حكم التدخين في الإسلام
حكم التدخين في الإسلام
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
[]قال تعالى: عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا مؤمنون . الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحونالأعراف 156-157[]
تكفل الله بمحاسبة الناس فالعذاب لمن عصى الله وكفر ورحمته التي وسعت كل شيء خاصة بالمؤمن التقي الذي يؤدي الفرائض ويجتنب المحرمات ويتبع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ماجاء به .
ومن أبرز صفات هذا الرسول كما في كل الكتب السماوية أنه يحل الطيبات ويحرم الخبائث
ومن هنا نعلم أن كل ماحرمه الله فهو خبيث وكل ما أحله فهو طيب . ومنه نصل إلى أن كل شيء كان طيباً فهو حلال وكل ما كان خبيثاً فهو حرام . والطيب كل ما أباحه الشرع واستطيبه العرب أولم يكن فيه ضرر جسمي أو عقلي أو روحي . وعكسه الخبيث .
وعلى ضوء هذه الآية نطرح السؤال التالي:
ماهو حكم الدخان المعروف اليوم في ميزان الشرع؟!في الإجابة على مثل هذا السؤال يجب أن نبحث عن أصله ونفعه وضره وماهي النصوص التي وردت فيه .
إذا علمنا أن الدخان لم يكن معروفاً في زمن الوحي فنعلم أنه لاتوجد آية صريحة ولاحديث صريح في التدخين وبالتالي سنعود إلى مسألة النفع والضر وعليها يتحدد الجواب.
فالتبغ نبات من الفصيلة الباذنجانية السامة له أوراق خضر وزهور جميلة ذات لون أحمر وردياً يرتفع عن الأرض مترين وأول من استعمله الهنود الحمر ومنها انتقل إلى أوربا ومنها إلى شرق آسيا
والتبغ أنواع عديد تصل إلى أربعين نوعاً . واسم التبغ مأخوذ من توباكو الإسبانية .
عندما يشتعل التبغ ينتج عنه الرماد والدخان فالرماد عبارة عن كربونات وأكاسيد المعادن وأملاح عضوية وأما الدخان فيتكون من غازات ومواد عديدة يترسب جزء منه على شكل كتل لزجة ذات لون أحمر ورائحة خاصة تحتوي على مجموعة مواد ضارة منها:
الراتنجيات والزيوت الطيارة والنيرومين وعلى رأس القائمة النيكوتين وهو مركب سام جداً وخطر على جميع الحيوانات إذ يكفي 1غرام منه لقتل عشرة كلاب في لحظات.
ونسبة النيكوتين في أوراق التبغ الخضراء 2- 10% من التبغ .أما في تبغ اللفافات فيتراوح 1- 3% ويسنشق المدخن معه حوالي 4ملغ وعند وصوله إلى الرئة يمتص الدم حوالي 2ملغ .
والدخان وإن اختلفت طرق تدخينه من سجائر وسيجار وغليون ونرجيله وجوزة وسعوط وحقن شرجية ومضغ فنتائجه متقاربة ونهاياته واحدة
وبالتالي سيأخذ حكماً واحداً . وقد أوضح من الواضح الثايت ابيوم أن أضرار التدخين كثيرة لاتعد .
وقد تأسست في مختلف أنحاء العالم مراكز علمية مهمتها دراسة موضوع التدخين وأضراره على الجنس البشري . ومن أهمها الهيئة الصحية العالمية والتي صدرت باستمرار نشراتها المنبهة والمحذرة من أجل أخطار التدخين وهناك يمكن أن نشير إلى بعض منها:
1- الدخان يسبب السرطان في جهاز التنفس وخاصة سرطان الرئة فقد أثبتت الإحصائيات من دراسة 1357شخصاً توفي بالسرطان الرئوي أن جميعهم من المدخنين ماعدا سبعة فقط.ودراسة ثانية من 181شخصاًتوفي بسرطان الرئة يوجد واحد فقط غير مدخن
2- يؤثر على الجهاز العصبي إذ يؤدي إلى خلل واضح مما يسبب الصداع والدوار وضعف الذاكرة وخاصة عندما يفرط المدخن بالتدخين
3- كا أنه يؤثر على الكبد وجهاز دوران الدم فتدخين سيجارة واحدة يزيد من عدد ضربات القلب بمقدار ثلاثين ضربة في الدقيقة وأن تدخين 20 سيجارة في اليوم تتعب القلب يمقدار مايتعبه ركوب دراجة عادية مدة 10 ساعات متواصلة
وهناك دراسات طويلة حول أضرار الدخان على كل جزء من جسم الإنسان وحتى على الأسنان والجيوب الأنفية واندمال الجروح وسرطان الفم وكذلك أثره على المرأة والدرة الشهرية واثره على الحمل والولادة وإضعافه للجنس عند الرجل والمرأة .
هذه الدراسات وإن كانت تختلف حسب نوع الدخان وكيته وطبيعة جسم المدخن فإنها تتفق في وجود كمية من الضرر لدى الجميع .
هذا كله فضلاً عن ط ريقة تحضيره فإن أوراق التبغ تخمر في براميل ولمدة لاتقل عن ثلاث سنوات ثم بعدها تندى في غير الدول الإسلامية بالخمر المعتق وهذاهو الذي يساعد أكثر على الإشتعال وبعدها يضاف إليه شيء من العطورات لتغطية تلك الرائحة .
على أن الدخان أسرع وصولاً للدم من الخمر يدرك ذلك من له أدنى معرفة بجهاز الهضم وجهاز التنفس
فهل هذا طيب أم خبيث؟؟
على أننا لو تركنا كل ماسبق وسألنا بكل بساطة عدداً من المدخنين هل الدخان ضار أم لا؟ لجاءت معظم الإجابات إن لم تكن بالإجماع نعم هو ضار فنقول لهم : إن وصف نبيكم في كل الكتب السماوية (يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)
وأنتم أقررتم بأن الدخان مضر خبيث
هذا كله بغض النظر عن إتلاف الأموال وهدرها بدون فائدة بل من أجل الإضرار ولوجمعت هذه الأموال في أي بلد لسدت معظم حاجات البلد الأساسية من المرافق العامة إن لم يكن كلها. فهل أيضاً إتلاف الأموال حرام أم حلال ؟
وأخيراً: فقد نص الفقهاء وعلماء المسلمين على تحريمه وإليك بعض هذه النصوص :
قال صاحب الدر المختار الحنفي في آخر كتاب الأشربة جزء 6 ص 459 قال شيخنا النجم الغزي : والتتن الذي حدث بدمشق سنة خمس عشرة بعد الألف يدعي شاربه أنه لايسكر وإن سلم أنه لايسكر فإنه مفتر وهو حرام لحديث أحمد عن أم سلمة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر .
قال النجم : ليس من الكبائر تناوله المرة والمرتين ومع نهي أولي الأمر يحرم مطلقاً على أن استعماله مضر بالبدن والإصرار عليه كبيرة
2- قال صاحب الدر المختار: كرهه العلامة أبو السعود العمادي فعلق على ذلك ابن عادبدين وقال: ظاهر كلامه أنه يكره تحريماً وأنه يفسق متعاطيه لأنه تكره الصلاة خلف الفاسق وعد منهم شارب الدخان
انظر حاشية ابن عادبدين على الدر المختار جزء6 ص 46
3-قال الإمام القليوبي الشافعي في حاشيته على شرح المنهاج في باب النجاسة عند قول الماتن(( عن البنج ونحوه ) من كل مافيه تخدير وتغطية للعقل فهو طاهر وإن حرم تناوله ولذلك قال بعض مشايخنا ومنه الدخان المشهرو وهو كذلك لأنه يفتح مجاري البدن ويهيؤها لقبول الأمراض المضرة . راجع حاشية القليوبي جزء 1ص 69
4- قال البجيرمي الشافعي في حاشيته على الإقناع للخطيب الشربيني عند قوله: (ويحرم مايضر البدن أو العقل) قال البجيرمي: ومنه يعلم حرمة الدخان المشهور لما نقل من الثقات أنه يورث العمى والزهل والتنافيس واتساع المجاري راجع البجيرمي على الإقناع جزء 4 ص276
5- قال أحمد بن أبي الوفاء الحنبلي : لايقول بحله أحد يخشى الله ويتقيه
6- وقال عبد النافع رحمه الله: لاريب في أن الدخان من البدع الخبيثة في طبيعة كل منصف . وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
7- نص على حرمته الشيخ علي الصعيدي المالكي وكان ينهى عن الدخان ويمنعه.
8- وكذلك حرمه علماء النجدية حرمة مغلظة ومنهم الشيخ محمد بن ابراهيم وعبد الرحمن بن ناصر السعدي
9- وكذلك حرمه أهل العلم الباطني كالشيخ عبد العزيز الدباغ في الإبريز
هذه جملة من الفتاوى القديمة تفتي بالحرمة مع أنهم لم يثبت عندهم ضرره كما ثبت الآن .وكما بينا بعضه في أول المقالة.
ومنهم من قال بأنه مكروه أما الان فلم يعد مجال للشك في حرمته بعد ظهور أضراره للعيان .
10- يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي : فإن استعمال الدخان محرم بموجب قواعد الفقهية التي لاخلاف فيها
11- وكذلك أفتى الشيخ قطب الدين الحامدي مفتي محافظة دير الزور بأنه حرام
والحمد لله رب العالمين.
فضيلة الشيخ : عبد الجواد العاشق حفظه الله تعالى
؟؟؟؟
تاريخ التدخين:
يقال أن التدخين دخل البلاد العربية ، عن طريق تركية .. والتدخين أول ماظهر ، أباحه العلماء ، لأن الأصل في الأشياء الإباحة .. وألف الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله كتاباً بعنوان: إعلام الإخوان بإباحة الدخان ، أو قريباً من هذا العنوان .. وقالوا: إذا كانت الزوجة تدخن ، فمن واجب الزوج أن يشتري لها التبغ ..
ثم جاء الشيخ ابن علان ، وألف كتاباً بعنوان: إعلان الإخوان بتحريم الدخان .. وهكذا حرمه ، عندما ظهرت بعض أضراره .. وكتب عنه العالم الطبيب محمود ناظم النسيمي ، في كتابه القيم: الطب النبوي والعلم الحديث ، وهو ثلاثة مجلدات .. كما كتب عنه العلامة الفاضل الشيخ محمد الحامد فصلاً ، في كتابه الرائع: ردود على أباطيل ، المجلد الأول ، بعنوان: القول الفصل في التدخين ، ومال إلى تحريمه .. وألف الدكتور ضياء الدين الجماس كتاباً بعنوان ، التدخين بين الأطباء والمشرعين .. وذكر أضراره ، كما ذكر فتوى للعلامة الدكتور البوطي ، والعلامة الشيخ قطب الدين الحامدي مفتي دير الزور سابقاً .. رحمه الله .. وهناك رسالتين عن التدخين للشيخين محمد بن إبراهيم مفتي السعودية قبل الشيخ ابن باز ، والشيخ عبد الرحمن السعدي علامة القصيم ، يحرمان فيهما التدخين ، رحمهم الله .. وألف كتب ورسائل عديدة في ذلك ، ومنها رسالة لطيفة للشيخ المعمر أحمد القلاش ، أمد الله في عمره ، بعنوان: بلية الدخان .. وأشمل ما كتب في ذلك وأوسع كتاب حكم التدخين على المذاهب الأربعة للأستاذ الفاضل محمد فاتح الكتاني حفظه الله .. وكتب العلامة الفقيه الشخ الدكتور أحمد الحجي الكردي حفظه الله ، ومنذ سنوات ، مقالة عن حكم التدخين ، نقل فيها أراء العلماء فيه ، من مبيحين ، ومحرمين ، وأدلتهم .. وخرج بنتيجة ، وهي: أنه مكروه تحريماً ،
أي أنه أقرب إلى الحرام .. والخلاصة: لقد ثبت ضرر التدخين اليوم بما لا يدع مجالاً للشك ، وإذا كان الأمر كذلك ، فكل ماثبت ضرره حرام ولا يجوز ، من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار " ، وحديث: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن كل مسكر ومفتر " والمسكر هو ما أذهب العقل ، أما المفتر ، فهو ما أدى إلى الضعف والخمول والكسل ، والدخان مفتر للبدن بلا شك .. ولقوله تعالى: ( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) وقوله سبحانه: ( ولا تقتلوا أنفسكم ، إن الله كان بكم رحيماً ) والتدخين هو انتحار بطيء .. وكان العلامة الشيخ الفقيه أحمد الكردي ، مفتي السادة الأحناف في حلب ، رحمه الله ، كان يدخن ، ولما مرض ، وذهب إلى الطبيب ، قال له الطبيب: التدخين يضرك يا شيخنا ، فقال الشيخ: الآن حرم علي .. وكذلك الشيخ المفسر الداعية الجليل محمد متاولي الشعراوي ، رحمه الله ، بقي يدخن ، مدة خمسين سنة ، وفي آخر عمره أصيب بالربو وضيق التنفس ، وكان يحمل بخاخ لأجل ذلك ، وحرم التدخين ، لأنه هو السبب في مرضه .. وهكذا .. وكان بعض العلماء الصالحين ، لا يفتون في التدخين ، حتى لا يحرجوا الناس ، ومنهم العلامة الفقيه الورع الشيخ محمد سعيد الإدلبي ، والعلامة الشيخ المحدث عبد الله سراج الدين ، رحمهما الله رحمة واسعة .. فإذا ثبت ضرر التدخين على المدخن ، وأخبره الطبيب بذلك ، أو ظهر له ذلك من خلال التجربة ، فالتدخين في حقه حرام ولا يجوز له أن يتعاطاه .. وكذلك النارجيلة الشيشة وأمثالها ..
ثم ماذا يستفيد هذا المدخن : فالدخان لا يسمن ولا يغني من جوع ، وهو عادة سيئة ، ينفخ هكذا .. ويؤذي جلساءه ، وهذا ما يسمى التدخين السلبي ، ثم يبذر ماله في ثمن الدخان ، الذي يسبب له الكثير من الأمراض ، من سرطان الحنجرة ، وتصلب الشرايين ، والأزمات القلبية ، وارتخاء الأعصاب ، وضعف الشهية ، بنوعيها
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
[]قال تعالى: عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا مؤمنون . الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحونالأعراف 156-157[]
تكفل الله بمحاسبة الناس فالعذاب لمن عصى الله وكفر ورحمته التي وسعت كل شيء خاصة بالمؤمن التقي الذي يؤدي الفرائض ويجتنب المحرمات ويتبع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ماجاء به .
ومن أبرز صفات هذا الرسول كما في كل الكتب السماوية أنه يحل الطيبات ويحرم الخبائث
ومن هنا نعلم أن كل ماحرمه الله فهو خبيث وكل ما أحله فهو طيب . ومنه نصل إلى أن كل شيء كان طيباً فهو حلال وكل ما كان خبيثاً فهو حرام . والطيب كل ما أباحه الشرع واستطيبه العرب أولم يكن فيه ضرر جسمي أو عقلي أو روحي . وعكسه الخبيث .
وعلى ضوء هذه الآية نطرح السؤال التالي:
ماهو حكم الدخان المعروف اليوم في ميزان الشرع؟!في الإجابة على مثل هذا السؤال يجب أن نبحث عن أصله ونفعه وضره وماهي النصوص التي وردت فيه .
إذا علمنا أن الدخان لم يكن معروفاً في زمن الوحي فنعلم أنه لاتوجد آية صريحة ولاحديث صريح في التدخين وبالتالي سنعود إلى مسألة النفع والضر وعليها يتحدد الجواب.
فالتبغ نبات من الفصيلة الباذنجانية السامة له أوراق خضر وزهور جميلة ذات لون أحمر وردياً يرتفع عن الأرض مترين وأول من استعمله الهنود الحمر ومنها انتقل إلى أوربا ومنها إلى شرق آسيا
والتبغ أنواع عديد تصل إلى أربعين نوعاً . واسم التبغ مأخوذ من توباكو الإسبانية .
عندما يشتعل التبغ ينتج عنه الرماد والدخان فالرماد عبارة عن كربونات وأكاسيد المعادن وأملاح عضوية وأما الدخان فيتكون من غازات ومواد عديدة يترسب جزء منه على شكل كتل لزجة ذات لون أحمر ورائحة خاصة تحتوي على مجموعة مواد ضارة منها:
الراتنجيات والزيوت الطيارة والنيرومين وعلى رأس القائمة النيكوتين وهو مركب سام جداً وخطر على جميع الحيوانات إذ يكفي 1غرام منه لقتل عشرة كلاب في لحظات.
ونسبة النيكوتين في أوراق التبغ الخضراء 2- 10% من التبغ .أما في تبغ اللفافات فيتراوح 1- 3% ويسنشق المدخن معه حوالي 4ملغ وعند وصوله إلى الرئة يمتص الدم حوالي 2ملغ .
والدخان وإن اختلفت طرق تدخينه من سجائر وسيجار وغليون ونرجيله وجوزة وسعوط وحقن شرجية ومضغ فنتائجه متقاربة ونهاياته واحدة
وبالتالي سيأخذ حكماً واحداً . وقد أوضح من الواضح الثايت ابيوم أن أضرار التدخين كثيرة لاتعد .
وقد تأسست في مختلف أنحاء العالم مراكز علمية مهمتها دراسة موضوع التدخين وأضراره على الجنس البشري . ومن أهمها الهيئة الصحية العالمية والتي صدرت باستمرار نشراتها المنبهة والمحذرة من أجل أخطار التدخين وهناك يمكن أن نشير إلى بعض منها:
1- الدخان يسبب السرطان في جهاز التنفس وخاصة سرطان الرئة فقد أثبتت الإحصائيات من دراسة 1357شخصاً توفي بالسرطان الرئوي أن جميعهم من المدخنين ماعدا سبعة فقط.ودراسة ثانية من 181شخصاًتوفي بسرطان الرئة يوجد واحد فقط غير مدخن
2- يؤثر على الجهاز العصبي إذ يؤدي إلى خلل واضح مما يسبب الصداع والدوار وضعف الذاكرة وخاصة عندما يفرط المدخن بالتدخين
3- كا أنه يؤثر على الكبد وجهاز دوران الدم فتدخين سيجارة واحدة يزيد من عدد ضربات القلب بمقدار ثلاثين ضربة في الدقيقة وأن تدخين 20 سيجارة في اليوم تتعب القلب يمقدار مايتعبه ركوب دراجة عادية مدة 10 ساعات متواصلة
وهناك دراسات طويلة حول أضرار الدخان على كل جزء من جسم الإنسان وحتى على الأسنان والجيوب الأنفية واندمال الجروح وسرطان الفم وكذلك أثره على المرأة والدرة الشهرية واثره على الحمل والولادة وإضعافه للجنس عند الرجل والمرأة .
هذه الدراسات وإن كانت تختلف حسب نوع الدخان وكيته وطبيعة جسم المدخن فإنها تتفق في وجود كمية من الضرر لدى الجميع .
هذا كله فضلاً عن ط ريقة تحضيره فإن أوراق التبغ تخمر في براميل ولمدة لاتقل عن ثلاث سنوات ثم بعدها تندى في غير الدول الإسلامية بالخمر المعتق وهذاهو الذي يساعد أكثر على الإشتعال وبعدها يضاف إليه شيء من العطورات لتغطية تلك الرائحة .
على أن الدخان أسرع وصولاً للدم من الخمر يدرك ذلك من له أدنى معرفة بجهاز الهضم وجهاز التنفس
فهل هذا طيب أم خبيث؟؟
على أننا لو تركنا كل ماسبق وسألنا بكل بساطة عدداً من المدخنين هل الدخان ضار أم لا؟ لجاءت معظم الإجابات إن لم تكن بالإجماع نعم هو ضار فنقول لهم : إن وصف نبيكم في كل الكتب السماوية (يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)
وأنتم أقررتم بأن الدخان مضر خبيث
هذا كله بغض النظر عن إتلاف الأموال وهدرها بدون فائدة بل من أجل الإضرار ولوجمعت هذه الأموال في أي بلد لسدت معظم حاجات البلد الأساسية من المرافق العامة إن لم يكن كلها. فهل أيضاً إتلاف الأموال حرام أم حلال ؟
وأخيراً: فقد نص الفقهاء وعلماء المسلمين على تحريمه وإليك بعض هذه النصوص :
قال صاحب الدر المختار الحنفي في آخر كتاب الأشربة جزء 6 ص 459 قال شيخنا النجم الغزي : والتتن الذي حدث بدمشق سنة خمس عشرة بعد الألف يدعي شاربه أنه لايسكر وإن سلم أنه لايسكر فإنه مفتر وهو حرام لحديث أحمد عن أم سلمة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر .
قال النجم : ليس من الكبائر تناوله المرة والمرتين ومع نهي أولي الأمر يحرم مطلقاً على أن استعماله مضر بالبدن والإصرار عليه كبيرة
2- قال صاحب الدر المختار: كرهه العلامة أبو السعود العمادي فعلق على ذلك ابن عادبدين وقال: ظاهر كلامه أنه يكره تحريماً وأنه يفسق متعاطيه لأنه تكره الصلاة خلف الفاسق وعد منهم شارب الدخان
انظر حاشية ابن عادبدين على الدر المختار جزء6 ص 46
3-قال الإمام القليوبي الشافعي في حاشيته على شرح المنهاج في باب النجاسة عند قول الماتن(( عن البنج ونحوه ) من كل مافيه تخدير وتغطية للعقل فهو طاهر وإن حرم تناوله ولذلك قال بعض مشايخنا ومنه الدخان المشهرو وهو كذلك لأنه يفتح مجاري البدن ويهيؤها لقبول الأمراض المضرة . راجع حاشية القليوبي جزء 1ص 69
4- قال البجيرمي الشافعي في حاشيته على الإقناع للخطيب الشربيني عند قوله: (ويحرم مايضر البدن أو العقل) قال البجيرمي: ومنه يعلم حرمة الدخان المشهور لما نقل من الثقات أنه يورث العمى والزهل والتنافيس واتساع المجاري راجع البجيرمي على الإقناع جزء 4 ص276
5- قال أحمد بن أبي الوفاء الحنبلي : لايقول بحله أحد يخشى الله ويتقيه
6- وقال عبد النافع رحمه الله: لاريب في أن الدخان من البدع الخبيثة في طبيعة كل منصف . وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
7- نص على حرمته الشيخ علي الصعيدي المالكي وكان ينهى عن الدخان ويمنعه.
8- وكذلك حرمه علماء النجدية حرمة مغلظة ومنهم الشيخ محمد بن ابراهيم وعبد الرحمن بن ناصر السعدي
9- وكذلك حرمه أهل العلم الباطني كالشيخ عبد العزيز الدباغ في الإبريز
هذه جملة من الفتاوى القديمة تفتي بالحرمة مع أنهم لم يثبت عندهم ضرره كما ثبت الآن .وكما بينا بعضه في أول المقالة.
ومنهم من قال بأنه مكروه أما الان فلم يعد مجال للشك في حرمته بعد ظهور أضراره للعيان .
10- يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي : فإن استعمال الدخان محرم بموجب قواعد الفقهية التي لاخلاف فيها
11- وكذلك أفتى الشيخ قطب الدين الحامدي مفتي محافظة دير الزور بأنه حرام
والحمد لله رب العالمين.
فضيلة الشيخ : عبد الجواد العاشق حفظه الله تعالى
؟؟؟؟
تاريخ التدخين:
يقال أن التدخين دخل البلاد العربية ، عن طريق تركية .. والتدخين أول ماظهر ، أباحه العلماء ، لأن الأصل في الأشياء الإباحة .. وألف الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله كتاباً بعنوان: إعلام الإخوان بإباحة الدخان ، أو قريباً من هذا العنوان .. وقالوا: إذا كانت الزوجة تدخن ، فمن واجب الزوج أن يشتري لها التبغ ..
ثم جاء الشيخ ابن علان ، وألف كتاباً بعنوان: إعلان الإخوان بتحريم الدخان .. وهكذا حرمه ، عندما ظهرت بعض أضراره .. وكتب عنه العالم الطبيب محمود ناظم النسيمي ، في كتابه القيم: الطب النبوي والعلم الحديث ، وهو ثلاثة مجلدات .. كما كتب عنه العلامة الفاضل الشيخ محمد الحامد فصلاً ، في كتابه الرائع: ردود على أباطيل ، المجلد الأول ، بعنوان: القول الفصل في التدخين ، ومال إلى تحريمه .. وألف الدكتور ضياء الدين الجماس كتاباً بعنوان ، التدخين بين الأطباء والمشرعين .. وذكر أضراره ، كما ذكر فتوى للعلامة الدكتور البوطي ، والعلامة الشيخ قطب الدين الحامدي مفتي دير الزور سابقاً .. رحمه الله .. وهناك رسالتين عن التدخين للشيخين محمد بن إبراهيم مفتي السعودية قبل الشيخ ابن باز ، والشيخ عبد الرحمن السعدي علامة القصيم ، يحرمان فيهما التدخين ، رحمهم الله .. وألف كتب ورسائل عديدة في ذلك ، ومنها رسالة لطيفة للشيخ المعمر أحمد القلاش ، أمد الله في عمره ، بعنوان: بلية الدخان .. وأشمل ما كتب في ذلك وأوسع كتاب حكم التدخين على المذاهب الأربعة للأستاذ الفاضل محمد فاتح الكتاني حفظه الله .. وكتب العلامة الفقيه الشخ الدكتور أحمد الحجي الكردي حفظه الله ، ومنذ سنوات ، مقالة عن حكم التدخين ، نقل فيها أراء العلماء فيه ، من مبيحين ، ومحرمين ، وأدلتهم .. وخرج بنتيجة ، وهي: أنه مكروه تحريماً ،
أي أنه أقرب إلى الحرام .. والخلاصة: لقد ثبت ضرر التدخين اليوم بما لا يدع مجالاً للشك ، وإذا كان الأمر كذلك ، فكل ماثبت ضرره حرام ولا يجوز ، من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار " ، وحديث: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن كل مسكر ومفتر " والمسكر هو ما أذهب العقل ، أما المفتر ، فهو ما أدى إلى الضعف والخمول والكسل ، والدخان مفتر للبدن بلا شك .. ولقوله تعالى: ( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) وقوله سبحانه: ( ولا تقتلوا أنفسكم ، إن الله كان بكم رحيماً ) والتدخين هو انتحار بطيء .. وكان العلامة الشيخ الفقيه أحمد الكردي ، مفتي السادة الأحناف في حلب ، رحمه الله ، كان يدخن ، ولما مرض ، وذهب إلى الطبيب ، قال له الطبيب: التدخين يضرك يا شيخنا ، فقال الشيخ: الآن حرم علي .. وكذلك الشيخ المفسر الداعية الجليل محمد متاولي الشعراوي ، رحمه الله ، بقي يدخن ، مدة خمسين سنة ، وفي آخر عمره أصيب بالربو وضيق التنفس ، وكان يحمل بخاخ لأجل ذلك ، وحرم التدخين ، لأنه هو السبب في مرضه .. وهكذا .. وكان بعض العلماء الصالحين ، لا يفتون في التدخين ، حتى لا يحرجوا الناس ، ومنهم العلامة الفقيه الورع الشيخ محمد سعيد الإدلبي ، والعلامة الشيخ المحدث عبد الله سراج الدين ، رحمهما الله رحمة واسعة .. فإذا ثبت ضرر التدخين على المدخن ، وأخبره الطبيب بذلك ، أو ظهر له ذلك من خلال التجربة ، فالتدخين في حقه حرام ولا يجوز له أن يتعاطاه .. وكذلك النارجيلة الشيشة وأمثالها ..
ثم ماذا يستفيد هذا المدخن : فالدخان لا يسمن ولا يغني من جوع ، وهو عادة سيئة ، ينفخ هكذا .. ويؤذي جلساءه ، وهذا ما يسمى التدخين السلبي ، ثم يبذر ماله في ثمن الدخان ، الذي يسبب له الكثير من الأمراض ، من سرطان الحنجرة ، وتصلب الشرايين ، والأزمات القلبية ، وارتخاء الأعصاب ، وضعف الشهية ، بنوعيها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق