بديع السماوات والأرض
بديع السماوات والأرض
كما هو معلوم فإن كل صانع يضع في صنعته علامات ودلائل تدل عليه حتى لا يدعي أحدٌ أنه هو المصنع زوراً وعدوناً مثل العلامة التجارية وغيرها من وسائل الحفاظ على الحقوق الادبية كذلك الله سبحانه وتعالى وله المثل الأعلى أودع في مخلوقاته دلائل
وعلامات تدل عليه ومن أهم العلامات التي تدل عليه سبحانه إتقان الصنعة وتفردها عن المشابهة بصناعة مثلها فمن أحب أن يعرف عجزه ويعرف عظمة الخالق سبحانه فليحاول أن يأتي
بصنعة تشبه صنعته سبحانه.وعلامات تدل عليه ومن أهم العلامات التي تدل عليه سبحانه إتقان الصنعة وتفردها عن المشابهة بصناعة مثلها فمن أحب أن يعرف عجزه ويعرف عظمة الخالق سبحانه فليحاول أن يأتي
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ [الحج : 73].
ويقول سبحانه وتعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ )[الشورى : 29]
ويقول سبحانه وتعالى:(وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [الجاثية : 4]
ويقول سبحانه وتعالى:(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ )[الأنعام : 38]
فمن كانت كذلك صنعته وقدرته كان أحق بالعبادة عمن سواه وكان أحق أن يتبع شرعه، لذلك أخوتي أدعوكم وأدعو نفسي إلى التأمل في خلق الله تعالى تأمل عقل واعي يريد الحقيقة فيتبعها.
قال الله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة : 164].
وإليكم بعض الصورة لبعض الحشرات والمخلوقات التي أبدعها الله سبحانه وتعالى:
يقول الشاعر:
لله في الآفاق آيات لعــلّ | أقلها هو ما إليه هداكا | |
ولعل ما في النفس من آياته | عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا | |
والكون مشحون بأسرار إذا | حاولت تفسيراً لها أعياكا | |
قل للطبيب تخطفته يد الردى | من يا طبيب بطبه أرداكا | |
قل للمريض نجا وعوفي بعدما | عجزت فنون الطب من عافاكا | |
قل للصحيح يموت لا من علة | من بالمنايا يا صحيح دهاكا | |
قل للبصير وكان يحذر حفرةً | فهوى بها من ذا الذي أهواكا | |
بل سائل الأعمى خطا بين الزحـ | ام بلا اصطدام من يقود خطاكا | |
قل للجنين يعيش معزولاً بلا راعٍ | ومرعى ما الذي يرعاكا | |
قل للوليد بكى وأجهش بالبكا | لدى الولادة ما الذي أبكاكا | |
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه | فاسأله من ذا با لسموم حشاكا | |
واسأله كيف تعيش يا ثعبان | أو تحيا وهذا السم يملأُ فاكا | |
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت | شهداً وقل للشهد من حلاّكا | |
بل سائل اللبن المصفى كان | بين دمٍ وفرثٍ من الذي صفّاكا | |
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا ميت | فاسأله من يا حي قد أحياكا | |
قل للنبات يجف بعد تعهدٍ | ورعايةٍ من بالجفافِ رماكا | |
وإذا رأيت النبت في الصحراء | يربو وحد فاسأله من أرباكا | |
وإذا رأيت البدر يسري ناشراً | أنواره فاسأله من أسراكا | |
واسأل شعاع الشمس يدنو وهي | أبعد كل شيء ما الذي أدناكا | |
قل للمرير من الثمار من الذي | بالمر من دون الثمار غذاكا | |
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى | فاسأله من يا نخل شق نواكا | |
وإذا رأيت النار شب لهيبها | فاسأل لهيب النار من أوراكا | |
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً | قمم السحاب فسله من أرساكا | |
وإذا ترى صخراً تفجر بالمياه | فسله من بالماء شق صفاكا | |
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال | سرى فسله من الذي أجراكا | |
وإذا رأيت البحر بالماء الأجاج طغى | فسله من الذي أطغاكا | |
وإذا رأيت الليل يغشي داجياً | فاسأله من يا ليل حاك دجاكا | |
وإذا رأي الصبح يسفر ضاحكاً | فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا | |
ستجيب ما في الكون من آياته | عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا | |
ربي لك الحمد العظيم لذاتك | حمداً وليس لواحدٍ إلاّ كا | |
يا مدرك الأبصار والأبصار | لا تدري له ولكنهه إدراكا | |
إن لم تكن عيني تراك فإنني | في كل شيء أستبين علاكا | |
يا منبت الأزهار عاطرة الشذى | ما خاب يوماً من دعا ورجاكا | |
يا مجري الأنهار عاذبة الندى | ما خاب يوماً من دعا ورجاكا | |
يا أيها الإنسان مهلاً ما الذي | با لله جل جلاله أغراكا |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق