بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.إن الغرض من هذاالموضوع هو بيان الحق للمخلصين الذين يريدون الحق حتى يكفوا عن تكفير الأمةالاسلامية ،واتهام المسلمين بالوقوع فيه ،لأنني أعلم أن فيهم من قصده الحق ولا
يعلمبه كما أن فيهم من أخذته العصبية والعناد وغلبته نفسه الأمارة بالسوء .فلكل من أرادالهداية جمعت هذه الأحاديث الثابتة لأن المرجع هو كتاب الله تعالى وسنة سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام فلعل الله أن ينفع به من أراد الهداية والنصح للأمة وكف شره عن المسلمين .
ثم إن الأدلة على جواز الاستغاثة والتوسل كثيرة جداً وقد ذكرت بعضها فقط ،والاستغاثة والتوسل هي من باب العمل بالأسباب وليست من باب عبادة المخلوقين كما يزعم المخالفون لأهل السنة .
ومعلوم أنه ليس كل نداء يقصد به العبادة ولذا ترى المخالفين لأهل السنةيجيزون دعاء الحي الحاضروالاستغاثة به في الملمات كاستغاثةالمريض بالطبيب ياطبيب اغثني أو ادركني أو حين يستغيث الغريق بمن بمخلوق فيقول اغثني انجدني ونحوذلك،فليس كل دعاء عبادة وإنما هو من باب تعاطي الأسباب فقط . وقد جاءت النصوص الشرعية المبينة لمشروعية الاستغاثة .وكان السلف الصالح رضي الله عنهم يعملون بهاعند الشدائد أو الحاجات .وسار على نهجهم من جاء بعدهم من أمة الإسلام إلى يومنا هذا .
وقد ألف العلماء كتباً نافعة ذكروا فيها أدلة الاستغاثة ورغبوا في العمل بها،وجعلوها من الأداب الشرعية المرعية ومن ذلك كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري وكتاب عمل اليوم والليلة للحافظ ابن السني تلميذ الحافظ النسائي ، وكتاب الكلم الطيب لابن تيمية ,وغيرها من كتب الأمة التي ألفت للعمل بهذه الأذكار كالأذكار للحافظ النووي رحمهم الله تعالى .
وإليكم النقول من كتب الحديث الشريف
الدعاء الذي ورد في النصوص الشرعية ينقسم إلى نوعين :
النوع الأول :دعاء بغير قصد العبادة :وهو من باب تعاطي الأسباب وهذا يجيزه الشرع الشريف وعمل به حتى الوهابية أنفسهم فيقولون (يجوز دعاء المخلوق الحي الحاضر القادر)لأنه بقصد تعاطي الأسباب وليس بقصد عبادة المخلوق مثل أن تقول يا طبيب أغثني أو ادركني أو يا قائد الجيش أمدني بمدد من العساكر ،أو يا علماء الأمة أمدوني بالدعاء أو انقذني يافلان .وهكذا الاستغاثة بسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام فهي بقصد العمل بالأسباب وليس بقصد عبادته عليه الصلاة والسلام لأننا نعلم يقيناً أنه لا إله إلا الله تبارك وتعالى .وهذا هو الذي تنص عليه الأحاديث التي ستكون في المشاركة التالية إن شاء الله تعالى .
فالأحاديث الواردة كلها في هذا النوع .
النوع الثاني :دعاء بقصد العبادة :أي أن الداعي يقصد عبادة المخلوق بذلك الدعاء والعياذ بالله ،فهو يعتقد أنه رب وإله له ثم يتوجه إليه بالدعاء بقصد عباته
فهذا لايجوز أن يتوجه به العبد لغير الله تعالى لأنه شرك مخرج من الاسلام وهو الدعاء الذي جاءت الآيات الكثيرة بوصف المشركين به ونهاهم الله تعالى عنه كقوله تعالى ((ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون)) وغيرها من الآيات الكريمة.
فلا تعارض بين نصوص الشرعية بل يمكن الجمع بينها ولله الحمد .
والآن نأتي لسرد بعض النصوص الشرعية والآثار التي ذكرها علماء الحديث في كتب الحديث عن الاستغاثة والتوسل وحثوا على العمل بها مع التوثيق بإذن الله تعالى.
سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام يأمر بالتوسل والاستغاثة به:
سأذكر الحديث إن شاء الله تعالى ثم في آخر كل مشاركة أضع رابطا على نفس نص الحديث من الكتاب نفسه مباشرة إن شاء الله تعالى من باب زيادة التوثيق .
الحديث الأول :جاء في المعجم الصغير للمحدث الكبير الإمام الطبراني رحمه الله تعالى فيما أسند عثمان بن حنيف ما نصه برقم
508 - حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصري التميمي حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصلي فيه ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه و سلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك ربي جل وعز فيقضي لي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له عثمان ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال ما كانت لك من حاجة فأتنا .
ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في .
فقال عثمان بن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأتاه ضرير فشكا عليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((أفتصبر)) فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي.
فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ((إئت الميضأة فتوضأ ، ثم صل ركعتين، ثم ادع بهذه الدعوات قال عثمان فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة وهو الذي يحدث عن بن أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأبلي وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر بن فارس بن شعبة والحديث صحيح .
وروى هذا الحديث عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه وهم فيه عون بن عمارة والصواب حديث شبيب بن سعيد .انتهى كلام الحافظ الطبراني رحمه الله.
حث حفاظ الأمة الإسلامية على العمل بهذا الحديث:
فقد حث الحافظ الطبراني على العمل بهذا الحديث حيث أورده في كتابه الدعاء في باب القول عند الدخول على السلطان .
وحث على العمل به الحافظ ابن السني في كتابه عمل اليوم والليلة في باب ما يقول لمن ذهب بصره.
وحث عليه الإمام ابن خزيمة في صحيحه فقال باب صلاة الترغيب والترهيب ،ثم ذكره في أحاديث الباب.
كما ذكره الإمام الترمذي في جامعه وقال حديث حسن صحيح غريب.وذكره الإمام احمد في المسند وغيرهم.
وجاء في المستدك للإمام الحاكم ما نصه:
1929 - أخبرنا حمزة بن العباس العقبي ببغداد ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عون بن عمارة البصري ثنا روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف رضي الله عنه : أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله علمني دعاء أدعو به يرد الله علي بصري فقال له :
(( قل اللهم إني أسألك و أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي اللهم شفعه في و شفعني في نفسي فدعا بهذا الدعاء فقام و قد أبصر))
تابعه شبيب بن سعيد الحبطي عن روح بن القاسم زيادات في المتن و الإسناد و القول فيه قول شبيب فإنه ثقة مأمون .
1930 - أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سهل الدباس بمكة من أصل كتابه ثنا أبو عبد الله بن علي بن زيد الصائغ ثنا أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي حدثني أبي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر المدني و هو الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم و جاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال : يا رسول الله ليس لي قائد و قد شق علي .
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( ائت الميضاة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل : اللهم إني أسألك و أتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه و سلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي لي عن بصري اللهم شفعه في و شفعني في نفسي ))
قال عثمان فو الله ما تفرقنا و لا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل و كأنه لم يكن به ضر قط.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه و إنما قدمت حديث عون بن عمارة لأن من رسمنا أن نقدم العالي من الأسانيد.
انتهى كلام الإمام الحاكم بحروفه .
وعلق الحافظ الذهبي في التلخيص على هذا الحديث فقال :على شرط البخاري . انظرالمستدرك مع تعليقات الذهبي 1/707
فالإمام الحاكم والحافظ الذهبي يصححان الحديث بل هو في غاية الصحة حيث أنه على شرط الإمام البخاري
ورواه الحافظ البيهقي في دلائل النبوةوصححه فقال:أخبرنا أبوعبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ،وأنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، حدثنا أبو علي حامد بن محمد الهروي ، حدثنامحمد بن يونس ، قالا : حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا شعبة ، عن أبي جعفر الخطمي ، قال : سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت ، يحدث عن عثمان بن حنيف ، أن رجلا ضريرا أتى النبيصلى الله عليه وسلم ، فقال : ادع الله لي أن يعافيني ، قال : « فإن شئت أخرت ذلكفهو خير لك ، وإن شئت دعوت الله » ، قال : فادعه قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء، ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء : « اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضيها لي، اللهم شفعه في وشفعني في نفسي » هذا لفظ حديث العباس ، زاد محمد بن يونس فيروايته ، قال فقام وقد أبصر ، ورويناه في كتاب الدعوات بإسناد صحيح عن روح بن عبادة، عن شعبة ، ففعل الرجل فبرأ ، وكذلك رواه حماد بن سلمة ، عن أبي جعفر الخطمي . انتهى كلام الحافظ البيهقي .
الفوائد:
1_ استحباب العمل بهذا الدعاء والوضوء وصلاة ركعتين قبله .
2_ تصحيح الحفاظ لهذا الحديث من سلف الأمةومن تبعهم رحمهم الله تعالى .
3_ عمل الصحابة بهذا الحديث ،وترغيب الناس في العمل بهذا الحديث كما صنع الحفاظ حيث حثوا عليه في كتب الأذكار والدعاءكما فعل الإمام ابن خزيمة والطبراني وابن السني والبيهقي والحاكم والمنذري وغيرهم من الحفاظ .
4_ فيه النص على عملين مشروعين وهما الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بدون قصد العبادة بل من باب تعاطي الأسباب المشروعة وكذلك التوسل به صلى الله عليه وسلم.
للإطلاع على الحديث من الكتب مباشرة:
1_ حديث الضرير صحيح على شرط البخاري:
2_ حديث الضرير بإسناد آخر قال عنه الترمذي حديث حسن صحيح غريب
ورجال سند الترمذي كلهم ثقات ، وإنما سماه غريباً لانفراد عثمان بن عمر ، عن شعبة ، وانفراد أبي جعفر عن عمارة ، وهما ثقتان باتفاق ، وكم من حديث صحيح ينفرد به أحد الرواة كحديث " إنما الأعمال بالنيات " وسماه حسناَ لتعدد طرقه بعد أبي جعفر ، وعثمان بن عمر .
وتسميته صحيحاً باعتبار تكامل أوصاف الصحة في رواته .
وهذا هو من جامع الترمذي مباشرة
3_ وهذا هو مع القصة التي ذكرها الحافظ الطبراني أنقلها من كتاب ضياء الدين المقدسي الحنبلي من كتابه العدة للكرب والشدة.
والحافظ عبدالغني صاحب عمدة الأحكام في كتابه الترغيب في الدعاء والحث عليه
4_ وهو هنا مع تصحيح الإمام البيهقي له في كتاب دلائل النبوة:
الدليل الثاني :وهذا الدليل ذكره عدد كبير من أئمة الحديث وحثوا عليه فمنهم الإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد .ومنهم الإمام إبراهيم الحربي تلميذ الإمام أحمد في كتابه غريب الحديث .ومنهم الحافظ ابن السني تلميذ الحافظ النسائي في كتابه عمل اليوم والليلة ومنهم الحافظ ابن الجعد في كتابه المسند .وغيرهم كثير . وإليكم النقول:
جاء في كتاب غريب الحديث للإمام إبراهيم الحربي تلميذ الإمام أحمد بن حنبل في مادة خدر ما نصه:
756 - حدثنا عفان ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عمن سمع ابن عمر ، قال : « خدرت رجله » ، فقيل : اذكر أحب الناس ، قال : « يا محمد »
وقال :757 - حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن سعد : جئت ابن عمر فخدرت رجله ، فقلت : مالرجلك ؟ قال : « اجتمع عصبها » ، قلت : ادع أحب الناس إليك ، قال : « يا محمد »ففي هذين الأثرين تبرز الاستغاثة بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ودعاءه عند حدوث هذا العارض .وحتماً أن المسلمين قديماً وحديثاً لا يفعلون ذلك بقصد عبادة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وإنما بقصد الاستغاثة السببية فقط.وإلا للزم المتنطعون اتهام الصحابة والتابعين بالوقوع في الشرك.
وجاء في الأدب المفرد للإمام البخاري باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله :1001 - حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن سعد قال : خدرت رجل ابن عمر ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك ، فقال :" يا محمد"
فتأمل في قول الحافظ البخاري رحمه الله تعالى باب ما يقول الرجل فهو حث على فعل هذه الاستغاثة.
وجاء في عمل اليوم والليلة للحافظ ابن السني ما نصه:باب ما يقول إذا خدرت رجله 167 - حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطي ، وعمرو بن الجنيد بن عيسى ، قالا : ثنا محمد بن خداش ، ثنا أبو بكر بن عياش ، ثنا أبو إسحاق السبيعي ، عن أبي شعبة ، قال : كنت أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما ، فخدرت رجله ، فجلس ، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك . فقال : « يا محمداه فقام فمشى »
وجاء في تهذيب الكمال للحافظ المزي ما نصه: 3832 - بخ(البخاري) عبد الرحمن بن سعد القرشي العدوي مولى بن عمر كوفي روى عن أخيه عبد الله بن سعد ومولاه عبد الله بن عمر بخ روى عنه حماد بن أبي سليمان وأبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ومنصور بن المعتمر وأبو إسحاق السبيعي بخ ذكره بن حبان في كتاب الثقات روى له البخاري في كتاب الأدب حديثا واحدا موقوفا وقد وقع لنا عاليا عنه أخبرنا به أبو الحسن بن البخاري وزينب بنت مكي قالا أخبرنا أبو حفص بن طبرزذ قال أخبرنا الحافظ أبو البركات الأنماطي قال أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا زهير عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال كنت عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقلت له يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال اجتمع عصبها من ها هنا قال قلت ادع أحب الناس إليك فقال يا محمد ،فانبسطت .رواه عن أبي نعيم عن سفيان عن أبي إسحاق مختصرا .انتهى
وجاء في مسند الحافظ ابن الجعد ما نصه:2117 - وبه عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن سعد قال : كنت عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقلت له : يا أبا عبد الرحمن ، ما لرجلك ؟ قال : « اجتمع عصبها من هاهنا ، قلت : ادع أحب الناس إليك ، قال : يا محمد ، فانبسطت » انتهى
فهم يطلبون الشفاء الذي يحصل نتيجة دعاء من يحبون .وهكذا فعل المسلمون من الصحابة فمن بعدهم إلى اليوم وليس دعاء عبادة وإنما هو دعاء طلب بقصد تعاطي الأسباب .
وممن حث على ذلك في مقام بيان فضل النبي صلى الله عليه وسلم الحافظ شمس الدين السخاوي تلميذ الحافظ ابن حجر:في كتابه "القول البديع " حيث قال ما نصه : "وللبخاري في الأدب المفرد من طريق
عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال: يا محمد" انتهى.
وهنا للأطلاع :
الأدب المفرد للبخاري اكتب في المستطيل كلمة خدرت:
2_ وهنا من كتاب الإمام إبراهيم الحربي اكتب في المستطيل كلمة خدرت كما سبق بيانه في المثال أعلاه.
3_ وهنا كتاب عمل اليوم والليلة للحافظ ابن السني
وهنا من مسند الحافظ ابن الجعد رحمهم الله أجمعين:
الحديث الثالث:قال الإمام الحافـظ أبو بكر بن أبى شيبة فى (المصنّف) (6/356) حديث برقم
(32002) (حدثنا أبو معاوية عنالأعمش عن أبى صالح عن مالك الدّار قال: وكان خازن عمر على الطعام قال:أصاب الناس قحط فى زمن عمر فجاء رجل
إلى قبر النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا .
فأُتِىَ الرجل فى المنام فقيل له: إئت عمر فأقرئه السلام وأخبره إنكم مسقون وقل له: عليك الكَيْس فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال يارب لا آلو إلاّ ما عجزت عنه "
ورواه الإمام البيهقى فى كتابه (دلائل النبوة) (7/47)
ففي الخبر فوائد منها :
1_ الاستغاثة بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته عند نزول البلاء.
2_ عملهم بالرؤيا الصالحة لأنها لا تخالف الشرع.
اما من جهة صحة الخبر فقد صححه الحفّاظ وعملت الأمة به على مر الدهور .
قال الحافظ ابن حجر فى "الفتح - 2/397" ما نصه(وروى ابن أبى شيبة بإسناد صحيح من رواية أبى صالح السمّان عن مالك لدار - وكان خازن عمر - قال: أصاب الناس قحط فى زمن عمر فجاءَ رجل إلى قبر النبى [ فقال: يا رسول الله! استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتى الرجل فى المنام فقيل له: أئتعمر... الحديث. وقد روى سيف فى «الفتوح» أن الذى رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزنى أحد الصحابة).انتهى كلام الحافظ ابن حجر بحروفه.
وقال ابن كثير- في البداية والنهاية - ثم دخلت سنة ثماني عشرة - طاعون عمواس وعام الرمادة - الجزء : ( 10 ) - رقم الصفحة : ( 73 )....- وقال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا : أبو نصر بن قتادة ، وأبو بكر الفارسي قالا : ، حدثنا : أبو عمر بن مطر ، حدثنا : إبراهيم بن علي الذهلي ، حدثنا : يحيى بن يحيى ، حدثنا : أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن مالك قال : أصاب الناس قحط في زمن عمربن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إستسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال : إيت عمر فأقره مني السلام وأخبرهم أنهم مسقون ، وقل له عليك بالكيس الكيس ، فأت ىالرجل فأخبر عمر فقال : يا رب ما آلوا إلاّ ما عجزت عنه ، وهذا إسناد صحيح ."انتهى كلام الحافظ ابن كثير .
وهنا للإطلاع على الحديث من مصنف ابن ابي شيبة :
وهو هنا مع تصحيح الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري انظر السطر 28تقريباً حيث قال روى ابن ابي شيبة بإسناد صحيح:
وانظرهنا في البداية والنهاية لابن كثير: اكتب في المستطيل كلمة قحط
ومن الأدلة الشرعية أيضاً:
قال الحافظ نورد الدين الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
باب ما يقول إذا انفلتت دابته أو أراد غوثا أو أضل شيئا.
عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله عليهوسلم قال: "إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد عونا وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني فإن لله عبادا لا نراهم". وقد جرب ذلك. رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم إلا أن زيد بن علي لم يدرك عتبة.
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لله ملائكة فيالأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد الله".
رواه البزار ورجاله ثقات. انتهى وحسنه الحافظ ابن حجر في أمالي الأذكار.
وقد جربه السلف وطبقوه وممن عمل بمقتضى هذا الحديث و احتج به الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله . فقد أخرج البيهقي (6/1287) عن عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول : حججت خمس حجج ، اثنتين راكباً وثلاثة ماشياً ، أو ثلاثة راكباً واثنتين ماشياً ، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشياً ، فجعلت
أقول : يا عباد الله دلوناعلى الطريق ، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق" .انتهى
وهكذا فعل السلف لأنهم يفهمون رحمهم الله الفرق بين الاستغاثة بقصدالعبادة والاستغاثة السببية.
تطبيق السلف للأدلة السابقة:حث السلف الصالح على ذلك كما في الأدب المفرد للحافظ البخاري وعمل اليوم والليلة للحافظ ابن السني ،والدعاء للحافظ الطبراني ،وصحيح ابن خزيمة ومستدرك الإمام الحاكم وغيرها.وكما تجده في كتاب الأذكار للإمام النووي ونحوذلك.
وعمل به السلف في عهد الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام ثم في عهد التابعين ومن جاء بعدهم .وإليكم بعض النقول:
1_ الإمام محمد بن المنكدر في سير أعلام النبلاء (5/359): قال مصعب بن عبد الله حدثني إسماعيل بن يعقوب التيمي قال كان ابن المنكدريجلس مع أصحابه فكان يصيبه صمات فكان يقوم كما هو حتى يضع خده على قبر النبي صلىالله عليه وسلم ثم يرجع فعوتب في ذلك فقال إنه يصيبني خطر فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم.انتهى
2_ قصة العتبي المشهورة وهي موجودة في تفسير القرطبي وغيره عند قوله تعالى " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ "
قال الحافظ ابن كثير في التفسير : يرشد الله تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيستغفروا الله عنده , ويسألوه أن يستغفر لهم , فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفرلهم ولهذا قال : " لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً.انتهى
وقصة العتبي هي: حكى العتبى وهو تابعي جليل أنه قال : كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليهوسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عيك يا رسول الله يا صفوة خلق الله أنت الذي أنزلعليك: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدواالله تواباُ رحيماً} وقد ظلمت نفسي، وها أنا قد أتيت أستغفر من ذنبي، اشفع لي إلى ربي، ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمـه فطاب من طيبهن القاع والأكـم
أنت الفـداء لقـبر أنت ساكنـه فيه العفاف ، وفيه الجود والكرم
أنت الحبيب الذي ترجى شفاعته عند الصراط إذا مازلت القدم
أنت البشير النذير المستضاءبه وشافع الخلق إذ يغشاهم الندم
تخصهم بنعيم لا نفاد له والحور في جنة المأوى لهم خدم
تعطى الوسيلة يوم العرض مغتبطا عند المهيمن لما تحشر الأمم
والحوض قدخصك الله الكريم به يوماً عليه جميع الخلق تزدحم
تسقى لمن شئت يا خير الأنام وكم قوماً لعظم الشقا والبعد قد حرموا
صلى عليك إله العرش ما طلعت شمس النهار فغشت حندس الظلم
قال العتبى رحمه الله: ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت رسولالله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عتبى أدرك الأعرابي ، وبشره أن الله قد غفر له. وهي مما استفاض عند الأمة،حتى لا تحتاج لسند لاستفاضتها،وهويدل على رضى نقلتها وهم حملة الشريعة المطهرة .ومنهم الإمام النووي في الأذكار وابن قدامة الحنبلي في المغني وغيرهم من العلماء .
3_ ومنها ما ذكره الذهبي في تذكرةالحفاظ 3/973وفي السير 16/400في ترجمة ابن المقرىء ما نصه:كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطبراني، وأبو الشيخ _ ابن حيان _بالمدينة، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت: يا رسول الله الجوع . فقال لي الطبراني: اجلس، فإما أن يكون الرزق أو الموت.
فقمت أنا وأبو الشيخ، فحضر الباب علوي، ففتحنا له، فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شئ كثير، وقال: شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ رأيته في النوم، فأمرني بحمل شئ إليكم.انتهى .
فهذا النوع من الاستغاثة هو من باب تعاطي الأسباب النافعة بإذن الله تعالى الذي يفعله الناس وليس بقصد العبادة كما يزعم الظالمون هدانا الله وإياهم .والله يحفظنا وإياكم أجمعين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وهنا روابط لبيان الحديث من مصادره:
شعب الايمان للإمام البيهقي اكتب في المستطيل كلمة سوى الحفظة
مصنف الإمام ابن أبي شيبه:اكتب في المستطيل كلمة سوى الحفظة
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق