكتاب والسنة على دوران الأرض فهو تأويل باطل) ولكنه لم يذكر آية واحدة ولا حديثاً نبوياً، وإنما كان الدليل قال شيخ الإسلام!
يتبع
تم تحريره من قبل ساعة2002 في 10 - 06 - 2003 عند12:33 AM
إبلاغ المشرف عن المشاركة | رقم الـ IP
Old Post تاريخ المشاركة: 10 - 06 - 2003
في الساعة: 12:30 AM
ساعة2002 غير متصلإضغط هنا لمشاهدة هوية ساعة2002إضغط هنا لإرسال رسالة شخصية لـ ساعة2002إبحث عن مواضيع ساعة2002أضف ساعة2002 إلى قائمة أصدقائك
تحرير المشاركةاقتباس من المشاركة
ساعة2002
موقوف
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المدينة:
المشاركات: 3103
Arrow
ثمَّ كان العنوان ص (33) كالتالي: (كل دليل من الكتاب والسنة على دوران الأرض فهو تأويل باطل) ولكنه لم يذكر آية واحدة ولا حديثاً نبوياً، وإنما كان الدليل قال شيخ الإسلام!
وقال في ص (36) تحت عنوان (ماذا يعني القول بدوران الأرض): (هذا الاعتقاد ليس مقصوداً لذاته، وإنما هو مقصود لغيره، إذ هو حلقة من سلسلة تبدأ من التعطيل وتنتهي إليه، ومُعتقِده يلتزم من أجله لوازم في غاية الخطورة، حيث يلتزم أن ما فوق الأرض من كل جانب فضاء لا نهاية له.)
---
ونقول: أيها الناس لقد حكم هؤلاء القوم ببطلان عقيدتهم، فدوران الأرض وكرويتها هل أصبح اليوم يحتاج إلى دليل؟!
ملاحظة: كبيرهم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز يرى أيضاً هذا الرأي، فهو ليس بنشاز. [26]
ولقد تجرأ الكاتب ص (41 - 45) وبكل وقاحة على رجل بذل روحه رخيصة في سبيل الله، إنه صاحب (معالم على الطريق) شهيد الإسلام سيد قطب، وإن يدي لا تستطيع الخوض في ما كتبه هذا الجريء على أعلام الإسلام، وقد ألفَّ كتاباً آخر سماه (إنارة الدرب لما في تفسير قطب من آثار الغرب) فإنا لله وإنا إليه راجعون، وسبحان من ابتلى المسلمين باستيلاء اليهود على بيت المقدس، وهؤلاء على الحرمين الشريفين.
أيها الاخوة إنني أحس بألم شديد يعتصرني على جرأة هؤلاء على أعلام الأمة، الأحياء منهم والأموات، ولكنني عندما أذكر جرأتهم على الله بتجسيمه، وتشبيهه بخلقه يهون عليَّ ما نلقاه نحن البشر، من كل المذاهب الإسلامية، وأنا موقن بنهاية هؤلاء قبل انتهاء النفط فالله سريع العقاب، والله أكبر، والنصر للإسلام.
الإسفاف الفكري عند الوهابية
---
ليس بغريب أن يتميز من يحارب العقل بالإسفاف الفكري، وهذا حال الوهابية، حيث أضفوا على كتابات ابن تيمية وأشياعه هالة القداسة، وأنها هي المنهج السلفي الحق الذي يجب اتباعه، ولا يجوز إعمال العقل فيما قالوه فهو الحق الصراح الذي يجب التسليم له، وإن قال بفناء النار، لذلك فترى الوهابية اليوم يهاجمون علماء المسلمين بكل ما أوتوا من قوة في كتاباتهم التي سخروها لهذا الغرض لا غير، دفاعاً عن كلِّ باطل يتبنونه، وإن كان بأساليب غاية في الركاكة والإسفاف، ومن هؤلاء الدكتور صالح بن فوزان الفوزان الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث هاجم العلامة الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي عرفه العالم الإسلامي بقوة حجته، وإخلاصه في الدعوة، ومن فاته قراءة مؤلفاته القيمة، فبالتأكيد لم تفته مواعظه ودروسه الإعلامية؛ كبرنامجه الدعوي الشهير (يغالطونك إذ يقولون) الذي يرد فيه على الملاحدة وأمثالهم بالحجة البينة والبرهان الناصع.
العلامة البوطي كتب كتاباً بعنوان (السلفية مرحلة زمنية مباركة) بين فيه أن الوهابية ما هربوا إلى هذه التسمية إلا بعد أن سئموا تسميتهم الأولى (الوهابية)، ودافع عن كثير من علماء المسلمين الذين يصفهم الوهابية بالضلال كالعلامة الكوثري، والقشيري، ومحمد علوي مالكي [27]، وبين شيئاً من ضلالات ابن تيمية بأسلوب مهذَّب علمي، فما كان من الدكتور الفوزان إلا أن انبرى للرد عليه في كتيب له بعنوان (نظرات وتعقيبات على ما في كتاب السلفية لمحمد سعيد رمضان .. من الهفوات) [28] وهذه عادة الوهابية فمكتباتهم ملآى بالتعقيبات بالشتم لعلماء المسلمين، فاتهم العلامة البوطي بأنه لم يقرأ التاريخ ص72، وأنه لا يحترم ما يقول ص 73، ولكي نعلم الإسفاف الفكري عند هؤلاء ولنبين للناس جلياً مَن الذي لا يحترم ما يقول فإننا سنتعرض للمنهج العلمي عند هذا الأستاذ الجامعي في الرد حيث يقول:
ص 44 (البيهقي - يرحمه الله - عنده شيء من تأويل الصفات فلا يوثق بنقله في هذا الباب)
· ص45 (الحافظ - أي ابن حجر- متأثر بمذهب الأشاعرة فلا عبرة بقوله في هذا) ويشير بهذا إلى العقيدة.
· ص 47 (الخطابي - يرحمه الله - ممن يتأولون الصفات فلا اعتبار بقوله، ولا حجة برأيه، وله تأويلات كثيرة)
ونحن نقول أي منهجية علمية هذه التي ترفض أقوال العلماء ولا ترى فيها حجة، فهل الحجة في الفريق الذي تنتمي إليه أم في البرهان العلمي الذي تثبته، فإذا كان الإمام الترمذي [29] والبيهقي وابن حجر - الذي كانت جريمته التأثر بمذهب الأشاعرة والذي تنتمي إليه مذاهب أهل السنة في العقيدة -، والخطابي وغيرهم من علماء المسلمين لا تؤخذ أقوالهم في العقائد فمَن الذي تؤخذ أقواله؟
نحن نعلم الجواب الوهابي؛ إن من يجب أخذ قوله بالقبول لديهم هو ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وأتباعهم، وليُضرب بأقوال باقي علماء المسلمين عرض الحائط، فالفوزان يرى أن العقيدة يجب أن تؤخذ من كتب الحشوية نحو الكتاب المنتحل (كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد) ص 17 [30]
ويدافع الفوزان بباطل في كتابه هذا عن عقيدة فناء النار [31] وأنها ليست بدعة بغضِّ النظر عن صحتها (ص 49) لأنها نابعة من الكتاب والسنة على حدِّ زعمه!! سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
على كل حال فإن إسفاف أدعياء السلفية الفكري أصبح يتحدث به الرائح والغادي، حيث أن كتاباتهم جامدة على محور الشرك المتمثل بعبادة القبور على حدِّ زعمهم، ولا مساهمة لهم في بعث الأمة الحضاري، إلا الهجوم على أقطاب هذا البعث - بطبيعة الحال - كالهجوم على الإمام محمد عبده وحسن البنا وسيد قطب ومحمد الغزالي وغيرهم، ونحن عندما نتحدث عن إسفافهم الفكري فإننا لا نبني أحكامنا على خطبائهم وصغار كتابهم، بل نتحدث عن كبار العلماء والأساتذة الجامعيين لديهم، واقرأ إن شئت كتابات الدكتور عمر الأشقر الذي يعيش في بيئة علمية متفتحة، ولكن انتماءه الوهابي أبى عليه إلا الانغلاق، فترى كتاباته هزيلة متهالكة، لا يقوم لها ميزان في سوق العلم.
الحشوية وتضليلهم للإمام الترمذي
يفتخر الوهابية بعالم من سلفهم يُدعى أبو بكر الخلَّال، ولتعلم سرَّ تقديس الوهابية له يجب أن تعلم بعضاً مما قدمه هذا الحبر للأمة من نفع؛ فاسمع ما قاله في سنته التّالفة ج1 ص243 عن الإمام أبي الحسن أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي، والذي كان أحد أوعية الحديث [32]، صاحب السنن الشهيرة (بسنن الترمذي): (وقال محمد بن يونس البصري: إن هذا الرجل المعروف بالترمذي قد تبيّن لنا ولأصحابنا بدعته وإلحاده في الدين، وردّ الآثار التي يحتج بها على الجهمية ... الخ).
وقال ناقلاً: إن هذا الترمذي الجهمي الرّاد لفضيلة الرسول r ... الخ).
وقال ص237: وقال أبو علي إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي إن هذا المعروف بالترمذي عندنا مبتدع جهمي ... ومن رد فضيلة الرسول r فهو عندنا كافر مرتد عن الإسلام.)
والآن أيها الاخوة المسلمون أتدرون ما هي الفضيلة التي ردَّها الإمام الترمذي ولم يعترف أو يؤمن بها وصار بذلك مبتدعاً، كافراً، مرتداً، ملحداً، جهمياً، راداً لفضيلة الرسول r عند هؤلاء الحشوية أخزاهم الله؟!! إنها بحسب زعمهم السقيم - جلوس النبي r بجنب الله تعالى على العرش، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، ورحم الله علماء الأمة الأعلام، الذين لم يسلموا حتى من ألسنة السفهاء، والله المستعان.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] في هذا الكتيب أيضاً إعجاب الشيخ بفكر اليهود حين ذكر قول الحبر اليهودي (يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع .. الخ) فقال الشيخ في المسألة الثانية: "إن هذه العلوم باقية عند اليهود الذين في زمنه صلى الله عليه وسلم لم ينكروها ولم يتأولوها " فانظر بين هذا المنطق المعجب بعدم إنكار اليهود وتأويلهم على حد زعمه، وأمر الرسول الكريم لنا بعدم تكذيب اليهود أو تصديقهم!.
[2] تحقيق العلامة المحدِّث حسن بن على السقاف، طباعة دار الإمام النووي ط2، 1412هـ عمان ـ الأردن ـ ص. ب: 925393 هاتف: 672011 / من (ص69 ـ 74)
[3] انظر إتحاف السادة المتقين ج2 ص 82، وكتاب دفع شبه التشبيه ص 71 - 72 وكتاب عقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ حسن السقاف ص 29 - 30.
[4] سليمان بن عبدالوهاب، الصواعق الإلهية، ص 47
[5] الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي، السيف الحاد، ص192
[6] الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج11 ص286
[7] ابن تيمية، منهاج السنة النبوية (2/ 203 - 204)
[8] ابن تيمية قد بذل جهداً جهيداً وحبَّر أوراقاً كثيرة في مهاجمة الإمام علي بن أبي طالب ومناصرة الأمويين، ومن أراد تقصي طرفاً من ذلك فعليه بمراجعة الشيخ عبدالله الهرري، الدليل الشرعي على إثبات عصيان من قاتلهم عليِّ من صحابيِّ أو تابعي، دار المشاريع، لبنان. وصائب عبدالحميد، ابن تيمية في صورته الحقيقية، الغدير للدراسات والنشر، لبنان.
[9] ابن تيمية، منهاج السنة 2/ 202 - 205، 232 - 234
[10] المصدر السابق 2/ 247
[11] لا أشك أن وهابيا سيخرج ليدافع عن ابن تيمية في مقولته هذه ويقول، نعم الفرق بين يزيد واليهود أنهم لم يقتلوا الأنبياء فقط بل كفروا بآيات الله أيضاً، والفقه الخارجي الأعوج مشهور عند الوهابية، فبعد مجزرة الطائف وقتلهم للنساء والأطفال وسلب أموالهم، وقتلهم للشيخ الزواوي مفتي الشافعية وأبناء الشيخ عبد القادر الشيبي رأى الشيخ الشيبي أن يحتال عليهم ليحفظ عنقه فأجهش بالبكاء عندما أتى دوره للقتل فسأله أحدهم لماذا تبكي يا كافر؟ فقال: أبكي والله من شدة الفرح، أبكي يا إخوان لأني قضيت حياتي كلها في الشرك والكفر، ولم يشأ الله إلا أن أموت مؤمناً موحدا. الله أكبر، لا إله إلا الله .. فأخذت الوهابية الأريحية وبكوا لبكاء الشيخ؛ ثم طفقوا يقبلونه ويهنئونه بالإسلام! (نجد وملحقاتها ص 333، السلفية بين أهل السنة والإمامية ص 347)
[12] هل أدركت عزيزي القاريء سر تزهيد الوهابية للناس في زيارة القبر الشريف قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ لا لشيء إلا لأن ابن تيمية قال ذلك، من باب كرهه للنبي وآله ولكنه لا يستطيع المجاهرة بذلك لفظياً فهو يروغ روغان الثعالب!
[13] انتظر أن يمنعوا الناس غداً عن قول رضي الله عنه عند ذكر صحابي
[14] بطبيعة الحال هذا الحكم يشمل الماتريدية لأن الاتجاهين متقاربان في النتائج حتى ظن الكثيرون بأن الخلاف بينهما لا يتعدى الخلاف اللفظي كما ذكره الإمام محمد عبده في تعليقاته على العقائد العضدية. بل لا أستبعد أن يكون الوهابية يرون الماتريدية ليسوا من الإسلام في شيء لأنهم يقدمون العقل كثيراً فمثلاً هم يعتبرون معرفة الله واجبة بالعقل تمسكاً بمنهج الإمام أبي حنيفة بينما الأشاعرة بينما يعتبرها الأشاعرة واجبة بالنقل ولا يعتبرون للأشياء حسناً ذاتياً يدركه العقل.
[15] (مجموعة الرسائل والمسائل النجدية، رسائل وفتاوى الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبي بطين) ص 179وقد ذكر هذا بعد كلام طويل (ص177) ذكر فيه ما ينتقده الوهابية على الأشاعرة ومنه أن الأشاعرة يؤلون رؤية الباري بأنها زيادة علم يخلقه الله في قلب الناظر ببصره، لا رؤية البصر حقيقة عيانا.
[16] ط مكتبة ابن تيمية
[17] ج3 ص 18 وما بعدها، جمع وترتيب فهد بن ناصر السليمان، ط1، سنة 1412هـ، طبعة دار الوطن للنشر بالرياض، وقد وقَّع الشيخ العثيمين الكتاب دليلاً على إقراره بما فيه
[18] الأشعرية نسبة إلى أبي الحسن بن أبي موسى الأشعري (ت941م) له مصنفات كثيرة منها (الإبانة عن أصول الديانة) و (مقالات الإسلاميين) و (اللمع) و (رسالة في استحسان الخوض في الكلام) عارض فيها مذهب المعتزلة، وأيد فيها مذاهب أهل السنة، تتبعه مذاهب أهل السنة اليوم في أمور العقائد التي أجملها في قوله (قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أحمد بن حنبل نضر الله وجهه، ورفع درجته وأجزل مثوبته - قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال)، وهاهم الوهابية اليوم يخرجونه من الانتساب إلى أهل السنة، مع أن كل المالكية والشافعية اليوم له تبع في أمور العقيدة!!.
[19] الماتريدية هم أتباع أبي منصور السمرقندي الماتريدي (ت944م) عاصر الأشعري، والطهاوي. كان عالماً من علماء الكلام، ويتبعه الأحناف في أمور الخلاف العقائدية.
[20] الشيخ من أتباع هذه المدرسة بلا ريب، وهو مثال جيد على التجسيم فهو يقول في نفس هذا الكتاب ص 41، عندما سئل عن إثبات العينين لله فقال: (إن لله تعالى عينين)! أليس هذا تمثيل وتكييف وتشبيه لله تعالى الذي ليس كمثله شيء بعباده، ولا نستغرب من الشيخ وأمثاله غداً إذا عرفوا أن للذبابة أعين أن يقول بأن لله أعين لأن الله يقول في كتابه {تجري بأعيننا}.
[21] حديث الوهابية عن العقل هنا مضحك، فهم ما إن يستدل عليهم أحد بدليل عقلي إلا واجهوه بالتشنيع عليه، فلا مجال للعقل لديهم، إلا إذا كان فيما يحسبونه لصالحهم!، هذا من ناحية أما من ناحية أخرى فتكفير الحشوية للسادة الأشاعرة وللمسلمين عموماً فهو قديم متأصل لديهم ألم تسمع لابن القيِّم في نونيته يقول:
---
إنَّ المعطِّل بالعداوة معلنٌ والمشركون أخفُّ في الكفرانِ!!!!
ولا يقصدون بالتعطيل إلا تأويل الصفات ففي رأيهم أن المشركين خير من المسلمين الذين ينزهون الله فلا يقولون أنه يشابه الخلق فيحتاج للجلوس ويحتاج للأذنين ليسمع وللعينين ليرى وللجهة ليقعد فيها إلى ما سواه، سبحانك اللهم لا تحيط بذاتك الأفهام تعاليت عمَّا يقول المشبِّهة علواً كبيرا.
[22] ج1، الفصل الثاني (بين السلفية وأهل السنة) ص25، ولأمور نعلمها فإن الناشر لم يذكر في هذا الكتاب، ط 1413هـ.
[23] الكتب والمؤسسات الوهابية مدعومة كي تنال أفكارهم المتطرفة أكبر قدر من التسويق والنشر، فموازنة هيئة الدعوة والإرشاد تبلغ مليار دولار سنوياً. يراجع رياض نجيب الريّس، رياح السَّموم، السعودية ودول الجزيرة بعد حرب الخليج 1991 - 1994، ط3، ص 161.
[24] الوهابية يرون ضلال أغلب المفكرين الإسلاميين أصحاب اليد الطولى في العلوم العصرية الحديثة كابن سينا وابن رشد، وهذا يذكرنا بالكنيسة في أوربا إبان الثورة الصناعية حيث حكموا بكفر جاليليو القائل بدوران الأرض!
[25] ونقول: سبحان الله إنهم يرون العلم يتصادم مع الشرع وهذا اعتقاد أهل الكنيسة تماماً في نصرانيتهم، وكما ترى فإن دليلهم ليس قرآناً ولا سنة بل قول أحد أساطينهم!
---
[26] لقد ذكرنا في موضع آخر بهذا الكتاب قول ابن باز في دوران الأرض وأن من يقول به فهو مرتد يستباح دمه وماله فيء لبيت مال المسلمين!، أما العثيمين الأكثر تفتحاً فإنه ينصح مدرسي مادة الجعرافيا بعدم تدريس دوران الأرض للطلبة (المرجع: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ج 3، فتوى رقم 428، ص 153)
[27] هذا العالم من أئمة المذهب المالكي الكبار، ينتمي لآل البيت، وهو ممن لا يبيع دينه بدنياه، مقيم بمكة المكرمة يبين الحق للناس ويفند أباطيل الوهابية مما حدا بهم لمحاكمته و فصله من عمله ولم يفتّ هذا من عضده شيئاً حماه الله من شرِّهم.
[28] النسخة التي بين أيدينا هي الطبعة الثانية، 1411هـ، دار الوطن للنشر بالرياض.
[29] اقرأ موضوعنا التالي: الوهابية وتضليلهم للإمام الترمذي
[30] لتعلم كذب نسبة هذا الكتاب لابن الإمام أحمد وما فيه من الترهات، فما عليك إلا مراجعة مقالنا: من كذب الحشوية
[31] اقرأ موضوعنا: ابن القيِّم الشفيق بإبليس
[32] وصفه بذلك ابن خزيمة، ولا داعٍ لإيراد أقوال العلماء في الثناء عليه فهو أعلى من قدح أدعياء السلفية، وليموتوا بغيظهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق